أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - قراءة تحليلية متأنية في وثيقة الزرقاوي – الحلقة الأولى















المزيد.....

قراءة تحليلية متأنية في وثيقة الزرقاوي – الحلقة الأولى


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 756 - 2004 / 2 / 26 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما هي الأهداف من وراء إثارة الحرب أو الفتنة الطائفية ومن هم وراءها؟ سنحاول أن نجيب على هذين السؤالين من خلال هذه الحلقة.
يبدأ الزرقاوي بقوله (فإليكم حديثاً يناسب المقام ويكشف اللثام ويزيح الستار عن المخبوء من الخير والسوء... في ساحة العراق. (...) وإليكم الواقع كما اراه بنظري ……..الوثيقة )
حين كتب الزرقاوي وثيقته، لم يكن أمام عينيه سوى قادة القاعدة، بالرغم من إنه مدفوعا من جهات أخرى غيرها، السبب من وراء هذا الاستنتاج واضح، ذلك أن القاعدة  لو كانت هي من دفع بالزرقاوي للعراق يوم دخل إليه، لبقي ينسق معهم وهم يدعمونه بشكل مباشر، ولكن من الواضح إن الزرقاوي لم يكن كذلك، فإنه كان يراقب من بعيد نشاط القاعدة التي تعمل على مقربة منه ومن خلال وسائل الإعلام، وهو يعرف تماما إنها موجودة إن لم تكن له صلات بشكل غير مباشر معها، ولكن حين وجد الخناق يضيق عليه كما أشار إلية في أكثر من مكان في وثيقته، راح يفكر بها، فهو يراقبها ويراها تعمل وتؤسس وتنفذ ولها من الإمكانيات الكبيرة ما يسيل له لعاب الزرقاوي هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، ربما يجد بتوحيد العمل معها سيعطي الاثنين دفعا أكبر وإراقة دماء أكثر، ويبدو من هذه المحاولة إن مموليه أومن هم وراءه، قد تخلوا عنه، أو على الأقل تراخوا بدفعه، أو ربما هم من دفعه لكي يربط الفئتين ببعضهما من أجل إعطاء دفعا أكبر للعملية ككل. أيا كانت الأسباب، من الواضح إنه يشعر بضيق ذات اليد لتمويل عملياته، لذا راح يعتمد على أهل البلد لتمويله، بالرغم من أنهم مشروع القتل لعصابته مستفيدا من نفاقهم وانتهازيتهم على حد قوله، وهم تحديدا من أسماهم بالإخوان الذين يؤسسون اليوم هيئة شورى أهل السنة والجماعة. ولكن هناك سؤال يفرض علينا نفسه، من هم وراء الزرقاوي والذين دفعوا به أصلا للعراق قبل غيره؟ ربما تكون جهات عربية يصعب الآن تحديدها وذلك لأن الوثيقة لم تتطرق لذلك بشكل مباشر، ولأسباب لا يعرفها غير الزرقاوي ذات نفسه، أو من هم وراءه، ولكن مع ذلك سنحاول أن نلقي الضوء على هذه المسألة في مكان آخر من هذا المقال.
هناك سبب آخر يدعونا إلى الاعتقاد بأنه لم يكن أصلا مرتبطا بالقاعدة، هو التفصيل الذي جاء بالوثيقة، فلو كان الزرقاوي مرتبطا بها أصلا، لما أحتاج أن يقدم لهم هذه الدراسة التفصيلية عن الوضع في العراق وكيف يعملون الآن، وماذا يريدون أن يفعلوه في المستقبل، ولو قبلت القاعدة ربط عملياتها بجماعته، فما هي آلية العمل المشترك، تلك التي وضعها الزرقاوي والتي هي بحق خطة الشيطان التي تهدف إلى بحار الدم في العراق، والتي يذهب ضحيتها السنة والشيعة والكورد، بل كل أطياف الشعب العراقي على حد سواء، وإن كان الشيعة هم من يجب أن يبدأ بهم كونهم العدو الأكبر، وحتى أكبر من أمريكا نفسها التي يجد بها العدو الأصغر.
