أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي الأسدي - المرأة تنتصر في كوردستان... وستنتصر في عموم العراق؛















المزيد.....

المرأة تنتصر في كوردستان... وستنتصر في عموم العراق؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2453 - 2008 / 11 / 2 - 06:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعاني المرأة العراقية بشكل عام ، والمرأة الريفية بشكل خاص من العنف بشتى أشكاله ، دون وازع أخلاقي أو خشية من قانون يحمي كرامتهن. كان للتقاليد والعادات البالية الموروثة من عهود الظلام والتخلف أثرها في تكريس التمييز والنظرة الدونية تجاه المرأة ، لكن هذا لايمكن أن يشكل قاعدة يأخذ بها في ظل النظام السياسي العراقي الراهن. وفي وقت تشرع القوانين والنظم تمشيا مع ضرورات التقدم و إشاعة ثقافة حقوق الانسان ، كما جرى في دول العالم المتمدنة ، شرع البرلمان الاتحادي العراقي نصوصا دستورية تحرم المرأة من حقوق اكتسبتها عبر العقود الماضية ، وهو أمر مناف لطبيعة الأمور وتطور الحياة. وليس ذلك فحسب ، بل أقرت اللجنة التي أشرفت على إعداد مسودة الدستور بنودا دستورية تجيز للزوج تعنيف وعقاب الزوجة ، كما جاء في المادة 41 منه ، في سابقة لا مثيل لها في زمننا الحالي.

ووفق الدكتورة هدية جاسم ، المختصة بالإرشاد النفسي ، فإن ظاهرة العنف ضد المرأة في العراق قد ارتفعت إلى 50 % خلال السنوات الأربع الأخيرة ، مطالبة بسن تشريعات تحميها من الانتهاكات النفسية قبل المادية. وتقول : " تستطيع المرأة تحمل كل ما يحيط بها من انتهاكات ، لكن طاقتها البشرية تنفذ ولابد من قانون يحميها ، فهناك مئات الحالات في مستشفى الصحة النفسية نتيجة الضرب والسب والاكتئاب والإحباط المتراكم ، فضلا عن ضغوط البطالة التي يتعرض له أحد الزوجين أو كليهما". وتشير الكثير من التقارير الدولية حول تردي أوضاع حقوق المرأة العراقية التي وصلت إلى حالة مقلقة للغاية.

وفي هذا الشأن ايضا ، أوضحت الدكتورة بشرى العبيدي ، المختصة في القانون الجنائي الدولي في حديث "لراديو سوا " قائلة : "هناك سبع مواد في الدستور العراقي أعتبرها غاية في الانتهاك والغرابة ، ولا يجب صدورها عن مشرع موجود في دولة أول تشريع في العالم. فمثلا المادة 41 من الدستور العراقي تجيز للزوج حق تأديب زوجته ، وكلمة تأديب ماسة بالكرامة ، وتتنافى مع الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الحكومة العراقية ".
إن المادة 41 التي صيغت في الدستور العراقي الجديد ، قد حلت محل قانون رقم 188 لسنة 1959 ، وبذلك أعيدت المرأة إلى عصر الحريم الذي يعتبر وصمة عار الحضارة العربية القديمة. و برغم ما تحقق للمرأة من نصيب في السلطة التشريعية العراقية ، لكنها وجدت نفسها وجها لوجه في مواجهة تيارات محافظة تعمد إلى عزلها وتحجيم دورها. ولم يكن غريبا حينها ، أن تظهر منظمات إرهابية تحت مسميات إسلامية في البصرة وبغداد ومدنا أخرى ، تطارد المرأة في الشوارع والأحياء وحتى في المعاهد والكليات لمعاقبتها لعدم ارتداء الحجاب وقتلها أحيانا لنفس السبب. وقد شهدت البصرة خلال السنين الماضية حملة اغتيالات طالت أكثر من 200 امرأة بريئة ، وحرق السيارات التي تقودهن ، وتفجير بيوتهن ومحلات الحلاقة والموسيقى التي يرتزقن من ورائها.
لكن لابد للظلم والظلام أن ينجليا يوما ، وتنتصر إرادة المرأة وتنال حقوقها التي حرمت منها خلال العهود الكئيبة الماضية. فها هي اليوم تحقق أولى انتصاراتها في كوردستان ، وغدا في بقية محافظات ومدن العراق. فمنذ أيام يناقش برلمان كوردستان تعديلات على قانون الأحوال الشخصية العراقي ، ليس لإلغاء حقوق نص عليها ، كما فعل رجال الدين في بغداد عندما صاغوا الدستور العراقي الجديد ، ولكن لتثبيت حقوقا أخرى للمرأة ، لإنصافها بما يتماشى مع دورها العظيم في العائلة والمجتمع.

لقد قام برلمان إقليم كوردستان بأجراء تعديلات مهمة على قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم 188 لسنة 1959 ، حيث أعترف لها بحقوق لم تعهدها في تاريخ الحقوق المدنية والإنسانية في العراق. وما تزال جلسات البرلمان مستمرة لإجراء المزيد من التعديلات على مواد عديدة من القانون. ومن التعديلات التي أجريت ، تلك المتعلقة بسن الزواج في كوردستان ، حيث حددها بستة عشر عاما ، فيما أجاز تعديل آخر للزوجة بتطليق الزوج ، وجعل العصمة بيد الزوجة ، وفق شروط محددة وتحت ظروف معينة. إن تحديد سن الزواج بستة عشر عاما ، يشكل تحديا مهما وقويا لمروجي الشذوذ الأخلاقي والجنوح الإجرامي الذي يجيز زواج المتعة وزواج الإناث بعمر تسعة سنوات ، في بعض محافظات العراق.

