أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي العباس - في إعادة تموضع الماركسية في العالم الثالث














المزيد.....

في إعادة تموضع الماركسية في العالم الثالث


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 2449 - 2008 / 10 / 29 - 02:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-اقتباس رقم واحد:
يقول كينزا بورو
الروائي الياباني الحائز على جائزة نوبل في رسالة إلى زميله الألماني غونتر غراس:
إن الاحتلال الأمريكي لليابان أنزل الإمبراطور من السماء إلى الأرض...وهذا ربح صافي للسياسة و الديمقراطية .
و أن الدستور الذي اقترحته قيادة الأركان الأمريكية على الطبقة الحاكمة اليابانية, أكثر مناسبة لاحتياجات اليابان الديمقراطية من الدستور الذي باشرت هذه الطبقة صوغه . و إذ اضطرت النخب الحاكمة إلى الرضوخ ( لديمقراطية ما بعد الحرب ) على ما تقوله بعض النخب ساخرة , فإنها لم تضطر و لم يضطرها لا الاحتلال الأمريكي و لا الرأي العام الياباني إلى النظر الفاحص في خلل دخول اليابان الحداثة ( 1 )
اقتباس رقم اثنين :
يلقي الروائي البيروني ماريو فارغاس تبعة الانقلاب العسكري على إيزابيلا بيرون , أرملة الجنرال الشعبوي خوان بيرون , و حكمها المدني و المنتخب باتجاهين :
-العسكريون الانقلابيون
-أصحاب الحرب الشعبية : بيرونيين يساريين , غيفاريين, و ماويين ...
لم يكتم دعاة الكفاح المسلح غاياته : استدراج الرأسمالية الطرفية و التابعة- على قول سمير أمين و أصحابه- إلى الحسر عن وجهها الحقيقي المتستر بحكم أرملة بيرون المدني و البرلماني ... و إيلاء السلطة لأصحابها العسكريين . كان التفجير و الاغتيال و احتجاز الرهائن هو ( شكل الصراع الطبقي ) الموكل إليه مهمة حسر اللثام المدني عن دكتاتورية ( البرجوازية العسكرية )
لقد نحى أنصار الكفاح المسلح في عشرات بلدان العالم الثالث قيمة الحكم المدني و البرلماني و ضماناته القانونية و الشرعية الناقصة و الجزئية ... و سعوا نحو ولادة ديمقراطية شعبية تامة و عامة من صراع حزب الشعب المسلح مع أعلى مراحل الرأسمالية الطرفية ( الدكتاتورية العسكرية ) ( 2)
يضع الروائيان كل من زاويته اليد على خلل وقع و لا زال يقع فيه الفكر السياسي الراديكالي المنتج في معمعان هذه الجدلية الكونية ( جدلية الانتقال إلى نمط الإنتاج الرأسمالي ) من قبل نخب البلدان التي يجري فيها الانتقال إلى الرأسمالية متأخراً .
يبارك هذا النوع من الخلل و يعطيه مشروعيته الميل الواضح والصريح نحو الهيمنة عند المجتمعات التي أنجزت مبكراً عملية التحول إلى الرأسمالية.
ذلك أنه و على مسار التاريخ المعروف للاجتماع البشري, و كما يلاحظ محمد أركون ( 3 ) رافق الميل للهيمنة كل طفرة للمعنى.
ينزلق الفكر السياسي في المجتمعات المتأخرة – و هو يجرب بلورة ممانعة مشروعة لإرادات الهيمنة التي تبديها المجتمعات المتقدمة – باتجاه بلورة ممانعة شاملة لنزعات الهيمنة و لطفرات المعنى المترافقة .
يجري ذلك بطرق مختلفة و بتلفيقات فكرية متنوعة و متفاوتة في درجة تماسك لبناتها المنطقية .
و لا ينفع هذا النوع من الفكر السياسي هربه إلى الأمام , بادعائه إمكانية حرق المراحل و انزلاقه إلى تقويض عملية التحول الرأسمالي , بضرب و إضعاف الحامل الاجتماعي لهذا المشروع ( الطبقة البرجوازية) .
