مدارسنا الخاصة يوتوبيا تعليمية متجملة

محمد عبد الستار الأبيض

الحوار المتمدن-العدد: 2446 - 2008 / 10 / 26 - 01:24
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

أولا علينا أن نعترف بفضل المدارس الحكومية العامة ، تجريبية منها أو متطورة أو ذات الفصل الواحد أو صديقة للبيئة أو من مدارس الفئات الخاصة ، أو المهنية والفنية منها . ونؤكد أن الدولة التي لا تمتلك قطاع عريض من مؤسسات التعليم القومية ضاعت هويتها وتراخى انتماء أفرادها لها .

- و الآن علينا أن نعترف بنتيجة هامة خرجت علينا بعد ارتفاع الأسعار المخيف فى الغذاء وما ترتب عليه من نقص فى هذه المادة الهامة لحياة الإنسان، كذا كان الأثر فى كل النواحي المجتمعية والخدمية الإنسانية مما أدى لرفع تكلفة التعليم !! فهل يؤدى ذلك إلى رفع الكفاءة التعليمية بعد ارتفاع الأسعار؟ و أين كادر المعلم من مجابهة هذه الأسعار وهو لا يتعدى عدد من الجنيهات الضئيلة فهل هو أيضا أكذوبة ؟ وبعد رفع مصروفات المدارس الخاصة وزيادتها فهل نعتقد أنها تقدم الجديد ؟ ورغم كل هذا الخلل الاقتصادي الذى يعانى منه المعلم وأعضاء المنظومة التعليمية فى المجتمع المصرى نجد أن المعلم المصرى والمدرسة المصرية الحكومية تساير التقدم وتواجه التحديات العالمية فى تلبية الاحتياجات التعليمية !! بجنيهات قليلة كتكلفة للمعلم والمتعلم !! آلا تحتاج هذه المؤسسات الحكومية والخدمية إلى الشكر والثناء على ما تقدم فى ظل المشكلة السكانية وغلاء المعيشة القاتل !! ويشكو البعض من ارتفاع الأسعار فى مصروفات المدارس الخاصة ، فمن أجبرهم على دخول هذا المستوى من التعليم ومن قال أن المدارس الحكومية ذات مستوى سيئ بعد كل هذه العراقيل التى نعرفها جميعا ، ما ذال الأوائل من المدارس الحكومية و العامة ... من هنا خرجنا بنتيجة جدلية هل تحقق المدارس الخاصة وحدها اليوتوبيا التعليمية ؟ هل تقدم بالفعل تعليم مميز ؟ هل تشكل تحديا إيجابيا بينيا للمؤسسات التعليمية ؟ هل تعتمد على المشاركة الفعالة لكل طبقات المجتمع والبيئة التعلمية العريضة؟ هل الدور الرقابي لوزارة التربية و التعليم على المدارس الخاصة والمعاهد القومية فعال لدرجة جيدة ؟ وهل اصبح وجود أبنائك فى المدارس الخاصة شكلا اجتماعي مطلوبا ومرغوب فيه ويدعو للتفاخر والمظهرية ؟

سأل أحد الناس جحا المصري لماذا تبحث عن شئ وسط السوق بين الناس رغم انك تقول انه ضاع منك في منزلك ، فقال بائسا أخشى الوحدة.

هكذا !! بعض أولياء الأمور كما يحدثنا علم النفس أدمنوا التفاخر بالذات، كما أدمنت النساء الشراء، وهناك منهم المتفاخر بمدارس أولاده وبأسمائها وهناك أيضا من يتفاخر بأسماء المعلمين ذوات الأجور المرتفعة في الدروس الخاصة المهم خرجنا بمرض اجتماعي.

وهل من يدفع اكثر من ألف كمصروفات يهتم إذا ذادت المصروفات آلف كمان ؟ ! ليه الشكوى الحكاية تجارة عرض وطلب وكمان بعض الاحتكار مثل الحديد، وغيره...!

ازعم أنني رائد تجربة تعليمية تربوية لا توجد حتى في المدارس الخاصة التي يفتخرون بها ويتهافتون عليها ثم يشكو البعض منها...! في مدرسة حكومية لا تتعدى مصروفاتها خمسون جنيها طوال العام...! واليكم التجربة للاستفادة منها وممكن عرضها مع التلاميذ.

أنا معلم فصل بالتعليم الابتدائي بمحافظة الإسكندرية إدارة وسط التعليمية مدرسة سيد درويش. حاصل على بكالوريوس التربية تعليم أساسي والدراسات العليا جامعة الإسكندرية. وباحث تربوي في علم - GENETIC EBISTEMOLOGY وهو المبحث المعرفي الوراثي ونحن من رواد علم المعرفة التكويني بمصر والعالم العربي. هذا العلم فيما يعنى كيف تقرأ الطفل وتكونه تكوينا معرفيا يختلف كليا عن علم التربية العادية. وهو من المدرسة المعرفية في منظومة العلوم الإنسانية. ومن الممكن التعرض له في المناقشات.

