أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد عبد القادر الفار - هل الأناركية عنيفة.. شعبوية.. ؟















المزيد.....

هل الأناركية عنيفة.. شعبوية.. ؟


محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 2448 - 2008 / 10 / 28 - 00:34
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


جرت العادة مع أي نص يدافع عن الأناركية أن يستهل بالتذكير بكثرة الدعايات الخاطئة التي تحيط بالموضوع والتي تعيق فهم الأناركية، مشيراً إلى طبيعة الفكر الأناركي المطاط على حد تعبير البعض والذي يحتمل الكثير من التفسيرات والاجتهادات ليتسع لكثير من المتمردين والرافضين لظروف الحياة الراهنة ممن قد تغريهم الأناركية بعفوية.. وفي حالات أخرى يجهد الأناركيون في التصدي لاتهامهم من قبل الماركسيين بأنهم طوباويون وخياليون أو بأنهم فوضويون لا يعرفون التنظيم مذكرين بالتجارب الإسبانية والأوكرانية وغيرها....

هذه المرة أريد أن أسلط الضوء بشكل مختصر على مسألتين مختلفتين إحداهما على الأقل ترتبط بشدة بطبيعة مجتمعات منطقة الشرق الأوسط العربية والإسلامية..

مسألة العنف ... ومسألة الشعبوية

بالنسبة للعنف : سأنطلق هنا من فكرة اللاسلطوية نفسها، ولا علاقة لي بأي مجموعة تسمي نفسها أناركية مارست العنف أو أي من منظري الأناركية الكبار إذا كان قد دعا إلي اي شكل من أشكال العنف. فالقاعدة الوحيدة بالنسبة للتحرري هي أنه لا توجد قواعد.

إن فكرة الأناركية تقوم بالأساس على مبدأ بسيط جداً هو "رفض كل أشكال السلطة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى،، وذلك ينطبق بالنسبة للإنسان تحرري الهوى على الأمور الدقيقة كما ينطبق على الأمور الواضحة مثل رفض وجود سلطة حاكمة ورفض العسكرة ورفض الأجهزة الأمنية إلخ. فالأناركي مثلاً لا يتقبل أي نوع من الخطاب التهديدي والوعيدي ولا يرضى أن يعمل في جو من الإرهاب والقمع ولا يستطيع أن يبدع تحت الأمر والنهي. وأسلوب الحياة الذي يختاره الأناركي بما في ذلك المهنة التي يزاولها كلها تتأثر مباشره بمزاجه التحرري الذي لا ينسجم نهائياً مع أي وجود للسلطة في حياته.

ولهذا فليس من الصعب على التحرري أن يدرك بوضوح أن "العنف يساوي سلطة القوة".. أياً كانت تلك القوة... سواء أكانت بدنية أو اقتصادية أو ذهنية أو قوة يستمدها من انتهازية اختيار المكان والزمان المناسبين لعمل عنيف إرهابي أو تخريبي، مع وضوح وجود "استغلال" لضعف أو جهل أو عدم استعداد الضحية في هذه الحالة حتى لو كان هذا الضحية من أعتى عتاة السلطوية.

الأناركية بالنسبة للأناركيين ليست نظرية سياسية تبدأ وتنتهي عند السلطة السياسية وتبرر بذلك كل أشكال العنف الممكنة ضدها! بل هي كما قلت نظرة شاملة للوجود الإنساني، ويحضرني هنا أحد الرفاق الرائعين الذي قال لي أنه يمارس الأناركية بعفوية تامة في كل تصرفات حياته حتى أنه انتقد صديقاً له أمر أخاه الصغير بشراء علبة سجائر له واصفاً ذلك بأنه أمر سلطوي من موقع قوة وأن عليه أن يبتاع سجائره بنفسه !

لا عجب أن تلتقي الأناركية إذاً مع الفلسفة الوجودية التي جعلت محور اهتمامها وجود الفرد وحريته، ومن المعروف أن الفيلسوف الفرنسي الكبير ألبير كامو كان أناركياً ولم يكن يخفي ذلك... ومن المعروف أن الفلسفة الوجودية تتحفظ على العنف بشكل كبير، رغم كلام سارتر عن حاجة المضطهد إلى استخدام العنف ضد مضطهده في بعض الحالات وهي النظرة التي ألهمت الكثير من الأناركيين برأيي. ولكننا في النهاية أمام نظرية تضع العنف كحل أخير لا كما تروج الدعايات السائدة الفكر الأناركي بأنه فكر قنابل وتخريب...

وبالنسبة لنا كتحرريين فلسنا ملزمين بأي منظـّر مهما علت قامته ومهما صغرت قامتنا في عيون الناس، ويكفي أننا نستطيع أن نكون أناركيين بالكامل ولاعنفيين بالكامل. فالأناركية هي إلغاء السلطة وذلك لا يتطلب العنف... ببساطة

ماذا عن الشعبوية؟؟

قد يستهجن معظم الناس استخدام هذا المصطلح في سياق الحديث عن الأناركية لأنه قد يبدو نخبوياً يصنف الناس إلى نخبة وسوقة. لكنني لا أقصد هذا المعنى بالمرة.

