أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مصطفى محمد غريب - الاتفاقية الأمنية الموقعة














المزيد.....

الاتفاقية الأمنية الموقعة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2444 - 2008 / 10 / 24 - 09:12
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


من يعتقد أن الاتفاقية لن توقع فهو مخطئ ومن يعتقد أن الاتفاقية ستكون بين شريكين متساويين في الحقوق والواجبات فهو مخطئ جداً الحديث عن الاستقلالية الوطنية مبالغ فيه بعض الشيء وهذا لا يعني أن لا وجود للوطنيين أو أن الوطنية مفقودة عند المفاوضين العراقيين لكن المشكلة في وجود القوات الأمريكية على ارض الواقع وهو ما يجعل الموافقة غير صعبة وتحقيقها يتطلب بعض الوقت وعليه وطوال المفاوضات وتبادل الآراء والمسودات كانت السرية سيدة الموقف وحتى عرض الاتفاقية على مجلس الوزراء وإرسالها للنواب العراقيين وهذا يدل على أن المعارضة التي تطالب عدم التوقيع وترفض الاتفاقية جملة وتفصيلاً حتى لو كان متساوياً ومثلما يقال عدم المس بالسيادة العراقية لم تؤثر على سير المفاوضات وإنجاز الاتفاقية بقدر كونها حركت الشارع العراقي فالحديث عن إسقاط معاهدة بورتسموث وغيرها كمثال غير متوازن لاختلاف الظروف الذاتية والموضوعية وقوة العامل الذاتي الذي كان يقود الحركة الجماهيرية الواسعة وبيده مفتاح الرفض والإسقاط ومن هذا المنطلق أخذت الأحزاب الدينية السياسية الحاكمة تتوخى الحذر وماطلت من اجل كسب الوقت وبالتالي إشعار الشارع العراقي بأنها ضد الاتفاقية الأمنية إذا كانت تتعارض مع السيادة العراقية ولهذا رد السفير الأمريكي في العراق بدون قصد وبنزاهة مفرطة في التواضع!! قائلاً " الاتفاقية الأمنية تعيد السيادة الكاملة للعراق" وهذا كلام جميل وقد يطمئن البعض من النوايا الحسنة له إلا انه يضيف بالتأكيد على " توفر الأرضية القانونية لاستمرار وجود القوات الأمريكية " كيف نفهم هذا التناقض ما بين السيادة الكاملة مع توفير أرضية قانونية لوجود القوات الأجنبية؟ وعن أي سيادة يتحدث وهو يريد بقاء القوات الأمريكية إلى الأبد؟ أليس ذلك يعني الضحك على الذقون وتستمر السجالات والتصريحات والجميع يدعو بضرورة التمحص والتدقيق وتنقل المسودة ما بين المفاوضين وبين مجلس الوزراء والمجلس السياسي وثم البرلمان والشعب مثل الأطرش بالزفة لا يعرف ما هي الاتفاقية وما الفرق بين ما قدمه الأمريكان وما تراه الحكومة العراقية وما هي التعديلات التي يجب أن تدخل على الاتفاقية ، لكن وزير الدفاع الأمريكي وهو لا يهدد!! لكنه في الوقت نفسه يحذر من الأذية إذا طال الوقت " حذر من عواقب وخيمة في حال غياب اتفاق ينظم وجود القوات الأمريكية وأضاف " الوقت بدأ ينفذ" لقرب التفويض الأممي الذي يسمح ببقاء القوات لنهاية عام 2008 ، إذن القضية لا سيادة ولا يحزنون والمعضلة المراد تفتيتها إيجاد سند قانوني واتفاق على وجود القوات الأجنبية وفي مقدمتها الأمريكية وأمام هذه الوقائع وسرية مسودة الاتفاقية صرح على الدباغ باسم الحكومة العراقية " أن مجلس الوزراء اجتمع في جلسته الاعتيادية لمناقشة الاتفاقية واجمع على أن تعديلات ضرورية على مسودة الاتفاقية يمكن أن يجعلها بمستوى القبول الوطني " إذا كنا لا نعرف محتويات الموضوع فكيف نفهم نوع التعديلات التي يطالب بها مجلس الوزراء أو الذين يطالبون بالتوقيع بعد التعديلات ؟
يبقى سؤال مهم مع كل هذه التعقيدات ـــ هل سيتم التوقيع على الاتفاقية؟ نقول نعم آجلاً أم عاجلاً وبخاصة إذا تابعنا تصريحات المسؤولين الأمريكان ومن بينهم تصريح البيت الأبيض الأمريكي بان الاتفاقية حول بقاء القوات الأمريكية إلى ما بعد نهاية 2008 على وشك الإنجاز وان التعديلات المقدمة طفيفة للغاية إلى جانب ذلك نرى أن الأكثرية الحاكمة ترى في وجود هذه القوات صمام آمان في الفترة الراهنة والفترات القادمة لها وللوضع الأمني الهش ومنها ما يبرر بالتدخل الإيراني المعارض لأي اتفاقية كي تبقى إيران تلعب دوراً تخريبياً ومنها ما يبرر بان القوات العسكرية العراقية ( الجيش والشرطة وباقي المؤسسات الأمنية) ما زالت في طور التكوين وهي غير قادرة على حفظ الأمن أو منع التدخل الخارجي مثلما أشار له عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب حسن الجنابي " بأن القوات العراقية تحتاج إلى فترة قد تصل إلى عام 2011 لبناء ثقتها وجاهزيتها " ومنها أيضاً أن القاعدة والمنظمات التكفيرية والمليشيات المسلحة والمجموعات الخاصة تستطيع زعزعة الوضع الأمني الهش والعودة به إلى نقطة البداية ، وهناك آراء أخرى فيما يخص بعض المرجعيات الدينية التي تتبع إيران ويتطابق رأيها مع التوجهات الإيرانية وكذلك المحاصصة الطائفية ودور المجموعات الموالية للخارج وتأثيراتها على هذه المجموعات وفي هذا الصد يظن البعض من المحللين وظنهم في غير محله وهو إثمٌ عليهم أن أمريكا لديها ثلاثة اختيارات إذا لم توقع الاتفاقية منها الانقلاب العسكري وهذا هراء فبأي قدرات وقوات عسكرية وبأي دبابات وطائرات وآليات وإعداد كافية ووسائل إعلام تطبل لمثل هذا الانقلاب؟ أو إرجاع الوضع الأمني المضطرب وهذا يضرها قبل غيرها لأن من الصعب بمكان معرفة التطورات التي تلي مثل هذا الاضطراب وصولاً للحرب الأهلية، أو تغيير الحكومة بمعارضين آخرين مثلاً مثل الأخ الجعفري والأخ علاوي وهو قلة عقل وإدراك فالقضية لا تحتمل مثل هكذا ترهات، وأما الولايات المتحدة فلديها طرق عديدة لإبرام الاتفاقية وان عادت القضية إلى التفويض الاممي عام آخر لكن (بعيد اللبن عن وجه مرزوك) فكل شيء جاهز ولكن يحتاج إلى هذه الضجة والقيل والقال ووسائل الإعلام تضج بكل من هب ودب وتحتاج أيضاً إلى بعض الوقت ونذكركم كما ذكرناكم سابقاً



