أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - نبوئة لن تتحقق














المزيد.....

نبوئة لن تتحقق


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يفاجئني أن صديقي الشيوعي اعتبر الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية دليلاً واضحاً على تحقق النبوءة الشيوعية، ولا أدهشني اعتراض صديقي الآخر (الإسلامي) على أن ذلك لا يغفر للشيوعية أخطاءها، معتبراً أن الرأسمالية ـ وفي حال أنها انهارت ـ ستكون قد حققت للإنسان ما لم تحققه الشيوعية. ولا أدهشني أن الشيوعي استنكر تهمة الخطأ، معتبراً أن الخطأ في التطبيق فقط. ولا حتى فاجأني الرد غير المتوقع للإسلامي على هذا الطرح، فقد اعتبر بأن خدعة التطبيق الخاطئ لا يتذرع بها إلا الفاشلون، لكنه من جهة أخرى لم يقبل أن تتساوى الآيديولوجيا الدينية بغيرها في هذا الحكم، لأنها، وبحسبه، خارجة عن منطق الصواب والخطأ.
هذا الحوار حقيقي وعدم دهشتي لم تنشأ من كوني عبقرياً. لكن من وضوح وانكشاف أمراض (العقل الآيديولوجي) الذي يجرؤ على محاكمة العالم كل العالم بل وإحراقه بالقنابل النووية والمفخخات، ولا تجرؤ على مراجعة أي من قناعاته. ذلك انه يعجز عن ادراك القناعات الأخرى. المشكلة هنا لا تكمن بالفكرة المؤدلجة نفسها، سواء أكانت دينية أم لم تكن، بل بالعقل الذي يجعل منها منطقاً يحكم تفكيره. وهنا نكتة مهمة، فالايديولوجيا لا تصبح مرضاً إلا بعد أن تتحول لمنطق. ولذلك تجد الآن ليبراليين ذوي أصول دينية يحولون ليبراليتهم لآيديولوجيا قامعة للدين. مع أن الليبرالية بأصلها أداة لنفي القمع. هؤلاء فشلوا مع الليبرالية لأنهم حولوها لمنطق والمنطق أداة للمحاكمة والحكم، والليبرالية أداة للحرية والتحرر.
إذن فهناك فرق جوهري بين من يؤمن بفكرة، وبين من يتخذ منها منطقاً يحكم به تفكيره. عند الأول تبقى معايير الصح والخطأ خارج مسلمات الفكرة التي يؤمن بها. وعند الثاني لا توجد معايير أصلاً بل مسلمات فكرة واحدة فقط. الأول يستطيع الانتقال من إيمان لآخر، والثاني يفخخ نفسه ولا يفعل ذلك.الآن أريد أن أعود للحوار الذي دار بيني وبين صديقيَّ لأقول: إذا كانت قضية التطبيق التام كذبة، فإن وجود فكرة تتجاوز منطق الصواب والخطأ ليست كذبة فقط بل وخرافة أيضاً. وهنا تتساوى الآيديولوجيات الدينية وغير الدينية... لكن كيف
على مر التاريخ كانت هناك أفكار (آيديولوجيات) تفشل باختبار التطبيق. وهنا كان العذر الدائم هو أن الخطأ في من طبق الفكرة وليس فيها. لكن المشكلة أن هذا العذر يعني أمرين كلاهما مر. الأول: هو أن الآيديولوجيا غفلت عن التنبؤ بأخطاء الدعاة إليها والمسؤولين عن تطبيقها ومعالجة هذه الأخطاء. وهذا يعني بأنها ناقصة. والثاني: أنها التفتت لهذه الأخطاء ووضعت الحلول المناسبة لكن مع ذلك لم ينجح الأمر، وهذا يعني بأنها ليست ناقصة وحسب بل وفاشلة أيضاً.بعبارة أخرى: هناك احتمال وارد جداً يجب على الآيديولوجيا (دينية أو غير دينية) أن تأخذه بنظر الاعتبار هو أن يشرف على تطبيق تعاليمها من لا يحسن التطبيق، وهنا يجب عليها أن تتلافى هذه العقبة. لكن كيف يمكن ذلك؟ كيف يمكن لها أن تحصي جميع احتمالات وصول هؤلاء لمركز القرار فيها، وكيف تضع الموانع أمام جميع هذه الاحتمالات؟
النكتة ببساطة أن الفكرة ومهما كانت عظيمة فإنها ستعجز عن التنبؤ بجميع الاحتمالات الخاصة بالمشاكل التي ستنجم عن تجارب تطبيقها في الحاضر والمستقبل. لأن هذه الاحتمالات غير متناهية. وفي حال أنها كانت عظيمة لدرجة استطاعت معها أن تحصي جميع الاحتمالات غير المتناهية، واستطاعت أن تحللها وتدرسها وتضع الحلول المناسبة لها، فكيف يمكن لها أن تضع هذه الحلول بمتناول اليد؟ هل ستكتبها لنا بالأقلام وعلى الورق؟ ألا يعني هذا بأنها ستحتاج لزمن وأقلام وأوراق غير متناهية؟




#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال مدينة
- كنت ثوريا
- التثوير الديني
- يقين الأحمق
- كلام المفجوع لا يعول عليه يا صائب
- البقاء للأقوى يا كامل
- اقليم الجنوب
- القرد العاري
- محمد حسين فضل الله
- وأعدائهم
- عبد الكريم قاسم
- ثقافة الوأد
- أعد إليَّ صمتي
- سخرية القصاب
- وعينا المثقوب
- ولا شهرزاد؟
- لو أنته حميد؟
- I don’t believe
- كيف تسلل الشيطان
- دويلات عراقية


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - نبوئة لن تتحقق