أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سنان أحمد حقّي - ماهي مؤشرات ومعالم تلاشي شبح الحرب الأهليّة؟!














المزيد.....

ماهي مؤشرات ومعالم تلاشي شبح الحرب الأهليّة؟!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 06:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما تواجه قطعتان عسكريتان متعاديتان بعضهما البعض الآخر فإن أيّاً منهما ستقوم بعمليات عسكرية ومحاولات لفتح النار أو لقتل بعض من يواجههم من المقاتلين وتفعل القوة المقابلة نفس الشيء وليس بعد هذا سوى جمع جثث القتلى والمصابين وإحصاء عددهم ثم تعود كل جهة للثأر لمقاتليها بعمليات أخرى أو لمعاودة السعي لتحقيق أهدافها ومقاصدها الرئيسيّة،حتّى تُخضع إحداهما الأخرى لإرادتها أو يتم تدخّل جهة محايدة لوقف إطلاق النار عند عدم تمكن الطرفين من إخضاع الطرف الآخر لإرادته تماما ، ولن يكون هناك أي تحقيق ولا من أي حهة كانت لمعرفة الباديء بالأفعال او المعتدي لأن كل العمليات ستكون بنظر مرتكبيها أعمال أو عمليات مشروعة للدفاع عن النفس والوطن ولتحقيق مكاسب محددة وأهداف مرسومة، سواء كانت ستراتيجيّة أو تكتيكيّة وهذه هي الحرب!.
ولكن أعمال العنف الأخرى ومن أي نوع كان في ظل حكومة شرعيّة معترف بها ستخضع بعد ذلك إلى تحقيق مفصّل لمعرفة الباديء ولجمع الأدلّة والبيانات لرفعها إلى القضاء وإحالة المتهمين إلى مواجهة عواقب أعمالهم واعتداءاتهم .
من هنا ندرك أن أي شكل من أشكال الحروب سواء النظاميّة أو الأهليّة أو حروب العصابات أو غيرها لا يكون فيها حيّز للتحقيق ولا إلى تشخيص الجناة ولا إلى وضعهم تحت طائلة القضاء بل ينصرف كل طرف إلى إحصاء الخسائر الماديّة والخسائر بالقوّة المقاتلة ونفهم من هذا أن الفارق الأساسي بين الحرب وأعمال العنف الأخرى التي تتم تحت ظل حكومة قائمة إنما هو عملية التحقيق وتشخيص الجناة ووضعهم تحت طائل القانون.
فإن توقفت أعمال التحقيق وتشخيص الجناة ووضعهم تحت طائلة القانون فإن الأوضاع تكون تقترب شيئا فشيئا من الحرب الأهليّة وكلما استطاعت الحكومات أن تقوم باعمال التحقيق والتشخيص كان شبح الحرب الأهليّة يبتعد شيئا فشيئا ، لأن المجنى عليهم في أيّة عمليّة من عمليات العنف إن لم يستطيعوا أن يستوفوا حقوقهم التي استحقّت لهم فإنهم سيجدون من المشروع بنظرهم أن يردّوا بأي شكل على من اعتدى عليهم أو تسبب في تحقيق أي نوع من الأذى ولذلك فإن المؤشر الواقعي والحقيقي الذي يشخّص اختفاء شبح الحرب الأهلية هو بالتأكيد الشروع بتقديم الجناة إلى العدالة وإن التهاون في مثل هذه الأمور لا يؤدّي إلى تحقيق الإستقرار الحقيقي بل إلى ما يُشبه الهدنة وإلى تحيّن الفرص واغتنامها في أي فرصة مقبلة لتوجيه ضربة ثأر أو انتقام وهذا ما يعيشه المجتمع العراقي بصورة عامّة ويتّضح بشكل أوسع في مجتمع جنوب العراق حيث تتحوّل النزاعات بين الناس والقبائل والفرقاء المتنازعين إلى مسلسل ثاري لا نهاية له يستهدف فرض الإرادة .
