أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جيوفاني بورادوري - الارهاب والعنف والتواصل مقتطفات من مقابلة مع الفيلسوف الالماني يورغن هابرماس















المزيد.....

الارهاب والعنف والتواصل مقتطفات من مقابلة مع الفيلسوف الالماني يورغن هابرماس


جيوفاني بورادوري

الحوار المتمدن-العدد: 755 - 2004 / 2 / 25 - 10:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الارهاب والعنف والتواصل مقتطفات من مقابلة اجراها جيوفاني بورادوري مع الفيلسوف الالماني يورغن هابرماس

ج. ب. ـ ماذا تعني بالضبط بالارهاب؟ هل يعقل التمييز بين ارهاب وطني وارهاب شمولي؟

ي. هـ ـ ان ارهاب الفلسطينيين ما زال الى حد ما ارهاب من الطراز القديم. فالمطلوب هنا القتل، الاغتيال، والهدف هو القضاء بشكل اعمى على الاعداء بمن فيهم النساء والاطفال. حياة مقابل حياة. انه يختلف في هذا الخصوص عن الارهاب الذي يمارس في سياق حرب الغوار على يد قوة شبه عسكرية والذي حدد طبيعة العديد من حركات التحرر في القسم الثاني من القرن العشرين والذي ما زال يطبع بطابعه حتى اليوم مثلا نضال الشيشان من اجل الاستقلال. في مواجهة ذلك فان الارهاب الشمولي الذي بلغ ذروته في اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر يحمل في طياته السمات الفوضوية لتمرد عاجز، بمعنى انه موجه ضد عدو لا يمكن ان يهزم اذا ما نظرنا اليه كعمل واقعي يسعى وراء هدف يحققه. فالنتيجة الوحيدة الممكنة تكون اثارة مشاعر الصدمة والقلق لدى المواطنين والحكومات. فمن وجهة نظر تقنية، ان مجتمعاتنا المعقدة بما هي قابلة للعطب الى حد كبير ازاء اعمال التدمير توفر فرصا نموذجية امام محاولات تخريب محدد للنشاطات اليومية مما يلحق اضرارا كبيرة باقل كلفة ممكنة. فالارهاب الشمولي يدفع قدما بمظهرين: غياب الاهداف الواقعية والقدرة على الاستفادة من قابلية الانظمة المعقدة للعطب.

ج. ب. ـ هل نميز بين ارهاب الجرائم العادية وغيره من اشكال اللجؤ الى العنف؟

ي. هـ ـ نعم وكلا. فمن الوجهة الاخلاقية لا يمكن في اي حال تبرير العمل الارهابي مهما كانت دوافعه ومهما كانت ظروف القيام به. فلا شيء يسمح لنا ان نأخذ في الاعتبار الاهداف التي حددها شخص لنفسه اذا كان يسعى اليها على حساب موت الآخرين وعذاباتهم. فكل تسبب بالموت هو افراط بالموت. لكن من الوجهة التاريخية يندرج الارهاب ضمن أطر تختلف عن الجرائم العائدة الى الجزاء العادي. فخلافا للجريمة "الخاصة"، يتطلب الارهاب اهتماما عاما وتحليلا يختلف عن النظرة الى جرائم الغيرة المرضية مثلا. لو لم يكن الامر على هذا النحو لما اجرينا هذا الحوار.

والفارق بين الارهاب السياسي والجريمة العادية يبدو واضحا بصورة خاصة ابان تغير الانظمة التي توصل الى السلطة ارهابيي الامس وتجعل منهم الممثلين المحترمين لبلدانهم. يبقى ان تحولا سياسيا من هذا القبيل لا يمكن توقعه الا اذا اعتمد هؤلاء الارهابيون تحقيق اهداف سياسية واقعية ومفهومة واكتسبوا بالرغم من افعالهم الاجرامية مشروعية نابعة من اوضاع الظلم التي ثاروا عليها. لكني اليوم لا اتخيل كيف يمكن تحويل الاعتداء الوحشي في 11 ايلول/سبتمبر الى عمل سياسي يمكن تبنيه في اي شكل من الاشكال.

ج. ب. ـ هل تعتقد بجدوى اعتبار هذه الاعتداءات بمثابة اعلان حرب؟  

ي. هـ ـ مع ان كلمة "حرب" لا تثير الالتباس او حتى الاستنكار الاخلاقي الذي يلقاه الكلام عن "حملة صليبية"، فان قرار بوش بالدعوة الى "حرب ضد الارهاب" تبدو لي خطأ جسيما سواء للجانب المعياري او للجانب الواقعي. فهو يرفع على صعيد القيمة هؤلاء المجرمين الى رتبة المحاربين الاعداء ومن الناحية الواقعية من المستحيل شن الحرب ـ اذا كان ما يزال لهذه الكلمة من معنى محدد ـ على "شبكة" من الصعوبة بمكان تحديد تشعباتها والتعرف عليها.

