أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الهزاع - أشجار قليلة عند المنحنى.. لن تموت















المزيد.....

أشجار قليلة عند المنحنى.. لن تموت


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2444 - 2008 / 10 / 24 - 06:33
المحور: الادب والفن
    


الأديبة والروائية والقاصة المصرية نعمات البحيري التي توفيت بعد رحلة معاناة مع مرض السرطان، عن عمر يناهز 55 عاماً.

هذه المعاناة التي صورت جوانب منها في كتابها «يوميات امرأة مشعة»، ولفتت نظر النقاد بصدور روايتها «أشجار قليلة عند المنحنى»، والتي استوحتها من تجربتها بعد قصة حب شهيرة مع شاعر وناقد عراقي تزوجته وعاشت معه في العراق في نهاية الثمانينيات.. والرواية صدرت عن دار الهلال العام 2000 وأعادت طباعتها الهيئة العامة لقصور الثقافة العام 2006.

البحيري التي احتفى بكتابتها العديد من النقاد من كافة الأجيال، منهم إبراهيم فتحي وفريدة النقاش ود.سيد البحراوي ود.محمد الرميحي، ود.مصطفى الضبع ود.مجدي توفيق.

ومن الشعراء جمال القصاص وشعبان يوسف وعواد ناصر وحلمي سالم. ومن القصاصين والروائيين محمد مستجاب وفؤاد قنديل وعبدالرحمن مجيد الربيعي وسيد الوكيل وأميرة الطحاوي. ومن الباحثات الأجنبيات كتبت عنها كارولين سيمور الأمريكية وميرلين بوث الأمريكية وأديزوني ايلو الإيطالية.

وترجم لها العديد من القصص للإنجليزية وللفرنسية وللإيطالية وللكردية.

ولدت نعمات محمد مرسي البحيري، بالقاهرة بحي العباسية البحرية في 16/6/1953، ثم عادت مع أمها لتعيش طفولتها المبكرة في بيت جدها في تل بني تميم بشبين القناطر..قليوبية.. تخرجت في كلية التجارة العام 1976، جامعة عين شمس شعبة محاسبة.. ظلت تعمل في شركة للكهرباء كأخصائية للشؤون الإدارية حتى مرضت بفعل عوامل قهر الوظيفة وعوامل أخرى في أكتوبر 2004.. لكنها ظلت تقاوم اعتلال الروح لتقدم رؤيتها للعالم كتابة وحياة.

نعمات البحيري من جيل الثمانينيات في كتابة القصة القصيرة والرواية، كما أنها كانت عضوا في العديد من الهيئات مثل، اتحاد كتاب مصر، آتيلييه الكتاب والفنانين، نادي القصة بالقاهرة.

شهادة عربية

قال عنها الشاعر العراقي عواد ناصر تحت عنوان «أشجار قليلة عند المنحنى.. رواية عربية عن العراق لا تتملق أحدا..»..هذه الرواية شهادة عربية خارج مراسيم السيادة الرسمية وبروتوكولات العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وقد كتبتها نعمات البحيري بحس فني راق لم تنكفئ به في دهاليز الموت والغباء وانعدام اللغة الطبيعية بين الكائنات، بل منحته ألقا خاصا من الصدق، أملى بدوره تعبيرية وجدانية تمتلك القابلية على موازنة العسف بالحميمية والقسوة بالشفاهية، الأمر الذي جعلنا نستمتع برواية جميلة توفرت على عنصري الإبداع والتشويق رغم قسوة المادة الخام ووحشة المكان حيث يفتقد أهم ما يحيله إلى ركن قابل للحياة: الحب.

التصدي للأكذوبة

تقدم نعمات البحيري درسا عربيا في صورة التصدي للأكذوبة وفضح تلك الفاشية العادية التي تثقل على صدور العراقيين ورقابهم وأصابعهم وتلك تيمة رئيسة من تيمات الرواية الشهادة التي قدمتها الروائية المخلصة لحقيقة نفسها ككاتبة قبل أية حقيقة أخرى وتضع الكاتب والقارئ العربي أمام مسؤوليته إزاء ما يحدث لشعب شقيق..

وإلى جانب الرواية برعت الكاتبة نعمات البحيري بكتابة القصة القصيرة وصدر لها العديد من المجموعات القصصية والروايات منها «شاي القمر»، «نصف امرأة»، «العاشقون»، «ارتحالات اللؤلؤ»، «ضلع أعوج»، «حكايات المرأة الوحيدة»، «امرأة مشعة» كما صدر لها أيضا عدة مؤلفات في أدب الطفل.. حيث ترى البحيري أنها كتبت للأطفال وكانت تبحث عن المكان الذي يعيدها إلى الطفولة.. التي حرمت منها.. فكانت هذه الكتابات طفولة إبداع واستطاعت من خلالها أن تعيش في ذاكرة البراءة.

