أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أشواق عباس - العلاقات السورية- الإيرانية















المزيد.....

العلاقات السورية- الإيرانية


أشواق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 06:46
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


هل يمكن إنهاء التحالف السوري- الإيراني على خلفية التحولات التي تشهدها المنطقة حالياً .... 1/2


ما الذي يقلق القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، من تنامي العلاقات الثنائية بين دمشق وطهران؟ ولماذا تستفز هذه العلاقة البيت الأبيض ويعتبرها -ضمن مجموعة من القضايا الأخرى- مشكلة تزيد من توتر الأجواء مع سوريا؟.
لفتت خصوصية العلاقات السورية الإيرانية الانتباه منذ ما يربو عن خمسة وعشرين عاماً، وتحديداً منذ أن أعلنت دمشق وقوفها إلى جانب إيران في حربها ضد العراق خلال الفترة من (1980 - 1988)، وعندئذٍ لم تمثل هذه العلاقة عامل قلق للولايات المتحدة الأميركية، التي كانت، هي نفسها، تقدم دعماً عسكرياً لإيران فيما عُرف بعد ذلك بـ "إيران غيت". استمرت النظرة الأمريكية للعلاقات السورية الإيرانية بعد حرب الخليج الأولى على حالها، فلم تُعِر هذه العلاقة كثير اهتمام، ولم تمثل بالنسبة لها عامل استفزاز، ولم يؤثر على المسؤولين الأميركيين خلال تلك الفترة تعليقات محددة يستشف منها قلقاً من هذه العلاقة، وربما ساعد على ذلك دخول سوريا ضمن التحالف الدولي الذي قادته واشنطن لإخراج الجيش العراقي من الكويت (1990/1991)، والدعم الذي قدمه السوريون لهذا التحالف آنذاك.
لكن مع انتهاء حرب الخليج الثانية، بدأت تظهر على السطح الأميركي بوادر الانزعاج من تنامي العلاقات السورية الإيرانية، ومعها بدأت تتوالى التصريحات الأميركية الناقدة لهذه العلاقة، وشيئاً فشيئاً حددت واشنطن قضايا بعينها اعتبرتها أسباباً لتوتير علاقاتها مع دمشق، وكانت طهران طرفاً فيها، بالإضافة إلى حزب الله. حيث تأخذ واشنطن على كل من دمشق وطهران دعمهما للحزب الذي تعتبره "منظمة إرهابية" يجب تفكيكها. وقد طالبت الولايات المتحدة سوريا صراحةً بوقف دعهما لحزب الله وسعت دبلوماسياً إلى ذلك، فاستصدرت من مجلس الأمن -بالتعاون مع فرنسا- القرار 1559 الذي يهدف ضمن ما يهدف نزع أسلحة حزب الله. وقضية الضغط الأميركي -الذي يتماشي في ذلك مع الرغبة الإسرائيلية- لنزع سلاح حزب الله ووقف الدعم السوري الإيراني له ليست جديدة، لكن قد يكون الجديد هو اتساع دائرة الفهم لأسباب المخاوف الأميركية من دعم البلدين لهذا الحزب، خاصة بعد الانتخابات العراقية الأخيرة وتنامي الدور السياسي لشيعة العراق والخوف مما قد يمثله امتداد الفضاء الشيعي الموالي لإيران في لبنان وإمكانية قيام توافق مع سوريا في هذا الخصوص.
يضاف إلى ما سبق رغبة الولايات المتحدة تذليل "نتوآت" الشرق الأوسط الكبير المراد إقامته في المنطقة، وهنا يمكن القول قد تزداد الأهمية النسبية أو قد تقل لقضية أو أكثر من القضايا السابقة والتي تعتبرها الإدارة الأميركية نقاط استفزاز لها في مسيرة العلاقات الثنائية بين سوريا وإيران، وهذا الأمر لا يستقيم فهمه بعيداً عن النظر إلى كل قضية من هذه القضايا منفردة أو مجتمعة ضمن المنظور الإستراتيجي لمنطقة "الشرق الأوسط الكبير"، الذي تعمل واشنطن على تسوية الأرض وتمهيد النتوآت فيه لكي تسير العربة الأميركية دون عوائق أو عراقيل، لاسيما مع ما يشهده سيرها حالياً في العراق من صعوبات.
لذلك فقد عملت الإدارة الأمريكية على طرح أفكار متعددة فيما يتعلق بالعلاقات السورية الايرانية كان أبرزها فكرة فك علاقات الترابط بين إيران وسورية. ورغم أن العديد من الباحثين الأمريكيين في الكثير من مراكز الابحاث الأمريكية بات يبحث عن العوامل التي تمكن من إنجاح تطبيق هذه الفكرة ولو بشكل كسر «تحالف مصلحي ظرفي» يرون أنه قائم بين النظام الإيراني والنظام في سورية، انطلاقا من اعتبارات أنه ليس هناك قواسم مشتركة كثيرة بين الطرفين سوى «عزلتهما» الدولية، وأن التلويح لأحد الطرفين بإخراجه من عزلته وإعادة دمجه في المجتمع الدولي كفيل بأن يقنع هذا الطرف بتغيير تحالفاته.