وقد تدربت على يد الأب الروحي ورائد علم التكوين المعرفي بالعالم العربي أ / كمال ذاخر لطيف وهو مستشار التربية فى جمهورية مصر العربية ، مسيحي الديانة مسلم الطباع ، لأنه متكون معرفيا وتاريخه يشرف ويحكى ذلك وقد توفى وترك لنا علم عظيم ونحن بحاجة للتوسع في جوانبه على حذر،

وهو علم Cognition المعرفة بالإدراك أو التكوين المعرفي، وقد قمت بتطوير الورق والأبحاث إلى آليات تمشى بين الأطفال ! وطبقت التجربة في فصلى عام بعد آخر ونالت التجربة إعجاب الرواد والإدارات التعليمية. وحصلت على شهادات التقدير.



وكانت تشمل التكوين المعرفي و التعلم الدرامي ومسرحة المناهج والتعلم بالاكتشاف والتعلم التعاوني والمحاكاة وغيره، وكان ذلك ضمن فاعليات التعلم النشط الذي تنادى به الوزارة. ومن الممكن عرض ما ابتكره الأطفال بأنفسهم من أغاني وشعر ومسرحيات يقدمونها بفرحا معرفيا عظيما فقد وصلت معهم لدرجة الاستمتاع بالتعلم والبحث وهو ما نسعى ليعرفه جميع المعلمين. و هذا ما قصرت فيه بل قتلته مكتبة الإسكندرية. وهو ليس موضوعنا.

ولقد سردنا هذه القصة لنبين أن المدارس الحكومية ذادت الكثافة العالية فيها،لا تقل في المنافسة عن المدارس الخاصة، وفعلا مجانيتها حقيقية وبها معلمين ومساعدين معلمين أكفاء ويستخدمون اعظم النظريات التربوية والتكوينية كما سردنا، والسؤال لأولياء الأمور المصابون بعدوى الخاص !

لماذا ندفع الأموال في المدارس الخاصة هل لأجل التميز فقط آم لأسباب أخرى ؟

مثل شراء اسم المدرسة آو التفاخر الاجتماعي. آم آن الخصوصية أصبحت سمة العصر مع العنتظة الفارغة. فهناك أشياء خاصة بفئة وصعبة المنال على فئات أخرى

وقد حولنا بأنفسنا المجتمع إلى طبقات مرة أخرى.! ونحن نعترف كباحثين في علم التكوين المعرفي آن حلم الأطفال واحد وهو المعرفة و فى كل جزء من العالم وفى كل طبقة من الطبقات الاجتماعية راقية آو معدمة نعترف بأن طريقة التفكير واحد ة عند الأطفال ويأخذ نموها مراحله المعتادة المعروفة بالمدرج المعرفي لدينا، ولكن التربية والتنشئة هي التي تؤدى إلى الاختلاف. ولا ننسى الفروق الفردية فى الذكاء .

و للعلم أن المناهج التعليمية تم تغيرها وتعديلها وتنقيحها اكثر من مرة بالذات في التعليم الابتدائي وهى تراعى كل الأبعاد.

المدارس تم التطوير فيها والتحديث في برامجها واتباع استراتيجيات التعلم النشط.

من الأخر التعليم الابتدائي قتل بحثا ونرجو أن ينظر المسؤولين إلى التعليم الثانوي الفني بعين الاعتبار والجدية والتحديث والتمدن لأن التطوير فيه لا يكفى ولنا فيه مبحث آخر، علينا أن...

نضع في عين الاعتبار أن المدارس الخاصة أصبحت مشروعا تجاريا يهدف إلى الربح فماذا ننتظر، ويجب عليهم دفع الضرائب كغيرهم من الرابحين ولكن دون أعباء على أولياء الأمور.

أن الدور الرقابي لوزارة التربية والتعليم على المدارس الخاصة ضعيف جدا سواء فنيا آو ماليا ويحتاج إلى تفعيل وتحديث حقيقي كل عدة أعوام، المدارس الحكومية مثلنا لا تتعدى مصروفاتها 50 جنيها في العام، ولا يطالب أولياء الأمور بآي مطلب أخر

بمعنى مجانية حقيقية فعلا.

المجموعات المدرسية بعشرة جنيهات شهريا فقط للمادة لمن يريد التقوية أو للضعيف فقط.

الدروس الخصوصية مرفوضة والكل يعلم ذلك وهى غير إجبارية وأولياء الأمور على علم بذلك جيدا، ولكن من يجرى ويلهث خلف المعلمين فليتحمل النتائج أو هو يرتب حياته على ذلك .

و أخيرا من الممكن المشاركة بحضور مجموعة من تلاميذ فصل المكتشفين وتقديم بعض العروض البسيطة لهم فى أي مناسبة لنتبين الحقائق .

من معلم تتلمذ على يد نخبة جميلة في الزمن الجميل رغم العراقيل .


الباحث التربوي الإبيستمولوجى

أ / محمد عبد الستار الأبيض

#محمد_عبد_الستار_الأبيض (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات