أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صالح الشقباوي - الإتجاهات الحديثة لمفهوم الدولة والتطور التاريخي لها!!!















المزيد.....

الإتجاهات الحديثة لمفهوم الدولة والتطور التاريخي لها!!!


صالح الشقباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2440 - 2008 / 10 / 20 - 08:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تطور مفهوم الدولة في بعض الاتجاهات الحديثة لعلم السياسة والتي نظرت إليها على أنها كيان سياسي وقانوني منظم بل وكمجال لتصارع وتفاعل وتداخل القوى المختلفة في المجتمع، حيث يعتبر أصحاب هذا الاتجاه ناقلين علم السياسة من الجمود في التحليل الى القدرة على الحركة وفهم المتغيرات الفعلية، خاصة وأن الدولة مازالت في نظرهم أهم وأفضل وحدة للتحليل السياسي، ومازالت تحظى بالاهتمام الرئيسي للفلسفة السياسية التي تسعى دائما لصياغة نظرية الدولة بالرغم من الاختلاف والتباين الغالب بين معظم الآراء حول مفهومها، وأركانها الأساسية التي تؤلفها : "الشعب، الاقليم، الحكومة، السيادة، ولا ننسى النظرة القائلة بأن الدولة حقيقة تاريخية يجب دراستها على أساس منطق تطوري حتى نفهم طبيعتها بالغة التعقيد.
هناك ثلاث نظريات لتفسير مفهوم الدولة:
الأولى: تعتبر أن الدولة بمثابة النظام القانوني الذي تترابط بداخله أجزاء المجتمع المختلفة ترابطا سياسيا.
الثانية: تعتبر أن الدولة قوة عليا، أو أداة سياسية تمتلكها طبقة مسيطرة تتحكم في المجتمع بأكمله.
الثالثة: تعتبر أن الدولة تنظيم يساعد المجتمع القائم على المساواة في تحقيق الأهداف العامة وإنجازها.

تعريف الدولة وعناصرها :
إختلف فقهاء السياسة والمفكرين في تعريف الدولة، فمنهم من قال أنها المجتمع المنظم سياسيا وقانونيًا إنها مجموعة من الأفراد يقيمون بصفة دائمة فوق إقليم معين وتسير هم حكومة مستقلة ذات سيادة.
و منهم من قال أنها كيان سياسي وقانوني منظم وحسب تعريف لاسكي فهي تنظيم يمارس السلطة القهرية من اجل تحقيق الصالح الاجتماعي .
ولقد استطاع الدكتور طعيمة الجرف أن يحصي 145 تعريفا مختلفا للدولة ، وبغض النظر عن الطريقة التي ينظر بها إلى الدولة، فإنه يجب أن نلم ببعض الأسس والمظاهر الخاصة بها والتي تتعلق بنظريات الدولة وتطورها التاريخي وعناصرها الأساسية، وأشكالها المختلفة :
وحسب تعريف Lasswell وKaplen فإن الدولة هي " جماعة إقليمية ذات سيادة" ، وهذا تعريف يبين بوضوح أركان الدولة وهي:
-الشعب، الاقليم، الحكومة، الاستقلال "السيادة".

-عناصر الدولة أو مقوماتها :
يجب ان نميز بين العناصر الاجتماعية والصفات القانونية للدولة حيث يتفق معظم الساسة ورجال القانون على ان العناصر هي:
1- الشعب : people وهم جميع السكان الذين يقيمون على أرض الدولة، فلا يمكن لنا تصور دولة دون سكان، هؤلاء السكان يجب أن يكونوا متجانسين للحفاظ على بقائهم وديمومتهم والعوامل التي تحدد مدى تجانس سكان الدولة هي أربعة ! …
أ- الثقافة. ب- الدين. ج- العنصر. د- اللغة.
ولعل مفهوم الدولة الحديثة قد اعتمد الى حد كبير على فكرة تجانس السكان الذي فيه يؤكد السكان أن تجانسهم هو اجماع حول المسائل السياسية الرئيسية-فالتجانس يقوى الروابط المعنوية للسكان الدولة نتيجة إنتمائه لمكونات واحدة.
وعدد أفراد الدولة ليس بالهام، فقد حدد "روسو" حجم سكان الدولة بعشرة آلاف، ويرى الدكتور طعيمة الجرف أنه ليس من الضروري أن يكون شعب الدولة من عدد معين، فقد يقل العدد حتى يكون خمسة ألاف " موناكو" وقد يزيد عن المليار كما هو الحال في الهند والصين … ومهما يكن عدد السكان فلابد من وجود إقليم يستقرون فيه، وهنا تظهر الحاجة إلى تحديد مفهوم الإقليم.
2- الاقليم Territory : وهي قطعة من الأرض مرتبطة الأجزاء مصر- الجزائر – سوريا - وقد تكون غير مرتبطة الأجزاء كأندونسيا "عدة جزر" اليونان، اليابان، وينقسم الإقليم الى ثلاث مكونات:

