أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - أزمة النظام الرأسمالى ...... بين العقل .. والعاطفة















المزيد.....

أزمة النظام الرأسمالى ...... بين العقل .. والعاطفة


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2453 - 2008 / 11 / 2 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى البداية وفى هذا الموضوع تحديدا ربما نبدأ مداخلتنا بسؤال قتل بحثا ومازال الكثيرون يبحثون فيه ، وهو هل الأزمة هى مجرد أزمة مالية يتعرض لها النظام الرأسمالى كما تعرض فى السابق إلى العديد من الأزمات المالية وقد كان النظام قادرا على إستيعابها والتعامل معها ، أم هى أزمة فى النظام نفسه ؟
- وهل الإنهيار المالى الذى حدث يجر معه إنهيار النظام الرأسمالى العالمى ؟ وإذا صح هذا فما البديل المطروح خاصة بعدما إستبق هذا النظام وبضربة إستباقية قضى فيها على النظام البديل المتمثل فى الإتحاد السوفيتى ، أو بمعنى آخر إتحاد الجمهوريات السوفيتية الإشتراكية ومنظمة الكومكن والتى تضم دول أوربا الشرقية الإشتراكية وبتفكيك هذا الإتحاد وإنقلاب الدول الإشتراكية وتحولها إلى إقتصاديات السوق الرأسمالية ودخولها فى صلب النظام الرأسمالى باللجوء إلى خصخصة الملكية العامة أو ( ما يسمى برأسمالية الدولة ) والسير فى مركب النيوليبرالية الأمريكية متعدية حتى ليبرالية النظام الرأسمالى الأوربى النشأة بفكر مفكرى عصر التنوير عن الليبرالية واللحاق بفكر المحافظين الجدد فى أمريكا بإعتماد النيوليبرالية ونظرية فوكوياما ومؤداها أن نظام التوحش الرأسمالى والذى يسمح بديموقراطية للرأسماليين ولا يعترف بأى حقوق للأخرين والذى بمقتضاها دفن الليبرالية القديمة لصالح الليبرالية الجديدة وأعطاها وصفة للعالم بأن هذا النظام الليبرالى الجديد هو النظام والنمط الأبدى حتى نهاية التاريخ . هذا النظام الذى يبيح كل الحرية والديموقراطية للإقتصاد الحر وللرأسمال الحر طبقا لإقتصاديات السوق دون تدخل من الدولة قد إنتهى بتدخل الدولة لإنقاذه من الإنهيار بضخ أموال دافعى الضرائب لإنقاذ النظام ، وكما تدخلت الدولة فى أمريكا تدخلت الدولة فى منظومة العولمة فى أوربا وآسيا للإنقاذ من الإنهيار .
- هل بتدخل الدولة نسطتيع القول أن نظرية السيد فوكوياما قد تم قذفها إلى مزبلة التاريخ بدلا من أن تأخذ العالم إلى نهاية التاريخ ؟ ، وهل نسطتيع القول أن الرأسمالية العالمية إستعانت لإنقاذ نفسها من الإنهيار الإستعانة بحلول النظام الأرقى الإشتراكى بتأميم المنشآت المنهارة لصالح الرأسماليين وبهذه الحلول قد أعادت الرأسمالية العالمية الإعتبار رغم عنها للنظام الإشتراكى والتى طالما سوقت بدفنه إلى الأبد ، وأعلنت أن الحل ليس فى إقتصاد مبنى على الحرية المطلقة للفرد الرأسمالى وإنما الحل فى الملكية العامة لوسائل الإنتاج سواء أرادت هذا أم أبت .
- عودة إلى مفهوم العقل والعاطفة وإرتباطه بإنهيار النظام الرأسمالى .
- فإذا كان العقل يعنى المنطق وإذا كان المنطق يعنى القراءة الموضوعية وإستكشاف القوانين الإجتماعية المحركة للكون متلازمة مع القوانين الطبيعية ، وإذا كانت القراءة الموضوعية للتاريخ أنتجت المادية التاريخية وأنتجت معها المادية الجدلية بقوانينها الإجتماعية والتى بمقتضاها تمت القراءة الموضوعية للتاريخ العالمى من نشوء الحضارات وإضمحلالها ونشوء حضارات أرقى حتى وصلنا إلى الحضارة المسيطرة الآن على الكون وهى حضارة نمط الإنتاج الرأسمالى وكما أوصلتنا الدراسة الموضوعية إلى آليات هذه الحضارة أوصلتنا أيضا إلى آليات هدمها وإنهيارها سواء عن طريق الإنهيار الإقتصادى وهو الإنهيار الأساسى أو عن طريق الإنهيار الإجتماعى والخلقى ، وأن البديل هو الإنتقال إلى مرحلة نمط الإنتاج الإشتراكى والتى تؤول فيه الملكية من ملكية فردية متوحشة ومدمرة إلى ملكية جماعية موضوعية نائية عن الذاتية .
