أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات محسن الفراتي - اصبت يا مصطفى العمار .. فالعراق بحاجة الى فن اخر














المزيد.....

اصبت يا مصطفى العمار .. فالعراق بحاجة الى فن اخر


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 05:58
المحور: الادب والفن
    


قبل ايام قليلة شاهدت بالمصادفة وعلى برنامج (حديث النهرين) الذي تبثه قناة (الحرة عراق) لقاءاً مع الفنان العراقي الشاب (المغترب) مصطفى العمار .. البرنامج الذي اعتدت ان اراه يناقش القضايا السياسية و الاجتماعية ، فوجئت بأني ارى (فديو كليب) لاغنية عراقية تبث من خلاله .. وعلى الرغم من انني لم اعرف المغني الا ان موضوع الاغنية شدني لمتابعة الحوار .. فالاغنية تتحدث عن عراقي يعيش في المهجر و لكن حنينه لبلاده و عشقه لجمالها يدعوه للعودة .. تاركاً منفاه في ظهره .. المهم لقد عرف مقدم البرنامج ضيوفه على المشاهدين وكان احدهم مؤدي الاغنية (مصطفى العمار) وهنا عرفت الاسم فلقد مر الاسم امامي بعض الاحيان عبر تصفحي لمواقع الانترنيت العراقية لكني لم اكن اعرف الصورة او الصوت .. كل ما عرفته ان (العمار) فنان عراقي مغترب ، يقطن في المانيا و اصوله من مدينة الكوت شرق العراق .. وانه يستخدم اسلوب دمج الغناء الفلوكلوري العراقي بالمعدات الموسيقية الحديثة .. وقد كان العمار الفنان العربي الأول الذي يدعى للمشاركة في مهرجان فني عالمي تنظمه شركة (سوني ميوزك بوكس) العالمية في فلوريدا الولايات المتحدة .. هذه بأختصار كل ما كنت قد اطلعت عليه عن (العمار) عبر الانترنيت و بالمصادفة .

ولنعود الى صلب الموضوع ، كان محور الحلقة يتحدث عن المغترب العراقي و تحديات رجوعه للوطن . مقدم البرنامج وضيوفه طرحوا جملة من التحديات التي تعرقل اندماج المغترب العراقي العائد لوطنه بمواطنيه .. ومنها شعور مجموعة من المغتربين العائدين بالفوقية تجاه اقرانهم ، و شعور الموطنين بالداخل العراقي بأن المغترب لم يقاسمهم ايامهم العصيبة بل عاش حياة مرفهه بالخارج .. ونمو ضاهرة سياسية عرفت بعراقيي الداخل و عراقيي الخارج .. وتنامي مشكلة التمييز لدى الكثير من المواطنين الذين لا يحصلون على فرص وضيفية في حين حصد قسم من عراقيوا المهجر حصة الاسد من الوضائف الرسمية و الحساسة في العراق الجديد مع الاشارة الى ان بعضهم لا يمتلك الاهلية الكاملة لشغل بعض الوضائف .. الاراء المختلفة لضيوف البرنامج كانت متباينة بطبيعة الحال .. وهذا لم يكن بالجديد او غير المتوقع .. ولكن ما اثار اهتمامي هو حديث (مصطفى العمار) عن دور الفن (الغناء) في التعاطي مع الواقع العراقي تجاه مغتربيه ، وكيفية اغراء المغترب العراقي بالعودة لبلاده لخدمتها بالتجارب التي اكتسبها او بالشهادة العلمية التي قد حصل عليها .

العمار ، عبر عن استغرابه من سوداوية الترويج الفني لواقع العراق .. من خلال نقل المشاهد المأساوية من موت وحرائق و ثكالى على انغام اغنيات حزينة تتغنى بالوطن .. وعدم عرض الجوانب المشرقة من الحياة في العراق جوانب الحضارة و الحب و السلام و التفائل .. بالتالي ولسوء الترويج الفني لواقع العراق بقى معظم مغتربيه على رأي (العمار) .. يرفضون العودة لبلادهم .