- الحدود اليابسة
- الحدود البحرية
- الحدود الجوية
فالجماعة تحتاج الى إقليم لتدعيم شخصيتها وتنظيم حياتها السياسية بغض النظر عن كبر أو صغر حجمه أضف الى ذلك ان اهمية وجود الاقليم لا تنبع من كونه عنصرا جغرافيا يقيم عليه السكان –ولكن للأهمية المعنوية لوجود الدولة وتجسيد شخصيتها…فهو يسهم في بلورة "الضمير الجماعي" للجماعة البشرية ويساعدها على الانتقال إلى مرحلة المجتمع المنظم ، فالاقليم هو وطن وليس مجرد قطعة ارض جغرافية وهذا يجعل من فكرة حب الوطن ليس كأرض جغرافية ولكن كسمة لأرض الآباء والأجداد المرتبطة بضمير الأمة وكيانها ومصيرها ولهذا فليس من المستغرب أن يشهد التاريخ ملايين الأشخاص الذين ماتوا دفاعا عن أوطانهم الغالية و المثال في الجزائر وفلسطين خير شاهد معاصر.
و لكي يكون الإقليم ملكا للدولة، لابد له من حدود لأن هذا شرط أساسي لممارسة السيادة، ولعل "بودان" هو أول من اعتبر ان الدولة بمثابة ترجمة قانونية لفكرة الوطن وهي القاعدة الصلبة لبناء الدولة ذات السيادة وقد تكون الدولة طبيعية او مصطنعة، علما أن عدم تحديد حدود الدولة لا يؤدي بالضرورة إلى إنهاء ركن الإقليم في الدولة، بالرغم من كون الاقليم عنصر استقرار للذات البشرية، فاستلزام الذات البشريبة بعدا جغرافيا شرط أساسي لقيام الدولة، علما أن الاقليم لا ينحصر في منطقة اليابسةأو المياه الإقليمية الذي استقر عليه العرف الدولي خلال القرون الثلاثة الماضية بثلاث أميال تبدأ من آخر نقطة تنحسر عنها المياه وقت الجزر، لكن بعد الحرب العالمية الثانية توسع مدى المياه الاقليمية لدرجة وصوله عند بعض الدول في أمريكا اللاتينية الى مائتي ميل.
أما في الدول العربية فقد حددت مساحة المياه الاقليمية بإثني عشر ميلا ، والعلاقة القائمة بين الدول والاقليم هي علاقة ملكية، فالدولة تملك الاقليم في باطنه وما عليه وفي هذا الخصوص نجد الدكتور ثروت بدوي يؤكد أن حق الدولة على الاقليم هو حق عيني تأسيسي والحديث عن سيادة الدولة على أرضها يقربنا من العنصر الثالث من عناصر أركان الدولة وهو ركن "الحكومة".
3- الحكومة GOVERNMENT : هي الأداة التي تمارس السلطة داخل نطاق الدولة وتفرض سيادتها على الاقليم والأفراد وهي الجانب التنظيمي للدولة وهي التي تتولى بناء السياسة الداخلية والخارجية للدولة واليها تعود فكرة الضبط السياسي وعليه نقول ان الحكومة تنقسم من حيث البنية الى:
 الحكومة كسلطة "Authority "تمارس سيادتها في الدولة لحفظ النظام وصياغة السياسة الداخلية والخارجية للدولة، وهي القوة الطبيعية أو الحق الشرعي في التصرف وإصدار الأوامر في الدولة، والسلطة توجد قبل وجود الدولة وهي ليست خاصة بالدولة وتمارس في ظل وجود كل أنواع المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأسرة والمدرسة، وقد عرف "فوكو" السلطة بأنها " مجموع المؤسسات والأجهزة التي تمكن من إخضاع المواطنين داخل دولة معينة "، هذا التصور جعل الفكر السياسي يحتكر الحديث عن السلطة وضد هذا المفهوم قامت بعض الفلسفات المعاصرة لتنتزع من الفكر السياسي احتكاره لمفهوم السلطة، على غرار محاولات " بيار بوردو" و"جون فرانسوا ليوتلرد" و"رولات بارت"، فقد رفضوا فكرة الإلزام السياسي الذي يشكل القاعدة الرئيسية لمفهوم السلطة السياسية وقالوا ان أي إلزام سياسي يجب أن يتوافق مع غياب الجانب القمعي للدولة دون غياب جوانبها الأخرى الإدارية وشبه الإدارية.
 الحكومة كممارسة :Function طريقة اتخاذ القرارات داخل الأجهزة والمؤسسات الحكومية، فمفهوم الحكومة كبنية وممارسة يختلف من دولة لأخرى حسب النظام السياسي السائد داخل تلك الدولة.
وقد أجمع هؤلاء الفلاسفة على فكرة " أن السلطة لا تظهر فحسب في الدولة والقانون، وإنما في الأسرة والمعمل والمهراجانات .
والأساس القانوني للسلطة يسند ممارسات الحكومة الديمقراطية العصرية من خلال تفويضها بحق التشريع والتنظيم وحفظ الأمن والعدالة .
إن التحليل الذي يعتمد مفهوم السلطة لا ينبغي أن ينطلق من التسليم بسيادة الدولة أو صورة القانون أو الوحدة الشاملة لهيمنة معينة، فهذه ليست بالأحرى إلا الأشكال التي تنتهي إليها السلطة" ، فهي مجرد إسم كلي للتعبير عن وضع استراتيجي متحرك ومتنوع بصفة مستمرة، يتمثل في علاقات .
و هل لنا أن نسأل ونقول : "هل السلطة والسيادة هما تعبيرين عن مدلول واحد ام يختلفان ؟ " فقد ميز الدكتور ثروت بدوي في" التمييز بين سلطة الدولة وسيادتها "، فالسلطة ركن أساسي من أركان الدولة، خاصة السلطة السياسية في الدولة والتي تعلو فوق كل سلطة أخرى داخل الدولة، هي حجر أساسي بالنسبة للدولة ".
وباعتبار ان السلطة مركب من عناصر مادية ومعنوية، وهذا ما يؤكد عليه "بيردو" عندما يعرف السلطة ويقول "بأنها قوة في خدمة فكرة". لأن السلطة ضرورة إجتماعية، فهي شرط لازم لقيام المجتمع الإنساني المنظم، واستمراره، والسلطة ظاهرة عامة في كل دولة وليست ظاهرة قاصرة على مجتمع إنساني دون غيره، ولكن، ما هي الحدود التي يجب أن تقف عندها السلطة ولا تتجاوزها، بحيث لا تتحول إلى نوع من الطغيان، وما هي ضمانات تلك الحدود ؟ تلك هي الاشكالية.
4- السيادة : القوة العليا للدولة وتقسم الى نوعين سيادة داخلية وسيادة خارجية.
السيادة الداخلية: السلطة العليا للدولة على الأفراد والهيئات التي تقع في حدودها الجغرافية والدولة ذات السيادة هي التي لديها قوة إصدار الأوامر والتوجيهات التي يتعين طاعتها من جانب كل الشعب وأي انتهاك لهذه الأوامر يعرض الفرد للعقوبة، أما السيادة الخارجية، فتعني الاستقلال عن رقابة أي دولة اخرى، والدولة ذات السيادة هي الدولة التي تتمتع بالاستقلال السياسي ومن هنا نجد:
* دولا كاملة السيادة.
* دولا يخضع استقلالها لرقابة دولة أخرى " دولة ناقصة السيادة ".
* دولا معدومة السيادة فيها المجتمع سياسي تابع لدولة أخرى.



