أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غمكين ديريك - كركوك نموذج لمآسينا














المزيد.....

كركوك نموذج لمآسينا


غمكين ديريك

الحوار المتمدن-العدد: 2455 - 2008 / 11 / 4 - 00:40
المحور: حقوق الانسان
    


على الرغم من العملية السياسية الناجحة – نوعا ما- في العراق والتوجه الفعلي لبناء كيانها السياسي من برلمان وحكومة وسلطة قضائية ، واقرار الدستور والقوانين الضامنة للحقوق الفرد والمجتمع، نجد بعض الاصوات النشاذ التي تحاول أعادة العراق الى المربع الاول تنادي بالغاء الدستوروالعملية السياسية الجارية في العراق،وتحاول من جهة سن قوانين عفى عنها الزمن لترضي ذكرياتها العتيقة ومن جهة اخرى ارضاء الاجندة المريضة التي حاول النظام السابق فرضها بكل السبل والطرق،وهنا نتسأئل ماذا يعني سن المادة (24 )من قانون انتخاب مجالس المحافظات ، سوى رفض او نفي المادة (140 )من الدستور العراقي والذي تنص على اعادة التطبيع في المناطق المتنازع عليها ومن ثم الا ستفتاء في هذه المناطق واعطاء الشعب حق الاختيارعبر الاستفتاء حيث ان المادة(140)احد الاعمدة الاساسية التي قام عليها العراق الحديث.
لايخفى على اي مؤرخ او شاهد على العصر والتاريخ بان النظام البائد قام بعمليات مختلفة بهدف تغير الوضع الديمغرافي والجيوسياسي الموجود في كركوك ، عبر التهجير والقتل والابادة واستقدام العشائر والعوائل العربية اليها ومنحهم اراضي تم سلبها من القرويين الكرد ،وبعد تلك العمليات العنصرية انخفض نسبة الكرد في كركوك الى الثلث بعد ما كانت نسبة الاكراد فيها اكثر من النصف، الامرالذي أدى الى مشاكل ومعضلات يعيش العراق حاليا تحت وطاتها وتأثيراتها المدمرة،هذه العلميات ومارافقها حاولت اخراج هذه المدينة الغنية بالنفط من ايدي الكرد كي لا يتمكن الكرد من الاعتماد على انفسهم وثروات وطنهم في بناء كيانهم السياسي.
فقدان كركوك وسلبها –اذا ما تم ذلك-سوف ياتي بنتائج كارثية على الأنسان الكردي على المستويين السيكولوجي والسوسيولوجي وستعاني الامة من تداعياتها واثارها السلبية في الذاكرة القومية عبر اجيال قادمة بغض النظر الى النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
هذه السياسة المتبعة لم تقتصر على كردستان العراق وحدها بل مارستها الانظمة الاخرى المقتسمة لكردستان على الرغم من اختلاف انظمة الحكم فيها لان سياسة التعريب و التغير الديموغرافي لكردستان الكبرى هي سياسة متفقة عليها من قبل تلك الدول تمارسها تحت انظار المجتمع الدولي دون رادع حيث لم نجد اي دولة أو مؤسسة دولية ترفع صوتها منادية بأيقاف تلك العمليات التي تتعرض لها الامة الكردية في اجزائها الاربع،واعتقد ان الكرد في كل من (سوريا،وتركيا،وايران) سوف يحتاجون الى مواد دستورية شبيهه بالمادة (140)لحل المعضلات التي تتسبب بها الانظمة الشمولية الحاكمة في تلك الدول.
يبدو ان (المجتمع الدولي) يتفق ضمناً مع الانظمة التي تقتسم كردستان في عدم حل مسالة كركوك ويظهر ذلك جليا في سعي الامم المتحدة المتكررالى تأجيل تطبيق المادة (140 )من الدستور العراقي.
فكردستان ايران كانت تتسم بالطابع الكردي الخالص تقريبا مع وجود اقليات من الارمن والاشوريين والكلدان،لكن بتأثير استقدام العنصر الغريب اليها باتت تتألف من خليط من الاقوام الايرانية وتتفوات النسب من محافظة الى اخرى بحسب موقعها الجغرافي، فمثلا محافظة اورمية التي تقع في المثلث الحدودي بين ايران وتركيا والعراق التي تسمى الان (ازربيجان غربي) كان يغلب على سكانها الطابع الكردي لكن مع استمرار تلك السياسة اصبح نسبة الازريين(من اصل تركي) فيها ما يقارب 25% .
ونجحت سياسة التتريك الى حد ما في كردستان تركيا ففي السبعينات من القرن الماضي كان يقتصر الوجود التركي في كردستان على الضباط ومعلمي المدارس نجد الان مختلف الشرائح الاجتماعية التركية في مدن كردستان فسياسة التتريك كانت مختلفة عما كانت علية في كل من العراق وايران وسوريا ، حيث قامت الدولة الاتاتوركية بحذف كل ماهو متعلق بالكرد وكردستان وطال ذلك الحجر والشجر والبشر،واقتصر التعليم على اللغة التركية وادى ذلك الى حذف اللغة الكردية من ذاكرة الافراد عدى المناطق النائية والتي تم ابادتها وتهجير اهلها وحرق قراها ايضا في فترة حربها مع حزب العمال الكردستاني، فمثلا لن تجد في مدينة عنتاب (التي كانت اكبر مدينة كردية في كردستان ) اي طابع كردي فالاكراد تعودوا اجباريا على الحديث مع عوائلهم باللغة التركية حتى في بيوتهم فضلا عن المدراس والمؤسسات الحكومية.
والداخل الى كردستان سوريا يظن للوهلة الاولى انه في فلسطين وذلك بتأثير تعريب اسماء القرى والبلدات الكردية فمنطقة ديريك والقامشلي تضم قرى بأسماء طول كرم،صور ،وصيدا،وصولاً الى رام الله ورفح لكن مع عدم وجود المعبر مع جمهورية مصرفضلا عن انشاء العشرات من المستوطنات العربية للمستقدمين من المحافظات الاخرى ومنحهم اخصب الاراضي والمناطق،حيث لا تختلف السياسة السورية الممارسة تجاه الكرد في سوريا عن السياسة الأسرائيلية المتبعة في فلسطين المحتلة.
أن نظرة على هذه الممارسات الاستعمارية نجد بان مشكلة كركوك قد عممت في كافة اجزاء كردستان واصبحت قضية كردستانية شاملة ، وليست قضية كردستان العراق فحسب ، وبما ان القيادة الكردستانية في العراق استطاعت ان تخطو خطوات تاريخية وجبارة وبرؤية واقعية ، في تحقيق طموحات الشعب الكردي في كردستان العراق نسبيا ، فتحول هذا الجزء الى المحورالاساسي للقضية الكردية والكردستانية ، واصبحت نموذجا يحتذا به في طريق الحل بالنسبة للاجزاء الاخرى من كردستان ، لذا تقع على عاتقها (القيادة الكردستانية في العراق )مهمة القيادة القومية للشعب الكردستاني عاما، وان كانت هناك تحفظات من قبل هذه القيادة في التدخل في شؤون الاجزاء الاخرى ، ولكن بشكل عام تبقى هذه القيادة قيادة معنوية للاجزاء الاخرى شئنا ام ابينا ، واي انكسار او نكسة تصيب الكرد في كركوك او غيرها ستؤثر في بيسكولوجية الانسان الكردي ولو كان في اقاصي العالم ، واي انتصار لها تعني انتصار للشعب الكردستاني بشكل عام ،وبالتالي فان هذه القيادة تتحمل المسؤولية التاريخية قوميا ووطنيا في اعادة كركوك الى احضان كردستان.