و التعديل المهم الآخر في نصوص القانون العراقي ، هو إلزام الزوج بالحصول على موافقة الزوجة في حالة رغبته بالزواج من امرأة ثانية ، و بضرورة تقديمه كشفا حسابيا موثقا يوضح قدرته على إعالة عائلتين بعدالة لا لبس فيها. وقد جاء هذا التعديل كحل توفيقي ، في مواجهة اقتراحات أشد راديكالية ، تسعى الى منع تعدد الزوجات بشكل مطلق. وجاء هذا التعديل استجابة لأراء ترى ان المجتمع في إقليم كوردستان غير مستعد في الظروف الحاضرة لقبول تشريع يمنع التعدد أصلا ، آخذين بنظر الاعتبار وجود نسبة عالية من النساء الأرامل التي خلفتها الحروب وحملات الإبادة العنصرية ضد الشعب الكوردي إبان عهد النظام السابق.

إن ما يجري من انتهاك لحقوق الزوجة في الوقت الحاضر لا يمكن السكوت عنه ، و اذا كان البرلمان في كوردستان قد تحرك في الوقت والظرف المناسبين لإنصاف الزوجة والأم ، فإنه في أجزاء أخرى من العراق ما تزال المرأة ترزح تحت عبودية الذكور كما الحال في القرون الوسطى. الرجل في مناطق عديدة في العراق ، يمارس حق الزواج دون وازع أخلاقي أو شعور بالمسئولية أو خشية من عقاب. فالبحث عن المتعة هو الدافع للبحث عن زوجة ثانية وثالثة ، بعلم الزوجة أو بدون علمها ، ويساعدهم في ذلك فقهاء متلبسين لبوس الدين جشعين و لا ضمير لهم.

وقد مرر البرلمان تعديلا مهما آخر ، أجاز للقاضي بموجبه ، أن يعقد زواج المختل عقليا من الجنسين بشرط أن لا يضر مرضه بالمجتمع ، و أن يقترن ذلك بتقرير من الطبيب المختص. وهذا التعديل له أبعاده الإنسانية في مجتمع ينظر للمختل عقليا نظرة دونية مهينة ، يجري بناء عليها تجاهل حقوقه في العيش في كنف مجتمعه ، وبتكوينه عائلة مثله مثل بقية أفراد مجتمعه. وهذه خطوة متطورة الى الأمام ، على طريق إنصاف الشرائح المهمشة في المجتمع ، ومنحها التضامن والمحبة والكرامة التي تستحق.

وفي خطوة جريئة أخرى ، أجاز برلمان كوردستان تعديلا تقدميا آخر، ظفرت الوالدة بموجبه الحق بتزويج ابنتها أسوة بالأب والأعمام ، وهو نص لم يكن واردا في قانون الأحوال الشخصية العراقي ، الذي نص على وجوب تزويج البنات بوجود ولي الأمر ، وهو هنا والد البنت أو من يحل محله من الأعمام.

أن التشريعات المقترحة ، إذا ما أقرت بالفعل فستكون لها آثارا دراماتيكية في المجتمع العربي والإسلامي المحيط الذي لم يتحرر بعد من عقلية البداوة والتخلف ، و عاجلا أو آجلا ستتوحد الحركة النسوية العراقية من أجل الضغط على الحكومة والبرلمان الاتحاديين ، للحذو حذو برلمان كوردستان لإنصاف المرأة ومنحها المكانة التي حرمت منها عبر القرون.
علي ألأسدي
البصرة 31 /





#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة... ابتزاز فظ ينبغي رفض ...
- شركة شيل النفطية ...تكشف الوجه الآخر للشهرستاني..؛؛
- أيهما أكثر إلحاحا ..رفع الوصاية الأمريكية.. أم حصانة نائب..؟ ...
- النار تقترب من خيمة المالكي ....فهل شاهد الدخان ..؟
- هل ينصف التاريخ الرئيس بوش بعد كل الذي حصل..؟
- الإمبريالية الأمريكية -- بين وعد بلفور ... ووعد بايدن ..؛؛
- من يوقد هذا الفتيل...؟؟
- الاحتكارات النفطية والمالية الامريكية والبريطانية -- وراء ار ...
- الشهرستاني -- يسلم مفاتيح نفطنا للاحتكارات الأمريكية بدون قي ...
- وعدناكم بالجنة -- وما زلنا عند وعدنا -- ؛؛
- جنوب العراق --أول مستعمرة أيرانية في التاريخ الحديث -- ؛؛
- ألأمبريالية ألأمريكية تخسر الرهان-- مع المقهورين في العراق - ...
- حكومات المحافظات--- مافيات النهب في ألأنتظار -- ؛؛
- سياستنا ألأستيرادية ---- اداة تدمير للأنتاج الوطني-؛؛
- هل يعلم رئيس الوزراء--؟ في وزارة التجارة --القتل مع سبق ألأص ...
- الكهل الذي ما يزال في عز الشباب ؛؛
- جبهة التوافق العراقية.....والفرص الضائعة....؛؛
- بعيدا عن السياسة....؛؛
- تحرير المرأة....أم تحرير الرجل...؟
- بعيدا عن السياسة...؛؛


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي الأسدي - المرأة تنتصر في كوردستان... وستنتصر في عموم العراق؛