أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - زهير كاظم عبود - من يتستر على الجرائم المرتكبة بحق المسيحيين في الموصل ؟















المزيد.....

من يتستر على الجرائم المرتكبة بحق المسيحيين في الموصل ؟


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2443 - 2008 / 10 / 23 - 08:21
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بعد الموقف العراقي الأصيل الذي وقفته العديد من مدن العراق ضد قوى الإرهاب والتخلف ، ومنازلتها ومساندة قوى الجيش العراقي والأمن الداخلي ، وبعد مواقف العديد من تلك العشائر والتجمعات السياسية ضد فلول القاعدة وبقايا الإرهاب البعثي في مدن ومناطق متعددة ، بدأت تلك القوى بالتراجع والتقهقر من تلك المناطق باتجاه مناطق قليلة ترتكب فيها جرائمها الخسيسة ضد أبناء العراق ، وبدأت حالة من الوعي السياسي والاجتماعي تعم بين الناس في العراق ضد تلك الزمر التي تريد السوء بأهل العراق ، وترتكب الجرائم تحت ستار حماية الوطن ومحاربة الأحتلال ، وبالنظر لهروب تلك المجموعات الأرهابية من أغلب المدن العراقية لعدم قدرتها على مواجهة الشعب العراقي قواته المسلحة بشكل لافت للنظر بدأت القوى الأرهابية منذ فترة بالأنحسار من اغلب مدن العراق ، حيث تم تحجيمها ومحاصرتها ضمن منطقتي ديالى والموصل ، بالنظر لوجود حواضن ومنابع أرهابية مساندة في تلك المدن العراقية الأصيلة ،لم يطلها القانون ولاتعرضت لها الحكومة حين شنت حملتها .
منذ فترة غير قصيرة والموصل واهلها تشكو من تسلط القوى الدينية المتطرفة ، وانتشار أغراب لايتحدثون اللهجة العراقية ولاحتى المصلاوية أواللغة الكردية يحملون الأسلحة ويدورون في المدينة ، ومنذ فترة والموصل وديالى تستصرخان لتخليصهما من تلك الزمر التي سرقت الفرح من عيون الناس ونغصت عليها عيشها وأيامها ، كل اهل المدينة من مختلف القوميات والديانات يشكون من التسلط الهمجي للزمر الأرهابية ، ومن يستعيد الذاكرة عليه إن يراجع الحملة الأجرامية التي شنتها تلك المجموعات حيث قتلت رجال دين مسيحيين ، واغتالت القاضي الشهيد اسماعيل يوسف صادق ، والشهيد بشار نافع والشهيد طارق قطان والشهيد نافع جموعة ، والصيدلي الشهيد خالد السماك ، والشهيد رغيد كني وقامت بأسر الشهيد مار بولس فرج رحو ومن ثم القيام بقتله وثلاثة من حراسه كل من رامي - الحارس الشخصي و فارس – السائق الذين قتلا مباشرة بعد اختطافهما، بينما توفي الشهيد سمير، الحارس الشخصي الثاني متأثرا بجراحه في المستشفى .. في عملية تنم ليس فقط عن التوحش والهمجية ، إنما تدلل على الخسة والأنحطاط التي تميزهما عن البشر ، وقوافل الشهداء الأبرار .
من يستذكر تلك الجرائم لن ينسى عمليات تفجير الكنائس ودور العبادة ، والقذائف التي طالت بيوت الله ، حيث طال التفجير كنيسة مريم العذراء للكلدان ، وهدم كنيسة مار بولص للكلدان ،دار الايتام للراهبات الكلدان، كنيسة نسطورية ، ودير الراهبات الدومينيكان في الموصل الجديدة. ومن يريد استعادة الذاكرة عليه أن يراجع تلك البيانات التي تصدرها ما تسمى بدولة العراق الأسلامية ، وهي خليط هجين من عناصر بعثية مجرمة متحالفة مع عناصر أسلامية متطرفة ترتكب الجرائم الخسيسة باسم الدين ، تقوم بقتل الناس وتفجير الأسواق في مدن تلعفر وسنجار ومحلات الموصل العريقة ، لاتخفى هويتها أو اسماء مرتكبيها على أحد .
