أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - فارس خليل ابراهيم - عندما يحكم الأموات الأحياء قراءة في أزمة اليسار العربي















المزيد.....

عندما يحكم الأموات الأحياء قراءة في أزمة اليسار العربي


فارس خليل ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2448 - 2008 / 10 / 28 - 04:10
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


من البديهي القول عدم إمكانية فهم الأزمة التاريخية لليسار العربي دون النظر للعلاقة الجدلية التي تربط هذا اليسار بالواقع الاقتصادي و السياسي للمجتمعات التي ينمو فيها هذا التيار, وصيرورة تكون الطبقات وعلاقات الإنتاج بين فئات المجتمع الواحد هناك. الأمر الذي جعل لهذا اليسار تجليات عديدة نظرا لارتباطها بمراحل تاريخية متباينة من حيث النشأة و التكوين الذي مر به في أقطارنا العربية التي تعاني بدورها من تباينات داخلية وخارجية حادة لا مجال لذكرها الان.
وفشل هذا اليسار في قيادة عملية التغيير الاجتماعي في السنين الخمسين التي مضت واندحاره أمام الحركات الأصولية التي اجتاحت المنطقة بتنظيماتها وبرامجها العدمية التي هيمنت على الشارع الذي كان فيما مضى حكرا لحركات وأحزاب اقل ما يقال عنها إنها ليبرالية التوجهات و الأهداف .
ولفهم هذا التغيير الحاصل و الفشل الذي رافق اليسار العربي رغم ما يمتلكه من عراقة في التنظيم و قدرة على التنظير والتي لم تدرأ عنه هذا القدر المحتوم الذي نراه اليوم , علينا أولا قراءة الواقع الذي أنتج هذا اليسار الذي تخلف عنه كثيرا,عندما حاول أن يسبقه بالاعتماد على المقولات الفلسفية الجاهزة و الأحكام الأيدلوجية المسبقة و التنظيم الخيطي الذي افرز بدوره اخطر أمراضه.. ألا وهو مرض الشخصنة السياسية و العبادة الشخصية التي فتكت به.
فلم تكن ولادة هذا اليسار بأي حال من الأحوال بشقيه الماركسي و القومي التقدمي, ولادة طبيعية أفرزتها الحاجات الداخلية الملحة للمجتمع العربي في تلك الحقبة, بقدر كونها محاكاة للآخر لمعرفة الذات المفقودة وتحديد ملامح هويتها المعاصرة, في محاولة جادة للاحق بركب الأمم المنتصرة التي لا تملك نصف ما تمتلكه هذه الأمة من إمكانيات النهوض و التقدم ,في عصرا كانت فيه عمليات التحرر وتكوين الأنظمة المركزية المهيمنة السمة المميزة لتلك الحقبة,وما أفرزته تلك المحاكاة من وعي زائف وتخبط في التشخيص وفشل في رصد حركة الواقع العربي واشكالياته والاعتماد المفرط على الاستعارات الايدلوجة الجاهزة التي أنتجتها التجارب العالمية دون مراعاة لخصوصيات المرحلة التي مرت بها تلك الشعوب و,أطرها المرجعية التي تمتاز بها عن الآخرين.
اليسار بين المنظمة السرية و الحزب الجماهير
لقد أفرزت السنوات الخمسين الأولى من القرن الماضي أنظمة عربية عديدة, متباينة التوجهات و المشارب ,غير أنها تماثلت فيما بينها بالإفراط في اضطهاد الآخر وسحق كل من سعى أو قد يسعى إلى شق عصى الطاعة , وخصوصا بعد فشل تلك الأنظمة في تلطيف الصراع الطبقي و ألاثني بين مكونات المجتمع , بحكم مصالحها الطبقية و الاثنية المتجسدة في اشد أشكال أنظمة الحكم تخلفا في تقنين الصراع الطبقي و الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي و القدرة الذاتية على تجاوز الأزمات التي يواجهها المجتمع وبأقل الخسائر .
فأصبح العنف المنظم للدولة هي ألغة المفضلة لدى الأنظمة الحاكمة و التي أجادها (الآخرون) ,بعد إن أمست هي الضابطة الوحيدة التي تجمع بين الأنظمة الحاكمة وهولاء ( الآخرون) الذين اجادو بدورهم استنباط أساليبهم الخاصة في قيادة وتوجيه الصراع مع تلك الأنظمة, وفي ظل أجواء بوليسية معسكرة بالكامل لا تترك ادني فرصة للقضاء على الآخر ألا ّواستثمرته , تحت شعارات ومبررات عدة أهلكت الجميع.
ولقد كان على رأس ذلك التمرد ,اليسار العربي الذي استطاع في سنين قليلة , خلق منظماته الشبحية واذرعه الضاربة التي استطاعة إيصاله في حقب عديدة, إلى سدة السلطة أو بالقرب منها
