أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارتن كورش - وداعاً أيها الشاعر الآشوري















المزيد.....

وداعاً أيها الشاعر الآشوري


مارتن كورش

الحوار المتمدن-العدد: 2443 - 2008 / 10 / 23 - 08:22
المحور: الادب والفن
    



وداعا وقد أعلنت الرحيل
أطمئن فللشعراء عمر طويل
بعد الموت في الذاكرة يعيشون
وعلى مر التأريخ يُذكرون
في بيت القصيدة يسكنون
آشوريون..آشوريون
لا يمكن أن يُنسون
هل ينسى القرآء(سركون)
أم ينسى الوطن المنفيون
هل تنسى القصيدة الشاعر؟
أم تنسى شركة النفط عاملها الماهر؟
أم ينسى الزاب سَدْ كونَكوتَر؟
أم تتنكر(كركوك) لعَرَفَه وبَكْلار؟
أم يتنكر كل منفيُّ للوطن؟
هل يمحو كل معاناته من ذاكرة الزمن؟
هيهات هيهات
أن يكون النسيان للحظات
فعند الموت لا تنتهِ الحياة
تُولد حياة جديدة
بزوغ قصيدة
الموت للمسيحي ميلاد
إنتظار في تابوت الرقاد
منتَظِرٌ على ميعاد
وداعاً أيها الشاعر
على طريق القيامة ناطر
و..و..ونم يا (بن بولص)
كما نام المطران بولص
فكل سنين الغربة لم تنم
ظل يوقظك الألم
كل مشوار الغربة سَهِدت
لأجفانك ما أغمضت
فأغمض عينيك ونم الآن
لك في التابوت كل الأمان
وسادة ريش وأحلام
سفر دون الآم
كان المنفى لك سجنا مفتوح الأبواب
ضمك دون أصحاب
لم يضمك كما يُضم الجسد في التراب
لم يكن المنفى مسكنا بل ملجأ
ليبقى فينا للوطن ظمأ
المنفى فيه سلام وأمان
إنقلب الوطن إلى سجّان
ليبقى الطاغية أمام الوطن مُدان
وطن له الشعراء أبناء
آشوريون أصلاء
هل ضاق الوطن بالشعراء؟
حتى صار لهم المنفى رداء
أم تخلى عنهم العراق
بقرار تخلية من الرفاق
يا عراق
إنقلبت عنوة إلى سجن شاق
الغرباء أغتصبوك
في وضح النهار عروك
في نيسان أسقطوك
الكل ظن أنك تحررت
ومن الظلم تخلصت
ياعراق آشور
سرقوا خبزك. كسروا التنور
وقالوا لنا
بعد أن قطعوا الكهرباء عنا
(حامل الفانوس في ليل الذئاب)
في ليل الغربة والإغتراب
جلس الوطن على الطريق
داعيا كل إبنٍ وشقيق
فاتحا ضراعيه
منادياً على نهريه
مُغترفاً رشفة ماءٍ بكفيه
صائحا علينا كما يصيح الديك
أقبل من مائي أسقيك
أيها الشاعر
كفاك تهاجر
أنهض قبل أن تنام
في أجواء الوطن أسراب الحمام
وأن(..كنت نائما في مركب نوح)
على طريق الرب ترتاح كل روح
بعد الموت قيامة
بداية من الرب سلامة
فــ (دخل الأول والتالي)
غادرتَ المنفى من غير أحمالِ
لم تكن وجهتك(الوصول الى مدينة أين)
بل مغادرة المنفى ولو لحين
على طريق الراحلين
هو طريق يسير عليه المفديين
لم تبحث عن(الحياة قرب الأكروبول)
ظمأن أردتَ إلى دجلة الوصول
أو العوم في نهر الفرات
للحظة من اللحظات
نظرتَ عبر الطبيعة إلى(رقائم روح الكون)
باحثاً عن عون
متذكراً الوطن كأنه(غرفة مهجورة)
ظلت له في ذاكرتكَ أحلى صورة
فضلتَ أن تهجر كل أوطان المهجر
فيها ذقتَ المر
لكَ رجاء في الملكوت
سافرتَ في تابوت
سجلتَ في سجل المنفى ذكرياتك
تركت في أزقته أيام حياتك
أن للوطن(شهود له الضفاف)
الزاب وإحساس شاعر شفاف
وجه حبيبة حسناء
فارقتها من دون جفاء
أرغموك على الترك
كأنك سمكة في شرك
ظنوا أنك أنتهيت
وللحب نسيت
في أزقة المنفى أختفيت
فاتهم أن الحب والوطن واحد
في قلب مؤمن للرب ساجد
وأن كنت في أزقة المنفى مسجون
تبقى ذي القلب الحنون
وأن غادرت المنفى بالكفن ملفوف
تبقى على صحبتك ملهوف
ودعت كل الشعراء
فيّ أملٍ باللقاء
رثيتَ كل إنسان
حيّ في وطنه يُهان
حتى الأطفال يغادرون
من نهد المهجر يرضعون
***
وداعا
غادرت في سفينة النجاة
غادرت الموت وإلى الحياة
غادرت الوطن
تبحث في المهجر عن سكن
غادرت كل المدن
على ظهر سفينة
فيك حنين إلى مدينة