ولم يتم القضاء على رؤوس تلك العصابة بعد ان بدأت حملة القضاء على الإرهاب في الموصل ، بالنظر لأختباء تلك العناصر وعدم متابعتها والتحري عنها ، فبقيت سائبة غير أن خطرها لم ينته، فقامت بتفجير بيوت الفقراء في الزنجيلي وحي الوحدة والسكر والنور ، وقامت بالتفجيرات في الأسواق الشعبية .
واخيرا الحملة الجبانة التي بدأتها في عمليات قتل للمسيحيين من أبناء العراق البررة في رابعة النهار ، وأمام انظار الناس ومعرفتهم وتشخيصهم ، وليس اكثر خسة من أنهم احيانا يقومون بأخلاء البيوت المملوكة لأخوتنا المسيحيين من ساكنيها ومن ثم القيام بتفجيرها امام الناس ، بالأضافة الى أنهم يتابعون تلك البيوت التي هجرها أصحابها خوفا على حياتهم ليتم تفجيرها على مرآى وبصر الناس المجاورين ، ومعرفتهم بتلك المجموعات الأجرامية ، كما أنهم يقومون بأبلاغ تلك العوائل بضرورة مغادرة الموصل حيث يزعمون أنها صارت أمارة أسلامية ، وهكذا بلا لثام ولاقناع فكيف يمكن تمرير الأتهامات على الناس بعد هذا ؟
كل تلك الشواهد تشير الى حقيقة من يقوم بترويع أهلنا في الموصل ، وكل تلك الأفعال التي شهدها الناس وعرفها أهل الموصل الذين لم يداهنوا أحد ولاكتموا الشهادة ولا تعلموا اللعب على الحبال ، الناس كلهم في الموصل يطالبون بالقضاء على تلك الزمر الضالة التي احالت حياتهم الى جحيم .
ومن يتعرض منهم لتلك الأساليب والأعمال الإجرامية لايجد له سندا وملاذا سوى الكنائس والأديرة المجاورة أو النواحي والأقضية التي يشغلها أخوتنا المسيحيين أو مناطق الأيزيدية والشبك أو مناطق أقليم كردستان العراق المجاورة والقريبة منهم .
حيث فتح الأقليم صدره الرحب لهم ، وتم تخصيص الاموال لمساعدتهم ، واتخذت قيادة الاقليم كل المستلزمات الضرورية لأحتضان تلك العوائل النازحة والهاربة من أرهاب تلك المجموعات الأجرامية ، ومن يريدان يكون منصفا عليه ان يدقق في الأتهامات وخلط الاوراق ، وحين يتهم احد قوات البيش مركة الكردية بارتكاب مثل تلك الأفعال الجبانة ، عليه أن يعرف انه يساهم في ابعاد الشبهة والتستر على الجرائم التي ترتكب بحق الإنسان في الموصل أو في غيرها ، وعليه ايضا أن يعرف أن مثل تلك الأفعال ليس من شيم وقيم البيش مركة التي نازلت تلك الجيوش وقاتلت سلطة صدام بشجاعة معروفة للجميع حتى النهاية ، كما أن لجوء بعض العوائل المسيحية الى كردستان العراق دليل على أنها وجدت في الأقليم الواحة الملاذ للحماية والسكينة والنخوة التي أفتقدتها المجموعات الأرهابية في الموصل ، وعليه أن يفكر في المصلحة والنتائج التي لاتحقق فائدة للجانب الكردي وتفرض عليه التزامات كبيرة في الحماية والرعاية والأنفاق ، وبالتالي عليه أن يفكر أيضا في ضعف شهادته المجروحه من الناس وهي تلمس ذلك الأفتراء والتستر لأبقاء مثل تلك المجموعات الأجرامية ترتكب جرائمها بحق الناس ، اعتقادا منهم بأنهم يرجحون كفة التعادل الطائفي والشوفيني الذي لم يزل يسيطر على تلك العقول والضمائر التي أضرت بالعراق .
