أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - صورة من وطني .. دنيا الأمل اسماعيل بين مهام الصحافة وتوق الإبداع















المزيد.....

صورة من وطني .. دنيا الأمل اسماعيل بين مهام الصحافة وتوق الإبداع


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2448 - 2008 / 10 / 28 - 07:23
المحور: الادب والفن
    


في دراسة نقدية سابقة للكاتبة دنيا الأمل عن ديوانها رنين العزلة كنت قد تحدثت عن فارق المستوى الطبيعي بين وجهين لعملة واحدة أو صورتين مختلفتين بقدر اندماجهما وتوازيهما عن المرأة / العقل والمرأة / الوجدان ذلك ان الكتابة الإبداعية تتراوح ما بين هاتين المنطقتين على أن الاختلاف في صناعة الكتابة عند الإثنين يتركز ففي حين أن كتابة المرأة / العقل توازي منطقة تقاطع مع كتابة الرجل / العقل .. حيث تبحث عن مطلقها في سديم العلاقة الواقعة بين السماء والأرض .. أو في تلك المساحة البينية بينها وبين الرجل .. نجد أن كتابة المرأة الوجدان تتفرد في حيزها المتفرد بها .. حيث صناعة الشعور تتعالى على إحساس اللحظة , ومن ثم لا تعنيها المطلقات بقدر ما تعنيها الجزئيات .. في حين أن كتابة المرأة / العقل تكون قد تجاوزت الإحساس بمستوى جزئياتها إلى مناطق ارتقاء الشعور بحثاً عن علاقات ترابط وتوازي بين مطلق الحس ومطلق القيمة .. في حين أن كتابة المرأة الوجدان تأسرها جزئيات العلاقة القائمة .. بين مواد الرؤية وتوق النفس لارتفاع ما وتجاوز يبقى رغم ذلك التوق أسير لحظته .. ورغم صور النزوع أو طلب النزوع إلى حيث الانفلات .. من هنا وبذات التفسير هذا لنا أن نحاكي اللغة الصحافية على مستوى ذات مبدعة وأيضا حساسة وذات فكر .. وهي صورة دنيا الأمل في كادر إنساني من خلال نشاطها الذي يتمحور مساحات من واقع غزة المحتلة على أنني في هذا المقال لا أريد تكرار صور الحوار أو ذات العناوين وذات التفسيرات والأجوية إنما أريد من هذا التقديم التقاط مناطق ذات أهمية عند التحليل والقراءة لشخصية لا تزال في مأزق الإستمرار والمجابهة .. وهي مجابهة - بلغة أكثر إبداعية – على مستوى الأنثى العقل والأنثى الوجدان أراها كما رأيتها على مستوى عناوين النص الشعري وعلى تفريعات الديوان .. ففي حين تصبح الصافة مهنة قد تخترق او تتجاوز حد الاتفاق المحترم بين الصحيفة والقارئ .. يبقى للصحافي حرية الاختيار بين هذا الاحترام وبين اشتراط آخر للعبة الصحفية .. وما يقيد شروط هذه اللعبة الدخول في مناطق ذات حساسية خاصة وحرجة مثل رجال الدين أو رجال السياسة .. على أن هذا قد يستثير لدى الصحافي موقفاً ما .. فمن الصعب أن يكون الصحافي حيادي أو موضوعي لأن ذلك غير مدرج في جهازه المناعي .. وما هذا إلا لأن الصحافي تحكمه شروط ومبررات العمل الصحافي منذ البداية وهي الإعلان عن الحقيقة أو الوصول إليها ومحاولة تقديمها وتبريرها كما يجب أو يكون في مستوى الإقناع اللازم .. على أن الفارق بين الانتهازية الإعلامية والنزاهة قد تتماهى في منطقة صعب التمييز أو التقدير السليم فيها .. ولا يبقى سوى