أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اطياف رشيد - الصورة ونقيضها ..قراءة في نص الدرس ليونسكو















المزيد.....

الصورة ونقيضها ..قراءة في نص الدرس ليونسكو


اطياف رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2448 - 2008 / 10 / 28 - 07:23
المحور: الادب والفن
    


ان الملامح التي يرسمها لنا نص /الحوار ليونسكو عن المرأة هي ملامح فردوسية غاية في المثالية والعقلانية ،يقول يونسكو :(اخص المرأة بالمديح ،اعتقد ان المراة هي التي تمتلك الصفاء والحب )وان هذا الكلام يبدو جميلا ومثاليا حتى عندما يقرن كلامه بـ(لكنها لا تنجح دائما) وانها لو (ظهرت بائسة من وقت لآخر فذلك ان الرجل يصب عليها همومه )لكنها تبقى وفيه مخلصة لأن الرجل موزع بين صعوبة الحياة والأندهاش وانه رغم كل شيء (يمتلك رؤية مدهشة للعالم، بطريقة ما) وهذه الطريقة هي طريقة العبث واللهو واللامسؤولية وقد يوصله هذا الطريق في النهاية الفشل او الى السجن (الدير) لكنهم مع ذلك (لا يشيخون ابدا اذ انهم يتابعون حياتهم في الأندهاش والذهول والأستغراب )وعلى المرأة الحنون العطوف ان (تساعد وتسندطفلها الرجل العجوز )؟ الذي قد يدرك ولو متأخر (ان الحب والخلاص كانا قربه ).

