أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - لوركا الموصل يقلب حكمة الوجود














المزيد.....

لوركا الموصل يقلب حكمة الوجود


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2447 - 2008 / 10 / 27 - 07:41
المحور: الادب والفن
    



تنوعت اشتغالا ته في حضور مميز في منهجيات الانساق والاهتمام بما هو لغوي يقودنا الى معرفة اجراس الابداع عند الشاعر عبد المنعم الأمير وقصيدة (لأنك البوح) بعد قراءتي للقصيدة وضعتها بين الاوراق التي اود متابعتها بدقة في لحظة ما من اوقاتي السارية بشكل متآلف مع الشعر، والقصيدة لأحد شعراء الموصل المعروفين ولشعراء الموصل ذوق ونكهة خاصة بهم في فهم طعم معنى الحياة، يحمل وجهه الحزن كأنَّ سلطة ما تحوم فوق دواخله وتتحكم بعنف هادئ لا يلاحظ ذلك غير الأصدقاء ومن يمر به يتذكر فوراً لوركا لحظتها لا يجد أمامه غير اخذ مفكرته وتدوين هذه الملاحظة.
الليل يتخطى ببطء هذا المساء بينما أقلب أوراقي ظهر لوركا الموصل على وجه الشعر والقراءات التي اود متابعتها قصيدة ( لانك البوح) تناولتها.. قرأتها، غريب ثقل هذا العالم في زمن الهوان.. الموت يفرش اسماله فوق الأمكنة والاستعارات ولخيوط الوهم منطق يقلِبْ حكمة الوجود، شرر سلطة عاري تنعق غربانها في براري اللامعقول الناجم من نقيض التحضر المفزع الذي اصبح نواة لمركزية كبيرة مساحتها حياتنا.

الشاعر يقودنا بالتفكير في التداخل المنسجم من عمق الألم من العنوان إلى آخر القصيدة الموت محور ومضمون القصيدة ككرة يلاعبه يدفع به يستقبله يتشاغل عنه يلكمه يهاجمه لا ينفك عن التفكير به حتى ان القارئ لقصيدته لا يهتدي لشيء من الاندماج في الحوار النفسي واللاشعوري بينه وبين هذا الشبح جعلني أقول انه يغازل ،عاشق وبعشقه طمر معالم ومعاناة روميو وقيس وجميل، وهو بطل العشق في هذا العصر، يأخذنا معه لنفق مجهول هو نفسه لم يعرف كيف وصل له بقوله:

لأنك البوح؛
وجهي فيك اغراني
فرحت أرمي على عينيك الحاني
ورحت أرسم وجه الليل في ولهي،
حتى فتنت،
فمن ألاك أغواني؟
وكيف جاءت بهذا الجوع أوردتي؟
ليحتويني
( إذا ما الليل أضواني)
عبد المنعم يغازل الموت بدقة المهني المحنك، يعالج فكرة الموت ولكن بحذر شديد الموت كالمعتقد عنده، ويغلف القصيدة بجو من الحرية كشاهد عيان ينضد التغييرات والتوترات في المناخ الفوضوي الذي أصبح كالمطلق ويعيد كل من يعيش تحت سقف الظرف وانضباطه العام، إشكالية ثقافية تحمل نوع من الفزع تتناول الجانب الأكثر ألم في مساحة الحياة اليومية، ومن المعاش يتعلم جيداً إن لا مستحيل أمام الإنسان وهذا الوحش الفاشي صعب تلافيه وان حدث واتى تفقس عشرات المستحيلات إمامه حيث يقول:
يا صاحبي
لم تعد في الروح سنبلة
وادمع الليل تجري فوق أجفاني
فكيف أكتب؟
أقلامي مضرجة
أو أسكب اللون في أجفان عميان؟
إني كفرت برب الشعر في ملأ
ورحت أرمي بوجه الريح أوزاني
صبأتُ جهراً،
فلا الاسواط ترجعني
ولا الصخور (العلى) أضلاع إيماني
استعمل تكنيك الغموض في تذويب فاضح حاملاً أفكاراً ميتافيزيقية تضمن له على حمل روح الإثارة في قصيدته وكي يتغلب هو على الإيحاءات التي تواكب تخيلاته في مجمل رؤيته للحاضر والمستقبل والمنهوش من خصر الحياة، فهو لا يرى جسد كامل للقضية القائمة بذهنه حتى يعمل على معالجتها، فالصورة الشعرية في القصيدة لها خصوصية في إظهار المعنى الجمالي المشترك مع قاعدة الإبداع الفكري المستنهض والمعاصر جداً، عبد المنعم ناضجة أفكاره حد العذاب الذي يؤدي إلى انصهارهِ مع المفردة حيث ينسج من لغته الشعرية نسقا قائما في أفق القصيدة بعناية فائقة وفنية متطورة، لأنَّ الشاعر عادةً ما يعيش الصراع مع الشعر حين الكتابة لتخرج قصيدته حاملة كل العوامل الفنية والجمالية والموضوعية، لذا قديماً كان يقال أن لكل شاعر قرين من الجن يعينه على إخراج الأفكار وإيجاد الإيحاءات، وفي الشعر تأتي المدلولات الرمزية والفكرية من ضمن تفاعل الشاعر وان امتلك الوعي استخدم كل جديد ومتطور للمفهوم البلاغي واستعاراته التي تحمل مفهومين تطور ومعاصر، حيث يقول:

