أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - الحملة الشعبية الأوروبية وكسر الحصار ...؟؟















المزيد.....

الحملة الشعبية الأوروبية وكسر الحصار ...؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


......دائماً في قضايا العرب المصيرية،تكون المواقف الأوروبية الرسمية وليس الشعبية متقدمة على المواقف العربية،وهذا ما لمسناه أيام حصار العراق قبل احتلاله،حيث أول من بادر لخرق هذا الحصار وفود برلمانية ورسمية غير عربية،في الوقت الذي كانت تحرص فيه الدول العربية وتحديداً المحيطة بالعراق على تنفيذ والالتزام بهذا الحصار الظالم بحذافيره،بل وحتى المجاهرة والمفاخرة بتطبيقه،رغم معرفتهم بأن ألآلاف من أطفال العراق يموتون يومياً جراء هذا الحصار الظالم،لنقص الدواء والغذاء،وأيضاً لمسنا ذلك في الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني،والذي جاء على خلفية كون الديمقراطية الفلسطينية،جاءت إفرازاتها ونتائجها،بما لا يتماشى ويتوافق مع الرؤية والرغبات الأمريكية والإسرائيلية،حيث أن الدول العربية كانت جزءاً مباشراً من هذا الحصار الظالم،حتى أن الدول العربية عندما أقرت كسر الحصار على قطاع غزة،لم تتخذ أية خطوات عملية لترجمة هذا القرار على الأرض،وبقي موقفها كالعادة في الإطار الشعاري والنظري،ولم نلمس حركة شعبية وجماهيرية عربية لكسر هذا الحصار،إلا بعد التحركات الشعبية الأوروبية،وقدوم سفينتي التضامن إلى قطاع غزة قبل شهر من الآن،هذه التحركات التي جوبهت بقمع ومنع عربي رسمي.
ولعل الأوضاع المأساوية في قطاع غزة،والتي أصبحت فيها الحياة بفعل الحصار الإسرائيلي- الأمريكي الظالم،تفتقر إلى أدنى شروط متطلبات الحياة الإنسانية،والتي تسببت في وفاة المئات من الحالات المرضية والأطفال جراء هذا الحصار البربري،هي التي حركت مشاعر وعواطف الكثير من الأوروبيين،دون أن يرتجف للعرب جفن أو دفقة مشاعر نحو أخوانهم وأبناء قوميتهم،ودعتهم للعمل على تشكيل أضخم وفد برلماني دولي من أجل العمل على كسر الحصار الظالم على قطاع غزة ورفع المعاناة عن سكانه.
إن الأولى بالتحرك من أجل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني،هم العرب أنفسهم،وهم الذين يدركون ويعرفون جيداً،أن لهذا الحصار الظالم أهداف سياسية،هدفها تطويع الشعب الفلسطيني،وفرض اشتراطاءات واملاءات ظالمة عليه،تنتقص من حقوقه،وتدفعه نحو القبول مع ما يتناقض مع تلك الحقوق،ولكن أثبتت الأحداث والتطورات أن الشعب الفلسطيني رغم هذا الحصار وكل الآثار السلبية المترتبة عليه،صمد ولم يرفع الراية البيضاء أو يستسلم،وأن ما يجري وينفذ بحقه من قبل إسرائيل وأمريكا،يرتقي إلى مستوى جريمة حرب،وما يسمى بالحرب على"الإرهاب" لا يسوغ ولا يبرر قتل شعب بأكمله،وحرمانه من أبسط مقومات الحياة الإنسانية،وبالتالي فما يجري من تحرك دولي واسع يتصدره الكثير من البرلمانيين من دول أوروبية ولاتينية وأفريقية،يجب أن يشكل حافزاً ورافعة نحو جهد وتحرك شعبي عربي واسعين،من أجل الضغط على أنظمتهم لرفع هذا الحصار الظالم،فالأساس في رفع هذا الحصار يقع على العرب قبل غيرهم،وخصوصاً من هم محيطين بالقطاع،فمن غير الجائز والمقبول أن من يتحرك لنصرة ومساندة ودعم القضايا العربية،يكونوا من خارج هذه الأمة،وجميعنا يعرف جيداً أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان في عام 82 ومحاصرتها لبيروت لمدة 88 يوماً،كيف تميزت اليونان في موقفها الداعم والمساند للمقاومة الفلسطينية واللبنانية،في الوقت الذي كانت فيه الأمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والاستنكار،وتتابع حياتها بشكل روتيني بمشاهدة دوري كأس العالم بكرة القدم،وكأن الذين يتعرضون للذبح والمجازر ليس لهم علاقة بالعروبة والإسلام،وهذا الموقف تكرر مع الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان في تموز/ 2006،حيث المواقف العربية المتخاذلة،بل والتي وفر البعض منها غطاءاً سياسياً لإسرائيل في عدوانها على لبنان والمقاومة،هو الذي دفع بالرئيس نبيه بري، للقول للعرب والله إننا عرب،في تعبير عن مدى المرارة والإحباط العاليين من العرب وتخاذلهم وتخليهم عن لبنان.
ونفس الشيء يتكرر من العدوان والحصار الإسرائيلي الجائرين على الشعب الفلسطيني ،فبعض العرب بدلاً من أن يحمل إسرائيل وأمريكا مسؤولية ما ترتكبه إسرائيل من مجازر وجرائم بحق الشعب الفلسطيني،نرى أنهم يوجهون سهام نقدهم ويصبون غضبهم على المقاومة الفلسطينية،وكأن الشعب الفلسطيني هو الذي يغتصب أرض الغير ويحتل أرضه،وكذلك كأن المقاومة والرد على الاحتلال وجرائمه،ليست حقاً مشروعاً لشعبنا،هذا الشعب الذي لا يعشق لا القتل ولا الذبح ولا الإرهاب،بل يعشق أن يعيش في وطن حر بعزة وكرامة كباقي شعوب العالم .
إن فكفكة حلقات الحصار على شعبنا الفلسطيني،يجب أن تأتي من الدول العربية،وهذه بالأساس مسؤولية كل القوى والأحزاب والمؤسسات وقوى المجتمع المدني،وهي التي يجب أن تقود وتتصدر الفعاليات والمناشطات في هذا الجانب،وعليها أن تخرج عن إطار الدعم المعنوي والإعلامي وبيانات الشجب والإدانة والاستنكار،نحو خطوات عملية جدية وملموسة على الأرض،وبما يشكل ضغط جدي وحقيقي على أنظمتها،وبما يدفعها ويلزمها بكسر حلقات هذا الحصار،وعدم رهن إرادتها وقراراتها إلى أمريكا وما يسمى قيود الاتفاقيات مع العدو الإسرائيلي،فأمام ذبح وقتل شعب بالجملة،لا قيمة لأية اتفاقيات أو معاهدات،ونحن رأينا كيف أن الحصار الظالم،دفع بأهلنا في القطاع لاقتحام الحدود مع مصر،وهذا بحد ذاته وسمة عار على جبين كل الأمة العربية من محيطها إلى خليجها،وبغض النظر مع الاتفاق أو الاختلاف مع الحكومة القائمة في غزة،فلا يعقل ذبح شعب بأكمله خلف مقولة الالتزام بالقرارات الدولية،هذه القرارات التي لا تحترمها أو تلتزم بها إسرائيل في يوم من الأيام،بل نصبت من نفسها بحماية أمريكية دولة فوق القانون وقرارات الشرعية الدولية.
ونحن ندرك تمام الإدراك أن أمريكا والتي تغير مواقفها من أعداءها استناداً لمصالحها،كما نلحظ ذلك في الموقف من حركة طالبان،إذا خدمت مواقفها فهي حركة جهادية وإذا ما تعارضت معها فهي حركة إرهابية،وهذا ينسحب من كل القضايا الشبيهة،فلو قالت حماس في القطاع،نعم لاشتراطات واملاءات أمريكا وإسرائيل،فيما يتعلق بالتسوية،فالحصار سيرفع عن القطاع وستصبح حماس حركة مقبولة أمريكياً وعالمياً وعربياً.
وليكن الموقف والحشد العالمي من برلمانيين ودعاة سلام وحقوق إنسان من أجل رفع الحصار الظالم عن القطاع،دافعاً ومحركاً لبرلمانينا العرب والحركات والقوى الحزبية والشعبية والمؤسساتية غير الحكومية لقيادات نضالات وتحركات شعبية واسعة من أجل كسر هذا الحصار الظالم والجائر على شعبنا الفلسطيني،ولنكن مرة واحدة مبادرين وليس دائماً في ذيل الحركة وردود الأفعال.