لذلك بدأ الأمريكيون بالتلويح لما يعتقدون أنَّه «الحلقة الأضعف» أي سوريا، وذلك بإقناعها، عبر دول عربية، بالتخلى عن حزب الله، بهدف تحييد دمشق، ومحاصرة إيران لرسم ملامح شرق أوسط جديد. واعتقدت الإدارة الأمريكية أن ذلك ممكن عبر تقديم بديل مصلحي أفضل لسورية من طهران، حتى من دون أن تتكلم أبداً علانية عن حزمة «إغراءات» لسورية، وذلك بسبب غياب أي سياسة أميركية واضحة حيال سورية أو إيران. أو الحالة المعاكسة تماماً.
لكن طبيعة ونوعية العلاقات السورية الايرانية تمكنت من تجاوز الصيغ الأمريكية لكسرها، والضغوط الكثيرة التي مورست من أجل بلوغ ذلك. والسبب في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى ما تعنيه العلاقات السورية-الإيرانية للبلدين نفسيهما. ويمكن هنا أن نشير ولو بشكل سريع إلى أهمية هذه العلاقة لكل من دمشق وطهران.
بالنسبة لإيران:
- إيران تقدّر العلاقة مع سورية، كونها تسهّل لها الاتصالات مع العالم العربي، فسوريا تشكّل لإيران مدخلاً هاماً للمنطقة.
- تلعب سوريا دوراً هاماً في العلاقات الإيرانية مع «حزب الله». وهو ما يعني أن أي خلل في العلاقات السورية الإيرانية ستؤثر في المقابل في العلاقات الإيرانية مع حزب الله.
- إيران لا تجد أي نقطة قد تعتبر نقطة خلاف مع سوريا، وهي ترى أن وجهات النظر، دولياً وإقليمياً وثنائياً، متطابقة.
- يجمع بين سوريا وإيران عامل مشترك في غاية الأهمية، وهو السياسية الأمريكية المعادية لكلا البلدين.
- بقاء سوريا الجهة الوحيدة الممانعة لإسرائيل في المنطقة، يشكل عاملاً هاماً لإيران لجهة إيجاد منفذ لها في الصراع العربي-الإسرائيلي.
- وسط الضغوط على إيران من جهة العراق، والضغوط على سورية من جهة إسرائيل، اتفق البلدان على دعم حركات المقاومة الشعبية وفي مقدمتها حزب الله وحماس.
بالنسبة لسوريا:
- ترى سوريا في إيران حليفاً استراتيجياً، لاسيما في ضوء الظروف الدولية التي تتعرض لها، وما نجم عن ذلك من خطر بات يهدد نظامها السياسي مع خروجه مؤخراً من لبنان، ومحاولات الرئيس السوري فتح منافذ للإنقاذ، وانضمام أوروبا إلى جانب أمريكا باتجاه تصعيد الضغوط السياسية والاقتصادية على سورية.
- يمكن منح سوريا أسباباً تخفيفية في تبرير تحالفها مع إيران، فالعرب خذلوها والغرب حاصرها، وكان الجميع يدفعها باتجاه الحضن الإيراني الذي كان دافئاً وسخياً جداً، فإيران منحت السوريين العديد من الأوراق التي كانوا بحاجة إليها خصوصاً في مواجهة أطراف عديدة كانت ترغب في رؤية انهيار النظام في سورية.
- إيران أيضاً وعبر تحالفها مع دمشق أعطت سورية ورقة هامة للضغط على بعض دول الخليج التي باتت تنظر بفتور إلى النظام في سورية، ومع العلاقات السورية الإيرانية فإنه من النافل القول بأن الحسابات ستتغير، وسيكون ثمن استرضاء دمشق وتخفيف علاقاتها مع الإيرانيين أكثر تكلفة مما هو متوقعاً.
- التحالف السوري الإيراني أعطى السوريين ورقة قوة إقليمية، حتى أن إسرائيل باتت تتحدث علناً على أنها تريد فك التحالف السوري الإيراني عبر مفاوضات مع دمشق، بعد أن كان قادة إسرائيل يقولون بأن سورية ضعيفة، ولا تستحق النظر إليها وأنه ليس لديها ما تقدمه. كذلك مكّن الدعم الإيراني والعمق الذي منحته إيران لدمشق من التلويح أكثر من مرة بخيار عسكري ضد إسرائيل، كما دفع بالإسرائيليين إلى التخوف من القدرة العسكرية المتنامية خصوصاً بعد التجربة الإسرائيلية الأخيرة في جنوب لبنان مع حزب الله.
- خلال حصار سورية دبلوماسياً بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط 2005، أكدت إيران دعمها لدمشق في وجه الضغوط. وزار الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد دمشق في يناير (كانون الثاني) الماضي لتعزيز العلاقات. وكذلك قام مستشار الأمن القومي الإيراني ومسؤول الملف النووي علي لاريجاني بزيارة دمشق، حيث التقى خالد مشعل وعددا من مسؤولي الفصائل الفلسطينية.
- بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006 واستهداف حزب الله، لم يقم بزيارة دمشق سوى مسؤولين إيرانيين.
يتبع