ج. ب. ـ اذا كان صحيحا ان على الغرب تطوير علاقته من خلال تفهم اكبر لسائر الحضارات وممارسة النقد الذاتي، فكيف عليه سلوك هذا السبيل؟ تتحدث في هذا السياق عن "ترجمة" وبحث عن "لغة مشتركة". ماذا تعني بذلك؟

ي. هـ ـ  منذ الحادي عشر من ايلول/سبتمبر وانا اتساءل اذا ما كانت كامل نظريتي حول النشاط الموجه الى التفاهم ـ كما ابلورها منذ "نظرية الفعل التواصلي" ـ تغرق في السخافة مقابل احداث على هذه الدرجة من العنف. بالطبع اننا حتى داخل مجتمعات غنية وهانئة نسبيا كتلك المنتمية الى منظمة التجارة والتنمية الاقتصادية نواجه نوعا من العنف البنيوي الذي اعتدنا عليه والقائم على تفاوت اجتماعي مذل وتمييز مهين وافقار وتهميش. لكن تحديدا وبقدر ما تنطبع علاقاتنا الاجتماعية بالعنف والنشاط الاستراتيجي والتلاعب، فان علينا عدم تغييب ظاهرتين.

 فهناك من جهة الممارسات التي تمثل حياتنا مع الآخرين، على المستوى اليومي، والتي ترتكز على قاعدة مشتركة من القناعات والعناصر التي نعتبرها بديهيات ثقافية وانتظارات متبادلة. وضمن هذا الاطار نقوم بتنسيق افعالنا باللجؤ في الوقت نفسه الى العاب الكلام العادية وبمطالبة بعضنا البعض بشرعية نعترف بها ولو بصورة ضمنية ـ هذا ما يشكل الحيز العام لاسباب صحيحة او أقل صحة. وهذا ما يفسر من جهة اخرى ظاهرة ثانية وهي انه عند اضطراب التواصل وعدم تحقق المفاهمة بشكل مرض او عندما تختلط الامور بالازدواجية او الخداع، تبرز النزاعات التي قد تودي نتائجها المؤلمة الى حد رفع الامر امام الطبيب او امام المحكمة.

فحلقة العنف تبدأ بحلقة التواصل المضطربة التي تقود، عبر حلقة الارتياب المتبادل والمتفلت من السيطرة، الى انقطاع التواصل. فاذا بدأ العنف مع اضطراب التواصل يمكن ان ندرك عند انفجاره ما تخرب وما يجب اصلاحه.  

انها وجهة نظر ركيكة لكن يمكن مطابقتها مع النزاعات المعنية. بالطبع ان الامور اكثر تعقيدا لان الامم واشكال الحياة والحضارة تبقى من البداية متباعدة وتنزع للغربة عن بعضها. فهي لا تلتقي كما يلتقي الاعضاء في ناد او جماعة او حزب او عائلة والذين لا يتحولوا غرباء الا اذا فسد التواصل بصورة منتظمة.

ضف اليه ان وساطة القانون في العلاقات الدولية والهادفة الى احتواء العنف، لا تلعب بالمقارنة سوى دورا ثانويا.  

اما في العلاقات الثقافية المتبادلة فان الافضل هو انشاء اطر مؤسساتية تهدف الى المواكبة الرسمية لاشكال الوفاق ـ امثال مؤتمر فيينا حول حقوق الانسان من تنظيم الامم المتحدة. لكن هذه اللقاءت الرسمية ـ ومهما بلغت اهمية الحوار الثقافي المتبادل على مختلف المستويات حول التفسير المختلف عليه لحقوق الانسان ـ لا يمكنها لوحدها وقف آلية انتاج الافكار المنمطة.

لا يمكن الوصول الى انفتاح العقليات الا غبر تحرير العلاقات والرفع الموضوعي للقلق والضغوط. وفي الممارسة اليومية للتواصل يجب مراكمة رأسمال من الثقة. وهذا ضروري كمقدمة من اجل ان تترجم هذه الشروحات العقلانية على قياس كبير في وسائل الاعلام والمدارس وضمن العائلة. كما عليها تضمن مقدمات الثقافة السياسية المعنية.

فيما يتعلق بنا، فان التصور المعياري الذي نملكه عن انفسنا تجاه الثقافات الاخرى هو ايضا عنصر مهم في هذا الاطار. اذا سعى الغرب الى اعادة النظر في صورته عن نفسه، يمكنه مثلا ان يتعلم ماذا عليه تعديله في سياسته كي ينظر اليها على انها تجسد مقاربة حضارية. اذا لم تتم السيطرة السياسية على الرأسمالية التي ماعاد لها حدا ولا حدودا فسيكون من المستحيل التمكن من وقف المسيرة الهدامة للاقتصاد العالمي.  

فالمطلوب على الاقل تعويض النتائج الاكثر تدميرا ـ الاذلال والافقار التي تغرق فيها مناطق وقارات باكملها ـ للفروقات المتأتية من دينامية التنمية الاقتصادية. فخلف ذلك كله لا نجد فقط تمييزا واذلالا وحطا من قدر سائر الثقافات بل ان ما يخبئه موضوع "صدام الحضارات" هي مصالح بارزة للغرب (كاستمرار التمون بالموارد النفطية وتأمين مصادر الطاقة).



#جيوفاني_بورادوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جيوفاني بورادوري - الارهاب والعنف والتواصل مقتطفات من مقابلة مع الفيلسوف الالماني يورغن هابرماس