أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - كمال هوبان - أين هو النضال وأين هي الثورة ؟ أم قول أنا أمازيغي وأفتخر هو النضال والثورة ؟















المزيد.....

أين هو النضال وأين هي الثورة ؟ أم قول أنا أمازيغي وأفتخر هو النضال والثورة ؟


كمال هوبان

الحوار المتمدن-العدد: 2452 - 2008 / 11 / 1 - 04:04
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


الاستعمار حسب المفهوم المتداول هو أن تسيطر دولة أو قوم ما بقوة السلاح أو المال ... على دولة أو عدة دول وتستغل مواردها وثرواتها لصالحها، وقد بدا الاستعمار في عهود مبكرة من الفراعنة والرومان وغيرهم ، ومنها الاحتلال العسكري الأسباني في أميركا والإنكليزي في ما يعرف اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال التي استعمرت المرافئ والمراكز التجارية ، وبدأ الاستعمار المالي بشركات ما وراء البحار والاستغلال والاحتكار لثروات بلدان الشرق الأقصى . فقد استطاعت إنجلترا أن تستعمر قارة الهند بكاملها, فكانت الهند تنتج وتصدر المواد الأولية من شاي وقطن وتبيع لإنجلترا بسعر زهيد وتعيد إنجلترا للهند القطن منسوجا في مصانعها بسعر مرتفع

وهذا التعريف يشمل أنواع مختلفة من الاستعمار لا تختلف عن بعضها إلا بالأسماء وبعض الأشكال، فمن أشكال الاستعمار أن تضع دولة ما أخرى تحت حمايتها وإشرافها وتسلبها من حريتها بقدر ما يتناسب مع قوة هذه الدولة وضعف تلك، وفي الأغلب يكون للدولة المحمية شبه سيادة داخلية يمارسها حكام وطنيون تديرهم الدولة المستعمرة من خلف ستار.

ومن أمثلة هذا الشكل للاستعمار ما فعلته فرنسا في تونس حيث وقعتا معا معاهدة حماية في 12/5/1881م، ثم جددت في 8/6/1883م، وبموجب بنود هذه الحماية فقدت تونس سيادتها الخارجية وحقها في التمثيل الدبلوماسي المستقل، كما سلبت حق إبرام المعاهدات الخارجية، وعينت فرنسا آلاف الموظفين يرعون مصالحها يرأسهم المقيم العام.

وما حصل في تونس كررته فرنسا في مراكش بموجب معاهدة 30/3/1912م وفعله الإنجليز في مصر خلال احتلالهم لها بين عام 1914 - 1922م. (1)
وبعد الحرب العالمية الأولى ظهر شكل جديد من أشكال الاستعمار أقرته عصبة الأمم المتحدة التي تكونت حينذاك كمنظمة أممية لنشر السلام ومنع الحروب، فقد كرست عصبة الأمم نوعاً جديداً من الاستعمار وهو الانتداب، حيث ورد إجازته في المادة 22 لميثاق عصبة الأمم التي اعتبرته طريقة للنهوض بالشعوب القاصرة والأخذ بيد هذه الأمم لتكون قادرة على تسيير أمورها، لكنه في الحقيقة كان مظهراً للاستعمار ووسيلة لامتصاص خيرات الشعوب. (2)


وفيما عدا هذين الوجهين أسفر الاستعمار عن وجهه الكالح، فأعلن عن ضمه لبعض الدول إلى مستعمراته كما فعلت فرنسا بالجزائر. لكن لنرجع الى عصر أبعد بقليل عما تم ذكره أعلاه وبالتحديد أثناء " الغزوات العربية " لثمازغا أو ما يعرف الآن بشمال أفريقيا
حسب ما هو معروف عند البعض دخول العرب إلى شمال أفريقيا كان من أجل نشر الإسلام مع أن الأمازيغ هم من بحثوا على الإسلام في شبه الجزيرة العربية بمعنى أنهم يرفضون تسمية هذا بالغزو لأن هذا الأخير هدفه نهب الثروات والسيطرة على الشعوب

الفتوحات الإسلامية كما يسميها أغلب المستعربين هي تسمية تهذيبية لمفهوم الاحتلال أو الاستعمار يرافقه الاستبداد..إذ تم إجبار غالبية سكان المناطق التي تم غزوها على دخول الإسلام رغم أن هذا الدين لم يأمر بإجبار الآخرين على دخول الإسلام فلا اكره في الدين كما يقول القرآن الكريم

لا يحب العرب الإسلاميون مصطلح الغزو ويفضلون بدله مفهوم الفتح , الغزو مصطلح محايد , علمي وموضوعي , يشير إلى عمل عسكري يتم في الدخول إلى أرض الغير واحتلالها,أما الفتح فهو مفهوم قرآني استعمله العرب المسلمون مشحونا بدلالات عاطفية, وإذا كان الفتح في حقيقته التاريخية غزوا , فان الإسلاميين يجدون الفرق الجوهري بينهما في الأهداف , فالغزو يرمي إلى احتلال الأرض واستغلالها , والفتح يرمي إلى تبليغ رسالة سماوية , مع العلم أنه يبلغ هذه الرسالة عبر احتلال الأرض واستغلالها(3) إذن يبقى الفتح مجرد كلمة تهذيبية دينية عاطفية لمفهوم الغزو فهما في الأخير وجهان لعملة واحدة