الأناركية بالتأكيد تأتي من الشعب ولا يمكن فرضها فرضاً فلا نتخيل أن تأتينا الأناركية مثلاً عن طريق انقلاب عسكري! (إلا إذا كان انقلاباً قام بالقضاء على العسكرة.. أي استخدم أدوات القوة في تدمير الأدوات نفسها) ولهذا فجميع الناس يجب أن يتفقوا على ضرورة إلغاء السلطة على الأقل، ومن الطبيعي هنا أن يعترض أصحاب المصالح المتسلحون بالسلطة ممن يظنون خطاً أنهم سيتضررون بزوال السلطة، وسيواجهون،، لكنني لا أصل هنا إلى مأزق الحديث عن العنف ومواجهة الشعب للمستغلين،، ببساطة لأنهم ليسوا وحدهم من سيتمسكون بالسلطة !

فهناك شرائح كبيرة من مجتمعاتنا لها المصلحة الأكبر من زوال السلطة لكنها غير مستعدة للتنازل عنها،،، ببساطة لأنها أدمنت القمع وليست مستعدة للتخلي عنه، لأنها مجتمعات استطاع الحكام فيها عبر قرون من الحكم التسلطي وعون مؤسسات التأثير في الرأي العام المدعومة من السلطة ترسيخ خرافة المستبد العادل ممكن الوجود. لذلك فهي مجتمعات لا يزال كثير من أفرادها المسحوقين يحدثك عن أمله بقائد مغوار يعيد الروح إلى الأمة إلى آخر ذلك الكلام النابع من الإيمان بأن السلطة هي القادرة على صنع الحلول وهي المطالــَـبة بها..

أمام مجتمعات تثور على كتاب أو شاعر أو يجن جنونها لرسم كاريكاتوري وتحاكم نفسها وبعضها من خلال حكامها لا تستطيع أن تقول أن الأناركية هي فكر شعبي في الوقت الراهن حتى ولو كانت مصلحة شعبية... لذا يندر أن تجد بين الديماغوجيين والهتيفة من هو أناركي التوجه وإنما هتيفة مختلفون لمؤسسات تسلطية متنوعة...

هذا يقودني إلى مقالة الأستاذ مازن كم الماز الأخيرة عن جرائم الشرف،، فالجرائم شعبية،، والسلطة تواجهها لتبدو متقدمة على شعبها الذي لا ندري كم من جرائم الشرف قد تمر به لو تساهلت السلطة..

هل السلطة مفيدة إذاً في بعض الحالات؟؟

إنها آخر من يمكن أن يكون مفيداً... واللجوء إليها ومطالبتها والنظر إليها كمالكة للحلول يعني مزيداَ من القمع وحجة لها لتزيد فتكها بالناس...

إن للأناركية مبدأ صريحاً يرفض السلطة لذا لا يمكن تطويعها لتناسب أمزجة الجميع ولكن يمكن حوار الجميع بشأن قيمة الحرية وتوعيتهم بأن وجودهم ناقص طالما لم يكونوا أحراراً... وعندما نتفق على ذلك... عندها تصبح الأناركية شعبية فعلاً...

عندما تصل شعوبنا إلى حقيقة قول الست فيروز في مسرحية ميس الريم

بييجي مختار .. بيروح مختار

والسيارة مش عم تمشي !!

http://1ofamany.wordpress.com



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أممية الاتحادات الأناركية : النضال من أجل حركة أناركية عالمي ...
- ما هو الإيجو؟ وكيف تمنعه من حجب سلامك الداخلي ومحبتك غير الم ...
- سلمى (5) ... عبادة
- ما هو الحب 2
- نعوم تشومسكي: عن الأناركية، الماركسية، وآمال المستقبل (4) و ...
- نعوم تشومسكي: عن الأناركية، الماركسية، وآمال المستقبل (3)
- نعوم تشومسكي: عن الأناركية، الماركسية، وآمال المستقبل (2)
- نعوم تشومسكي: عن الأناركية، الماركسية، وآمال المستقبل (1)
- ماذا لو لم تمر تلك الكذبة
- ما هو الحب
- لا مساومة على اللاعنف
- كروبوتكين : عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك
- اللاعنف في العقائد الأسيوية
- ما الذي تريده من الحياة ؟
- سلمى (4) ... قداسة
- السجون : جريمة وفشل اجتماعيان (4)
- السجون : جريمة وفشل اجتماعيان (3)
- السجون : جريمة وفشل اجتماعيان (2)
- سلمى (3) ... شفاعة
- كروبوتكين .. وأفكاره الفدرالية (4)


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد عبد القادر الفار - هل الأناركية عنيفة.. شعبوية.. ؟