أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد عبعوب - البحر الاحمر .. من المسؤول على تدويله














المزيد.....

البحر الاحمر .. من المسؤول على تدويله


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 06:57
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


لفت انتباهي اتصالات ولقاءات جرت على مستويات عليا بين مسئولين في الدول المطلة على البحر الأحمر، وتصريحات أطلقت هنا وهناك تؤكد على رفض تدويل البحر الأحمر وجعله بحرا مفتوحا لكل القوى، وذلك عقب تقاطر أساطيل الدول العظمى والدول السائرة نحو العظمة والدول الطامحة لأخذ مكان لها في هذا المنتدى ، تقاطرها على خليج عدن والمنفذ الجنوبي لهذا البحر لمواجهة موجة القرصنة المتصاعدة ضد السفن التجارية وسفن الصيد من قبل قراصنة صوماليين..

مسئولي الدول المطلة على هذا البحر -وهي عربية- الذين أثاروا هذه الزوبعة وحشدوا لتفويت الفرصة على الساعين لتدويل هذا البحر ، وكما يبدو لي أنهم قد اكتشفوا وللمرة الأولى أن هذا البحر لهم وحدهم ويهمهم شأنه دون غيرهم، وقد دب الهلع الى نفوسهم لدى رؤيتهم لأساطيل العالم تحتشد على مدخله الجنوبي في استعراض بدا لهم أنه توطئة لتدويله وإنهاء سيطرتهم الاسمية عليه..

لم يتفطن هؤلاء السادة الغارقين في وحل دكتاتورياتهم وخطايا أنظمتهم القرأوسطية الفاسدة الى ما يمكن أن يجره فقدان الأمن على مداخل هذا البحر من تغييرات ومخاطر على حقوق بلدانهم، فنراهم يستمعون ببلاهة وغباء للأخبار التي تتناقلها الفضائيات العالمية عن تعرض سفن تجارية من جنسيات مختلفة للقرصنة والاختطاف والابتزاز من قبل مسلحين صوماليين يجوبون خليج عدن، دون أن تتسرب اية شكوك الى رؤوسهم الفارغة حول إمكانية أن تدفع هذه الظاهرة الدول القوية للتحرك لضمان الامن في هذا الشريان الحيوي بكل السبل حتى لو اضطروا الى تدويله وانهاء السيادة المترهلة لهذه الدول عليه.. وهو ما سيجري حتما، خاصة وأن هذه الدول (العربية) تعاني من صراعات اثنية واقليمية وحتى وطنية كفيلة بان تلهيها عن ترقيع الموقف وتدارك استفحاله ووصوله الى نهايته المنتظرة وهو التدويل..

استغرب لهذا السبات المريب لمؤسسات هذه الدول الأمنية ومراكزها البحثية التي فشلت حتى الآن في التنبؤ بهذا التطور قبل حدوثه، وعدم تنبيهها لحكوماتها بضرورة المبادرة بفرض الامن والاستقرار في هذا المنفذ الاستراتيجي لتلافي ما يجري الآن، وقطع الطريق أمام الاطماع الاسرائيلية في جعل البحر الأحمر بحر دولي لا يخضع لأي سيادة ، ويتمكنوا من استغلاله في تنفيذ مخططاتهم التخريبية ضد شعوب المنطقة..

هكذا هي دائما الدول النامية.. عفوا النائمة ، لا تستشعر بالخطر إلا عندما يصبح على ابوابها.. فترى مسؤوليها يثيرون الزوابع ويتنططون من عاصمة الى أخرى للتباكي على مكاسب ضيعوها بايديهم كما يجري اليوم في البحر الاحمر الذي ضيعوه بتخاذلهم وتأخرهم في العمل على انهاء الفوضى في الصومال أو حتى فرض الامن في خليج عدن ومطاردة القراصنة قبل أن تتولى اساطيل الدول الكبرى هذه المهمة وتتسلل اسرائيل من خلالها لفرض رؤيتها لإدارة هذا البحر الاستراتيجي..

إن الاستهانة بالآثار السلبية للصراعات والازمات السياسية الاقليمية على الاقتصاد العالمي و الأقليمي، لا يقل خطورة على الاستهانة والتخاذل في خوض المعركة العسكرية، فلاقتصاد اليوم يعد من اهم الاسباب المثيرة للحروب والصراعات في العالم، والدول التي تستهين بما قد يتركه أي خلل امني على التجارة العالمية في اقليمها قد تدفع ثمنا غاليا يفوق تكلفة الاحتياطات والاجراءات الاستباقية التي يفترض أن تتخذها لتفادي هذا الواقع.. وما يجري في الصومال منذ اكثر من عقدين من فوضى و اقتتال قبلي وطائفي وما تركه من أثار على امن الملاحة في خليج عدن، لم يلق العناية والتدخل الحاسم من قبل الدول المطلة على البحر الاحمر، بل إن بعض هذه الدول تبدوا متورطة وبكل قوة في هذا الصراع لاسباب ايدولوجية، وها هي اليوم تدفع ثمن تخبطها وجهلها وإهمالها من سيادتها على هذا البحر وتفتح الباب واسعا أمام عدو استراتيجي يسعى لتقويضها دولة بعد دولة ووضعها تحت وصايته غير المباشرة، وهو ما سيتحقق وللاسف الشديد بفضل حماقة وتخلف هذه الانظمة .



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار الاقتصاد الأمريكي يؤذن بنهاية الرأسمالية، ويؤكد حاجة ...
- الصمود الاستراتيجي في وجه الشر الاستراتيجي
- حتى لا يتحول الأمازيغ الى حصان طروادة
- وما هي مصلحة العراق في مصافحة الإرهابي باراك؟!!
- الاتفاقية الامريكية الامريكية
- إسرائيل تتحصن داخل الاتحاد الأوروبي.. ماذا يفعل العرب؟!
- محكمة الحريري مدخل لتوسيع حزام النار في المنطقة..
- احب العراق.. آكو حد يعوف العراق!!!
- (وإذا ابتليتم فاستتروا..)
- الموسيقى هوية انسانية
- الحرية لآمنة منى
- ايها الفلسطينيون الزموا بيوتكم حتى يغادرها
- الحوار الاسلامي المسيحي : التسامح والحوار هو الطريق الى مستق ...
- الحوار الاسلامي المسيحي : التسامح والحوار هو الطريق لمستقبل ...
- هل المرأة انسان حقيقي!!!
- عندما يتحول الايمان الى عصاب
- دفاعا عن العربية


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد عبعوب - البحر الاحمر .. من المسؤول على تدويله