ياريتني ما خرجت من باب الدار

مريم الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 2447 - 2008 / 10 / 27 - 05:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

في البداية أنا في منتهى السعادة لحصول مخرجة الأفلام التسجيلية نهى رشدي على حكم بسجن شريف رجب السمكري المتحرش بها ...
وفعلا بكل المقاييس الحكم بصيص أمل في طريق حقوق المرأة المصرية
وقد يكون بداية جديدة لتحريك مياه الحقوق الإنسانية الراكدة في وحل الفساد ...
لكن لقيت نفسي غصب عني ...
قاعدة أفكر في موضوع القضية دي وكل ملابستها ...
وأقول : * يا ترى لو نهى بنت تانية كانت تقدر تعمل كده ؟؟؟
* وهل كان أهلها سابوها تعمل كده وتوصل الموضوع للمحاكم؟؟؟
ولا نهى جرأتها استمدتها من عملها وأن موضوع التحرش ضارة نافعة وقضية تلقي عليها الأضواء ؟؟؟
مش عارفة ليه مع فارق التشبيه و مع الاعتذار الشديد من قلبي لنهى افتكرت فيلم لإسماعيل ياسين راح فيه لمخرج عايز يشتغل ممثل رفضه المخرج وقاله : عشان تشتغل ممثل لازم تكون مشهور روح ارتكب مصيبة روح اعمل عمله وتعالى وأنا أشغلك ...
صدقيني نهى أنا فخورة بكِ لكنني أتسأل عن الدوافع والعوامل المساعدة !!!
* هل وجود منسقة حملة شارع آمن اللي بينظمها المركز المصري لحقوق المرأة و جمعية من جمعيات المجتمع المدني تعمل في مناهضة العنف كان السبب في قوة نهى وتمسكها بحقوقها للنهاية وتصعيدها للقضية ؟؟؟
* لا أعرف لكن الذي أعرفه انه نوع من الوعي بحقوق المرأة بدأ يأخذ مجراه بعد هذه القضية ...
لكن قارنت بيني وبين نهى وبين نهى وبين بنات وسيدات من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية فوجئت إننا كلنا مش هنقدر نكون نهى !!!
* في بنات أهلهم هيخافوا من الفضيحة ومن وقف حال البنت وعدم جوازها - وهى حالها موقوف أصلا - !!!!!!!!!!
* في بنات تانية مش في أيديها حاجة هتتعامل أزاي مع أنواع التحرش من لفظ ونظر ولمس وكلام سواء تحرش زميل أو عملاء أو تحرش رئيسها في العمل أو صاحب الشركة اللي بتشتغل فيها أو رئيس تحرير جريدة أو رئيس قناة أو وزير أو سفير ... اختياراتها مجبره عليها مسبقا ...
* إما ترفض وتنسحب من العمل
* أو تختار الطريق السهل وترضى بورقة عرفي عشان تسكت ضميرها *أو تسكتها فيلا تسكن فيها وقرشين وبعدها يرميها للكلاب ...
سرحت في نوع تاني من المرأة وهى * ( الست )...
ودي من نوعية الباشا فكرت طب الست الراقصة اللولبية صاحبة العصمة اللي تحولت من خدامة لزعيمة عصابة تنهي وتؤمر في مصير العباد تقطع أرزاقهم وتموتهم وتوديهم محكمة الجنايات وترمي كل يوم قفة مليانه بنات
* ولا الست التانية اللي أتحولت من صاحبة كبارية درجة عاشرة في المهندسين لدكتورة ونائبة وزوجه لرجل مافيا صاحب سياسات عظيمة
و بتبيع البنات وبتعرضهم سلعة للي يدفع واللي يخلص صفقات مشبوه ...
* والست اللي عمله شبكة علاقات عشان تسهيل الصفقات والضحية عرض وشرف البنات
* ولا البشاوات اللي كل البزنس بتاعهم قايم على المتاجرة في البنات
طيب مع دول بقه ...!!!
البنات ياخدوا حقوقهن أزاي بس ؟؟؟

* تذكرت قضايا كتير ملفقه من عديمي الذمم لموظفات شريفات لم يوافقن على بيع أجسادهن وضمائرهن في سوق النخاسة ...
وبالطبع لم يتم الفصل للآن في القضايا رغم مرور السنوات
* تذكرت حقوق نقابية ضيعه لأصحاب أقلام حرة لم يحصلوا عليها وقد لا يحصلون عليها أبدا لعدم قدرة القاضي الفصل فيها بأوامر أعلى القيادات

سرحت مع أفكاري كتير في حاجات قديمة وجديدة بعيدة عن الموضوع وقريبة
ولقيت سؤال مسيطر على ذهني يا ترى أهل شريف رجب السمكري بعد ما أبنهم أتحكم عليه بالسجن المشدد ثلاث سنوات وغرامة 5001 جنية هيسيبوا نهى في حالها ؟؟؟
يا ترى نهى اخدت حقها وصحيح الحكم دا أول مسمار في نعش التحرش الجنسي ولا أول مسمار في تحويل حياتها لسيناريوهات ...
طب يا ترى لو كان شريف أبن الباشا البيه كان حصل فيه كده
يا ترى القضاء المصري العادل كان في الوقت دا ينصفها ولا كان عمره ما في يوم شافها ؟؟؟
آه رحمتك يارب ...
ليه بس يابا ما سكتش على باب الدار وسنكرته بالمفتاح كنت رحمتني من كل العذاب
لالالالالالالالا مش هسمح لحد يقول انهزامية ومتخلفة ورجعية
لكن قولوا مغلوب على أمرها من عجايب الزمن
و... وارجع تاني وأقول يارتني ما خرجت من باب الدار .

#مريم_الصايغ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات