أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم شناتي - وزارة الاوقاف الامريكية فرع ذي قار















المزيد.....

وزارة الاوقاف الامريكية فرع ذي قار


كاظم شناتي

الحوار المتمدن-العدد: 2448 - 2008 / 10 / 28 - 00:34
المحور: كتابات ساخرة
    


حضارة أجدادي؟
هل هم أجدادي فعلاً ..؟
أن كانوا أجدادي حقا فلماذا يرثهم غيري... ؟
هل هناك ارث اعظم من الارث الحضاري ...؟
اعتقد ان الحضارات ارث الشعوب الذي لاجدال فية . . . يرثها جميع أفراد الوطن ولكن يبدو ان هناك مشكلات في سجلات (الطابو ) التاريخية .
أريد أن اعرض مشكلتي هذه على شيخ الموحدين وأبو الأنبياء والمرسلين إبراهيم (ع) وهو رجل من أهالي ذي قار.. وعنوانه : مدينة أور مقابل قاعدة الإمام علي(ع) مجاور زقورة اور .. وملخص هذه المشكلة هي انني ورثت عن اجدادي مُلكا لاينبغي لشعب من الشعوب ولا يقدر ثمنة بكل أموال الدنيا .. وانا أعيش قريبا من هذا المُلك الملئ بالكنوز التاريخية منذ خمسون عاما .... ولكني ممنوع من التصرف بة وحتى من زيارته . وسأذكر بعضا من هذة الكنوز:
ستة عشر مقبرة ملكية تحتوي رفات اسلافي العظماء
معبد القمر المخصص لعبادة الآلهة الام (اينانا) .
بيت (تارح) ابو النبى ابراهيم (ع) الذي ولد فية هذا النبي .
معبد الزقورة .
قصر الملك شولكي .
ما تبقى من مدينة اور..اهم مدن العالم القديم

زمن العسكرتاريا

اول محاولة جادة قمت بها لتكتحل عيني برؤية ديار أسلافي كانت في زمن النظام المباد سنة 1995 . حيث توجهت الى تلك الديار وبعد مسير عدة دقائق وصلت الى بوابة الدخول.
كانت هنالك (سيطرة) عسكرية وقف فيها احد الجنود الذي استوقفني وسألني الى اين ...الا تعرف ان هذة منطقة عسكرية ..؟ فاستغربت من ذلك وقلت له يا(ابا خليل) لا اظن احدا من عسكر الملك (اورنمو) او أي ملك من ملوك فجر السلالات قد بقي حيا حتى الان فكيف تكون المنطقة عسكرية ؟ فسخر من سذاجتي ولكنة قدم لي شرحا وافياٍ عن الاوضاع التي تغيرت والعصور التي اندثرت وانه قد بني في جوار المكان قاعدة جوية تابعة للجيش ولكنني لم اقتنع بكلامه واشرت بان هذا المكان يحتوي تراث أجدادي وحضارتهم وانني لابد أن أزوره واطلع على منجزاتهم التي مللتُ من كثرة القراءة عنها وترديد الاحاديث عن منجزاتها دون ان اطلع على ما بقي منها .. كان الرجل صبورا معي والحق يقال ولكنه اوضح لي بأن السبيل الوحيد للدخول الى الموقع هو ان اجلب كتابا من السفارة .. وبما انني ليس لدي سفارة او عمارة فأنا رجل عراقي من الناصريه ولم يسبق لي السفر الى خارج البلاد فقد اسقط في يدي وتحيرت في امري وقلت لة انني ابن هذا البلد فمن أي سفارة اجلب لك هذه الوثيقة فرد علي بانه لايعرف شيئاً عن الموضوع وان السيد الضابط امره ان لايسمح لاحد بالدخول مالم يكن مزودا بكتاب من السفارة .. فرجعت حزينا مكسوف البال وانا اردد مع نفسي (رديت وجدامي تخط حيرة وندم )

زمن الديمقراطية

ولكنني بعد (التحرير) وفي سنة 2005 ظننت ان هذه المهزلة قد ولت الى غير رجعة وان لي الحق في زيارة معابد اجدادي وقبورهم ومشاهدة ما بقي من اثارهم . فحملت الكاميرا وتسلحت بالقلم وتزودت بالاوراق ثم توجهت (بنية اداء طقوس الزيارة) الى بيت النبي ابراهيم علية وعلى نبينا محمد افضل الصلاة واتم التسليم ..وحاضرة اعمامي السومريين وزقورتها العامرة ... وما ان اقتربت من المنطقة حتى سمعت قرقعة السلاح وصوت اعجمي لاحد الجنود يصرخ بي (stop)وهو يصوب الى صدري بندقية ضخمة لا تشبة بندقية الجندي الذي اوقفني سنة1995 ولما حاولت ان اكلمه او اقترب منة اشار لي بالتراجع وهو يصيح(go ) ففهمت - على الرغم من سذاجتي- ان الوصول الى الزقورة او بيت النبي هو امر مستحيل .. خصوصا بعد ان قرأت لافتة صغيرة مكتوب عليها (سيطرة امريكية ...احذر اطلاق النار ) فتراجعت مذعورا وانا احاول ان احلل الموقف واجد اسبابة ومسبباتة .. فتوصلت الى ان هذا المكان مقدس لدى كل الاديان ولذلك فهو( وقف) تابع لوزارة الاوقاف والشؤون الدينية .. ويبدو ان وزارة الاوقاف العراقية ربما اهدتة او باعتة او اجرتة الى وزارة الاوقاف الامريكية (حتما عدهم وزارة اوقاف) ولذلك فقد عدت ادراجي وراسي يغلي كالمرجل من الغضب .