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكان التحول في نظام المآتم
- المجموعات الخاصة لاغتيال النخب السياسية والثقافية الوطنية
- أسامة النجيفي وجريمة الاغتيالات وتهجير المسحيين من الموصل
- ما بين التطبيق والإلغاء للمادة ( 140 ) والحقد الشوفيني
- الاستتباب الأمني وضريبة الدم عند العراقيين
- ثمة ألسن في الثقب الأسود
- إلغاء معادي للديمقراطية ولحقوق الأقليات في العراق
- الأمريكان يحذرون العرب العراقيين من الكرد العراقيين!!
- ملامح غريبة
- استغلال زيارة الالوسي لركوب القضية الفلسطينية
- فتوى الشيخ صالح اللحيدان تحريضاً على القتل
- كاتم الصوت جريمة لإغتيال المثقفين العراقيين الوطنين
- ظاهرة تجنيد النساء الانتحاريات إفلاس حتمي
- تصريح ديك تشيني عن - الغير شرعية - نكتة مبكية
- غريب الوطن المفقود
- الذين غنوا والذين طبلوا لاغتيال كامل شياع عرّة القوم
- مسلسلات تلفزيونية لتغيب الواقع وتشويه الوعي
- كتابة المقالات مسؤولية أخلاقية أولاً
- قانون تقاسم النفوذ الجم السيد ساكاشفيلي وحلفائه
- الدرويش في رحلته الطويلة


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مصطفى محمد غريب - الاتفاقية الأمنية الموقعة