أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - وهم الديمقراطية باقصى كسورها العشرية














المزيد.....

وهم الديمقراطية باقصى كسورها العشرية


طلال الغوّار

الحوار المتمدن-العدد: 2454 - 2008 / 11 / 3 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم الأوضاع القاسية والمأساوية التي تعصف بالعراق, وفي ظل تداعياتها على كل مفاصل الحياة , ينشغل اليوم(السياسيون الجدد )بما يزيد من تأزم الأوضاع واضطرابها , من خلال الاختلافات والخلافات والتجاذبات فيما بينهم ,ولعل قضية (حق تقرير مصير الأقليات) في العراق تشكل احد هذه القضايا ,لتأخذ حيزا واسعا من اهتماماتهم وانشغالهم بها ,وكأن العراق قد استرد حقوقه واستعاد سيادته واستقلاله , وأنهى الاحتلال الجاثم على أرضه , وحان الوقت ليفكروا في (حقوق هذه الأقليات ) , وهنا لا يعني التغاضي عن حقوقها أو إنكارها , والتي لا تتعدى الحقوق الثقافية التي من خلالها تكون خصوصيتها لتشكل تنوعا ضمن النسيج الوطني العراقي الواحد, أما لحقوق السياسية فتمارس من خلال حق المواطنة ,التي تشمل كل العراقيين بمختلف أطيافهم وأديانهم . غير أن طرحها في الوقت الذي يفرض المحتل هيمنته على العراق ويسلب إرادته وسيادته واستقلاله, وبالصيغ التي يطرحونها اليوم بشأن هذه (الحقوق ) والمشاركة في الحياة السياسية على أساس المحاصصة ,لا يمكن أن تكون ألا ضمن مشروع تفتيت العراق على أسس طائفية وعرقية واثنيه,ومن ثم تعميمه على المنطقة انطلاقا من هذا التأسيس المدمر, واستكما ل المشروع الأمريكي الصهيوني .
إن (السياسيين الجدد)الذين قذفت بهم موجة الاحتلال لان يتصدروا مواقع السلطة في العراق وجدوا في شعار( الديمقراطية ) مطية لأحلامهم ومآربهم ,بعد أن عمل المحتل معاوله وبالتعاون معهم في بنية المجتمع العراقي , لينفخوا في هذه (الكيانات المجهرية ) ويظهروها على السطح ويعطوها سقفا سياسيا , لتتعمق الانتماءات الفرعية على حساب الانتماء الوطني وهوية العراق العروبية ,بغية إحداث الشروخ العمودية في الكيان الوطني العراقي ,فنجدهم منهمكون يتخاصمون ويتصالحون , يختلفون ويتفقون بشأن (حقوق الأقليات ومصيرها ) , وكأن العراقيين قد وصلوا إلى مرحلة الإشباع (الديمقراطي ) ووصلوا إلى حد التخمة من الحرية, ويعيشون في فائض من الاستقرار والرخاء .
إن وهم الديمقراطية الذي جاء مع (بساطيل )جنود الاحتلال والته العسكرية ,ليتلقفه بالأيدي هولاء (السياسيون) ومن تبعهم بالجهالة والمنفعة, ومن دون أن يسألوا اويتسالوا بعد أكثر من خمس سنوات من الاحتلال , ما لذي تحقق من هذه (الديمقراطية ) , أليس الذي تحقق هو الفتن الطائفية والاقتتال والتشريد والتهجير والنهب وزج أبناء العراق في غياهب السجون , وتقطيع أوصال مدينة بغداد والمدن العراقية الأخرى , وفقدان مقومات الأساسية لحياة المواطن العراق ,فالوهم يبقى وهما ,ومهما حاول دعاته الموهومين أن يضيقوا الفجوة بينه والواقع , بمخادعاتهم وتضليلهم وشعاراتهم البراقة .
إنهم وصــــــــــلوا بوهم ( الديمقراطية ) إلى أقصى مدياته , ولعل المبدأ الاستعماري القديم ( فرق تسد ) أيضا هو الآخر يريدون أن يصلوا به إلى أقصى مدياته,وصولا إلى حالة التشظية للكيان الوطني بأبعاده المختلفة ,بحيث يصل الأمر إلى اللا منطقية واللامعقولية , فالذي قراناه وشاهدناه على شاشة الفضائيات, يعد آخر أضحوكة أنتجها هذا(الوهم )وهي أن (السود في العراق يطالبون بحقوقهم)هذه إحدى تقليعات (الديمقراطية ) فمتى كان في العراق بل في منطقتنا العربية تميز بين الأبيض والأسود !! أو هناك أقلية بيضاء أو سوداء ,كما هو الحال في إفريقيا الجنوبية أو الولايات المتحدة الأمريكية, هل لون الإنسان في العراق معيارا يحدد من خلاله انتماءه ألاثني أو العرقي أو الديني , فالكل هم عراقيون , وينتسبون بكل ألوانهم المختلفة إلى قبائل وعشائر أو إلى كياناتهم الاجتماعية, فهل لمجرد أن لون البشرة اسود أو اسمر أو أشقر أو حنطي يجب أن يصنف إلى أقلية أو أثنية , هذا هو العجب العجاب , هذا ما جاءت به (ديمقراطية ) الاحتلال, وربما هناك الكثير من المضموم من العجائب التي سنفاجأ بها , ومن يدري أن يأتي يوم يطالب ( بحقوقه ) ذوي العيون الزرق أو العيون العسلية أو النساء ذات الشعر الأشقر يطالبن (بفدرالية ) شقراء هذا هو عهد الاحتلال عهد (الديمقراطية) بأقصى درجاتها وكسورها العشرية , وليطمئن الواهمون!!!



#طلال_الغوّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتفاقية ...واساليب المخادعة
- مثقفون) من ورق
- لا تعذبو الكلمات
- المفترق
- انهم مهزومون
- هيمنةالسياسي ...وتشويه المشهد الثقافي
- امض بنشيدك حتى طرف الروح
- قصائد تحت سماء الرصاص
- مثقفون خارج التأريخ
- السماء تتفتح في اصابعي
- يركضون في قفص
- انهم يثردون خارج الصحن
- ااجعل من جراحك مناديل خضر
- مرايا الغياب
- حكومة في فندق
- اجعل من جراحك مناديل خضر
- انه جرحنا الذي يتلألأ


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - وهم الديمقراطية باقصى كسورها العشرية