تتموضع اللينينية في لب هذه المحاولات للهروب إلى الأمام التي بدأت قبل قرن من الآن في شروط الانتقال المتأخر لروسيا القيصرية إلى الرأسمالية . و لئن نجحت هذه المحاولة طويلاً في التمويه على حقيقة ما فعلته ( بناء رأسمالية دولة متنكرة بثياب الاشتراكية ) فإنها قد شكلت قاعدة انطلاق لدروب في الفكر السياسي و ضعت تصوراتها موضع التنفيذ : كالماوية و الكاستروية, أو ظلت حبيسة المماحكات الأيديولوجية كالتروتسكية . أو أقحمت مجتمعاتها في دورات عنف مديدة تحت يافطة تثوير الطبقات الشعبية كجماعات التوبامارو , و بادرماينهوف و الألوية الحمراء .... الخ
شّكل النزوع إلى رمي الطفل بقماطه القذر , سياقاً عاماً انخرطت فيه النخب الفكرية- السياسية العالم ثالثية , في مواجهة معضلة فك التشابك بين الطفرة في المعنى التي أنجزتها المجتمعات الغربية بتحولها المبكر إلى الرأسمالية , و بين الميل إلى الهيمنة لدى هذه المجتمعات .
و لعل انبثاق الأصوليات الدينية كحركات نضال ضد الهيمنة الغربية هي الخاتمة الكئيبة لسياق بدأ بالهروب إلى الأمام باشرته النخب الفكرية اليسارية تفادياً لمواجهة معضلة الانتقال المتأخر إلى الرأسمالية , و انتهى بالوثوب إلى الخلف للتمترس وراء الأيديولوجيات الدينية , التي لطالما اشتغلت كبنية فوقية لأنماط إنتاج ما قبل الرأسمالية ( الإقطاعية , و الخراجية )
بين كراهية الهيمنة و هو شعور طبيعي عند من يكون موضوع لها, و بين كراهية ما يحمله المهيمن من طفرة في المعنى: مسافة جرى و يجري طمسها... على هذا التمييز بين جزمة الجنرال الأمريكي ماك آرثر ( الحاكم العسكري لليابان بعد الهزيمة ) و بين الدستور الذي اقترحه على النخبة اليابانية . استطاعت هذه الأخيرة أن تنهض باليابان من بين الأنقاض .
لم يتصرف الأمريكي المنتصر في العراق كما تصرف في اليابان , فلم يفرض على النخب العراقية دستوراً من صياغته "ربما قد تعلم من الدرس الياباني ". و ها هو الدستور العراقي الخارج من محنة التصويت عليه ,نكسة- في الكثير من جوانبه -عن دستور النظام المقبور, نظام صدام حسين.
لقد خرجت قوى الشد الى الماضي من عقالها.. ووضعت على الدستور بصمات حوافرها.. رغم ذلك هناك الكثير من مثقفي اليسار يبالط" الحوار بالحوافر " و يضع المسؤولية على الأمريكان . و ينّزه ركودنا التاريخي عن المسؤولية .
لقد فشلت التنمية و تضخم الفساد و غابت الحرية و تفسخ الاجتماع السياسي إلى مكوناته الأولية بفضل الإمبريالية و الصهيونية ... هذه هي الأغنية التي لا نمل من الترنم بها. يتراكم الغائط في سراويلنا, وإصبعنا كإبرة البوصلة ,ثابتة على الآخر كمصدر للرائحة ..
هوامش:
-1-جريدة الحياة-15-7-1995
-2-جريدة الحياة-15-7-1995
-3-الإسلام,أوربا,الغرب-رهانات المعنى وإرادات الهيمنة-محمد أركون-دار الساقي



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاجات الشعر
- رسائل وتعليقات على مقالات لزياد الرحباني في جريدة الأخبار ال ...
- ذكريات من ظهر البيدر
- حكايات عن المقاومة :لسناء محيدلي وحميدة الطاهر ..وبقية الشهد ...
- إلهام منصور والأسئلة الممنوعة
- دعوني
- ديك ليبرالي يصدح فوق مزبلة طائفية
- النظام السياسي العربي على مشارف محنة جديدة
- عمق التأثيرات الإسرائيلية على جدلية المحيط العربي
- نقاش حر
- َغرفة من التصوف الإسلامي
- حجاب باتجاهين
- من إغتيال الحريري الى اغتيال مغنية الوجه والقفى لإستراتيجية ...
- التكفير في التجربة الإسلامية
- حجاب باتجاهين -2-2
- القاموس المزدوج
- التموضع خلف وجهين لإشكالية واحدة اللعبة المفضلة للراديكاليات ...
- محنة المثقف بين السلف والخلف
- في مسؤولية الغرب عن الإرهاب
- أرقام تدعو للتأمل :


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي العباس - في إعادة تموضع الماركسية في العالم الثالث