أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - عماد علي - قانون الاحوال الشخصية و حقوق المراة في كوردستان العراق














المزيد.....

قانون الاحوال الشخصية و حقوق المراة في كوردستان العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2456 - 2008 / 11 / 5 - 08:49
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


اقر البرلمان الكوردستاني يوم 27/11 /2008 الفقرة الخاصة بتعدد الزوجات في قانون الاحوال الشخصية لشعب كوردستان العراق بفارق ضئيل جدا ، و لكن بشروط يمكن ان تكون الى حد ما لصالح المراة و تعوًض بشكل ما عدم اقرار منع تعدد الزوجات، ان كنا نحسب الظروف الخاصة لما يمر به العراق و كوردستان من الحالة الاقتصادية السياسية التي فيها من المعوقات التي لا تشجع الزواج بل تمنعه مما اضاف الى الازمات الكبرى مشكلة الزيادة العددية الفاحشة من العوانس التي تخلخلت الوضع الاجتماعي ، لما يتميز به مجتمعنا من العادات و التقاليد و الطقوس التي تفرض الزواج كمشروع هام لسعادة الفرد. وهذا ما يستوجب التفكير جديا لوضع الحلول و القوانين الخاصة البديلة لتعدد الزوجات ، ولحل مثل هكذا قضايا مصيرية نحتاج الى مشاريع و دراسات و بحوث اجتماعية عديدة . بما ان الظروف الحالية تفرض التفكير جديا لحلول القضايا باستثنائات مؤقتة الا ان كل هذه الاسباب الموجبة لا تعني اقرار قانون مصيري مهم و نهائي يشرع و يمنح الحرية التامة لتعدد الزوجات مهما كانت العوائق امام التمدن و كيفما كانت الظروف و المستوى الثقافي العام و مهما فرض الواقع الديني و العقلية الرجولية نفسها على الوضع الاجتماعي السياسي في المنطقة ، فننا على العلم بان كل نلك الاسباب طارئة و مؤقتة و لا تحتاج الى تغيير الافكار و الطرق الصحيحة و لا مبرر لاقرار مثل هذه القوانين الهامة ان لم تكن ورائها اغراض سياسية شرعية التي فرضت نفسها لاقرار هذا القانون.
على الرغم من ذلك، في المقابل اعطى القانون حق الخلع او طلب الطلاق الى الزوجة و هي لاول مرة تحدث في هذه المنطقة و الذي عوًض شيئا ما ما أُقرمسبقا من حق تعدد الزوجات و اخطا المعنيون في اقرار هذا القانون المصيري الهام بفارق اربع اصوات فقط والتي لا يمكن التعويل عليها ديموقراطيا و انسانيا في امرار قانون هام يخص المجتمع و مستقبله . وكان من الواجب ان يتضمن بنود المنهج الداخلي و قانون عمل البرلمان الكوردستاني التصويت اعتمادا على ثلثي الاصوات على الاقل في اقرار القضايا المصيرية التي تمس حياة المجتمع لتتوضح الاراء و المواقف و يقر هكذا قوانين بشكل واضح و صريح و مقنع للاكثرية، و كان من الافضل ان يقر الدستور الكوردستاني و هو القانون الام اولاو من ثم الاستناد عليه لاقرار هذه القوانين.
عندما نتكلم عن الديموقراطية و موجباتها و المقومات الرئيسية لتطبيقها لابد ان نتذكر الحرية و المساواة في الحقوق و الواجبات لضمان ارضية تطبيقها، و من هذا المنطلق عند اقرار هذا القانون لم تداس حقوق المراة و تظلم فقط و انما الديموقراطية المنشودة اصبحت تحت الشكوك و الظنون و هي الان امام العديد من الاسئلة ، في الوقت الذي يجب ان تضمن الحرية و المساواة و ضمان حقوق كافة ابناء الشعب، نجد في المقابل ان حقوق الجزء الاكبر و المكون الرئيسي من المجتمع قد هضم ، و ينتقص من المراة ابسط حقوقها و يكون المسبب الجازم لخلق الاختلافات و عدم التساوي و التناقضات بين الجنسين في المجتمع .
من هذا المنظور يمكن ان تساور المواطن الكوردستاني الشكوك و انعدام الثقة بهذه المؤسسة الهامة التي من واجبها الرئيسي خلق الارضية للقوانين و الاجواء الديموقراطية و ليس العكس، و تثبٍت للجميع عدالتها و ديموقراطيتها و مسؤوليتها الكاملة امام جميع مكونات الشعب ، و بالاخص ما يتصف به تاريخ الشعب الكوردستاني و عاداته و تقاليده و اصالته و كل مميزاته تدل على ايمانه و استناده على الخصائص الانسانية و لم تكن فيه هذه العادات منذ القدم و انما استورد اليه منذ تاريخ قريب نسبيا ، و لهذا يمكن ان يؤخذ على البرلمان الكوردستاني في عدم اقرار ما يتصف به الشعب الكوردستاني و اصالته عند اقرار القوانين ، و منها عدم قراءة و تحليل تراثه الغني المريح و الشفاف لحد كبير .
و عند النظر الى البرلمان الكوردستاني و تركيبته الحالية و التي تتميز بالحزبية و الايديولوجية الضيقة في هذه المرحلة يمكن ان نسال هل له الحق في الاقدام على هكذا قوانين هامة و اقرارها من دون العودة الى الشعب باستفتاء عام او باية طريقة مناسبة، لانه القانون هذا له علاقة مباشرة بمصير الحاضر و مستقبل اجيالنا و يوضح للعالم ايضا المستوى الثقافي الاجتماعي للمجتمع و قدرته على التغيير و التجديد و مدى تعلقه بالصفات الرجعية غير المفيدة للشعب ، وهل للبرلمان الحق الاخلاقي في فصل الاسود عن الابيض لما يخص المجتمع بشكل مباشر و بفارق اربع اصوات فقط لا يعلم الا الله ماضيهم و افكارهم و عقائدهم ، و تاريخ العالم باجمعه شاهد على افعال البرلمانات في هكذا مواقف و قوانين لا تقر الا عند اللجوء مباشرة الى الشعب عن طريق استفتاء شعبي عام.
و اني على اعتقاد تام بانه عند تطبيق هذا القانون في الواقع و ما موجود من الحيل و الغش و التزوير لازالة الشروط المفروضة على تعدد الزوجات يكون هو السائد و القانون لا يكون لصالح المراة و الشعب و مستقبله و ثقافته و خصائصه المتميزة عند التنفيذ ، و هو ما يؤدي الى ازدراء وضع و معيشة المراة مما يجعلها عبدة مطيعة غير حرة ، و هذا ما يؤثر على حياة و تربية المجتمع ككل و في مقدمتهم الاجيال المقبلة .
املي ان تعيد رئاسة الاقليم هذا القانون لتعديله كما فعلت قبلا لقانون الصحافة ، و كذلك اتوسم خيرا من الحكومة و المنظمات المدنية في نشاطاتهم الرافضة لهذا القانون و عند تصحيح الموقف يمكننا ان نفتخر جميعا امام العالم بديموقراطيتنا و ثقافتنا و اخلاقياتنا و ايماننا بالعلمانية و التقدمية .





