أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سندس سالم النجار - - مظفر النواب -الشاعر العراقي العملاق ، بين سرير المنفى ولعنة الغربة















المزيد.....

- مظفر النواب -الشاعر العراقي العملاق ، بين سرير المنفى ولعنة الغربة


سندس سالم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2443 - 2008 / 10 / 23 - 06:21
المحور: الادب والفن
    


رجلٌ يستوقفكَ وجهاً لوجه ، يُخاطبك َ، يضع امامكَ قضية امة وتاريخ وطن ْمضرجا بالويلات والدماء ، بالبطولات والفداء ، طرق ابواب الكرامة ونوافذ الحرية برذاذ ٍ دامٍ من المشاعرِوايماءات الروح ،طرق خلالها عدة موضوعاتٍ كلها تتمحور على عشق التراب ومقاومة الدكتاتورية والأستبداد ..
الشاعر العراقي العملاق ، تمكن ان يرتقي سلالم العلى من السّمو والتأثير والأبداع والصدق الفني مما عكس اجمل صدى واحلى اثر في اثراء الشعر العاطفي الحديث ..
كان الوطن باهواره وجباله بالنسبة له هو الحبيبة . تناغمت قوافيه بمياه الفرات واريج التراب ، وبقي ذلك الأريج نبع دائم الفوران مجنون في داخله لا ينضب ْ..
تنهداتٌ ، لهاث، تضرعات ٌو توســلاتٌ تحوم ُفي قارات روحه الموحشة العذبة لا تعرف الكللَ ولا نهاية للمشوار .
تــأوهات التوق والحنين والأحساس بالوحدة اشباح دائمة المرعى في مروج لياليه الحالكة ، تحركه الرغبة في تلمس بقايا مَن هُمْ طرائد احلامه ِ ..
وهو وحيدٌ غريب ٌ بعيدٌ لمْ ينسى مكانا ًبل ْ وحدثاً في وطنه الا وبقي عالقا ً على اطراف فؤاده الصغير الكبير مسترسلا ً كل ذاك الكمْ من الحب والرغبة في الأنعتاق ِبالشعر ليقاوم جلطات الحنين المتخثرة في روحه الطيبة وهي ترزخ تحت وطأة ثقيلة من تنازع اشكال اللوعة والتغريب والألم ِ ..
لعلّ الأحباط َ والأحساس بعمق الفجيعة والأغتراب َ هو الطابع الأساسي والديناميكية التي يبني طائر الجنوب اهرامات قصائده ذات الجرح المفرط والألم الداخلي النازف الذي ينادي به على مدار الزمن ، متوجا ًبكبريـــاء ٍ متواضع ٍ واللوعة بعمق الحيف وجرح الأنسانية حتى الصميم ..
ذلك الشاعر الذي تفوح من بين قوافيه "روائح الهـــور والكصب والبردي والشلب والسمج المسكوف والرز العنبر والجاي ابو الهيل بما فيها طيبة اهل العراق وكرمهم " ـ
ابن الكرم والأرستقراطية فضّل حياة المهالك والاخطار هاربا من نظام البعث الفاشي ولن تنحن ِ هامته الباسقة يوما ً. كان صوتا ً ولغةً وتشكيلا ً غريبا ًفي الشعر العربي المعاصر.
برز وتفوق بكتابة الشعر باللهجة العراقية المتميزة الجميلة . امتاز مظفر بألألقاء والتحكم بطبقات صوته العريضة فكان اول من أرفق دواوينه بشرائط كاسيت مسجلة بصوته ..
" النواب " تجربة ٌ شعرية ٌ فذة واول ظاهرة في شعر العامية العراقي تمتد لتشتمل العالم العربي والمنافى قاطبة ً . اول قصيدة بالعامية كانت ( الريل وحمد ) كتبها عام 1958 ، لتكون اول شرارة تطفح بولادته الشعرية من رحم الهور حيث كان يعيش تجربة المنفى في بلاده ..
هجر الشاعر المخضرم بلاده طائرا الى المنفى حاملا ً جرحه المفتوح مسخّرا ً قلمه طيله حياته لخدمة بلاده وتحريرها من الحكم الاستبدادي، وبقي في الغربة معارضا ، عنيدا ً، صادقا ً، ومتحديا ً حنينه وشوقه طامحا ً بتحرير وطنه من براثن الفاشية ونيله فجر الاستقلال والحرية التي طالما اغتصبتها الحكومات الاستبدادية فغادر الوطن لكن الوطن لم يغادرْه . فعاش جسامة المأساة بثوانيها وايامها ,وسنواتها ، بآهات وانّات النورس المكسور الجناح .. !!
اشعاره تتميز بلغة مفعمة بالعبق العراقي الاصيل ، وجدا ً ، معاناة ، حلما ، قضية ، وتساؤل دائم !!!
يحلم دائما بالعودة الى ارض الوطن ، لذا نتلمّس بين سطوره دائما قصص وحكايات واساطير فيها منعطفات وبيادر السنوات الراحلة العِذاب وتعرجاتها ووحشة مسافاتها بين الغصة والرحيل ..

رائد الحداثــة العامية، احاسيس ٌ وطنية صاخبة الهبت مشاعر جمهوره اينما كان . هذا الرجل 72 عاما ، الشاعر ، الرسام ، المغني ، المناضل المخضرم ، المعارض السياسي
يرقد الان على سرير المرض وحيدا منعزلا رافضا استقبال الاحبة والخلان !!!