لكن رغم ذلك سأبين من خلال هذا التعريف أن مصطلح الفتح أبشع من الغزو في المعنى، وهذا ما لا يعرفه أغلبية العرب و المستعربين...سنحاول أن نوضح معنى الفتح في اللغة العربية
المغرب الامازيغي ،أصبح بلدا "مفتوحا" منذ أن "فتحه" العرب، مع كل الدلالة الجنسية التي ترمز إليها كلمة "فتح" ومشتقاها: فـ"الفاتح" هو الفاعل الممارس للعملية الجنسية، هو المغتصب المفتض للبكارة التي يفتحها للمرة الأولى. أما "المفتوح" فهو "المفعول" به، المغتَصب، موضوع الإيلاج والافتضاض... هذه الدلالات، في لفظ "فتح"، التي تحيل رمزيا على الجنس، هي التي جعلت العرب يفضلون استعمال كلمة "فتح" بدل "غزو"، لأن "الفتح"، كما بينا أعلاه، يتضمن رمزيا الافتضاض والاغتصاب الجنسي. وبالفعل، لقد كان "الفتح" العربي لبلاد ثامازغا "فتحا جنسيا" أكثر منه فتحا دينيا، حتى أن الجنس كان محفزا رئيسيا "للفتح" العربي لشمال إفريقيا بجانب المحفز الاقتصادي المتمثل في فرض الجزية ونهب ممتلكات السكان. فالغلمان والنساء كانوا من أهم غنائم الحرب المتحصل عليها من "الفتح"، الذي كان عبارة عن اغتصاب حقيقي للبلدان التي "فتحها" العرب، حتى أن أرض ثامازغا أصبحت، في فترة "الفتوحات"، أهم مصدر لتزويد أسواق المشرق بالنساء والغلمان. هؤلاء الغلمان كانوا يتشكلون من الصبيان الأيتام الذين ينقلون قسرا، بعد أن يبيد "الفاتحون" أهلهم وذويهم، إلى المشرق لاستعمالهم في إشباع نزوات الأمراء والسلاطين وأعيان العرب(4)

نتج عن هذا الانتشار العربي في المناطق المتباعدة تأسيس كيان سياسي جمع بين هيبة الإسلام وسلطة العرب ونفوذهم الزمني ,هذه السلطة لم تستطع أن تستفيد طويلا من لتغطية الروحية التي يمنحها الدين , فتحول مشروع الإمبراطورية العربية إلى دويلات وإمارات أظهرت بجلاء وعي الشعوب العجمية بالفرق الجوهري بين سلطة الدين وسلطة العرب وسأحاول إعطاء مثال لفتح ديني يعتبر غزوا : دخول انجلترا إلى جنوب أفريقيا بذريعة نشر الديانة المسيحية يفترض أن يسمى بالفتح لأن الغرض من ذلك الاستعمار كان نشر الديانة المسيحية وتخليص الشعوب الأفريقية الجنوبية من الظلمات وهديهم إلى النورلكن يسمى غزوا في جميع الكتب التاريخية وهذا ما يمكننا من استنتاج أن العرب غزاة وليسوا فاتحين " حسب المفهوم الاسلامي " .بمعنى أن الدين دائما يؤخذ ك"ذريعة" لغزو الشعوب الأخرى واستعبادها مما كانت ضحاياه شعوب كثيرة منها الشعب الأمازيغي.

ومن هذا كله نستنتج أن ثمازغا ( شمال افريقيا ) محتلة من طرف العرب المستعمرين بحجة نشر الإسلام وهذا ما يتناقض مع الأفعال المشينة التي ارتكبها العرب في حق الأمازيغ أيام "الغزوات العربية " لشمال أفريقيا حسب ما يؤكده التاريخ.وحبذت أن أذكر تناقضا عند بعض من الأمازيغ الذين أعتبرهم عار على الأمازيغية

الشعب حين يتعرض للاستعمار يبادر بالنضال والثورة من أجل استرجاع كرامته وأرضه والمقاومة الفلسطينية خير مثال للنضال والثورة

لكن ما لا أفهمه إطلاقا هو " رضا " الأمازيغ (باستثناء الأحرار ) عن هذا الاستعمار ؟أحقا هم راضين على هذا الاستعمارالثقافي,الهوياتي,اللغوي,الاجتماعي,والسياسي ؟

وسأذكر على سبيل المثال لا الحصر : تعريب هوية المغرب , انضمام المغرب إلى جامعة الدول العربية , تأسيس اتحاد المغرب العربي بفكرة من الدولة المغربية , معاملة الأمازيغي في الإدارات والمحاكم .. كأجنبي , حل الحزب الديمقراطي الأمازيغي بحجة تأسيسه على أساس عرقي وترك حزب العدالة والتنمية الذي تأسس على أساس ديني ( حسب آخر تصريحات عبد الله بنكيران) وتأسيس دولة عربية في أرض أمازيغية إلى آخره من السياسة العنصرية التي ينهجها النظام العروبي المخزني في حق الأمازيغ والأمازيغية ...

أين الشعب الأمازيغي الذي طالما وصف بالشجاعة والعزيمة وتكفي مقولة الكاتب الفرنسي فريدريك طيار حين قال : "الأمازيغ هم الجنس الوحيد الذي لا يقبل الخضوع والعبودية والهزيمة ! "

فأين هو النضال وأين هي الثورة ؟ أم قول أنا أمازيغي وأفتخر هو النضال والثورة ؟




(1) انظر : المعجم الوسيط (2/627)، أجنحة المكر الثلاثة و خوافيها، عبد الرحمن حبنكة الميداني، ص (51)، محاضرات في الاستعمار، مصطفى الشهابي، ص (23).
(2) انظر : محاضرات في الاستعمار، مصطفى الشهابي، ص (20 – 21)
(3) انظر : أحمد عصيد - الأمازيغية في خطاب الاسلام السياسي -
(4) انظر محمد بودهان – جريدة ثويزا-





#كمال_هوبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - كمال هوبان - أين هو النضال وأين هي الثورة ؟ أم قول أنا أمازيغي وأفتخر هو النضال والثورة ؟