أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - درويش محمى - عرينا...وعريهم














المزيد.....

عرينا...وعريهم


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 2452 - 2008 / 11 / 1 - 04:03
المحور: المجتمع المدني
    


كالعادة, ومع اول فنجان من القهوة العربية الحلوة المذاق, اتصفح بريدي الالكتروني كل صباح, والبارحة بالتحديد استوقفتني رسالة وصلتني من طرف احدهم وقد عنونها ب¯ "صورة زوجة ساركوزي عارية تماماً", لا اخفي عليكم, وبعد ان تمنيت بيني وبين نفسي, ان تكون الصورة العارية للزوجة الجديدة الجميلة الفاتنة "كارلا" وليست للقديمة المطلقة "سيسيليا", عقدت العزم ومن دون تردد على فتحها فوراً, وانا كلي فضول واكثر من فضول .
بمجرد حركة سريعة ساحرة من اصبعي على جهاز "كومبيوتري" الخارق, وبفضل نعمة "الهوت مايل" فتحت رسالتي المفضلة, ولا اخفي عليكم من جديد, ما اصابني من احباط ويأس شديد, عند اكتشافي لحقيقة الميل المذكور, وحين لم اجد لا صورة ولا عارية ولا من يحزنون, وبعد تأكدي بأن الامر ليس الا مجرد "نقل لخبر" وبالكلمة لا بالصورة, بدأت الاسئلة تتكاثر في دماغي الصباحي النشط من دون توقف, ما الذي دفعني ويدفعكم لكل هذا الاهتمام ب¯ "المدام" ساركوزي ? سواء كانت الصورة تلك تخص "المدام" الجديدة او القديمة, وسواء كانت "المدام" ساركوزي عارية او محتشمة, ونحن ما شاء الله وبارك, نملك تاريخاً طويلاً عريضاً مع ظاهرة العري والتعري, بمفهومه الواسع والشامل طبعاً لا بمفهومه الشرقي ولا بمفهومه العربي الضيق .
في الغرب الناس يتعرون للبحر والشمس وحتى للقمر, كما يتعرون لبعضهم بعضاً ولاسباب اخرى عديدة نعلمها وقد لا نعلمها, اما عندنا في الشرق فاللعري والتعري اسبابه وشروطه وضحاياه, فبالله عليكم, هل تعلمون كم طفلاً وطفلة "شبه عراة" يوجد اليوم في مجتمعاتنا الشرقية والعربية الاصيلة ? وهل تعلمون كم مواطناً كريماً يتألم كل يوم من قسوة الحياة ويشتكي ربه صباحاً ومساء من سوء احواله المادية ومن جيبه العاري من العملة الوطنية ? وكم مظلوم يعرى ويضرب يومياً بسبب ومن دون سبب في زنزانات بلداننا العريقة? وكم مليونا من البشر في شرقنا المحافظ يعتبر منذ ولادته والى يوم مماته, عار تماماً من ابسط حقوقه السياسية والمدنية والانسانية ? وكم حاكماً وصاحب سلطة عار على القيم والاخلاق وثقافة التسامح والمسؤولية, يتحكم في رقابنا ورقابكم ? وهل تعلمون كم جريمة وقعت وتقع في شرقنا الملتزم تعتبر كل واحدة منها وصمة عار في تاريخ البشرية ? هل اذكركم يا ابناء شرقنا العريق والعتيق, بما حدث ويحدث في بلاد "الدارفور" السودانية ? وكم الف والف امرأة مسلمة بريئة عريت من ثيابها لتغتصب وتقتل ? وفي الماضي القريب, هل نسيتم يا اخوتي المحترمين والمحتشمين, كم الف والف والف روح مسلمة بريئة ازهقت في كردستان "شمال العراق" بالاسلحة الكيمياوية, وكم الف والف والف قرية هدمت ليترك اهلها للعراء والتشرد .
لا شك ان ثقافتنا تختلف عن ثقافتهم, وعرينا كذلك يختلف عن عريهم, ومن المؤسف اننا نحن ابناء الشرق لا نرى الا الاسوأ من انواع العري وغيرنا يستمتع بالنوع الافضل منه, وحز في نفسي كثيراً انني خدعت برسالة كانت عارية تماماً عن الصحة, لذا عدت من جديد لجهاز كومبيوتري المستورد والمصنوع في الغرب, لابحث عن رسالة اخرى وفنجان آخر من القهوة العربية المرة .



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كركوك بالتأكيد مدينة عراقية ولكن....
- الدراما السورية الحقيقية
- الاسد وضيفه
- صبرا اهل سورية
- الثقافة البوليسية .........وصناعة الخبر
- العظمة وجنونها
- حرام عليك سعادة السفير-الازدواجية التركية- 2 3
- حرام عليك سعادة السفير -حرية الرأي- 1/3
- حرام عليك سعادة السفير - الارهاب ليس من طبعنا- 3 3
- مرسي كتير ساركوزي
- الخطيئة الكبرى
- أمثلة سورية من الجريمة السلبية
- الخيانة الوطنية على الطريقة اللبنانية
- نصر يعلن الحرب على لبنان
- وسنبقى نغني
- في رحيل احمد الربعي
- الصراع بين الكمالية والديمقراطية في تركيا
- فيروز...لإشعار اخر
- ياعيب الشوم يانظام
- الكويت ولبنان...أوجه الشبه والاختلاف


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - درويش محمى - عرينا...وعريهم