أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - الحزب الشيوعي السوداني والمثقفين














المزيد.....

الحزب الشيوعي السوداني والمثقفين


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2448 - 2008 / 10 / 28 - 04:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أشارت وثيقة الماركسية وقضايا الثورة السودانية الصادرة من المؤتمر الرابع للحزب(1967) الي علاقة الحزب الشيوعي بالمثقفين بقولها(لقد أكدت ثورة اكتوبر أن عناصر كثيرة، بل هائلة من المثقفين يتجهون صوب الحزب الشيوعي وعلي استعداد للنضال معه، وهذه العناصر تمتاز بالمعرفة وبالقدرة علي الوصول الي هذه المعرفة عبر البحث والتفكير).
تواصل الوثيقة وتقول(ان اجيالا جديدة من المثقفين تتطلع للوجود، وهي اجيال جادة ترغب في المساهمة في العمل الثوري بقدراتها علي البحث والقراءة واعمال الذهن، ولابد لحزبنا أن يجند طلائعها الي صفوفه فيصلب من عودها وقدرتها علي النضال)( ص، 167، طبعة دار عزة، 2008،).
تواصل الوثيقة وتقول(ان هذا المنبع المتزايد يمكن أن يسهم في حركة النضال للتقدم الاجتماعي علي نطاق الحركة الثورية ايضا وتنظيماتها الديمقراطية. فالقوى الجاذبة لتوسيع هذه الحركة لاتنمو في مجري واحد، مجري التنظيم السياسي، بل تعمل لتنميتها أشكال متعددة من التنظيم النقابي المهني والتعاوني والنشر والمحاضرات والأندية التثقيفية.الخ. واستيعاب المثقفين الأمناء الثوريين في هذا العمل يفيد كثيرا تطور الحركة الشعبية، وينمي من قدرات هذه التنظيمات وجاذبيتها. وفوق هذا يشكل هذا الواجب مهمة ماحة من مهام مرحلة النضال الوطني الديمقراطي. وهذا الاستيعاب من شأنه ايضا أن يبعث قيم الالتزام بقضايا الشعب والمسئولية الاجتماعية وهما درع واق ضد الافساد الذي تحاول أن تنشره قوي الثورة المضادة في ظروف سيطرتها: فسادا ومنافع شخصية، وجريا وراء المنفعة الخاصة. ان انتشار هذا الجو وسط المثقفين يعني عزلهم عن حركة الجماهير الشعبية، وبالتالي العراقيل أمام انجاز المهام الوطنية الديمقراطية لشعبنا( ص، 168).
واصلت دورة اللجنة المركزية في يونيو1968م، بعنوان( قضايا مابعد المؤتمر) معالجة هذا الموضوع وأشارت الي اهمية دور المثقفين الشيوعيين في مواجهة التيارات الفكرية الجديدة والحوار معها بعمق من زاوية الماركسية أشارت الدورة (لابد أن ندرك أن المثقفين يدخلون الحزب الشيوعي ويبقون في صفوفه اذا طبقت الديمقراطية المركزية تطبيقا سليما وسمح لتطورهم ولآرائهم ولنقدهم أن تجد آثارها في داخل الحزب، وسمح للحرية الفكرية الثورية القائمة في اطار البرنامج وفي اطار لائحة الحزب وفي اطار الماركسية اللينينية، بأن تنمو. وذلك لأن حركة التثقيف والثقافة لايمكن أن تنمو في جو تصادر فيه حرية النقد وتصادر فيه حرية التفكير)(ص، 31،طبعة دار عزة، 2005م).
تم تناول قضية المثقفين في الادب الماركسي بعمق من قبل غرامشي، سكرتير الحزب الشيوعي الايطالي السابق، والذي أشار الي أن المثقفين لايشكلون طبقة اجتماعية قائمة بذاتها، ولكنهم يعبرون عن افكار الطبقات المصطرعة في المجتمع، فطبقة البورجوازية لها مفكريها ومثقفيها الذين يعبرون عن مصالحها وايديولوجيتها، وكذلك لابد من وجود مثقفين عضويين يعبرون عن مصالح الطبقة العاملة والعمل في الجبهة الثقافية التي تلعب دورا هاما في تغيير تركيب المجتمع، فالطبقة البورجوازية لاتحافظ علي هيمنتها بوسائل قمعية فقط ، بل تعيد انتاج هيمنتها بوسائل ثقافية تلعب فيها الدولة واجهزة اعلامها دورا كبيرا في تخليد ثقافة وقيم الرأسمالية.
هذا اضافة للمتغيرات التي شهدتها الطبقة العاملة بفضل الثورة العلمية التقانية، واصبحت الطبقة العاملة تضم العاملين بايديهم وادمغتهم والذين يتعرضون للاستغلال الرأسمالي، وبالتالي، اتسع تكوين الطبقة العاملة ليضم قوى الثقافة والعمل، فالثورة العلمية التقنية تتطلب قوى عمل ماهرة تضم العلماء والمهندسين والفنيين والاداريين واختصاصي الكمبيوتر..الخ، وأن كانت مرتبات هذه الفئة عالية، الا أنها تعاني من من الاستغلال الرأسمالي الناتج من التناقض الاساسي في المجتمعات الرأسمالية المتطورة، وهو التناقض بين الطابع الاجتماعي للانتاج والتملك الفردي لوسائل الانتاج بواسطة الشركات متعدية الجنسيات.
وفي السودان، تأسست الحركة السودانية للتحرر الوطني عام 1946م ، بالتحام المثقفين الماركسيين بطلائع الطبقة العاملة، ولعب المثقفون الشيوعيين دورا كبيرا في تقديم عموميات الماركسية الي العمال والمزارعين، اضافة الي ترجمة المؤلفات الماركسية، اضافة الي الدراسات النظرية المتعددة في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي يعج بها الواقع السوداني.وبالتالي، فان التحام المثقفين الشيوعيين مع العمال والمزارعين وبقية الكادحين كان ولازال عماد الحركة الشيوعية السودانية.
اذا كان جوهر الماركسية ومنهجها هو دراسة الواقع بأدوات معرفية متقدمة، بهدف معرفته لتغييره، فان المثقفين يلعبون دورا كبيرا في ذلك، وبالتالي يتم تسليح الحزب بأدوات نظرية متقدمة في معرفة ودراسة الواقع.هذا اضافة الي أن البرنامج الوطني الديمقراطي يحتاج الي مثقفين يجلون كل تفاصيلة في الميادين الاقتصادية والاجتماعية وفي التعليم والثقافة والاصلاح الزراعي وفي التراث وبقية الجبهات.






