أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم علاء الدين - ايا كان الفائز.. فالشعب الامريكي حقق قفزة انسانية تقدمية كبرى















المزيد.....

ايا كان الفائز.. فالشعب الامريكي حقق قفزة انسانية تقدمية كبرى


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2455 - 2008 / 11 / 4 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن يكون يوم غد الثلاثاء يوما عاديا في تاريخ الولايات المتحدة والعالم، فيوم الرابع من نوفمبر 2008 وبغض النظر عمن سيفوز بالانتخابات سوف يعلن عن مواثيق انسانية واجتماعية عالمية جديدة سيوقع عليها الشعب الامريكي حين يدلي بصوته في صناديق الاقتراع وسيتبعه العالم باسره ان اجلا او عاجلا، تقضي بضرورة انهاء كل اشكال التمييزعلى اساس اللون او الجنس، وتثبت قواعد جديدة للعدالة والمساواة والديمقراطية .

وقبل المضي في عرض وجهة نظري اود التنويه بانني لا ارى كبير فرق بين المرشحين اوباما وماكين (وان كنت قد ادليت يصوتي سلفا لصالح اوباما باعتباري احمل الجنسية الامريكية) فيما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة الخارجية، ولن يكون هناك تغيير كبير في السياسات التقليدية للولايات المتحدة فيما يتعلق بالقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث سيواصل البيت الابيض سواء كان ساكنه اوباما او ماكين انحيازه للعدو الصهيوني.
واذ اذكر هذا التنويه فانما كي انبه مسبقا بعض قصيري النظر بالا يشغلوا انفسهم كثيرا بمحاولة اثبات انني اقوم بمحاولة تلميع الوجه الامريكي البشع في تعامله مع قضايا الشعوب وتطلعاتها نحو الحرية واستقلال اوطانها.

عندما نؤكد ان يوم الثلاثاء ليس يوما عاديا فذلك لانه يعتبر تتويجا لعمل متواصل وصبور وتصميم عال وايمان بالمستقبل وبالتغيير ، فالولايات المتحدة شهدت منذ بداية العام الحالي تقريبا تغيرات جذرية تاريخية مرتبطة بالعدالة والمساواة ومناهضة التمييز العنصري، تعتبر بحد ذاتها انتصارا عظيما للشعب الامريكي، تضعه في ريادة شعوب العالم ، كونه يقوم بنسج معالم علاقات انسانية جديدة بين البشر، ويقود تغييرا هائلا في المفاهيم الانسانية، سوف يكون لها صدى واسعا على جميع شعوب الارض بدرجات متفاوتة طال الزمن او قصر.

فقد حقق الشعب الامريكي خلال الاشهر الماضية ما يمثل ثورة حقيقية في ميدان التحولات الاجتماعية، وفي ترسيخ مفهوم المواطنة القائمة على المساواة بغض النظر عن الاصل او اللون او الجنس، وتثبيت مباديء تكافوء الفرص والحقوق والواجبات امام القانون.
وهو بذلك يكون قد انجز خطوة تقدمية كبرى في تاريخ البشرية، وفي تاريخ الحضارة الانسانية، وتمكن وبشكل سلمي وعبر الحوار الديمقراطي وصناديق الاقتراع وفي ظل الدولة المدنية العصرية من الانتقال من حالة اجتماعية الى اخرى اكثر تقدمية واكثر تطورا وارتقاء.

وسيلقي هذا النجاح الباهر للشعب الامريكي بانتصاره على العنصرية وتعزيز مباديء الديمقراطية والمساواة والعدالة، بظلاله على العالم باسره، ومن ضمنه بلادنا العربية، بغض النظر ان كان سيد البيت الابيض رجلا ابيضا وسيدة بيضاء ممشوقة القوام، سيواصلا نهج الرئيس جورج دبليو بوش المدمرة، او رجلا اسودا ونائبا ابيضا معروف بعدائه لتطلعات شعوبنا العربية وصاحب نظرية تقسيم العراق الى ثلاثة دول.