خلاصة القول، إن مصداقية ما جاء في الكثير من أجزائها بسبب كونها مرسلة لقادة القاعدة من أجل إقناعهم بربط العمليات للطرفين، في حين إن القاعدة أصلا موجودة على الأرض وتعرف من الحقائق ما يعرفه الزرقاوي وربما أكثر، لذا فهو قد كتبها بصدقية متناهية، لكي لا يضيع الهدف الأساسي من وراء كتابته لها. الصدق في كتابة الوثيقة المقصود منه هو أنه كتب ما يراه هو صدقا وليس كما نرى الأمور نحن. ومن خلال فهمنا لعقلية هؤلاء الناس نستطيع أن نفرز ما هو مفيد مجد وما هو غير ذلك من خلال مناقشتنا للموضوع، من هنا تأتي أهمية هذه الوثيقة لتلقي ضوءا أكثر على تعقيدات الحالة والتركيبة الاجتماعية في البلد، وذلك كون الجهات العراقية المتصارعة على الساحة العراقية لا تعطي الصورة الصادقة بالمعنى الحقيقي، فجميع الأطراف لها خطابها الإعلامي الخاص بها، فتخفي ما تخفيه، وتعلن ما تعلن وتبالغ بصوره ما تجده من مصلحتها حتى ليبدو وكأنه هو الأكبر أثرا وأهمية في صناعة الأحداث، وكذا تقلل من أهمية ما هو بالضد منه ويثبط العزائم لأتباعها ويفل من عضد الساسة للعمل بحرية أكبر وإعطائهم حجما أكبر مما هم عليه.
نجد بوثيقة الزرقاوي غير ما تقوله بعض الأطراف السياسية أو وسائل الإعلام، وبعيد تمام البعد عن هذا وذاك، فهو حين يناقش الطيف العراقي، وكما يسميه الفسيفساء العراقي، فإنه وإن كان لا يتحدث بلغة الأرقام إلا إن الصورة التي يرسمها صادقة وتعبر عن طبيعة الساحة التي يريد التحرك فيها ويغير من موازينها ويريق الدماء بها ليصل إلى أهداف محددة، وإن كانت هذه الأخيرة، أي الأهداف، غير واضحة تماما من خلال الوثيقة موضوع البحث، وهذا ما سنحاول أن نلقي عليه الضوء أيضا ونحاول أن نحدد الأهداف الحقيقية من وراء هذا المخطط الذي لا يعقل أن يكون فقط بسبب الحقد الطائفي، وإن كان الأخير ذو أثر في فكر الرجل وانعكاسات ذلك على الأفعال التي تقع على الأرض حاليا والخطة في المحصلة النهائية.
الزرقاوي في خطته يحاول أن يشعل حربا أهلية، وهذ واضح جدا في أكثر من مكان في الوثيقة، فهو يقول (الحل الوحيد ان نقوم بضرب اهل الرفض الدينيين منهم والعسكريين منهم وغيرهم من الكوادر الضربة تلو الضربة حتى يميلوا على اهل السنة. وقد يقول قائل ان في هذا الامر تسرعاً وطيشاً وادخالاً للامة في معركة غير مستعدة لها وفيها ازهاق للانفس واراقة للدماء وهذا عين ما نريد- الوثيقة) الحرب الطائفية هي عين ما يريد، وهذه الحرب سوف لن تخرج الأمريكان من العراق، حيث إن الأمريكان ما جاءوا ليخرجوا على حد تعبيره، يتساءل المرء، ماذا يريد إذا؟‍ هل فقط إراقة الدماء وإدخال الأمة في معركة غير مستعدة لها، ويعترف إن الأمر تسرعا وطيشا، وفي ذات الوقت لا يستطيع إخراج الأمريكان؟‍! وهناك سؤال آخر يفرض نفسه، من أعطى هذا الرجل التخويل لكي يلقي بشعب بكامله إلى الهاوية؟! ومن الذي طلب منه العون؟ من حديث الوثيقة واضح جدا أن ليس هناك هدف على الإطلاق، ولكن لا يمكنني أن أصدق ذلك ولا أكتفي بما يعطيه من أسباب واهية لا تتعدى الدعاية السياسية للاستهلاك اليومي لوسائل الإعلام، فهو يكمل عبارته السابقة بقوله (اذ لم يبق للمصالح والمفاسد وجود في واقعنا فقد هدم الرافضة كل تلك الموازين وان دين الله اعز من النفوس والمهج فمتى الكثرة الكاثرة تقف في صف الحق فلا بد من التضحية من اجل هذا الدين ولترق الدماء. فمن كان على خير ارحناه وعجلنا به الى جنته ومن كان غير ذلك فشر قد استرحنا منه اذ والله ان دين الله اغلى من كل شيء ومقدم عن النفوس والاموال والاولاد (...) الوثيقة). وما هو واضح من العبارة هو إن من يموت هم أهل الخير وموتهم سيعجل بذهابهم