بيوت بعيدة

نص قصصي لـ نعمات البحيري:

في الطريق إلى بيتي تتراكم مساحات كبيرة من الصحراء فوقفت لها على الطريق.. في البدء لم يكن ترددها واضحا تماما، ثم بدا من نظراتها لسيارتي أنها ليست في عجلة من أمرها أو انها ليست خائفة نفس خوفي عليها.... وحين ركبت سألتها عن سر وقفتها، أجابت وداخلني إحساس بكذبها أن خلف هذا الخلاء مجمع وادي الملوك الذي يحوي عددا مهولا من المحال والأسواق والخدمات وسط صحراء السادس.

بدت وكأنها تبذل جهدا لتثبت لي أنها تعمل ترزية وكانت تشتري بعض أدوات الخياطة.. نظراتها لي وللسيارة الصغيرة المتهالكة تعكس شيئا من الكذب ثم الندم.

بقالي نص ساعة مش لاقية حتى عربية المخصوص..

ـ ساكنة فين؟

ـ في الاتناشر..

ـ أنا رايحة الحداشر.

ـ أنا ساكنة في الاتناشر مجاورة ستة..

بدا لي وربما لها أنه من المحتم عليّ توصيلها حتى بيتها على الرغم من توجسي تجاه نظراتها.. يبدو أنني أصدرت إليها إحساسا بهذا فقالت شبه مذعنة:

حانزل في أقرب مكان..

في الطريق كسرت حاجز الصمت الذي علا بيننا وأخبرتني أن اثنين من الطلبة العرب قتلا اليوم:

البوليس محاصر الميادين..

ـ ادخلي من طرق جانبية.

- اتقتلوا ازاي؟

ـ دبحوا واحد والثاني رموه من آخر دور.. المدينة كلها بتشتغل خدم عند الطلبة العرب، والأجانب خبراء مصانع المنطقة الصناعية..

كانت عيناها تروح وتجيء على الطريق، تتأمل السيارات الفخمة والفارهة، ربما كانت تود لو تركب واحدة منها.. وحكاية أدوات الخياطة ووادي الملوك ووادي الجن سيناريو من تأليفها وإخراجها.

وجهها المكفهر ونظراتها المضطربة جعلتني أؤنب نفسي طوال الطريق، على تلك الشفقة التي تدخلني في أسوار الشك والريبة.. نبّه عليّ أخي أكثر من مرة ألا أشفق على أحد في الطريق وحكى لي حكايات مرعبة.. مهما كان الرعب والفزع الذى يشي بأننا في غابة كبيرة بحجم الوطن فكيف أترك امراة شابة وجميلة تقف وحدها في خلاء كهذا.

ـ امشي من الطرق الجانبية

ـ بلاش ميدان كليك ولا ميدان جهينة ولا ليلة القدر..

ـ امشي من الكان كان أحسن.

كان شيء بداخلي يؤكد أنها تستخدم أساليبها لأضعها أمام بيتها. غير أنني سمعت كلامها وسرت في كل الطرق الجانبية.

أخشى أن يوقفني ضابط مرور، فالسيارة متهدمة وبعين واحدة وأحيان كثيرة أنسى الرخص حين اضطر لمغادرة البيت على عجل.

أخيرا نزلت وانزاح عبء ثقيل من فوق صدري.

بحثت بعيني في المكان الذي أوقفتني فيه فلم أجد أية علامة تدل على بيوت قريبة.

وما إن سرت مترات قليلة حتى رأيتها في مرآة السيارة تنظر إلى سيارتي ثم تشير إلى سيارة أخرى.



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوءة الانهيار العالمي مابين غرينسبان ولاروش
- خزّان العنف.. إلى أين؟
- لوكليزيو: في هذا العالم لم أعد كائناً عقلياً
- نبش الذاكرة وتلويحات أخرى
- ميكي ماوس..بين الخطاب الديني والمجتمع المدني
- النظرية النقدية الفلسفية وتحولات الإنسان
- الرقابة والكتب الممنوعة
- طائر الدودو
- لماذا غابت ثقافة السلوك؟
- ثمار الجوز.. هل ستنكسر بسهولة؟
- ريثما يتحرك أبو الهول
- الحرية.. وشرط المعرفة
- إشكالية الحرية وتقرير المصير
- 451 فهرنهايت
- إذا سكت المثقف ، فمن الذي سيدافع عن المجتمع ؟
- إصبع يشير إليك ويرميك في خانة التصنيف
- العولمة المتوحشة!
- بؤس العالم
- طبخة تموز وكأن شيئاً لم يحدث
- جدلية الماء والنار


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الهزاع - أشجار قليلة عند المنحنى.. لن تموت