فمنذ كنت زمان البوح ضيعني
والآن،
يا صاحبي،
ضيعت أزماني
دعني لهذا المدى المهووس،
ينثرني على دروب غوت عن وجه عنواني
فلن ترد إلى عيني ضوءهما
ولن تشيل عن الأحزان أحزاني
ولتنبأ السمر عني إنني نزق
أو مشرك بالهوى،
أو شئت علماني
وقل بما لم اقل،
يا أنت عن ولهي
واجزم بأنَّ الغوى
من بعض غلماني
الشاعر يشدد على أنه مستعد كالفراشة للتحليق والطيران لدرجة عدم الاكتراث بالاحتراق، تمتماته والإجهار بها هو جزء من المواجه الممتدة لنوع آخر من التصوير الذاتي للحالة القصرية المعاشة، عبد المنعم شاب خالية حياته من تغريد يداعب جوانب صدره ولا يوجد أزهار تنعش لفيف أيامه أو ثغر يحمل ابتسامة صافية تشع من نهر دجلة وتزيد من ضربات فؤاده، ليعاصر الفرح وينمي عشب الأحلام في أمسياته، وكونه واقعياً يبصر أزمة التناقضات الراهنة والتشعب في معادلات الوضع الاجتماعي تلاحقه صور الموت لوجود نقص في جزيئات الحياة، حيث يقول:

وفلسف الصمت بي:
أن كله شرهٌ
وارجم أمام الورى،
يا صاح، شيطاني
قل ما تشاء
ولا تأسف على وجعي
إني أضعت بهذا التيه إنساني

الشاعر عبد المنعم الأمير، أوقد أقماره الخافتة من شتات قناديل منطفئة على سلم الأنين، تأويله واضح لحركة الموت فوق ضفاف سيقان ليل يمشط أيامه كما يحسها مستدرجاً سمات هذا الأثر بشكل جعله آتي من عيون الآلهة، سارجاً حوله شجونه مفترشاً مفاصل أيقوناته متسلقاً تراتيل سماوات حشرجاتها قد تكون ملعونة، لكن لمواكب غنائه المزمن شرارات وأيام طال فيها النزف والوجع والركض وراء نهايات سرابها غير منفرج كشيء خالٍ من الحقيقة، وعنده لا مكان للشيء المؤقت وهذا ما يقلقه.
الكاتبة/ ناقدة من العراق
[email protected]



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة طريق للبحث عما هو خارج ألذات
- القاص نواف خلف السنجاري.. ابتسامة نصف ساخرة بإحساس
- عاصفة بياض مشرقة
- القنص وسيادة الاستفهام
- ساوين حميد مجيد. .... للمرأة فطنة منبثقة وإبحارفي معجم الصوت
- المرأة والعنف الممارس ضدها
- منقصص القمر المنشور/عابرة / نفس / غبار / غرز الوقت
- من قصص القمر المنشور/لم تنساه/ تكسر /عقاب
- من قصص القمر المنشور //مشروع / دولاب / مجرد شك
- توافق / مديات ضيقة/ حلم عمود / من القمر المنشور
- من قصص القمر المنشور / قناديل / اعمدة
- من قصص القمر المنشور / انقلاب مائدة/ أوراق / قناديل
- من قصص القمر المنشور /عزلة / تراجع / انقلاب مائدة
- من قصص القمر المنشور/ توجه / جبال
- من القمر المنشور/ توجه / جبال
- من قصص القمر المنشور/ نشاط / مفردات يومية
- من القمر المنشور/ رزم / ذبول الاندماج
- قصتان من القمر المنشور /غليان // بلا معالم
- اصوات / نظرات
- عالم أخرس


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - لوركا الموصل يقلب حكمة الوجود