أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - تنبؤ سيكولوجي بفوز أوباما















المزيد.....

تنبؤ سيكولوجي بفوز أوباما


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2453 - 2008 / 11 / 2 - 08:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نرى نحن المشتغلين في علم النفس الاجتماعي والسياسي ، أن العوامل النفسية تحسم الفوز احيانا" لصالح مرشح معين في انتخابات الرئاسة بالدول الديمقراطية ، وفي امريكا تحديدا" . ويوحي استقراؤنا لواقع هذه العوامل في انتخابات الرئاسة الاميركية أن يوم الثلاثاء المقبل سيشهد فوز باراك اوباما ، في ضوء القراءة النفسية الاتية :
• موازنة بين شخصيتي اوباما و ماكين.
يعد ماكين ( 72 سنة ) اكبر الرؤساء الاميركين سنّا اذا ما تسلّم المهام الرئاسية . وكان قد هزمه جورج بوش في الانتخابات الحزبية عام 2000 . وهو من ابطال حرب فيتنام ، ومن المؤيدين للحرب على العراق .
فيما يعد اوباما قريبا" بالعمر من جيل الشباب ( 47 سنة )، وله مزاج يكره الحرب ، ويميل الى مساعدة الناس ، وكان قد عمل محاميا" للدفاع عن الحقوق المدنية في شيكاغو . ومع انه يؤخذ عليه كونه قليل الخبرة بالسياسة الا أنه حاصل على بكالوريوس علوم سياسية وعلاقات دولية ، ومتخرج في كلية الحقوق من جامعة هارفارد ، ودرّس القانون محاضرا" في جامعة الينوي . فضلا" عن وجود تجربة سابقة لصالحه ، هي ان ابراهام لنكولن دخل البيت الابيض ولم يكن يمتلك خبرة سياسية كافية ، ومع ذلك كان من الرؤساء الناجحين .
والأهم سيكولوجيا" ان اوباما يعد من القادة الذين يطلق عليهم " Transformational Leaders" اي القادة القادرون على التحويل أو تغير الحال . وهؤلاء يكونون مؤثرين بطريقتين ، الأولى : قدرتهم على ان يوظّفوا قدراتهم واساليبهم في خدمة الحاجات الفعلية للجماعة ، والثانية : قدرتهم على ان " ينفخوا " في الجماعة روح الاثارة والطموح لتحقيق اهدافهم الخاصة . وهؤلاء القادة يكون تأثيرهم قويا" حين يكون الناس في حالة يواجهون فيها تحديات كبيرة " الحروب والأزمة المالية .." ، وحين يكونون غير متيقنين من المستقبل ، وواقعين تحت ضغط التغيير .. وهذا ما استغله اوباما بذكاء نادر ، بأن جعل الاميركيين يتفحصون واقعهم وتوجهاتهم نحو الحياة ، وجعلهم يشعرون انهم مهمون فأوصل اغلبهم الى الحالة التي يعدّون فيها مهمة القائد " اوباما " مهمتهم ايضا" ، وان خذلانه يعني التخلي عن قيمهم واهدافهم .
فضلا" عن ذلك فان اوباما يمتاز بكونه سهل السلوك .. بسيط .. غير متكلف ..ذكي ، دؤوب على العمل ، لديه سيطرة مميزة في التحكم بانفعالاته ، ويوحي للآخرين بأنه يتمتع بثقة عالية بالنفس ، وانه سليم من الناحية النفسية ، ولديه القدرة على خلق انطباع بأنه يتمتع بالمصداقيه ، ليس فقط بتدفقه في الحديث بتلقائيه انما ايضا" من خلال مؤشر " لغة الجسد " المتمثلة بحركة اليدين وتعابير الوجه ونبرة الصوت ، فضلا" عن خلفيته الثقافية المتفردة كونه من والد رجل اسود مولود في كينيا ومن أم بيضاء مولودة في كنساس باميركا.
يضاف الى ذلك أن المزاج الاميركي شكلّته السينما نحو تفضيل " الأكشن " ، وان اوباما في حياته المستقبلية " الرئاسية " سيشكّل مشروعا" نحو " أكشن " فريد من نوعه ، بدأت لقطته الاولى في " 27 اكتوبر 2008 " بالقاء القبض على شابين ابيضين بتهمة التخطيط لاغتيال اوباما ، فيما منافسه مكين لن يكون في حياته المستقبلية " الرئاسية " سوى سيناريو مكرر وروتين ممل ينفر منه مزاج الاميركي .