إلى الجنة وأهل الشر سيعجل بذهابهم النار ويستريح منهم. السؤال هنا، إذا كان الكل سيموت، سواء كان على خير أو شر، فما هو الهدف إذا؟! في هذا المكان فقط يتحدث الزرقاوي عن الهدف من كل ما يفعل، وهو غير كاف. ربما يكون الهدف بما أفصح عنه في بداية الوثيقة، او في مقدمتها، من أن أمريكا قد جاءت إلى أرض العراق من أجل إقامة دولة إسرائيل الكبرى والتي تمتد بين النيل والفرات والتعجيل بخروج المسيح، ربما يكون هو الدافع، لنفترض جذلا، إن هذا صحيح، ألم يعترف الزرقاوي نفسه من إن أمريكا ما جاءت لتخرج، ثم هل إنه يريد أن يمهد الطريق أكثر لبني إسرائيل ليدخلوا العراق وهو شبه خال من البشر بعد الحرب الأهلية التي ينوي إشعالها؟ أم إن قتل الشيعة سيصلح حال الأمة فتنهض من جديد بعد أن تتخلص من مرضها العضال هو وجود الشيعة؟ أليس الذي سيموت معهم، بل قبلهم، هم السنة حسب الخطة؟ كل هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فمن سيصدق هذا الزعم عن حقيقة دوافع الأمريكان إلى العراق؟ وهل أمريكا دولة نوازع توراتية ساذجة؟ أم هي دولة عظمى تفردت بالعالم ووصلت إلى درجات التقدم على أساس من العلم والمعرفة ولها إستراتيجيتها ولها مصالحها الخاصة؟ أنا لا أشك إن الزرقاوي يعرف قبل غيره كل تلك الدوافع الأمريكية ومن ثم الأسباب الحقيقية، لأن من يدخل لعبة غاية بالخطورة مثل هذه اللعبة التي يلعبها في العراق، لابد يعرف الكثير وله دوافعه التي يخفيها حتى عن الشيطان.
من هي الأطراف المستفيدة من الخطة؟
الزرقاوي أردني ومطلوب من العدالة هناك، وقد تم الإمساك به في الأردن ولكن تم التعتيم على تداعيات الخبر تماما، حتى ظهر من جديد مرة أخرى في العراق وهو يحاول التنسيق مع القاعدة بعد أن فشل بإشعال حربه المقيتة!؟ الأمر فيه الكثير من الغرابة، ما يستدعي الوقوف عنده بعض الشيء، فهو أمر يستحق فعلا هذه الوقفة المتأملة.
حين يرى المرء جريمة، أول سؤال يتبادر إلى ذهنه هو، من المستفيد؟ فلو جرت في العراق حربا أهلية فعلا كما أراد لها المخططون، من من دول الجوار سيستفاد منها؟ فسوريا أبعد ما تكون عن مسألة من هذا النوع، فكل ما تريده سوريا هو إبعاد الأذى عنها وشطبها من الأجندة الأمريكية، إن كان هناك أجندة، ولا السعودية لديها استعداد لزيادة عدد الشيعة من مواطنيها، والكويت دولة أصغر من أن تخطط لعمل من هذا النوع، أما إيران فشأنها كما السوريون لا يريدون إعطاء أمريكا أية حجة وليس من المعقول أن تقتل إيران الشيعة في العراق، أما تركيا فهي بالتأكيد ستكون مستفيدة جدا كما هو الأمر بالنسبة للأردن، ولكن استفادة تركيا من الأمر مرهونة بالموقف الأمريكي من الكورد العراقيين، وهذا أمر يمكن أن نناقشه إن أستدعى الأمر لذلك.
الأردن مازالت تبحث لأميرها الحسن عن بلد يتملكه بعد أن سلبه إبن أخيه المملكة، وهو من يطرح نفسه بلا تحفظ ملكا على العراق، على الأقل في الفترة الانتقالية، وهذا ما صرح به في ندوة تلفزيونية على الهواء مباشرة وقد سمعها وشاهدها الناس جميعا، وقبل ذلك، مخططات الأردن بتقسيم العراق وأخذ حصة منه قائمة منذ سقوط الملكية في العراق، وهذا ما أعترف به الملك الراحل الحسين ابن طلال. والأردن الفقيرة بمواردها من كل صنف يراودها حلم الاستحواذ على العراق من جديد، وقد أسسوا لذلك حزبا عراقيا يقوده مجموعة مغمورة من السياسيين العراقيين، والحزب يعمل الآن بكل حرية ويرفع شعاراته على الجدران ويشارك في الندوات التلفزيونية، والأكثر من ذلك، فإن الشريف علي راعي الحركة الملكية الدستورية قد زار الأردن في مهمة تصالحيه تنسيقية قبل شهر من الآن أو أكثر، والغرض معلن وليس خاف على أحد.