- أم فى الموضوع العاطفى وهو مايعنى الغرائز وتحكم الغرائز الذاتية بعيدة عن العقل والمنطق فإن هذا الأمر يحتاج إلى وقفة موضوعية لدراسة كافة الظواهر المتعلقة بهذا الأمر وأن الدخول فى هذا الموضوع يحتاج إلى الكثير من الدراسات الموضوعية وإعمال الفكر ولكنا هنا سوف نشير إلى كيفية إتباع الخطاب الغرائزى للتغطية على الخطاب المنطقى ، فكما إعتمد السيد فوكوياما نظريته الفردية فى كل الحرية والديموقراطية للرأسمالى الحر سلح هذا الرأسمالى بإتباع كافة السبل للحفاظ على رأسماله بالسير على رقاب كل من يقف فى طريقه فالحرية له وحده والديموقراطية له وحده ولشريحته أما بقية الطبقات الإجتماعية المكونة للمجتمع فهى طبقات تعمل لصالح هذا الفرد ومنزوع منها حق الإعتراض وحق إبداء الرأى وإغراق هذه الطبقات فى مسائل أيديولوجية تأخذها فى منأى عن مزاحمة هذا الرأسمالى الفرد والصراع معه طبقيا لنيل الحقوق المشروعة والتى كفلها الخطاب العقلى منذ النشأة الأولى للنظام الرأسمالى على يد فلاسفة عصر التنوير من إعتماد كافة الحريات وكافة الحقوق الإنسانية ولكن صاحبنا فوكوياما إختزل كافة هذه الحريات إلى حرية الإستملاك ومنح الفئة المستملكة كافة الحريات والنقيض لذلك طغيان الفرد المالك على كبت الآخر وإقصائه وهنا يأتى دور اللعب بالغرائز .
- وإذا كان فوكوياما قد إعتمد هذا الخطاب بعد تفكك وإنهيار الإتحاد السوفيتى وإنهاء عصر الشمولية كما يحلو لهم بالتسمية وهو عصر الموضوعية النافية للذاتية فإن الرأسمالية الأمريكية قد إتبعت هذا المنهج منذ النشأة الأولى لها ويكفى هنا أن ندلل على ذلك بإقصائها للسكان الأصليين لأمريكا وهم الهنود الحمر وقد تم هذا الإقصاء بالإبادات الجماعية لشعب بالملايين وبإعمال أقصى الغرائز وحشية وهى غريزة القتل والإبادة ، فإذا كان هذا مثلا للنشأة وطبيعة السكان الجدد للقارة الأمريكية ، فلنا مثالا آخر وهو فى التفرقة العنصرية وإعتماد اليانكى سيدا وما دونه عبيدا فى مرحلة التكون ولا فارق هنا بين اليانكى والآرى الهتلرى ، والمثل الثالث وهو فى عصر إكتمال الدولة وإعلانها عن نفسها وفى قمة إعتمادها وثيقة حقوق الإنسان قامت أمريكا بحملتها المشهورة المكارثية والمعروفة بمناهضة الشيوعية وقامت بإقصاء حرية الرأى وحرية الفكر لصالح حرية التملك وأصبح الشعب الأمريكى غارقا فى مايسمى بالحلم الأمريكى نازعا عقله لاهثا وراء رغباته وغرائزه حتى جاءه فوكوياما وفلسف حياة هذا الشعب وأن هذا الرخاء وهذا الحلم هو دائم إلى نهاية التاريخ البشرى .
- ليس هذا فقط فقد لحق بفوكوياما صامويل هنتنجتون ودشن نظريته فى صراع الحضارات ونأى بالصراع الطبقى وأقصاه ليحل معه الصراع الأيديولوجى ليدخل العالم مرحلة من التطرف والإرهاب الأمريكى بفعل الفكر الغرائزى وإعتماد نظرية الفوضى الخلاقة ليدخل العالم فى دهليز الصراع الطائفى والمذهبى والإثنى كل هذا فى إعتماد خطاب منافى لخطاب المنطق والموضوعية وإعتماد خطاب ينشط الغرائز ويهيجها كل هذا مصاحب بآله إعلامية جبارة تعمل لهذا الغرض وبتأجير بعض الكتاب المحليين لإشعال الفتن الطائفية والمذهبية والإثنية واللعب على الوتر الدينى الأخلاقى كل هذا لتغييب الصراع الأساسى وهو الصراع الطبقى بين من يمتلكون وحتكرون الكون ويسلبون باقى الطبقات وبين الطبقات المحرومة والمنهوبة والتى أصبحت لاتجد ما تسد به رمقها لتحافظ على بيع سلعتها الأساسية وهى قوة عملها هذه السلعة التى يحتاجها الرأسمالى ليجنى من ورائها ربحه .
- مهما تم من تغطية على هذا الصراع وتغييبه بالصراعات الغرائزية وبإزاحة البنيان الإقتصادى الأساسى من البنية الإجتماعية ووضع بدل منه البنية الأيديولوجية وإعمال آليتها فى الصراع الغرائزى فإنه لامحالة من العودة إلى القوانين الإجتماعية وإعتماد البنية الإجتماعية بفعل حركة التاريخ وحركة القوانين الإجتماعية وإبقاء البنية الإقتصادية كبنية أساسية والبنية السياسية بنية رئيسية وهى البنية التى يحتدمك فيها الصراع الطبقى بين جموع العمال والكادحين وبين مالكى وسائل الإنتاج والمستلبلين لأرزاق هؤلاء الكادحين .
- فهل نستطيع القول بأن أزمة النظام الرأسمالى هى أزمة إنهيار لهذا النظام ولحضارته وأن وسائل المحافظة على هذا النظام كإستخدامه للقوة العسكرية الغاشمة هى ما سوف يعجل بإنهيار حضارته .
- يبقى لنا الأمر الصعب فى وجود طليعة البديل فإذا كان فلاسفة النظام الرأسمالى قد قاموا بإستخدام الديالكتيك للمحافظة على نظامهم إستخداما خاطئا فإنه على طليعة النظام البديل وهو النظام الإشتراكى المرحلى وعلى مفكريه طرح البديل وسط هذه الغابة والفوضى المسماه بالخلاقة والعمل على تنقية الأجواء لممارسة الصراع الطبيعى وهو الصراع الطبقى بعيدا عن كافة الصراعات الغرائزية والأيديولوجية .