أن أهلنا المسيحيين في الموصل من وقعت عليهم تلك الأفعال الأجرامية ، وشهادتهم في هذا الجانب واضحة وصريحة وصادقة ، وكان عضوي مجلس النواب عبد الأحد أفرام ويونادم كنا قد صرحا بأن مرتكبو تلك الأعمال هم من المتشددين المتطرفين وليس بين البيش مركة من ينفلت أو يتشدد لأنهم قوات عسكرية منضبطة ، ولايمكن أن يقوموا بمثل تلك ألأفعال خلافا لقرارات قيادتهم أو لمخططات القوات العسكرية في الدولة الاتحادية .
أن جميع الأخوة المسيحيين الذين صرحوا للأعلام أشاروا الى تلك المجموعات المسلحة المعروفة والمتطرفة والتي تجد التعاون والتعاطف معها من قبل بعض الأسماء التي يسرها أن تتحول الموصل الى ساحة للرعب والموت والتخلف وتحكمها عصابات طالبان ، بدلا من أن تعود الموصل أم الربيعين وزهرة المدن العراقية .
أن اختراق قوات ألأمن في المدينة ليس مستحيلا ، كما أن هناك عناصر تتعاون مع التنظيمات الأرهابية لخلل في الضمير أو لضعف في الموقف الوطني أو لغايات الكسب الحرام ، كما لانستبعد إن تكون هناك أخطاء فردية من قوات البيش مركة ، الا أن من يرتكب تلك الجرائم بحق المسيحيين في الموصل هو من أرتكب الجرائم البشعة والجبانة بحق الأيزيديين ، وهو نفسه أيضا من يلاحق المندائيين في العراق .
على أصحاب الضمائر الحية أن لا تنطلي عليهم الاعيب السياسيين الذين يخلطون الحق بالباطل ، وعليهم ايضا أن لايخدعوا أبناء شعبنا في تلك الأباطيل والأفتراءات التي تحاول ذر الرماد في عيون العراقيين ومنح الإرهابيين فرصة الأفلات ، وعلى أصحاب الضمائر الحية أن يستوعبوا محنة الناس فلا يسخروا من قوافل الشهداء تحت ضغط الحاجة السياسية لمواقف قد تنكشف أغطيتهم فيها .
وبعد كل هذا علينا أن نكشف الأوراق ونحدد بشجاعة من هم وراء تأجيج تلك الحملة ألأجرامية المتطرفة بحق أهلنا في الموصل ؟ ولمصلحة من يتم التعتيم والتستر على العناصر المتعاونة معها ؟ وأن نسعى جميعا للتعاون مع السلطات المختصة لتنظيف الموصل من شرورهم والناس من افعالهم والعراق من وجودهم .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس بالسيف والدم يقوم الدين
- الأديان العراقية القديمة وقانون انتخابات مجالس المحافظات وال ...
- عفك ... المدينة الطيبة المظلومة
- من قتل كامل شياع ؟
- المطالبة بالكشف عن مصير الدكتور أحمد الموسوي
- الطاقات العراقية الوطنية .. البروفسور كاظم حبيب أنموذجا
- الأطار الديمقراطي لقوانين ثورة 14 تموز 1958
- الحكم الذاتي أو الأدارة المحلية للكلدان الآشوريين السريان
- ملف الكورد الفيليين .. الى متى ؟
- وداعا وداعا .. كامل العامري
- حق الدفاع المشروع عن النفس في مواجهة سياسة الأنكار من وجهة ن ...
- ناجي عقراوي .. باقيا في القلب دوما
- مكافحة إرهاب الأنترنيت
- البصرة التي كانت ثغر العراق الباسم
- الحصانة البرلمانية
- وردة نابتة في طين الحلة نضعها فوق قبر الشهيد قاسم عجام
- السيد وزير الداخلية .. المندائيون بحاجة الى موقف عراقي وطني
- صافية مثل قلب صافيناز كاظم
- شركة بلاك ووتر تستمر بالعمل رغم أنف القانون العراقي
- استشهاد الشيخ طالب السهيل في الذاكرة 12/4/1994


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - زهير كاظم عبود - من يتستر على الجرائم المرتكبة بحق المسيحيين في الموصل ؟