الأردن التي ما انفكت تتدخل في شؤون العراق الداخلية بشكل سافر يوميا، ففي لعبة سياسية ساذجة، لم تخفي الأردن تخوفها على سنة العراق من أن يهمشوا في الحكومات العراقية الجديدة، وتعلن عن قلقها على مصيرهم، وهي التي رعت كل الأطراف التي تعارض عملية الانتقال السلمي للسلطة في العراق، وهي رأس الحربة لكل تحرك من هذا النوع في المنطقة يهدف إلى إبقاء الوضع في العراق قلقا، كل هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، والتي نعتبرها الأهم، وهي مسألة دخول العناصر الإرهابية وهم مداد الزرقاوي من رجال ودفعهم أفواجا إلى العراق عبر الأردن بالرغم من اكتشاف أمرهم، هذا إضافة إلى استضافتهم إلى كل فلول النظام البعثي المقبور، ومنها أيضا يتم تمويل العمليات الإرهابية في العراق والكثير من الأدلة والبراهين على ضلوع هذه الدولة في مؤامرة ما كبرى على العراق.
هناك مسألة أخرى على قدر كبير من الأهمية، وهي إن الزرقاوي ليست لديه أهداف واضحة لأثاره الفتنة الطائفية تلك التي أشرنا إليها باستغراب سابقا، فلا يمكن أن يعقل أن يكون الزرقاوي بلا هدف إلا القتل من أجل القتل! وإن من يدافع عنهم حسب ادعائه السنة العرب العراقيين وهم من سيكون من أول ضحايا هذه الفتنة الطائفية! إذا لابد من هدف، والهدف يجب أن يكون كبير جدا لكي نصدق.
هل باستطاعتنا أن نربط بين أهداف الزرقاوي وأهداف الأردن من إثارة هذه الحرب الطائفية في العراق؟ أليست كل هذه الدلائل كافية كي نشير بإصبع إلى الأردن؟ وهي البلد الذي يمكن أن يكون من وراء الزرقاوي رغم زعمهم من أنه مطلوب للعدالة الأردنية؟     
صحيح إن الوثيقة هذه هي المعنى الحقيقي للحقد الطائفي، ولكن بذات الوقت عداء لكل ما هو عراقي ومن أية جهة كانت، ويلخص الزرقاوي ذلك بقوله ، ""إنهم في النهاية أهل العراق""، إشارة إلى الموروث الثوري لسكان هذا البلد وما كانت تضمره لهم الدولة الأموية من عداء، فكل أهل العراق يستحقون الموت حسب هذا الموروث الحقير، وفيها أيضا ما يفشي بعضا من أسرار الزرقاوي.
حين يتحدث المرء عن هذه الجماعات، في الغالب يتحدث عن استنتاجات لطبيعتهم الطائفية والتي ينكروها في العادة، ولكن في هذه الوثيقة، الحديث وكأنه، حديث القلب للقلب، أو حديث أهل البيت فيما بينهم حيث ليس هناك ما هو خاف على أي منهم وهم ليسوا بحاجة للحديث بلغة منافقة تعكس غير ما يضمرون. فقد كان يتحدث بطائفية لم أستطع أن أتخيلها في يوم من الأيام، ولم أكن أتصور إن الحقد الطائفي يمكن أن يصل إلى هذه الحدود المطلقة بالعداء، والمخيفة إلى أبعد الحدود، ذلك لو قدر لهم أن ينفذوا ما يخططون له والعياذ بالله. لنأخذ هذا المقطع من الوثيقة ونرى ماذا يقول (ان لنا مع الرافضة جولات وصولات وليالي سوداً لا يحل ان نؤخرها بحال من الاحوال فان خطرهم داهم وما كنا نخشاه وتخشونه واقع لا محال واعلموا ان هؤلاء من اجبن خلق الله وان قتل رؤوسهم لا يزيدهم الا ضعفاً وجبناً. فموت رأس من رؤوسهم تموت الطائفة بموته لا كما يموت رأس من اهل السنة فان مات او قتل قام سيد وفي قتالهم تجرئة وشحذ لهمم ضعاف اهل السنة فلو تعلمون الخوف في نفوس اهل السنة وعوامهم لبكت عيونك حزناً عليهم فكم من المساجد حولت الى حسينية وكم من بيت هدموه على اهله وكم من اخ قتلوه ومثلوا به وكم من اخت اغتصب عرضها على ايدي هؤلاء الكفرة الانذال فاذا استطعنا ان نضرب بهم ضربات موجعة الضربة تلو الضربة حتى يدخلوا في المعركة استطعنا ان نخلط الاوراق) بغض النظر عن دراسته النفسية التي وضع نتائجها