لم يكن لك المنفى وطن
لم تجد فيه لقصيدتكَ لحن
لم تعد وحدك المنفي
خلفك نفوا كل صحفي
قتلوا الكتّاب
أغلقوا للفكر كل باب
فضلوا البندقية على القلم
إشتروا الكثير من الذمم
يا لهذا الزمان
تُباع وتُشترى فيه الأوطان
فلا تحزن على رحيلك
ما دمت تعرف طريقك
***
أيها الشاعر
في كل قصيدة للوطن ظاهر
الدهرلم يسنح لنا باللقاء
على الرغم من أننا للكتابة زملاء
إجتمعنا في تسعة!
إفترقنا في الأولى لتخلف في عيني دمعة
إفترقنا عن رضى
كل منا إلى جهة مضى
أنا فيها لم أزل منتظرا أترقبُ
وأنت فيها راحل بحكم الرب
أما في الثانية
فهي (الحبانية)
فيها براءة طفولتنا
دفء في حضن أمتنا
وأما في الثالثة
عراقنا في كارثة
مدينتنا الغنية
على لسان الفقراء أغنية
هي (كركوك)
خزينة الملوك
فيها أيام حداثة الصبا
كل الأصدقاء والأحبا
أيام المدرسة،طالبات وطلاب
ربيع الشباب
وأما في الرابعة
من الأبوة نابعة
هي التسمية، فأنت تدعى (سركون)
وإبني البكر يدعى (سركون)
وأما في الخامسة
ثوب الفلكلور لابسة
هي الآشورية قوميتنا
نبض الإنسانية أمتنا
عنوان للحضارة آشوريتنا
وأما في السادسة
حرب بين الدول منافسة
لإحتلال العراق وطننا
فيه مسقط رأسنا
عنوان هويتنا
وأما في السابعة
الدنيا واسعة
هو المنفى حيث نفينا في ثلاث
كأننا مشمولين بالإجتثاث
في الحياة لأننا مسيحيين
عن الوطن لأننا آشوريين
في مختلف بقاع العالم لأننا عراقيين
وأما في الثامنة
الحياة في الوطن ما عادت آمنة
أنت فيها شاعر
وأنا قاص وناثر
وأما في التاسعة
تبقى المسيحية بالمحبة نابعة
أنا فيها على قيد الحياة
وأنت فيها فضلت النوم بإسلوب المماة
فضلت الرحيل على البقاء معنا
نمت على رجاء القيامة بشفاعة مخلصنا
فادينا يسوع المسيح له كل المجد
الذي يحبنا بدون حد
نم قرير العين .نم مرتاح البال
فما عاد شئ بعدُ يُقال
نم فمن بعد اليوم لن تتألم
لأنك لن ترى(الأمته) وهي تتقسم
والمسيحية وهي قسريا تهجر وتظلم
والوطن وهو ينزف ما تبقى من دمه
عبر أنابيب تصدير البترول متحملا ألمه
نم ولسان حالك يقول للأُدباء
أغفروا لي أن كنت مع أحدكم على جفاء
دعوني أقول الى الملتقى وفي ثلاث
الأولى
الملكوت,وطننا السماوي
بدم الحَمَلِ نسعى إليه بالتساوي
معتمدين على الرب
الذي نقى لنا القلب
الثانية
أحضان شفيعنا ومخلصنا
يسوع المسيح”له كل المجد” ربنا
الثالثة
الشعراء في ذاكرة الزمن محفوظين
بقصائدهم مذكورين
وداعا وأنا بإسمك أطالب
مجلس محافظة(كركوك) وكل صاحب
أن يقيموا لك تمثال
لتتذكرك الأجيال
(كركوك)فيها أيام صباك
لن تعدْ بعدُ تراك
فيها بداية شبابك
فيها أصدقائك وأحبابك
وداعا أيها المسافر
كل إنسان مغادر
ليبقى الوطن
على أبنائه يئن
يئن على الآشوريين
على أرصفة المهجر مبعثرين
حتى في أوطانهم مهجرين
في مساكنهم خائفين
على حياتهم غير مطمئنين
من (نينوى)مطرودين
هل ما عادوا عراقيين؟
أبناء الوطن الأصليين
أم هو زمن المنفى؟
على المسيحيين فرمانه أضفى
سافر أيها الشاعر
ومدينتك ستبادر
مكاناً لك ستختار
أذهب ولا تحتار
إضبارتك بين يدي المختار
في مدينتكَ لم تكن لكَ دار
ستكون لكَ لوحة على الجدار
تبقى تذكار
وداعاً أيها الشاعر
عن رضى تُسافر
طابور من المسافرين
عن (نينوى) مُرحلين
لأنهم مسيحيين
أحتضنتهم كل القرى
كلانا لم ير
أنت على رجاء القيامة نائم
وأنا في المهجر مقيم دائم
وداعا وداعا
***

المحامي والقاص الآشوري
مارتن كورش



#مارتن_كورش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أعضاء البرلمان فتشوا الكتب


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارتن كورش - وداعاً أيها الشاعر الآشوري