#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يرفع-الفيتو-الأمريكي عن الحوار الوطني الفلسطيني ..؟؟
- لهذه الأسباب يجب الاصرار على اطلاق سراح أسرى الداخل ..؟؟
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/ عام من الخسارات الثقيلة ..؟؟
- زعرندات وعربدات المستوطنين ليست أعمال غوغائية فقط،بل تعبير ع ...
- المحامية الأمريكية -شارلوت كييتس- ومحاكمة سعدات ..!!
- حول ظاهرة التحرش الجنسي العلني / بالنساء في المجتمعات العربي ...
- لماذا يتصاعد الجدل الآن حول التسنن والتشيع والتنصير ؟؟؟
- سنة تلخيص ....سنتان خلاصات واستنتاجات.....وعشر سنوات آليات ل ...
- تساؤلات برسم شهداء القدس...!!!؟؟
- النشرة الاخبارية لعيد الفطر السعيد/ 2008
- الأسرى الفلسطينييون ما بين قمع ادارات السجون وصفقة-شاليط-... ...
- أولمرت - بوش/ نهايات مأساوية....!!!
- هل هناك مجال للعودة للحرب الباردة ؟؟
- رغم الصخب والتسريبات الاعلامية/ لا اتفاق في الوقت المستقطع
- الفلسطينيون ولعبة المتاهات.....!!!!
- أمريكيا اللاتينية ....كرامة....عزة.....تحدي ..../ العرب الرس ...
- بين -إسترينا طرطمان- و-يتسحاق فالد- ....!!
- رسائل الى الأسرى في السجون ...!!!
- بيت ريما .....مجدي الريماوي ......بلعين ........أشرف أبو رحم ...
- العقيد القذافي من ثورة الفاتح/ الى التغزل -برايس- ....!!!


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - الحملة الشعبية الأوروبية وكسر الحصار ...؟؟