|
فائض القيمة للأطفال دون سن العاشرة
ضياء حميو
الحوار المتمدن-العدد: 2444 - 2008 / 10 / 24 - 09:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كان ياما كان في قديم الزمان ! كان هنالك شجرة تفاح برية ، كبيرة ، تملـَكها شيخ عجوز ،وتحمل ثلاث تفاحات صغيرة لم تنضج بعد ، لان الشيخ لايستطيع رعاية شجرته وحراثة أرضها وتشذيب أغصانها! وذات يوم مر بقرب هذه الشجرة فتى قوي العضلات، كان جائعا، ملابسه رثه، و بدون عمل ! اقترح الشيخ عليه أن يعمل لدية في رعاية شجرة التفاح، وحين تنضج التفاحات سيعطيه واحدة! وهكذا ، قبل الفتى العمل لدى الشيخ ، الذي جلب له أداتين قديمتين، الأولى لحراثة الأرض حول الشجرة والثانية لتشذيب الأغصان اليابسة فيها، وبعد فترة ..نضجت التفاحات الثلاث ، وكانت كبيرة ، إلى درجة إن كل تفاحة تكفي ولمدة سنة حاجة رجل واحد من الأكل تماما.! طلب الشيخ من الفتى، أن يقطفها وبالفعل قام الأخير بما اتفقا عليه. وهكذا حصل كل منهما على تفاحة وبقيت تفاحة زائدة ! سأل الفتى أن يتقاسما هذه أيضا ! فأجاب الشيخ بهدوء : كلا ! اتفاقنا أن أعطيك تفاحة واحدة لاغير ، تكفيك تماما وأنا سآخذ تفاحة تكفيني أيضا ، أما الثالثة فسأبيعها لاشتري أداتي حراثة جديدتين ، لكي نستعد للموسم القادم ..! وهكذا باشر الفتى العمل بهمة ، تساعده الأدوات الجديدة في انجاز عملة على أكمل وجه ، وفي موسم القطاف الثاني ، ونتيجة لرعاية الشجرة وسقايتها وتشذيب أغصانها من قبل الفتى ، بأدوات الشيخ الجديدة ، أثمرت عشر تفاحات ، وكما في المرة الأولى تم قطافها ، فأخذ الشيخ تفاحة له ، وأعطى تفاحة للفتى ، ووضع التفاحات الثمانية المتبقية في سلة كبيرة ! احتج الفتى على هذه القسمة قائلا: لقد بذلت جهدا مضاعفا هذه المرة في قطاف التفاحات، وليس من العدل أن تعطيني تفاحة واحدة ! فإما أن تعطيني ضعف جهدي أو اترك العمل! فكر الشيخ وتساءل : كم تريد ؟ أجاب الفتى: أريد نصف التفاح. رد الشيخ حانقا ً: هذا ليس باتفاقنا، لان ضعف جهدك يعني تفاحتين وليس خمسة، كما إن تفاحة واحدة تسد حاجتك تماما. قال الفتى: اعلم إن تفاحة واحدة تكفيني للأكل، ولكني احتاج لأكثر من الأكل، احتاج أشياء أخرى احصل عليها حين أبيع حصتي من التفاح، فيما لو أنصفتني. قال الشيخ ممتعضا : ليس بمشكلتي انك تحتاج لأكثر من الأكل ، أنا سأعطيك مقدار جهدك تفاحة ، وان ضاعفت جهدك ستكون تفاحتين ، وان ضاعفت لثلاث بشجرة أخرى فسيكون ثلاث تفاحات ، تبيعها وتشتري ماتريد بغض النظر عن عدد التفاح الذي تثمرة الشجرة ، لأنها ملكي!. ولهذا فانا اعرض عليك تفاحتين أن لم تقبل سأجيء بشخص آخر يقبل بتفاحة واحدة وهي تكفيه. أجاب الفتى حزينا : هذا ليس بعدل، أنت تأخذ ثماني تفاحات وتعطيني اثنتين فقط ! قال الشيخ : اسمع أيها الفتى ... أنا رجل يخاف الله ، لن أعطيك اقل أو أكثر من جهدك ، كما إنك غبي ولاتفهم ، بل وتكفر ، لأني لااخذ ثماني تفاحات ..! أنا أسد بواحدة حاجتي مثلك والثانية أبيعها لأشتري أدوات أكثر واحدث، للموسم القادم ، وما يتبقى هو ست تفاحات ، وهذه من فضل ربي ورزق من الله . وهكذا عاد الفتى إلى العمل فرحا بتفاحتيه الاثنتين وصار كلما احتاج لشيء جديد عليه أن يعمل أكثر. وتزوج الفتى بعد فترة وصارت زوجته تعمل معه في أشجار تفاح أخرى، وأنجبوا أطفال صاروا يعملون أيضا في معامل الشيخ لإنتاج عصير، ونبيذ، ومربى التفاح ! ولم يفهم الفتى لسنين طويلة ، سر ازدياد عدد تفاحات الشيخ بمئات وآلاف المرات كلما بذل هو وعائلته جهدا أكثر، إلى أن مر بقربه رجل بلحية وقورة ، قال له اسمع يابني "هذه التفاحات ألثمان " ليست من فضل ربه ، بل هي فائض القيمة .، وهو مصدر أرباح الشيخ في المجتمع الذي تعيشان فيه أنت والشيخ.