ومما يثير الاعجاب بالشعب الامريكي انه سمح لرجل من اصول افريقية اسود البشرة في مجتمع قام على استغلال واضطهاد السود، والتمييز العنصري ، الى ان يكون المرشح المنافس الاوفر حظا على رئاسة الولايات المتحدة، مما يعكس تراجعا حادا للافكار العنصرية القديمة.

وكم هي خطوة تقدمية كبرى قطعها الشعب الامريكي عندما لم يبد اهتماما بالاصول الطبقية للسيد اوباما الذي عاش طفولته وشبابه في ظروف قاهرة اجتماعيا واقتصاديا، مما يعكس مستوى عال من الادراك والوعي والايمان بالمساواة بين البشر بغض النظر عن اصولهم الطبقية.
ولا بد من الاشارة ايضا الى ان الشعب الامريكي لم يبالي كثيرا بالاصول الدينية للافراد بالرغم من محاولة حملة ماكين التشهير باوباما باعتباره من اصول اسلامية، وفي ذلك ايضا فشلا لسياسة الرئيس جورج بوش الذي حاول في بعض المراحل ان يصور للشعب الامريكي انه يقود حربا صليبية جديدة ضد المسلمين، وفي ذلك ايضا انجازا هائلا يسجل للشعب الامريكي.

وعندما يختار المرشح ماكين سيدة لتكون نائبا له ففي ذلك ايضا خطوة تقدمية كبرى، صحيح ان هناك شعوبا سبقت الولايات المتحدة بعقود اوصلت المراة الى اعلى منصب سياسي في البلاد وابرز مثل على ذلك السيدة انديرا غاندي في الهند والسيدة بنازير بوتو في الباكستان وان كانت السيدتان جاءتا الى السلطة عن طريق الوراثة على الاغلب باعتبارهما ابنتا قادة مؤسسين لكل من الهند وباكستان، ولذلك يكون المثل الاقرب للتجرية الامريكية هو السيدة مارجريت تاشر رئيسة وزراء بريطانيا، وهناك مثل اخر تمثله السيدة انجيلا ميركل المستشارة الالمانية.
ولكن ما شهدته الولايات المتحدة سواء باختيار السيدة سارة بالين،وقبلها ترشح السيدة هيلاري كلينتون لتمثيل الحزب الديمقراطي في المنافسة على منصب الرئيس يمثل خطوة تقدمية كبيرة تتحقق للمرة الاولى بتاريخ الولايات المتحدة.

وهذه التطورات على صعيد تقدم المراة الامريكية لشغل المنصب الاول والثاني في البلاد لم يأت فجأة، وانما في سياق عملية تطور تاريخية، بدات مع شغل السيدة مادلين اولبرايت لمنصب وزير الخارجية ، ومن ثم السيدة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الحالية.
وبذلك يكون الشعب الامريكي وكأنه يعيد اكتشاف ذاته، ويعيد انتاج قيمه الانسانية المبنية على التسامح والمساواة والديمقراطية، وهو بذلك يعطي دروسا لكل شعوب العالم وخصوصا شعوبنا العربية.
ويكون الشعب الامريكي وفقا لهذه القيم الجديدة قد حدد وجهة بلاده على كافة الاصعدة ، واي شكوك بقيادة امريكا للعالم على اصحابها التراجع، لان الوقائع ما زالت تؤكد ان أي تطور في الولايات المتحدة تكون له ارتدادات قوية على العالم باسره، سواء كان تغيرا سياسيا او اقتصاديا او عسكريا او ثقافيا او علميا او فنيا او اخلاقيا.

فالتغيرات التقدمية في القيم الامريكية من زاوية تراجع حدة التمييز العنصري سواء كان ضد البشر على اساس اللون، او ضد النساء على اساس الجنس، تحمل في طياتها رياح التغيير الى دول العالم ، فكما هيمنت شركة ماكدونالدز وبورغر كينع والبيبسي كولا والكوكا كولا وانماط الاستهلاك الامريكية على العالم، فسوف تنتشر وتهمين مفاهيم المساواة بين البشر بغض النظر عن اللون او الجنس او الدين او الانتماء الطبقي على كافة الدول وبلا استثناء.
وبذلك يكون الشعب الامريكي قد وضع اساسا حقيقيا سوف يسهم في تطور وارتقاء البشرية بشكل عام.