#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يخطئ من يعتقد ان أزمة فتح في النصوص والانظمة
- القائد الفلسطيني عباس زكي ابومشعل عضو الجنة المركزية لحركة ف ...
- في بيروت يتعانق الابطال..حسين فياض الحي ,,تعانق روحه روح الش ...
- رحى الازمة الفتحاوية والمقلق فيها
- حافظوا على فتح فهي حامية الهوية الوطنية ..وحارسة بقاء الكيان ...
- الرئيس الفرنسي ساركوزي لكي ينجح مشروع الاورو متوسطي يجب ان ت ...
- سلام فياض وفكرة البرغماتي
- ماهية الخطاب الفلسفي الفلسطيني وحدودتأويلاته
- القضية الفلسطينية ..بوش.. والاخلاق البروتستانتية
- بوش والكاريزما الأيديولوجية
- معطيات الوضع الفتحاوي الراهن
- الوجود الاسرائيلي يحميه منطق القوة؟؟
- الى رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض
- حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية واشكالية الاعتراف!!!
- في المسألة اليهودية
- في احضان الجاحظية :
- الريشة الثالثة!!
- لن نتخلى عن فلسطينيتنا لنحافظ على يهودية اسرائيل
- في تاريخ فلسفة الاديان
- مكونات نسق المعتقدات الصهيوني والإسرائيلي ونقضة من الداخل


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صالح الشقباوي - الإتجاهات الحديثة لمفهوم الدولة والتطور التاريخي لها!!!