و بلا شك ما تفوه به (العمار) هو المنطق او عين المنطق كما يقال .. فكيف اساعد بلادي و شعبي على تخطي ازمة وطني بالبكاء و العويل و مشاهد الموت .. ام بضواهر الحياة التي عادت الى بغداد و اسعدت اهلها .. قبل مدة قصيرة عندما حل عيد الفطر المبارك .. حاول الارهابيين تعكير صفوة العيد في نفوس العراقيين من خلال استهدافهم لبعض مناطق تجمع المتبضعين في بغداد .. ولكن الحياة استمرت و المتنزهات و المطاعم و المسارح و القاعات غصت بالحضور ، وهنا المفارقة التي اشارك بها (العمار) رئيه .. فالاعلام كان ينقل مشاهد الدمار الذي خلفه استهداف الارهابيين اكثر مما نقل مشاهد الفرح و السعادة على وجوه العراقيين ! .. هل الاعلام يريد العراق هكذا دوماً متشحاً للسواد ؟

ومن جانب اخر من ما اثار اهتمامي في طرح العمار لضرورة التعاطي مع الفن الغنائي الوطني (بروحية متفائلة) هو ادراكي ان الفن الغنائي يمكن ان يؤثر على طبقة واسعة من سواد الناس .. اكثر مما يؤثر فيهم المقال او البحث او اللقاء السياسي المتلفز .. فلكل شخص وسائله في متابعة حياته .. مع التأكيد على ان بساطة ايماءات الفن و سهولة ايصاله للرسالة ، تؤثر على عقلية المتلقين وخاصة البسطاء منهم .. فلماذا التوجه الدائم حتى في الاغاني الوطنية التي تردد حب العراق للبس السواد و الموت .. بعبارة اخرى .. كثيراً ما اشاهد منظر النساء الثكالى اللواتي فقدن اعزائهن في (فيديو كلبات) لاغاني وطنية حول العراق .. ولكني لم ارى اي اغنية وطنية تظهر (زها حديد) اليست زها امرأة عراقية ايضاً بل رمزاً للعراقية .. ام ان الاعلام يفضل ان يضهر اللامرأة الباكية النادبة اللاطمة لانها ستفجر مشاعر المشاهدين العاطقية بمزيد من البؤس .. على اظهاره لزها حديد العراقية التي تعتبر اليوم افضل مهندسة معمارية في العالم اجمع .. هل هذا ما يريده الفن .. هل هذا ما يريده الاعلام ؟

ان التقولب بعباءة الحزن و المأساة ، لن يخدم العراق الجديد .. بل ان التفائل و الامل هو من سيقدم العراق ويطوره و يعمق من قيم التسامح و المصالحة .

و اجد من الضروري ان اشجع (العمار) وامثال (العمار) من الفنانين الصادقين بحبهم لبلادهم ممن يرغبون بالترويج لوجه العراق الجميل و المتفائل على الاستمرار بهذه الخطى .. فمن يمسح دموعة سرعان ما يبتسم .. وهكذا نريد للعراق ان يبتسم



#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الالوسي في إسرائيل مجدداً
- انتهى عصر الوئد وعصر الجواري و دخلنا عصر تفجير النساء
- التقارب الاقتصادي العراقي - الياباني
- الشوفينية بين الدلالة السياسية والمصطلح
- الإعلام الغربي .. لا يعكس حقيقة ما يجري في العراق
- نحو مصالحة سياسية عراقية (الحلقة الرابعة)
- نحو مصالحة سياسية عراقية (الحلقة الثالثة)
- الحضارة الإنسانية بين التحطيم والضياع (الحلقة الثانية)
- نحو مصالحة سياسية عراقية الحلقة الثانية
- الحضارة الانسانية بين التحطيم والضياع
- نحو مصالحة سياسية عراقية
- كي يستفد العراق من تجربة لبنان
- المصالحة الوطنية اللبنانية في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف
- إلى لجنة الرياضة و الشباب .. ليست حقوق الرياضي فقط بل أنها ح ...
- دعوة إلى ساسة العراق ... لنضع الشماعات جانباً
- المصالحة اللبنانية .. وتدارس الاخفاقات
- عامان جديدان
- دعوات المصالحة بين الرواج و الطموح
- الأعمار ... عصا العراق السحرية
- المصالحة الوطنية في معيار التعدد الحزبي


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات محسن الفراتي - اصبت يا مصطفى العمار .. فالعراق بحاجة الى فن اخر