#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحمة نصر أكتوبر .. ونهاية المشروع الصهيونى
- د/ جمال حمدان .. إغتيال ما بعد الإغتيال
- أوراسيا قلب العالم
- حال الأمة ..من الأصالة الثقافية إلى البحث فى الأصالة الإقتصا ...
- حال الأمة..فى الأصالة والثقافة
- لبنان بين آيار (مايو) وتموز (يوليو)
- اليسار الديموقراطى حليف سلطة الكولونيالية فى لبنان ..... هل ...
- مأزق السلطة الحاكمة فى لبنان
- ماذا بعد زيارة الآنسة رايس للبنان ؟
- حوار هادئ مع الأستاذ فؤاد النمرى
- حول ممارسة الإرهاب الفكرى
- فى محاولة لإزالة الصدأ
- تعقيب على السيد فؤاد النمرى حول إستبدال الماركسية اللينينية ...
- شهادة للتاريخ ... المحافظة على وحدة الوطن ووأد الشحن الطائفى
- إتفاق الدوحة ... ما بين الربح والخسارة لليسار اللبنانى
- فرنسا وشرق أوسط أوربى جديد .. وأطروحات إنهيار العوالم الثلاث ...
- أوباما.. ماكين.. الإستراتيجية والتكتيك
- جورج بوش . . أولمرت . . أوركسترا اليسار الماركسى التقليدى وم ...
- الوعى المفقود
- ردا على السيد جريس الهامس بخصوص التهنئة


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - أزمة النظام الرأسمالى ...... بين العقل .. والعاطفة