#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة المالية واعادة اكتشاف ماركس(2)
- الأزمة المالية ونقد الاقتصاد السياسي للرأسمالية
- السودان: برنامج اسعافي لوقف التدهور
- من تاريخ صحافة الحزب الشيوعي السوداني
- ملامح من التفكير الفلسفي العلمي في الثلاثينيات
- أسباب وطبيعة الثورة المهدية في السودان(1881- 1885)
- الحزب الشيوعي السوداني وتجربتي انقلاب 25/مايو/1969 و19/يوليو ...
- آثار النفط علي التركيبة الاقتصادية والاجتماعية في السودان
- الوحدة في منظور جون قرنق
- المتغيرات البنيوية في الرأسمالية
- اللينينية ومفهوم الحزب اللينيني
- مستقبل نمط الانتاج الرأسمالي
- حول كتاب الحزب الشيوعي السوداني والمسألة الجنوبية(1946- 1985 ...
- حول مصطلح المركز والهامش والمناطق المهمشة في السودان
- حول اسم الحزب الشيوعي السوداني
- تطورات الأزمة المالية
- المفهوم الماركسي للطبقة الاجتماعية
- المنهج الدبالكتيكي
- بعض المفارقات في الماركسية والتجارب الاشتراكية
- الديالكتيك والايديولوجيا ونظرية المعرفة الماركسية


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - الحزب الشيوعي السوداني والمثقفين