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضعف القوى اليسارية في الشرق الاوسط
- ما بين الثقافة و السياسة في العراق
- تهجير المسيحيين في هذا الوقت لمصلحة من؟
- كان الدكتاتور عادلا في ظلمه لكوردستان و الاهوار معا
- حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط (2)
- حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط
- عدم انبثاق مجموعات الضغط لحد الان في العراق !!
- اية ديموقراطية تحل الازمات في العراق؟
- لو كنت امريكيا لمن كنت اصوت؟
- لماذا لا يثق المواطن الكوردستاني بالسلطة السياسية
- حزب العمال الكوردستاني و الحكومات التركية المتعاقبة
- تفشي حالات الشذوذ في العراق
- اين النخب الفكرية من الوضع الراهن في العراق
- هل انتهى عهد الراسمالية العالمية بعد الازمة المالية ام ..... ...
- هل انتهى عهد الراسمالية العالمية بعد الازمة المالية ام...... ...
- انغلاق الاحزاب الكوردستانية على نفسها
- السلطة العراقية و مصير سلطان و الكيمياوي
- المجتمع الكوردستاني بين العقلانية و العاطفة
- الفتاوى الدينية و الازمات السياسية
- جوهر نضال الطبقة الكادحة يكمن في الالتزام باليسارية الواقعية


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - عماد علي - قانون الاحوال الشخصية و حقوق المراة في كوردستان العراق