• المفاجأت المدهشة .
تعمل المفاجئات المدهشة على اثارة الانبهار بشخصية صاحبها . وقد حقق اوباما عددا من هذه المفاجئات في زمن قصير نسبيا" ، اكثرها ادهاشا" انه شكّل ظاهرة لم تشهدها امريكا في تاريخها ، ولم يشهدها الحزبان ( الجمهوري والديمقراطي ) على مدى "150" عاما" من وجودهما ، بكونه أول رجل اسود ، امريكي ــ افريقي يرشح لمنصب الرئيس.
ومن مفاجئاته المدهشة : فوزه في انتخابات الحزب الديمقراطي في ولاية ايوا ، وفوزه الساحق على منافسه الجمهوري فصار أول سيناتور أسود في مجلس الشيوخ الأمريكي ، وفوزه على هيلاري كلنتن بعد ان كانت تسير في البداية نحو فوز مؤكد ، والاعجاب والتصفيق الحار اللذين قوبل بهما بعد القاء كلمته البليغة في مؤتمر الحزب الديمقراطي في بوسطن عام 2004 ، واختيار مجلة " Time" له عام 2005 ضمن مائة شخصية عالمية تعدّ الاكثر تاثيرا" بالعالم .
وما عملته هذه المفاجئات المدهشة انها صنعت من اوباما شخصية كارزميه .

• شعارا الحملة الانتخابية .
تبنى اوباما شعار " التغيير " فيما تبنى ماكين شعار " الوطن " . والتحليل النفسي لهذين الشعارين هو ان " الوطن ــ اي امريكا " هي الأهم . ويوحي ضمنا" ان المسألة تتعلق بحماية امريكا من اخطار تتهددها ، وان اهتمام الادارة الامريكية سيتركز في الخارج لا سيما الارهاب . وان في الشعار ما يوحي باستمرار الحروب التي جزع منها الاميركيون ، فضلا" عن ان " الوطن ـ امريكا " هو عند الاميركي تحصيل حاصل .. فكل الاميركيين يحبون وطنهم امريكا .
اما شعار " التغيير " فأنه يستهدف المواطن قبل الوطن ، وهذا ما يريده الفرد الاميركي : تغيير نمط حياته نحو الافضل ، وبالطريقة التي وصفها اوباما في كتابه " جرأة الامل " . ويوحي شعار " التغيير " انه يعمل على اشباع حاجات الفرد وتأمين راحته النفسية ، وان تكون الحياة في اميركا امتع واجمل ، وكلها امور تعزف على وتر مزاج الاميركي العاشق للتغيير وتغريه على اختيار اوباما .