لماذا تنتظر الأقلام رحيل هؤلاء الرموز لترفد سلسبيل المفردات السياله للنعي والوداع ؟
لماذا لا تستذكرهم تلك الأقلام ليرحلوا وعلى ثغورهم اشراقة الخزامى وعبير القداح في ليال ٍ بغدادية مقمرة ، بان هناك مَنْ ذكَرَهُم ومَنْ سيذكُرُهم فيبتسمونَ شهقة الوداع ؟؟ !!
اليس لديهم الحق كله على الوطن ان يكرّم هؤلاء العمالقة قبل الرحيل ؟
حتى ان الراحل ( علي الوردي ) ـاُقيم له حفل تكريم وهو على فراش المرض ، فكُلِف نجلُه ان ينقل َ للحاضرين ولو بيتا واحدا من شعره لا اكثر فكان ( جاءت وحياض الموت مترعة ً
وجادتْ بوصل ٍ حيث لا ينفعَ الوصل ُ )ـ
هل أن تقييم النواب يساوي 50000الف دولار كما فعل السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ؟ فرفضها مشكورا وشامخا ً كعادته !!
ام تخليده اسما ً بل ورمزا ًلاحدى الشوارع الرئيسية في بغداد الحبيبة؟على خطى المتنبي والمنصور والرصافي والسعدون وغيرهم.. !! ؟؟
وهكذا تنهال القصائد والاغنيات والفنون التشكيلية المعبرة على سماء الغرباء المتأرجحين بأهداب الحيرة والمواجع التكلى عن نبض الوطن !!
ولا تشاهد عيناك سوى الهوة السحيقة من الحزن الجميل والوهج المخمود والحنين المتلاطم الامواج الذي يهدد كيانهم وافئدتهم الصغيرة ليمخر اجسادهم العفيفة .. !!

يقول الشاعر الكبير محمود درويش :
آه ٍ يــا جرحي المكـــابر
وطني ليس حقيبـــة
وانــا لســـتُ مسافر ْ
اننــي ألعاشق والأرض حبيبــــة...

ويضيف الشاعر البصري الكبير بدر شاكر السياب :
لــو جئتِ في البلدِ الغريب ِ الي َّ
مــا كملَ اللقـــاء
الملتقى بــك ِوالعراق ُ على يدي
هو اللقاءْ
واحسرتـــاه ! متى انــام !
فأحسن آن على الوســـادة
من ليلـــكِ الصيفي طـــلا ّ
فيه عطرك َ يــا عراق ْ !!

وانـــا اقـــول :


انـــا نبض ٌ مموسق ٌ على معزوفة ِ وطنـــي
محرقَة ٌ ترانيم َ الوجع ْ
مسهدة ٌ قطرات ُ دمي
المـــراقــةُ علــى ثــرى غربتـــي
مملوءة ٌ فائضة ٌ جيــاشــة ٌ بجراح ِ اهلي واحبتي وجيراني
انـــا هنــا سيدي مثــلــُكَ
بقــايــا من مواجع َ غريبة ٍ
على شاطــئ وطن ْ
قيــثــارة ٌ مبتــورةاجنحة مكسورة
أشلاء جسد ومحضُ روحْ
لا أبصــرَ سوى عينــان بالدمع ِ والدم ِ ممزوجتــان َ
ألوي عُنــُقــي
حيــن ارى لسعــاتَ النحْل اللذيذة
في دواخلِــكَ محفــورة ...
سمــاء ٌ ملبــّدة ٌ بغيوم ِ البيــنِ
منْ لنـــا الان من لنـــا ؟
نتشبّث بالآمــال ِ المزروعة فينـــا
لنتجنب هول الريح العــاتية لعلّنــا!!
نتعثــّر ، نترنّح ، نجري
وميض ٌ بل شعلةٌ بأتجــاه الشرق ِ ترمينـــا!!
في احضان الفـــرات ِ نائمة ٌ ذكرياتنــــا
وفي خيــالِ السهل والجبل والقنـــا
تتراقص ُ احلامـــنــا
لعلّنــا مع الطيور المهاجرة
نعودُ الــى اعشاشنــا
لعلّــنا مع قوافــل العشاق
نطرقُ منازل احبـــابنــا
والله يا وطني
لم استبدل ليلة من لياليك
بليــالي السّمرِ في فينــّــا
ولا بفراديس ِ الحور والجنـــة... !!!



#سندس_سالم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحتل العراق الجديد المرتبة الثانية في انتهاك حقوق الانسان بع ...
- تساؤلات تنتظرالتوضيح .. !!
- هل يموت المناضلون والعظماء برحيلهم !! ؟؟
- صباح ُ ألحب ّ ِ أبدآ
- الأجنحة المتكسّرة
- انطولوجيا شعراء النمسا اصدار جديد
- يا وعدا في الذاكرة !!
- اغتيال الحبر الجليل قداسة ( المطران بولص فرج رحو ) اعتداء عل ...
- فالنتاين : يوم الحب يوم الحياه
- ألشخصية ألكاريزمية ، من تكون ؟
- أنا يا طائرَ شجني !
- أاِكتمل َ القمرُ .. !!
- الى شطآن ِبلادي
- اغتيال السيدة بي نازير بوتو ( علامة بارزة على التخلف والرجعي ...
- بعض الحقائق العلمية ( الأنثى هي الأصل )
- نداء الى المرأة الأيزيدية والى جميع الأحرار في العالم !!
- العنوسة كارثة اجتماعية تقود المجتمعات الى الهاوية !!
- صرخة اُم ْ من جبل سنجار
- نَمْ مطمأِنا ًيا قَريرَالعين !!
- بعض الاضواء على مؤتمر الجالية الايزيدية في المانيا


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سندس سالم النجار - - مظفر النواب -الشاعر العراقي العملاق ، بين سرير المنفى ولعنة الغربة