هامش خاص بالكبار فوق سن العاشرة الفتى : العامل الشيخ العجوز: هو الرأسمالية الشجرة: هي المعمل أدوات الحراثة والعمل : هي أدوات الإنتاج تفاحتا الفتى: هي تعويض عن قوة عملة، بقيمتها التبادلية الكاملة، أي تعويض عن المواد اللازمة لإنتاج قوة عملة من غذاء وسكن وملبس..الخ . قوة عمل الفتى: هي قيمة تبادلية له، ولكنها قيمة استعماليه للعجوز. رجل اللحية الوقورة : هو " كارل ماركس "،عبقرية ماركس: هي في اكتشاف " فائض القيمة " فائض القيمة: هو الفرق بين قيمة المواد اللازمة لإنتاج قوة عمل العامل وبين قيمة السلعة التي ينتجها، هذا الفرق هو المصدر الوحيد لأرباح الرأسمالية، وهو قانون طبيعي للعلاقة بين العامل والرأسمالي في مجتمعنا الرأسمالي.
#ضياء_حميو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يومَ اغتالوا - جبران -
-
رسالة اعتذار لسيدتين مسيحيتين
-
أغنية للرفيق جيفارا
-
العام التاسع
-
الديوانية وول ستريت
-
حكمة حمار
-
تمرات العبد
-
صديقي الأمريكي
-
ماتركته
-
بغداد
-
سرّك انتَ -حزب فهد-
-
شموع - خضر الياس -
-
مشهد حب
-
الرايه الحمرة
-
اغنيتان
-
الرفيق - فهد- وابنتي -لانه-
-
أدب سز
-
( جبَوري-الفالت)
-
حلم -نص ردن- - انتصار ساحق للقائمة الديمقراطية اليسارية العل
...
-
اسكافي -عفك- كزار حنتوش
المزيد.....
-
-التهجير جريمة حرب-.. شاهد ما قاله سامح شكري لـCNN حول استقب
...
-
لافتة -تل أبيب هي ساحة معركتنا- في طهران تثير مخاوف الإيراني
...
-
مصر.. سر صورة الرئيس بوتين على محل الفضيات وسط القاهرة (فيدي
...
-
بايدن: الشركات الأمريكية ستستفيد بشراء الأسلحة في حال المواف
...
-
الحكومة الأردنية توجه رسالة للمواطنين بشأن طلعات سلاح الجو ا
...
-
إعلام بريطاني: انفجار في مصنع للذخيرة في ويلز
-
الجيش الإسرائيلي يشن غارات ضد أهداف -لحزب الله- في بعلبك
-
الفلسطينيون يحيون يوم الأسير
-
إلغاء مؤتمر تضامني مع فلسطين في جامعة ليل الفرنسية
-
على ماذا استند القضاء الأردني في حل حزب الشراكة والإنقاذ؟
المزيد.....
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
يوميات على هامش الحلم
/ عماد زولي
-
نقض هيجل
/ هيبت بافي حلبجة
-
العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال
...
/ بلال عوض سلامة
-
المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس
...
/ حبطيش وعلي
-
الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل
...
/ سعيد العليمى
-
أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم
...
/ سعيد زيوش
المزيد.....
|