• اللاشعور الجمعي للاميركيين .
يختزن اللاشعور الجمعي الأمريكي حادثتين تراجيديتين لشخصيتين محببتين هما : جون كنيدي ومارتن لوثر كنغ . وما يقدح زناد الاعجاب في اوباما ان في شخصيته اكثر من شبه من تلك الشخصيتين . فهو يتمتع بقدرة البلاغة الخطابية ، وفن اثارة حماس واعجاب الحشود ،والوسامة ايضا" التي يتمع بها كنيدي وكنغ .
وهنالك عامل سيكولوجي خفي في اللاشعور الجمعي الاميركي ، هو ان الامريكيين سيجدون في اوباما فرصة للتخفيف عن الشعور بالذنب الناجم عن خطيئة اغتيال كنيدي وكنغ ، والتكفير عنها بما يريح ضميرهم الاخلاقي من عقدة التأنيب .
وعامل سيكولوجي آخر يقوم على مبدأ التعويض هو أن الأمريكيين سيمنحون الفرصة لأوباما في تحقيق حلم مارتن لوثر كنغ ، الذي وصفه في خطبته الشهيرة عام 1963 أمام مائتي ألف أميركي بقوله : " لديّ حلم أنه سيأتي يوم يجتمع فيه أبناء العبيد مع أبناء مالكي العبيد على مائدة الأخوّة . لديّ حلم أنه سيأتي يوم يعيش فيه أطفالي الأربعة في أمّة لا تحكم على الانسان بمعيار لون بشرته بل بمعيار جوهر شخصيته ". وأن الأمريكيين اذا انتخبوا أوباما فانهم سيفخرون ويتباهون أنهم زادوا في حلم كنغ أن أوصلوا أحد " أبنائه " الى منصب الرئاسة .غير أن هذا سيكون مقابل مزاج اذا ما حقت الحاقة فانه لن يسمح بدخول البيت الأبيض لون أسود يستقر على أخطر كرسي في العالم .


• الدعايه عبر الانترنت .
وظّف القائمون على الحملة الاعلامية لأوباما الشبكة العنكبوتيه " الانترنت " بذكاء في فن الدعاية ، اذ يوجد اكثر من 300 الف مشترك في شبكة اوباما Face book، واكثر من 250 الف مشترك في موقع My space، و 12 مليون مشاهد لقناة اوباما على موقع " يو تيوب " . واستطاع اوباما الوصول الى أهم وأوسع شريحة في المجتمع الاميركي .. الشباب الذين سيقبلون على الانتخابات بحماس غير مسبوق ، لانهم وجدوا في اوباما روح الشباب الواعد بالتغيير ، والاحساس بان رئيسهم القادم يتحدث بلغة التقنية التي تمتاز بالذكاء والابداع والتواصل مع الآخرين بصراحة وحميمية .

تلك هي قرائتنا النفسية لواقع حال. ومع أن عنصر المفاجأه وارد في انتخابات الرئاسة الاميركية ، الا ان المفاجأه الأكثر ادهاشا" هي ان في " 20 كانون الثاني 2009 " سيدخل البيت الابيض ..رئيسا" ، رجل اسود بدم هجين امريكي ــ افريقي ، يتيم ، اسمه باراك حسين اوباما! ( اذا ما صار شي ! ).



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهابيون بعيون أكاديمية - ايضاح ..واقتراح-
- الارهابيون .. بعيون أكاديمية
- سيكولجيا الصراع في المجتمع العراقي
- كنت في الجولان
- في سيكولوجيا الفساد المالي والاداري 3-3
- الى الشاعرة لميعه عباس عماره
- في سيكولوجيا مسلسل الباشا
- أمسية دمشقية مع ..مظفر النواب
- حملة الحوار المتمدن - البديل المنقذ ..مرّة أخرى
- في سيكولوجيا الفساد المالي والاداري 2-3
- في سيكولوجيا الفساد المالي والاداري 1-3
- دور وسائل الاعلام في اشاعة ثقافة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة
- هيئة النزاهة تستخدم جهاز كشف الكذب
- الشخصية العراقية ..وسيكولوجيا الخلاف مع الآخر
- الاتفاقية العراقية الأمريكية ..وسيكولوجيا الورطه !
- نحو بناء نظرية في الابداع وتذوق الجمال في العالم العربي (الح ...
- في سيكولوجيا الدين والتعصب
- دروس من 9 ابريل / 4- العراقيون ..وسيكولوجيا الانتخابات
- دروس من 9 أبريل 3- تبادل الأدوار بين السنّة والشيعة
- دروس من 9 أبريل- تحليل سيكوسوسيولوجي


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - تنبؤ سيكولوجي بفوز أوباما