السلوك والإحساس الفطري للتمييز بين الحيادية السلبية والموضوعية غير المطلوبة وبين النزاهة في النص الصحافي .. ولربما هو ما يميز الصحافية دنيا الأمل مما كان يفتح عليها نيران الغضب والسخط .. ذلك أنها في نصها الصحفي كانت تحاول تغطية الخبر ليس بالاهتمام بالشكل فقط .. بقدر الاهتمام بالمضمون وما ذلك إلا تعبيرا عن فلسطينيتها الحقيقية من خلال محاولة الخروج عن دور الضحية إلى مستوى الدور الصمودي والموقف البطولي على أن ذلك ماكان له أثر سلبي على أصحاب المصالح وما لهم من أهداف بعيدة كل البعد عن الهدف الحقيقي للصحافة والإشتغال بالصحافة..
ومن ناحية أخرى لنا هنا مقارنة بين اختلاف الرؤية بين المبدع / الصحفي .. وبين الصحفي/ الصحفي .. ودنيا الأمل فيها من ميكانيزمات الإبداع ما يجعلها تتفوق في نصها الصحفي بما تحاول تسليط الضوء عليه من خفايا الخبر ومضامين الجانب الإنساني الذي هو أكثر أهمية واهتمام .. وكأنها تبدع نصا شعريا أو قصصياً .. كما وأنه من ناحية أخرى لا نغفل اللغة التي يستخدمها الصحافي المبدع وافتراقها عن غيرها .. ذلك أن حتى المفردات وطبيعة العرض وهامش التغطية .. له خصوصية يتفرد بها المبدع / الصحافي .. فكثيرا من التغطية الصحفية قد يعتورها نوعا من الجفاف ولغة القص خارج منطقة الشعور وهو مجرد جذب للقارئ دون اهتمام بالتفاصيل البعيدة والأكثر إنسانية وما له ضرورة من الخبر في أساسه .. فهناك تحكمنا البدايات الأولى في صناعة الصحافي وتمكينه من أدواته .. وهي تختلف مع كل صحافي وإن كان هناك قواعد تحكم النص الصحافي إلا أن بصمة الصحافي تبقى هي الحاكم في نجاح النص الصحافي وهيمنته وحضوره وترك انطباع خاص به يبقى مهيمنا على القارئ .. إلى جانب ذلك .. إذا كان للنص الصحفي أن يكون محايدا وموضوعياً فذلك على مستوى الإنتماءات السياسية أو الولاءات الدينية .. على أن لا يحكم الصحافي أي نوايا من تحقيقاته أو نقده أو تحريره للأخبار .. سوى نوايا تحصيل الحقيقة أو تعريف القارئ بما يحدث في حدود الحقيقة .. على أن ذلك لا يعني أن لا يكون هناك نوايا غير ذلك إنما هناك وما أهم من الحصول على المعرفة .. استدراك أدبيات العلاقة بين الصحافي والقارئ .. مما يحقق معه مصداقية خاصة بالصحافي وهو ما قد لا يتحقق معه ذات النجاح وذات المصداقية مع الشخصيات الاعتبارية أو المسؤولين أو أصحاب الرعايا .. ومن ثم قد يتملك الصحافي شرك الحيرة بين إرضاء القارئ وتمكين نصه من المصداقية التي تجب وبين إرضاء تلك الشخصيات أو أولئك المسؤولين .. على أن الموضوعية والحيادية .. لها اعتبارها النفسي لدى الصحافي وهو يخصه ذاته بمعنى أن موضوعيته وحياديته خاصة بإرضاء ذاته هو .. على أن يكون خارج حدود الاستحواذ أو الاستهواء أو الرشوة .. أما على مستوى النص الصحفي فيجب أن يكون موضوعيا اتجاه الأحداث والوقائع بأن يقدمها دون رتوش ولكن هذا لا يمنع أن يكون له بصمته الخاصة به وزاوية الرؤية التي يقدم من خلالها موضوعه .. وإن لم يكن ذلك فما الفرق بين صحافة وصحافة .. وبين لغة وأخرى سوى هذه البصمات