غير إن سنوات الصراع الطويلة مع تلك الأنظمة وما أفرزته من تنظيمات خيطية عالية السرية ونظام يعتمد أسلوب المكاتب المغلقة والحلقات المتغيرة التي لا تجيد سوى تنفيذ أوامر المنظمة التي لأتقبل النقاش , أسفرة ذلك كله بإنتاج ظواهر تنظيمية امتازت بها الحركات اليسارية العربية عن بقية الأحزاب في المنطقة, كانت لتكون أعراض تنظيمية طبيعية بإمكان تجاوزها مع الوقت لولا استمرار حالة الصراع تلك لسنوات عديدة, واستغلال ذلك الجو السياسي المحتقن بين أطراف الصراع من قبل بعض قادة المنظمة ,لاحتكار السلطة و التفرد بالقرار وتهميش القواعد الجماهيرية واختصار دورها على تنفيذ أوامر المنظمة التي ابتلاعتها تلك الكوادر العليا في هناك.
لتمسي تلك المنظمات الجماهيرية الى أداة لتسطيح الوعي الجمعي واقتصار الدور التثقيفي لديها على المهارات و الخبرات التنظيمية الكفيلة لإزاحة الأخر و الوصول بتلك المنظمة إلى السلطة, بعد إن كانت تلك الجماهير هي القيمة العليا و الضامنة لأي تغيير ثوري مرتقب .
ولا يمكن بأي حال من الأحوال اختصار حالة التهميش الذي تعرضت لها تلك الجماهير بعامل ألتفرد والانفراد بالمنظمة من قبل بعض الكوادر العليا ,بل لطبيعة تلك الجماهير التي اعتادت الصمت و الولاء الشرقي المطلق الذي لا يقبل النقاش و التفاني في تنفيذ الأوامر وما يرافقها من إحباط مفرط بعد إن تصبح (هي) ذلك ( الآخر ) الذي يجب التخلص منه بحجج الخيانة و العمالة و التخاذل في تنفيذ أوامر القائد الذي أصبح بمنزلة (الدكتاتور المرتقب) داخل تلك المنظمة الجماهيرية, وبالطبع دون إغفال دور العوامل الخارجية آنذاك.
لقد ساهمت عوامل عديدة في انحدار دور و حجم الجماهير في المنظمات اليسارية العربية (عموما) ..ومن تلك العوامل, ذلك الجهل المستشري بين الطبقات الكادحة وعدم استيعاب تلك الطبقات و الفئات الدور الخطير المنوط بها, و الأجواء البوليسية المعسكرة بالكامل و التي لا تترك مجالا للبعد التثقيفي لان يأخذ مداه الواسع و الحيوي بين تلك الجماهير بالإضافة إلى الظروف البائسة التي تعيشها الطبقات الكادحة جريا وراء رغيف الخبز المشبع بالخوف من السلطة, ناهيك عن ذلك الموروث الثقيل الذي جعل من مخالفة (ولي الأمر) جريمة لا تغتفر,ليصبح عامل الصمت و الخنوع, معيارا للولاء داخل الجامعة الواحدة , و الذي استمر على ما يبدو منذ نهايات العصر الراشدي في صدر الإسلام تقريبا حتى يومنا هذا.
حقائق يجب إدراكها
دور الاولغاريشية و البرجوازية و الريف العربي في الصراع الطبقي
كانت ومازالت المؤسسة العسكرية في المجتمعات العربية عموما و ( المشرق العربي خصوصا), أكثر المؤسسات استقرارا في المجتمع و القادرة على أحادث التغيرات المطلوبة ضمن توجهات الدولة باعتبار العنف هو الضابطة الوحيدة القادرة على تطويع المؤسسات الاجتماعية المتمردة وإضعافها بالتزامن مع سيادة القانون واستحداث آليات ضبط اجتماعية جديدة داخل المؤسسة العشائرية و القبلية , لمساندة التطلعات الجديدة للدولة.
وساهم في ذلك غياب الأحزاب الطبقية و تمزق الحركات الوطنية على خارطة الاثنيات المحلية التي تفتقر إلى الأفق الجدلي القادر على تحليل ورصد حركة التغيرات الاجتماعية وانشغالها بنزاعاتها الاثنية و الطائفية الضيقة التي تهاوت أمام سلطة وجبروت المؤسسة العسكرية العربية التي أصبحت الضامنة الوحيدة لوجود الدولة
فأصبح من الصعوبة بمكان التفريق بين الدولة والسلطة السياسية في المجتمع العربي
حيث قامت الاولغاريشية العسكرية العربية باستقطاب الكثير من الشرائح المهشمة اجتماعيا و جرى توظيفها في الكثير من مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية التي أمست أدوات أساسية في الضبط الاجتماعي بعد ربط تلك الشرائح المهشمة بالسلطة.
إن هذا الخليط المعقد من بين الدولة و السلطة و الفئات المهشمة شكل منذ البدء القوى الأساسية الضامنة للأنظمة العربية مما عزز من سديمية العلاقات الطبقية وان أي انهيار في هذه المؤسسة يعني انهيارا للعلاقات الطبقية من جهة و تمزق النسيج الاجتماعي من جهة أخرى.
