أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - أشباح يحرسون الخطوط الحمر














المزيد.....

أشباح يحرسون الخطوط الحمر


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 754 - 2004 / 2 / 24 - 18:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حذار, وبهدوء, عند الاقتراب من الخطوط الحمر!. فالألغام-الأقلام جاهزة للانفجار, والأرض مزروعة بها. وهي نصيحة, لوجه الله, لكل من يحاول الاقتراب من الخطوط الحمر – كتابة– أن يخلع خفيه, ويحملهما بيديه, بينما يتحسس الأرض برؤوس أصابع قدميه.
فها هو كاتب معروف يستهل حواره مع أحد المسؤولين, الذين يقعون داخل الدائرة الحمراء, مستخدما تعبير: "نقاش هادئ مع......". ويستخدم دكتور وكاتب آخر, من مواطنينا المغتربين في كندا, التعبير نفسه في حواره مع حزب البعث, بقضه وقضيضه, فيضع لمقاله العنوان التالي: "حوار هادئ مع حزب البعث". وأنا بدوري تعلمت الدرس جيدا, وسأبدأ مقالاتي, من الآن فصاعدا, بكلمة "بهدوء...".
نسيت النقاش "بهدوء" مرتين, وفي كل منهما, نزلت عليَّ الويلات والمصائب, بلا هدوء: كانت المرة الأولى, عندما حاورت أحد "القناديل" المعروفة من قطر شقيق للغاية, فانفتحت عليَّ أبواب جهنم, ونسيني زملائي في العمل, وخاف عليَّ من خاف, وتحضَّر للشماتة من تحضَّر.
واقتربت في المرة الثانية من خطٍ, لم أكن أعتقد أنه أحمر تماما, لفرط جهلي بالسياسات! وهو يتعلق بأحد الكائنات الفضائية التي تتعامل مع مفاهيم على شاكلة: "مكاسرة الارادات", وتحديثها لاحقا إلى "مقاسمة الارادات", وقد احتفظنا بالمصطلحين الأجنبيين لهواة الترجمة, ولحين الطلب!.
وبعد انتظار مشوب بالقلق, انهالت عليَّ تراكيب لغوية عروبية تدافع عن الفهم, من شبح مغترب في الولايات المتحدة الأميريكية, وإليكم بعضها: (...نفحة حقد... حاقد وموتور... التعالي الديكتاتوري... فالجميع يتقوّل...وأنتم موتورون وحاقدون...لا يقرأ القرآن...إلخ)؟!. تجمع التهم السابقة, برشاقة وحصافة, بين تهمتي التخوين والتكفير في "ثقافتنا" الاستبدادية العتيدة, وتكفي لقطع رأسين, لمواطن ما, دفعة واحدة!.
وقد قصدت إغفال تهمة أخرى وردت في الرد على مقالي, لأن مجرد ذكرها, يثير فيَّ القشعريرة والحمى؛ لذلك, لا أريد أن تعاودني البرداء مرة ثانية, بعد أن قضيت الليالي أغالب الكوابيس. وانتشرت هذه الشظايا كلها على صفحات نشرة "كلنا شركاء في الوطن", التي لم تنشر مقالي المردود عليه!.
ولم تهدأ مخاوفي طوال أشهر عدة, إلاّ بعد أن زارني السيد أديب الشيشكلي نفسه في المنام, وكان على هيئة عنكبوت أسود, كما حلمت به دوما بعد دروس "التربية الوطنية" العتيدة, فهدأني وطمأنني, وعاودتني السكينة. كانت كلمة دكتاتور توحي لي بالعنكبوت وحسب!. فعذرا من آل الشيشكلي كلهم, ورحمة الله على موتانا جميعهم؛ فالأمر يقع في حيِّز اللاشعور, وقد أحتاج إلى سنوات عديدة لأنظف لاشعوري من كثير من مثل هذه التخيلات الشرطية.
والقضايا الشخصية المحفوظة في الملفات, ليست بمنأى عن "الحوار", ويتم اللجوء إليها في اللحظات السجالية الحرجة, بهدف إسكات كاتب ما, وحشره في الزاوية. وثمة مواطنون مغتربون ومقيمون برتبة أشباح, في كامل جاهزيتهم لتنفيذ مثل هذه المهام!.
وفي نشرة "كلنا شركاء", التي يفضلها الأشباح دوما, يظهر –فجأة- دكتور مقنع, شاهرا قلمه- سيفه الحجاجي, ليفاجئ به زميلا آخر, ويهدده بالويل والثبور, بعد أن يسوق ضده مزيدا من التهم الجاهزة, والأحكام القضائية الناجزة, التي كانت تكفي, لو لم تتأخر إلى مطلع القرن الحالي, لنقعه في السجن عشرات السنين. وتضاف تلك الـ "د" قبل الاسم, كزيادة في مصداقية الردود وهيبتها, وتوازي رتبة من الرتب العسكرية المعمول بها!.
وقبل اكتمال فرحته بالانتصار, انبرى دكتور آخر, ليدافع عن صديقه المغدور, مستغلا الهامش الديمقراطي بصورة خلاقة؛ فكشف عن مجاهيل وراء المعاليم, ملقنا الجاني درسا لا يمكن نسيانه بسهولة.
يحدث ذلك كله على صفحات نشرة "كلنا للوطن", أو عفوا "كلنا شركاء في الوطن"!!!. وفي النشرة قد لا تُنشر المقالات, ولكن الردود عليها تنساب, بسهولة ويسر, على صفحاتها, وهكذا يظهر الرأي الآخر دون الرأي نفسه, إمعانا في الديمقراطية!.
بخفة ورشاقة, يظهر الأشباح من مجاهيل اغترابهم وخريف أوطانهم, حين الطلب, ليسفكوا أحبارهم تهويلا وتهديدا, ثم تتلاشى أطيافهم كبخار الماء!. ابتلانا الله بالشبيحة والأشباح, وبقيت تلك "الشبح" اللعينة عصيةً, وبعيدة المنال!.
بمثل هذه الشراكة, لن نصبح شركاء في وطن, يفصله البعض على مقاس مصالحهم فيه, فتعالوا نوقِّع شراكتنا, قبل توقيع اتفاقية الشراكة مع أوروبا!؟.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم الجامعي في سورية... آلام وآمال
- مأسسة الأمن, أم أمننة مؤسسات الدولة؟
- مبادئ التربية الجنسية
- الصحة الجنسية
- خمسة جنود صهاينة مقابل بيضتين!
- الحجاب والاحتجاب من منظور تطوري
- المشروع الجيني البشري
- الاستنساخ: أنواعه وآفاق تطبيقاته
- في سوريا تخمة وطنية وسقم ديمقراطي
- بعيدا عن الواقع... ومن أجله
- نقد ذاتي وغيري
- تحية لصديق جديد
- بين ثقافة الاستشهاد و-عقيدة- الانتحار
- مثقفو وشعب... حبيبتي سوريا
- تقاسيم على وتر الخوف
- قلب تاريخي
- لبنان: ذكريات حاضرة
- بئس الخطاب القومجي: صاخب ومتعالٍ ولا إنساني
- محللون يحللون التحلل والحلول


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - أشباح يحرسون الخطوط الحمر