التي تفرق بين كاتب وآخر .. وهي بصمة البصيرة والرؤية والروح .. ومدى وكيفية الإحساس بالواقع وما يحدث فيه .. ودنيا الأمل قد إحدى هؤلاء الذي يحاولون تقديم نصهم الصحافي من خلال دائرة تشمل ذاتها كإنسانة لها من البث والمعاناة ما يجعلها لا تفرق بينها وبين حدث قراءة الواقع .. على أن حياديتها تبقى مرفوعة على محور خصوصيتها الإبداعية وفنيتها ومهنيتها الصحافية .. هذا النموذج قد اخترق قواعد اللعبة الصحافية أيضا باجتهاد على مستوى الجماعة / الفرد .. ذلك أن المبدع / الإنسان خاصة وإذا كنا نتحدث عن امرأة لها الجانب العقلي والوجداني كما قدمت في المقدمة .. فتحكمها شروط التحرير ونزوعه ومحاولة الخروج عن التقليدية المشروطة بالمصلحة الخاصة .. إلى الاقتراب أكثر وأكثر من القاعدة التحتانية التي لا يعني بأمرها أحد .. ومن ثم قراءة المعاناة ليس من خلال صورها السلبية فقط وإنما من خلال اوجه الجمال في مضامين هذه المعاناة بأن تنتقل على مستوى التعامل مع هذه الشرائح المختلفة من قصد منح العطف للضحية إلى مستوى الشعور بالصمود والقوة والتعاون والتكافل على أن تؤكد على جانب الفردية الفلسطينية وحضورها وشغفها بصور البطولة والصمود .. مما يرتقي بمستوى هؤلاء الأفراد من مستوى التسليم إلى مستوى وعي الواقع وبأنه صاحب قضية ومن ثم محاولة الانتصار عليه على أن الصحافية دنيا الأمل لربما ما يحدد وجهتها وسلوكها هو اشتغالها بالبحث مما أثر على نهجها الصحافي وعملها الإجتماعي .. فهي وإن كانت تحرر خبرا أو تحصل تقريرا .. فنزوع البحث وتحصيل القراءة العلائقية بين الوقائع والأحداث والأشخاص والظروف هو ما يهمها بالدرجة الأولى ومن ثم يتغلف نصها الصحافي خفايا البحث والقيمة وأيضا تحقيق الوعي والمعرفة دون امتهان أو تهاون بحق القارئ بعقله أو خلفيته الثقافية والمعرفية .. في النهاية ننتهي من هذه القراءة الخاصة / العامة محاولة انتهاج فكرة تأسيس أصيل لنهج معرفي قد يؤثر على قواعد اللعبة الصحفية في إعلام فلسطين من خلال نموذج يرتحل شواطئ غزة من جنوبها إلى شمالها .. بأريج الولاء لوطن مسلوب .



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة مقارنة - استدراك صدى المعنى - بين دراما - باحب السيما ...
- إرادة المختلف والمتحول في - لعلك-قصائد نثرية للشاعر الفلسطين ...
- إرادة المختلف والمتحول في - لعلك - قصائد نثرية للشاعر الفلسط ...
- بوح فلسطينية ..
- نذور ..
- غربة .. روح
- رقص على الثلج ..
- حجر .. قدسي
- قراءة في آية ..
- ميكانيكا وميوزيكا
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (4 )
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (3 )
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (2 )
- متى يتم خلق فكرة فلسفية .. وكيف ؟ (1)
- سايكو دراما
- كريزما ..
- كشف .. مغاير
- معسكر .. أشبال
- أحبك ..
- شقائق .. النعمان


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - صورة من وطني .. دنيا الأمل اسماعيل بين مهام الصحافة وتوق الإبداع