مما يوجب التركيز على التناقضات الطبقية الحادة بين الاولغاريشية الحاكمة و الجماهير الكادحة داخل الأمة ( باعتبار الأمة مفهوم غير متجانس) بحكم الفوارق الطبقية التي تخترق المجتمع.
وهذا لا يعني بالطبع محاربة مفهوم ( امة الدولة ) بقدر محاربة اوليغاريشية الدولة وامتيازاتها التي تعزز الهوة الاجتماعية بين مكونات المجتمع الواحد ضمن سلم السلطة و التهميش المدافة في الديمقراطية السياسية المفرغة من محتواها الاقتصادي
ومن المهام الملقاة على عاتق أحزابنا اليسارية, استيعاب الدور الجديد للبرجوازية العربية الذيلية وقواها السياسية التي بدئت بالفعل باستثمار سلطاتها السياسية و الاقتصادية لأعادت تشكيل الوعي الجمعي للمجتمع على أسس نمط الاستهلاك المفرط لديمومة دورها الوسيط بين المنتجين الدوليين و الكبار و أسواقنا المغفلة.
وعدم إغفال الدور الخطير للريف العربي و علاقاته الاجتماعية ذو الطابع القبلي الذي وسم المجتمع بطابعه الخاص الذي يجب إدراكه جيدا قبل الخوض في أي مقارنة نظرية مع بقية المجتمعات بناءا على وحدة الأهداف و التوجهات ,لما يمتاز به مجتمعنا من تخلف واضح وصعوبة في تقبل التغيير, ونمو تلك الأرياف وعلاقاتها الاجتماعية على أسس اقتصادية متهالكة غارقة في التخلف لا يمكن استنهاض مكوناتها قبل بلوغ تلك المجتمعات الريفية مستوى من التطور في قوى الإنتاج مرحلة توجب التغيير في العلاقات الإنتاجية المرافقة لتقسيم العمل,وظهور وظائف اجتماعية أكثر تخصصا يرافق ذالك التقسيم ويكون قادرا على تلبية احتياجات الأسواق العالمية للإنتاج الزراعي و دخول الريف العربي معترك الأسواق العالمية للإنتاج( ونبذ مقولة الاكتفاء الذاتي الذي يعني بدوره الانكفاء السلبي نحو الداخل واحتياجاته البسيطة ) ,وما يعنيه من فهم متزايد لدور رأس المال و العقلنة في العلاقات الاجتماعية و الاقتصادية ودور الصناعة في الإنتاج الزراعي, لتقليص الفارق بين الريف و المدينة وبما يساهم في ردم الهوة التي حالت دون تغلغل الحركات التقدمية بين أبناء الريف الذين يمثلون السواد الأعظم في المجتمع.
مهام لا يمكن تأجيلها
ولكي يستطيع اليسار العربي من استعاد ة دوره التاريخي في قيادة الجماهير الكادحة التي أصبحت نهبا للحركات الأصولية , يجب على هذا اليسار الإقدام على إعادة الاعتبار لتلك الجماهير المغيبة و احترام دور أدوات التحليل الجدلي التي أهينة كثيرا في المراحل السابقة ( خدمتة للمقولات الأيدلوجية الجاهزة ), من خلال التحديد العلمي للجمهور ذو المصلحة المباشرة في التغيير الثوري وطبيعته الطبقية وفهم خصوصيات أطره المرجعية التي قد تقف حائل أمام أي تغيير مرتقب , وتحديد طبيعة المرحلة الراهنة واستحقاقاتها و ما قطعه الصراع الطبقي من أشواط .
وفهم الأسباب التي تحول دون التفاف الفئات الوسطى حول التيارات الليبرالية عموما و اليسارية بشكل خاص لما لهذه الفئات من دور خطير في الساحة السياسية العربية.
و البدء بنقد ذاتي جاد لمجمل المسيرة السابقة و التبني الحي للقضايا الخلافية الشائكة بعيدا عن الدوغمائية التي أدخلت هذا التيار بمختلف اجنحتة مرحلة الموت البطيىْ و العزلة الجماهيرية
و الشروع بقراءة حية للتراثي الإنساني كمصدر دعم و الهام في حل القضايا الراهنة دون أن نترك أي مجال لان يحكم أموات القرن التاسع عشر أحياء هذا القرن الملتهب فينتهي بنا المطاف إلى ما انتهت إليه السلفية بحلتها الجديدة.



#فارس_خليل_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلامنا المستقل بين هاجس الخوف و فلسفة الولاء المطلق
- العنف ودولة الطوائف في العراق
- العولمة الاقتصادية والانظمة السياسية
- العنف و دولة الطوائف في العراق
- العولمة الإعلامية والضرورات الاقتصادية
- العراق بين الديمقراطية كخيار وحاجات المرحلة الراهنة
- الاعلام الحر..أكذوبة من القرن العشرين
- العولمة والاعلام العربي واشكالية الانسان العربي المعاصر
- ما العولمة؟


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - فارس خليل ابراهيم - عندما يحكم الأموات الأحياء قراءة في أزمة اليسار العربي