ويبتسم الزمان في23/10/2008

يجب ان أسجل هذا التاريخ وانقشه على معصمي كعلامة بارزة .. حيث حققت حلما كان يراودني منذ الطفولة - أرجو أن تلاحظوا أنة ظل حلما لأكثر من خمسين عاما - الآن فقط تمكنت ان أرى الدكة التي كانت تجلس عليها عشتار آلهة الحب والخصب وهي تناجي حبيبها تموز.. والغرفة التي صلى بها ابراهيم اول مرة .. أدخلت رأسي في الممر المؤدي الى (العالم السفلي) وارتقيت (الزقورة) لأرى معبد( العالم العلوي ) .. تتبعت آثار أقدام كلكامش وصديقة انكيدو وهما يخرجان الى غابة القصب بحثا عن خمبابا حارس الغابة.. تجولت في شوارع عاصمة السومريين المقفرة .. وأديت طقوس الزيارة الى مقام النبي إبراهيم ورددّتُ (السلام عليك ياخليل .. الله السلام عليك يا أبا الأنبياء .. السلام عليك وعلى ذريتك من الأنبياء..) والفضل يعود لجامعة ذي قار ومؤتمرها العلمي الثالث الذي تضمن في فقراته زيارة الى منطقة أور وكنت - بفضل الله - ضمن الزائرين.
وهنا بعض الملاحظات والهواجس التي تركتها في نفسي المشاهدة الأولى لهذا الموقع التاريخي العظيم والظروف التي أحاطت بهذه الزيارة.
دخلنا وسط إجراءات أمنية مشددة وبمصاحبة رتل من المدرعات (ثلاثة على وجه التحديد كل منها مدججة بالأسلحة والجنود) وكأننا ندخل محطة نووية سرية .
رافقنا الجنود في كل خطوة وراقبونا في كل حركة رغم أنهم أجانب ونحن أهل البيت.
ومع ذلك كنت انقل خطواتي على أديم تلك الأرض متحسسا كل اثر يحمل نكهة الأجداد.. وكل حجر وبناء ابدعتة أنامل السومريين يملؤه عبق التاريخ .. وأي تاريخ .. ستة آلاف سنة ...شئ لا يصدق .. هذة البنايات التي تتكون من الطابوق المشوي بحرارة النار.. والقار الذي يتداخل بين طابوقة وأخرى .. صمد كل هذه الآلاف من السنين .
كنت أطيل النظر الى الأرض .. لعلي أشاهد آثار قدم واحد من الأجداد ولكنني لم أرى سوى طبعات أحذية الجنود التي تنتشر في كل مكان من حرم السومريين.
طابوقة من قصر الملك ( شولكي) هجرت مكانها .. تمكنت من إعادتها ... لئلا تسحقها سرفة او عجلة عسكرية ...
كل طابوقة وكل كسرة صغيرة من(الجرار) هي جزء من تاريخ عظيم ..
جزء من البدايات المغرقة في القدم ...
جزء يؤرخ لنا ...ماقبل التاريخ
ولكن...الإهمال والجحود ينتشر بعدد النقوش التي تركتها أقدام الجنود على تراب الزقورة .... لا ممرات للسير عليها ...لا سياج يحمي ما تبقى من هذة الصروح العريقة .... أسأل الهة القمر اينانا وأنا اقترب من المعبد الكبير كيف يمكن ان يزوركم احد في ايام الشتاء حينما يهطل المطر من المؤكد ان هذة الأرض تتحول الى متاهة من الأوحال ... لا يمكن السير من خلالها .. وهذة الحوائط التي جاهدت الزمن وعبرت القرون لتصلنا في شكلها الحالي .. وقد أنهكتها السنين وعدت عليها تقلبات الأنواء .. لماذا تظل تلفظ أنفاسها وتتخلى عن أحجارها واحدة بعد أخرى ؛ الا نستطيع إسعافها وتقديم الدعم اللازم لتبقى في عالم الخلود ؟
رأيت تلك النفائس وهي تحتضر .... وفكرت .. ماذا لو فتحت أبوابها للزائرين ؟ ودخلها الأطفال والشباب .. مع عبثهم ولهوهم البرئ ؟
ربما نشاهد كل طابوقة في مكان بعيد عن أختها ،.. أين الذين ينادون بحفظ التاريخ... او استغلال المواقع الآثارية في السياحة ...
متى نفكر بمصالحنا ونكتشف هذا المنجم الملئ بالدرر .
أقسم ان كل حجر يشكل جزءا من بناء الزقورة أغلى من كل كنوز الدنيا فعمره ستة آلاف عام وعليه بصمات الأصابع لإنسان ما قبل التاريخ.
ولنردد مع الشاعر السومري الذي يواسي دموزي(تموز)

كان قلبه يفيض أسى، فهام على وجهه في المروج
الراعي (دموزي) ـ كان قلبه يفيض أسى
ومزماره يتدلى من رقبته وهو يبكي ويقول:
النواح النواح أيتها المروج، النواح …
ولتردِّد أُمّي الصراخ والعويل،
لأنني عندما أموت لن تجد مَن يرعاها
ولتذرف عيناي الدموع مثل أمي
ولتذرف عيناي الدموع على المروج مثل أختي الصغرى



#كاظم_شناتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنفية ام شاكر


المزيد.....




- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم شناتي - وزارة الاوقاف الامريكية فرع ذي قار