فها ان رائد اللامعقول يظهر المرأة بوصفها فاعلا عقلانيا من اجل احتواء لامعقولية الرجل. وان هذه المثالية المزعومة التي كان ينوي تمريرها لنا انما هي مثالية زائفة لا تعكس سوى رغبة الاخر في العيش اللامسؤول وركن المرأة في عالم مفترض من الصفات الفردوسية وان كانت جوهرية في تكوين المرأة لكن لايراد بها هنا الامن اجل ان تبقى تابعة (لأن الرجل طفل بحاجة الى ام تتبعه وترافقه حتى الممات.ومن جانب اخر فأن هذه الصفات تغفل المهمة الثورية وامكانياتها في التغيير الأجتماعي والفكري وحتى السياسي .ويظهر عدم فاعليتها في عملية التطور والتقدم .انها صورة سلبية عن كائن بشري يتوهم الاخر ان وظيفتهالوحيدة في هذا العالم هي توفير الحب له في أي وقت شاء.ومن غير المنصف ان تحمل المرأة مسؤولية كل شيء (انها مسؤولة عن الرجل ) (المرأة مسؤولة عن كل شيء ) فهل من العقلانية ان المرأة التي هي (عاقلة ،محبة ، تضم في اعماقها صفاء وفرحا روحيا ) ان يكون كل دورها ان تتحمل الافعال الطائشة لنزوات ذكورية تترأس قمة السلطة في هذا العالم ؟او اذا اردنا ان نحول السؤال الى جملة بسيطة فنقول انها قمة اللامعقول ان تحمل المرأة ال (عاقلة ،محبة ،وتضم في اعماقها ا صفاء وفرحا روحيا ) افعال طائشة تقوم بها نزعة ذكورية تترأس قمة السلطة وهو امر يتناسب تماما مع اسلوب اللامعقول. ان خطاب من ذلك النوع يؤسس لظهور ( اوفيليات )جدد سوف ينتحرن عند ابواب الازمات .غير قادرات على المواجهة امام عبث وجنون ونزوات الاخر او تحديات العصر والظروف الصعبة التي يعيشها بني البشر .لتتحول الى كائن مستلب الشخصية ضعيف الارادة بسبب اغراقها بصفات --
،وهي رائعة طبعا ،لكن الغاية منها تحجيم دورها وتحديد مسافة الرؤية لديها .
النص
(الدرس)
يبدو واضحا ان مغزى المسرحية هو رغبة الأنسان /التلميذة في المعرفة والوصول الى الكمال رغم كل شيء ،حتى رغم صعوبة فهم تلك المعرفة او صعوبة نيلها والالم الذي يرافقها ،الم العجز الذي يدب في الاوصال الشابة الذي يوصله /يوصلها للهلاك حتى مع محاولة التخلص او التمرد ورفض كل شيء. فكل شيء يسير نحو المجهول / الموت.اذ لن يتمكن طالب المعرفة من الخلاص من مصيره المحتوم بسبب من ثورة الجنون عند مالك المعرفة /الاستاذ .فأذا كانت المسرحية عند يونسكو (هي تركيب يتكون من سلسلة من الحالات الشعورية ،او من المواقف التي تشتد، وتتكثف، ثم تتعقد اما من اجل ان تنحل ،او من اجل ان تنتهي الى المبهم الذي لا يطاق )فأن كل ذلك تجسد في التطور النفسي لشخصية الاستاذ.اذ تتناوبه الحالات الشعورية ،تشتد وتتعقد وتتلبد بكم هائل من الأفكار والكلمات ،حشد من المعلومات والافكار المتضاربة ما تلبث ان تنتهي بالحل الذي نتبين لاحقا انه الحل الوحيد الذي يعرفه ويمارسه وهو القتل ،قتل التلميذة بشكل غير ارادي ومبهم ولايطاق.لكن يبدو ان البراءة الساذجة الطالبة للمعرفة لا تقف عند حد بل تستمر في طريق هلاكها، تتجدد لتظهر مرة اخرى على مسرح الحياة ،تتجدد لتهلك . فبمجرد ان تخفي اخت الأستاذ اثار الجريمة الأولى / الحادية عشرة حتى يرن جرس الباب مؤشرا قدوم فتاة اخرى طالبة للمعرفة في رحلة سيزيفية . ، ولكن بطريقة اللامعقول . لنتفحص الان رموز خارطة النص :
الأستاذ / رجل ،يمتلك العلم والمعرفة ،يمتلك القوة الجسدية ،مجنون قاتل ، الأخت / امرأة ، اسيرة عطفها تجاه الاستاذ غير قادرة على تغييرة ،غير قادرة على وقف تكرار فعل القتل التلميذة / فتاة ،بريئة وساذجة ،بسيطة المعرفة ،غير قادرة على غهم كل شيء، لاتمتلك القدرة على الأختيار بأعتبار انها مدفوعة لطلب المعرفة ،ضحية في هذا التصنيف يظهر لنا ان الشخصيتين النسويتين متماثلتان في :
1- الأخت مستلبة الارادة غير قادرة على التغيير وضحية عاطفتها-
2-الفتاة مستلبة الأرادة غير قادرة على رد الاذى عن نفسها وضحية هاتان الضحيتان هما اداتا تفريغ الشد العصبي والانفعالات اللاإرادية لدى السلطة الاولى /الاستاذ الذي يمتلك القوة.
بأنواعها العلمية والجسدية زائدا عليها الجنون والذي سيعاود افعاله الأجرامية المجنونة وبمساعدة نسوية وبحق ضحية نسوية ؟ (وهذا ما يذكرنا بضحايا شهريار العذراوات ).لايكف العالم الذكوري من ممارسة اندهاشه ولحظات الأكتشاف في الراحة بعد ممارسة الجريمة وممارساته العدوانية والجنونية . ولنتساءل لماذا يحمل يونسكو المرأة عبء هذا الدور المزدوج ؟لماذا هى من يواسي المجرم بكلمات رقيقة للتخفيف عنه ؟وهي من تتقدم كاضحية لتهدأ فورة الجنون ؟ أ لطلب المعرفة المزعومة ؟ وقد قالها يونسكو (ان المرأة مسؤولة عن كل شيء) ولأن الرجل يهجر ويهرب ويرحل وتبقى المرأة القلب الحنون الذي ينتظر عودة الرجل الضال ؟
وكم تبدو تلك الحالات غير الأرادية التي تمر بألأستاذ قريبة الشبه بالرحيل او الهروب من الواقع الى المجهول .وهي تشابه حالات الرحيل او الهجرة والهرب في مسرحيات يونسكو الاخرى (الجوع والعطش واميديا والكراسي )الا انه رحيل معنوي وليس مادياً وتماثل حالة الصحوة من فورة الجنون والقتل عودة الراحلين والمهاجرين الضائعين من رجال يونسكو الى نسائهم ،الى المراة التي وصفها يونسكو بأنها الأم التي يحتاج لها الرجل العجوز؟



#اطياف_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اطياف رشيد - الصورة ونقيضها ..قراءة في نص الدرس ليونسكو