أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد خلف الشدان - الراهبة الثائرة إيمانويل في ذمة الله














المزيد.....

الراهبة الثائرة إيمانويل في ذمة الله


محمد خلف الشدان

الحوار المتمدن-العدد: 2449 - 2008 / 10 / 29 - 06:16
المحور: سيرة ذاتية
    


توفيت الراهبة الفرنسية البلجيكية الثائرة الأخت إيمانويل قبل عدة أيام عن عمر ناهز ال100عام ، ولدت مادلين سانكان وهذا هو إسمها الحقيقي عام 1908م في بروكسل في عائلة ميسورة الحال من والد فرنسي وأم بلجيكية ، تربت على يدي والديها اللذان كانا مسيحيين متدينين ويحبان مساعدة الناس خاصة أصحاب المهن الشريفة المتواضعة كالزبالين والحمالين وعامة الفقراء على شاكلتهم الذين بالكاد يحصلون على قوت يومهم وبعرق جبينهم ، وهكذا نشأت إيمانويل ، وعلى دربهما مضت .

’عرفت هذه الراهبة بجرأتها وقوة شخصيتها وفصاحة لسانها ، وبثورتها من أجل الأكثر فقرا" لاسيما الزبالين ، وأصحاب المهن المتواضعة في القاهرة قاهرة المعز حيث الفقر المدقع الذي يسكن معظم أزقتها وحاراتها منذ زمن بعيد ، وكذلك إهتمامها بالمشردين في فرنسا بلدها الأم .
الفرنسيون يتذكرون جيدا" تلك المرأة الصغيرة التي كانت تظهر بإستمرار على شاشات التلفزة لتدافع عن قضايا الفقراء، وقد بدت عليها بوضوح آثار التقدم في السن من دون أن تخبو نظرتها الثاقبة وراء النظارات السميكة .

في كل لقاءاتها مع قادة هذا العالم وعبر وسائل الإعلام ، لم تتوقف عن العمل من أجل جمع الأموال ، وبناء المساكن ، وبناء المدارس ، والمستشفيات الصغيرة ، وكانت دائبة الحركة لا تكل ولا تمل في سبيل مساعدة الفقراء والمحتاجين من جميع الأديان على حد سواء .
إذ إحتفظت بإحترام عميق للدين الإسلامي ، ولم يسجل عليها في حياتها الطويلة ذات المائة عام أن أساءت لدين ما ، أو تعرضت لشبهة في هذا المجال ، لقد كانت إمرأء إنسانية إجتماعية ، هدفها إسعاد الناس كل الناس ، لا فرق بين هذا وذاك ، فالفقراء لديها متساوون كأسنان المشط .

في كتاب لها صدر أخيرا" بعنوان (( عمري مئة سنة وأود أن أقول لكم )) وهو على شكل مقابلات ، أثبتت أنها لم تفقد شيئا" من حيويتها والجرأة في التعبير ، وهي تقول الحقيقة ولا شيئ غير الحقيقة منذ أن ترهبنت فكيف بها وقد بلغت من العمر عتيا ، فهي وإن تربت في بيت ومجتمع مسيحي ، إلا أنها تشربت من أخلاق جميع الأديان السماوية اليهودية منها والإسلام بشكل خاص، وهذا يفسر إصرارها على التواجد طيلة 40عاما" بين الفقراء المصريين .
وكانت بحق أما" رؤوما لجميع الناس ، من خلال نظرتها الإنسانية العالية الرفيعة ومحبتها الشديدة لكل الناس على حد سواء ، فقد كانت ودودة بشوشة عطوفة لاتفارق ثغرها الإبتسامة .

تقول الراهبة إيمانويل أنا لست قديسة ، أنا فقط إنسانة ، وهي بهذا القول تفصح عن تواضعها وأدبها الجم بعد كل الذي فعلته من أجل الفقراء وحدبها عليهم وإقتصار حياتها لإسعادهم وتلك لعمري منقبة وميزة كبيرة تسجل لها في صفحات الإنسانية ، والإجتماعية ، والسلوكية .

أعلنت أنها تؤيد وبنسبة 100 % زواج الكهنة وتؤيد إستخدامهم لحبوب من الحمل التي تحظرها الكنيسة الكاثولكية ، ولم يكن شيئ يؤهلها لأن تصبح على حد تعبيرها متمردة تشبه إلى حد بعيد الأب ( بيار) الذي تصفه بالصديق والمعلم ، لقد كان لها نفس تأبى الظلم متمردة على كل ما هو غير عادل في مجتمعها وبقية المجتمعات الدولية ، وتسعى لإنسنة العالم من خلال العدل .

في سن السادسة من عمرها وقبيل إندلاع الحرب العالمية الأولى ، شهدت غرق والدها في بحر الشمال ، مما ترك فيها أثرا" بالغا" ، فورثت مصنعا" شمال باريس وأصبحت بورجوازية كبيرة ولكنها في العاشر من أيار 1931م وهي في سن ال23 تخلت عن حياتها الهانئة ودخلت الرهبنة لتشق لتفسها طريقا" إختارته بمحض إرادتها ، فأخذت لنفسها إسم إيمانويل وذهبت الى تركيا حيث مارست تعليم الأدب الفرنسي وكانت ضليعة به ، ثم واصلت مهنتها كمعلمة في تونس ثم مصر البلد الذي أغرمت به من النظرة الأولى على حد تعبيرها .

في عام 1971م حصلت الراهبة إيمانويل وكانت في ال 62 من عمرها على الضوء الأخضر من رهبنتها المسئوولين عنها لتنفذ حلمها الأكبر وهو العيش بين الأكثر فقرا" ، فإستقرت في كوخ في ( عزبة النخل )في القاهرة حيث يعيش الزبالون وأصحاب المهن المتواضعة الفقراء لتعيش بينهم وتحيا حياتهم ثم تموت بينهم ليبكيها الجميع بحرقة بالغة .




#محمد_خلف_الشدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد خلف الشدان - الراهبة الثائرة إيمانويل في ذمة الله