#أشواق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع الفلسطيني: قراءة في تداعياته المستقبلية
- المسلمون الأوروبيون ومكانتهم من الخارطة السياسية للغرب- الجز ...
- المسلمون الأوروبيون ومكانتهم من الخارطة السياسية للغرب- الجز ...
- المسلمون الأوروبيون ومكانتهم من الخارطة السياسية للغرب- الجز ...
- الإصلاح في العالم العربي وإشكالية التكامل العقلاني للمصالح ا ...
- الإصلاح في العالم العربي وإشكالية التكامل العقلاني لمصالح ال ...
- الإصلاح في العالم العربي وإشكالية التكامل العقلاني للمصالح ا ...
- العلاقات السورية الفرنسية أسباب التأزم واقتراحات الانفراج
- المجابهة الراهنة في لبنان – الجزء الثاني
- المجابهة الراهنة وآفاقها المحلية والإقليمية
- الإصلاح في العالم العربي وإشكالية التكامل العقلاني للمصالح ا ...
- الإصلاح في العالم العربي وإشكالية التكامل العقلاني للمصالح ا ...
- الإصلاح في العالم العربي وإشكالية التكامل العقلاني للمصالح ا ...
- الإصلاح في العالم العربي وإشكالية التكامل العقلاني للمصالح ا ...
- الإصلاح في العالم العربي وإشكالية التكامل العقلاني للمصالح ا ...
- الإصلاح الاقتصادي في سوريا- نسخة معدلة- الجزء الثالث
- الإصلاح الاقتصادي في سوريا- نسخة معدلة- الجزء الثاني
- الإصلاح الاقتصادي في سوريا -
- الفكرة الإصلاحية وإشكالية النهضة في التاريخ العربي الحديث- ا ...
- الفكرة الإصلاحية وإشكالية النهضة في التاريخ العربي الحديث- ا ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أشواق عباس - العلاقات السورية- الإيرانية