#غمكين_ديريك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الباردة.... نعمة للنظام ...ونقمة على الشعب السوري
- المثقف الكردي بين المرجعيتين (الثقافي – السياسي ) في سوريا
- الانفال ...؟... ايها العرب .. ايها النبي .. ايها الله ؟
- الواقعية وخداع النفس
- هل المهدي قادم... ام الشرق الاوسط الجديد
- الحركة الكردية السورية والمجلس الوطني او مؤتمر الوفاق
- الاول من ايار كان عيدا للعمال
- ليلة سقوط دمشق
- المفهوم القومي لدى الشعوب السورية
- اذار.... المراة والانتفاضة ونوروز
- اذار اول خطوة سليمة نحو الديمقراطية 12
- الحراك الديمقراطي والتنظيم في سوريا
- المراة بين الواقع وطموح الشعارات
- المعارضة الكردية بعد خدام
- ردا على رياض الترك (م. طلب هلال الثاني ) 2
- نحن ومعوقات الديمقراطية
- القضية الكردية بين الانكار و الوجود
- دراسة تحليلية في البنية التنظيمية للحركة الكردية في سوريا
- قصة ميليس
- الرجل يعرف بكلمته التي لن تتغير ولو طارت راسه


المزيد.....




- فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي أثناء اعتقال شاب في الضفة الغر ...
- فيتو أميركي يفشل مشروع قرار منح فلسطين العضوية في الأمم المت ...
- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غمكين ديريك - كركوك نموذج لمآسينا