عن الجبن والشجاعة للفئات المعنية بالأمر، حيث إن الزرقاني لم يذكر المصدر الذي أستقى منه هذه المعلومات النفسية عن الطائفتين السنية والشيعية في العراق، ولكن الذي لم نسمع به لحد الآن هو مسألة الاغتصاب أو هدم البيوت، فمن الواضح جدا إن هذه اللهجة التحريضية المبنية على معلومات كاذبة، توحي إنه يحاول أن يجد الوسائل المناسبة لزج القاعدة بثقل أكبر في المعركة مع توحيد للجهود، بالرغم من أنه يعرف تمام المعرفة إن السنة الذين يدعي الدفاع عنهم سيكونون ضحايا لحربه هذه، فهو يدافع عن من وضد من؟ مادام الطرفين ستسيل دمائهم وهو يعرف ذلك كما أسلفنا! فما الذي سيجنيه السني بعد موته غير الصفة التي أسبغه بها صفة الشجاعة؟ وما الذي يضير الشيعي الذي وصمه بالجبن بعد موته؟ وهل يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟
يمضي بشرح خطته لإشعال حرب أهلية، ولكن في هذا المقطع ما يمكن أن نعتبره سقطة لسان من الزرقاوي ليفصح بعض الشيء عمن هم وراء العملية برمتها (وعندها لا تبقى قيمة وتأثير لمجلس الحكم ولا حتى للامريكان الذين سيدخلون الى معركة ثانية مع الرافضة وهذا ما نريد وسيقف شاؤوا او ابوا كثير من مناطق اهل السنة مع المجاهدين وعندها يكون المجاهدون قد امنوا لهم ارضاً ينطلقون منها في ضرب الرافضة في عقر دارهم مع توجيه اعلامي واضح ومع ايجاد عمق استراتيجي وامتداد بين الاخوة في الخارج والمجاهدين في الداخل) وفيها نقرأ ""توجيه إعلامي واضح"" و""عمق إستراتيجى"" وامتداد بين الأخوة في الخارج والمجاهدين في الداخل"" أليست هذه دلائل كافية لكي نستنتج وجود جهات العربية متورطة في هذه الخطة؟ أليست هي أدلة فيها من الوضوح ما يكفي لوجود هذا النوع من التورط؟ وهذا ما حاولنا أن نربطه بالاستنتاجات التي تحدثنا عنها قبل قليل حول أصحاب المصلحة في هذه الجريمة وهم من سيمنح البعد الإستراتيجى ومن لديه الإمكانيات لتوجيه إعلامي، وإن كان بشكل غير مباشر، وكذا الامتداد بين مجاهدي الداخل والخارج، ونحن نعرف من أين يدخل مجاهدي الخارج وإلى أين يخرجون.
يتبع في الحلقة القادمة



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخلوقات دونية دينها القتل!
- انتفاضة الحياد مستمرة، ووثائق العار تفضح المجرمين
- محاولات كتاب التيار الديني خلط الأوراق - في المجتمع المدني ي ...
- النموذج الإيراني والديمقراطية في إطار السلطة الدينية - في ال ...
- في المجتمع المدني يجب فصل الدين عن الدولة وليس الدين عن السي ...
- المنهج الإعلامي الذي تعمل عليه فضائية الجزيرة
- كي لا يكون مشروع الفدرالية سببا بهزيمتنا
- ما هي الشفافية المطلوبة من آية الله السيد السيستاني؟
- مظاهرات البصرة تقلب الموازين، وتضع العراق على حد السكين
- مجلس الحكم يفشل بكبح جماح قوى الظلام
- الخيار الآخر
- التكنوقراط العرقي بالواسطة يبيع الفجل وليس المهنية العالية
- لا أدري كيف يمكن لقضية أن تنتصر وأحد زعمائها خالد بيوض؟
- تسمية الإرهاب في العراق مقاومة، عنزة ولو طارت
- موقف الكتبة العرب المشين من الوفد العراقي، ومواقع الإنترنت ا ...
- موقف اتحاد الكتبة العربوييون والمستعربون والذين للتو يتعربون
- إقتراح عملي جدا بشأن محاكمة صدام
- للعراقيين كل الحق بطلب التعويضات وليس إيران
- العراقيون يحتفلون والعرب يموتون كمدا
- أنقذوا العراقيين، في المثلث السني، من براثن البعث


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - قراءة تحليلية متأنية في وثيقة الزرقاوي – الحلقة الأولى