أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رأفت فهيم جندى - حول فنجان قهوة














المزيد.....

حول فنجان قهوة


رأفت فهيم جندى

الحوار المتمدن-العدد: 2443 - 2008 / 10 / 23 - 00:55
المحور: كتابات ساخرة
    


لى أصدقاء كثيرون من مختلف الجنسيات والثقافات والديانات, قررنا التجمع سويا فى الويك أند مرة كل اسبوعين حول المدفأة فى أيام الشتاء وفى البلكونة أيام الصيف لكى نتحاور مع فنجان قهوة. وايضا قررنا أن تكون جلسة حوارنا أو جدلنا فى نقطة واحدة فقط دينية أو سياسية أو أجتماعية مع عدم علو الصوت.
بدأ عبد الحميد الكلام وهو يضع أحدى رجليه على الأخرى ويحتسى القهوة: لا أدرى كيف يفهم المسيحيون أن الله الغير محدود يتحول إلى شخص محدود فى عيسى (المسيح)؟
قلت وأنا اعتدل على الكرسى واترك فنجان القهوة: المسيحيون لا يقولون أن الله تحول للمسيح أو انه انحصر فقط فى جسد السيد المسيح ولكنهم يقولون أن الله تجسد وظهر لهم فى صورة المسيح, وهذا يمكن فهمه من أن صورة التلفزيون تمكنك من رؤية الموجات التى فى الهواء ولكنها لا تحصر هذه الموجات فمازالت هذه الموجات موجودة بالرغم من وجود الصورة, فنحن لا نستطيع رؤية هذه الموجات ولكننا نراها فى صورة التلفزيون وكذلك لا نستطيع أن نرى الله لأنه روح ولكننا رأيناه فى شخص المسيح الذى تجسد وظهر لنا, وشعاع الشمس فى الغرفة لا يحصر نور الشمس الذى فى العالم كله. ولو وضعنا زجاجة فى محيط ماء لكان الماء داخل الزجاجة مثل ماء المحيط تماما والزجاجة لم تحتوى أو تحد المحيط.

قال عبد الحميد وهو يخفض رجليه ويحتسى من القهوة: فهمت هذه الأمثلة التى أخترعها المسيحيون, ولكن شرطنا نقطة واحدة فقط. لوكان مثل الموجات صحيح لقال المسيح أنه موجود أيضا خارج جسده, لأن الموجات موجودة أيضا فى كل مكان وليست محصورة فى صورة التلفزيون فقط, فأنا لا أستطيع أن أقول أن لى وجود خارج جسدى, فأين قال عيسى أنه موجود خارج جسده؟
قلت: لقد قال المسيح عن نفسه وهو يخاطب أحد علماء اليهود وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ. أى أنه وهو على الأرض موجود أيضا فى السماء ولكن بألوهيته التى لا نراها. وبالطبع أقوال كثيرة آخرى ولكننا أشترطنا فى الحوار على الكلام فى نقطة واحدة.
قال عبد الحميد وهو يمد رجليه امامه: هذا كلام صعب حتى مع وجود التلفزيون هذه الأيام, فهل فهم التلاميذ الوهية المسيح قبل أختراع هذه التكنولوجيا؟
قلت: تلاميذ المسيح لم يكن لهم الفهم الكامل لهذه الأمور إلا بعد صلب وقيامة السيد المسيح ونالوا قوة أكبر تجعلهم يبشرون بأسم المسيح بعد حلول الروح القدس عليهم.
عبد الحميد: ما دليلك على فهمهم لهذا؟
قلت: المسلمون يقولون عن المسيح (عيسى) أنه كلمة الله وروح منه ولم يعطى القرآن هذا اللقب لأحد قط غير المسيح وهذا أتى من الفهم لألوهية المسيح.

عبد الحميد: أنت لم تجاوبنى أين قال التلاميذ عنه أنه الله.
قلت: فى كل كلامهم وبشارتهم والأناجيل التى كتبوها بإرشاد من الروح القدس, ولكننى سألتزم بنقطة واحدة فقط كشرطنا, فى أنجيل يوحنا فى الأصحاح الأول فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ . ثم بعدها وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ

فهنا يقول الأنجيل وكان الكلمة الله ويعقبها بأن الكلمة صار جسدا أى أن الله صار جسدا ليظهر لنا بمعنى أنه ظهر لنا فى صورة أنسان الذى هو يسوع المسيح.
عبد الحميد: ولكن بطرس أيضا قال عن المسيح ألذى أقامه الله من الأموات اى أنه شئ والله شئ آخر.
قلت وأنا ارشف القهوة: هل من الممكن أن يقوم أى جسد بقوته الجسدانية أم ان الله هو الذى يقيمه؟
عبد الحميد: لا يمكن أن يقوم جسد بقوته الذاتية الله هو الذى يقيمه وهذا ما قصدت وقلت وأنت لم تجاوب.

قلت: وهكذا السيد المسيح, الوهيته أقام جسده من الأموات, فاالمسيح قام بذاته لأنه الله الذى ظهر فى الجسد, وعندما نقول أن الله أقامه من الأموات أى أن اللاهوت المتحد بالجسد منعه من التحلل وأقام أيضا الجسد, ومزمور داوود تنبأ بهذا قبل المسيح بألف سنه عندما قال قام الرب مثل النائم . وأضفت وانا استرخى هل تعلم يا عبد الحميد أنك ترشم الصليب عندما تصلى صلاتك الأسلامية؟
قال عبد الحميد وهو يعتدل منفعلا ويندلق منه بعض القهوة: احنا اتفقنا حوارنا فى نقطة واحدة, ولكن أيضا كلامك غير صحيح, كيف يكون ذلك؟
قلت له وأنا اتثآب: أنا نعست بالرغم من القهوة, خليها للعدد القادم.



#رأفت_فهيم_جندى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رأفت فهيم جندى - حول فنجان قهوة