ومن الضروري الاشارة الى ان تمكن الشعوب من القضاء على مفاهيم التمييز باشكالها المتعددة يتطلب الارتقاء في كافة مناحي الحياة ، فالتغيير لا يتم هكذا بالعدوى بل بالعمل على توفير شروطه الموضوعية ومقوماته الضرورية وفي مقدمتها تطور اساليب العمل ووسائل الانتاج واعتماد العلوم والمعرفة الحديثة والبحث العلمي في انتاج الخيرات.

وسواء كما سبق واشرت كان سيد البيت الابيض رئيسا اسودا ونائبا ابيضا، او رئيسا عجوزا وسيدة شابة فازت بلقب ملكة جمال في بعض مراحل عمرها، فان الامر سيان بالنسبة لنا شعوب العرب، لكنها من زاوية اخرى وعلى الصعيد المحلي في الولايات المتحدة تشير الى ان الشعب الامريكي قد ثبت ورسخ عقدا اجتماعيا جديدا، من اهم بنوده ان باستطاعة أي شخص بغض النظر عن جنسه او لونه، يعمل بجد واجتهاد، ويمتلك العلم والمعرفة والتفكير السليم، والقدرات الشخصية ، واستطاع التميز والنجاح في عمله، ان يصل الى اعلى المناصب في الدولة بما فيها منصب رئاسة الدولة.
وبذلك يكون الشعب الامريكي وكأنه قد حقق حلم مارتن لوثر كينع الذى قال "احلم بدولة يحكم فيها على الانسان على اساس عمله وليس على اساس لونه".
وارجو ممن لديهم مواقف مسبقة من الولايات المتحدة بسبب سياستها الخارجية ضد يلادنا، ان يقفوا مطولا امام التغيرات التي اشرنا اليها، وان يقارنوا بين انجازات الشعب الامريكي في ظل الدولة الديمقراطية، وبين ما تعانيه شعوبنا في ظل غياب الديمقراطية، ولا اجد ما يدعو الى ذكر امثلة في هذا السياق يتكرر ذكرها في كل وسيلة اعلامية وعلى مدار الوقت.
فمتى نصل الى دولة يحكم فيها على الانسان على اساس عمله وانجازاته ونجاحه وليس على اساس اصله وفصله وعشيرته وقبيلته وثراؤه وفقره؟؟



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراحة الجمعة .. استخارة الله .. هدية الى الله .. غضب الله
- ديون و حمير .. وخسائر اسواق المال
- استاذ ازهري .. يدعو لتحجيب الرجال .. والازهر يؤيد ضرب الزوجة ...
- المرأة العربية ترد على المتطرفين ... المجتمع الاسلامي ليس لل ...
- المحافظ يغلق حلب في التاسعة مساء
- رجال الدين متهمون بالفساد واستغلال اموال الخمس ..!!
- الوزيرة الكويتية في مرمى النيران الاسلامية
- الشيخ القرضاوي .. وشيعته .. والازمة المالية ..!
- شكرا لمصر .. هنيئا للفلسطينيين .. وليخسأ اليائسون ..
- الاقتصاد الاسلامي الفاشل ..
- قوميتنا فلسطينية رغم انف حزب التحرير واسرائيل
- دعاة الاقتصاد الإسلامي.. يبيعون الوهم ويخفون الحقائق .!
- غالبية السعوديات يرتبطن بعلاقات غير شرعية
- الى الامام وتوكل على الله ايها الرئيس ابو مازن
- الاسلاميون واليسار المراهق واوهام انهيار امريكا والراسمالية
- بين مرجانه وهيلانه ضاعت لحانا
- الاستاذ صبحي حديدي .. ووهم انهيار العصر الراسمالي ..
- انظروا ماذا يناقش كتاب العدو وماذا يناقش الفلسطينيون
- الدكتور صلاح عودة الله يساري يكتب باليمين
- بنت الخطيئة أغوت الاستاذ رشيد


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم علاء الدين - ايا كان الفائز.. فالشعب الامريكي حقق قفزة انسانية تقدمية كبرى