ومن هنا يكتسب التحقيق وعمل القضاء والعدالة أهميّة قصوى كما يجب التنويه إلى توخّي العدالة الحقيقيّة النزيهة دون استعمال وسائل بعيدة عن الحقّ والعدل ولا سيما الوسائل الإستخباريّة والأمنيّة التي غالبا ما تتعامل بأسباب الغش والتمويه وما يشبه ذلك بسبب تعلق عملها بمثل تلك الوسائل ، كما أن عددا من عناصر الأجهزة الأمنيّة لا يصلح للشهادة للأسف بسبب كونها تنفّذ أوامر مرؤوسيها حتّى لو تطلّب الأمر أن يُؤدّوا القسم القانوني زوراً تلبية لأوامر قادتهم وبسبب نفس الظاهرة نتمنّى على القضاء أن يامر يتسجيل شهود الزور وتعميم عدم اهليتهم على مؤسسات العدالة في عموم البلاد ، وغنيٌّ عن الذكر أن العدالة هي النزاهة بعينها فإن افتقرت إلى النزاهة فإن العدالة تكون غائبة تماما.
ومن ناحية أخرى فإن حياديّة أجهزة الحكومة والقضاء امرٌ في غاية الأهميّة وان التزام جانب القانون والنظام هو مهمتها الأساسيّة لكي يقتنع الفرقاء المتنازعين كافة بالسلطة كمرجعيّة ممكن القبول بها والإحتكام إلى إجراءاتها، ولذلك فإن دفع بعض الأجهزة الأمنيّة لعدد من المتعاملين معها إلى دفّة القضاء بشيء من الخفاء والسريّة أمرٌ يُسيء تماما إلى العمليّة القضائيّة وإلى جوهر العدل في الحكم ويجب تحرّي عدم حدوث ذلك أبداً وعند التأكّد من حدوثه فإن القضاء ملزم بإقصاء هؤلاء عن منصّة الحكم والقضاء لعدم أهليتهم وعدم حياديّتهم.
ولهذه الأسباب مجتمعةً نوصي بفتح ملف لكل عملية تستهدف الإخلال بالأمن والنظام أو تستهدف أي مواطن مهما ضئلت ،خصوصا عند تقدم المواطنين بالشكوى ومن ثمّ الإيعاز بالتحقيق التفصيلي وعند الوصول إلى نتائج وافية يجب تقديم الجناة الحقيقيين إلى العدالة ووضعهم تحت طائلة القانون وهذا يؤمن سحب البساط من تحت كافة النزاعات عن أن تتطور إلى أشكال من العمليات الحربيّة التي تُجسّد ظهور شبح الحرب الأهليّة خصوصا في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد
أما في حالة الإكتفاء بإحصاء الخسائر الماديّة والخسائر بالأرواح فقط فإن الأمر لا يكون سوى استمرار لحالة التقرّب لظهور شبح الحرب الأهليّة أو مهادنتها لا سمح الله.
حاولتُ هنا أن أوضّح شيئا من التعقيد الذي يكتنف الأوضاع الأمنيّة الخطيرة وببساطة كبيرة لكي نكون على بيّنة من أمر التهاون في سوق الجناة اللاعبين بالإستقرار والعابثين والمستهترين بالنسيج الإجتماعي للبلاد بلا شعور بالمسؤوليّة أو الأخلاق.



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أن شعوبنا لا تقرأ.. حقاً؟
- خصخصة Χ عمعمة
- تحسين الأداء من أهم دعائم النزاهة ومواجهة الفساد!
- ثقافة الفساد
- أضواء على جوانب من الواقع الحضري والإقليمي العراقي
- قطعة أرض وبضعة آلاف بلوكة!؟هل هذاهو حل أزمة السكن؟
- هل هي مقبرة للمواهب فعلا؟!
- فضاءُ جهنَّم..!
- نداء لمنع توزيع الأراضي لأغراض السكن!
- هل أن ثورة تموز أسّست فعلاً لظاهرة الإنقلابات؟
- كان هناك أستاذٌ كبيرٌ وتُوفّي!
- مالشرف ومالشريف؟!
- تبيتون في المشتى ملاءً بطونكم...وجاراتُكم غرثى يبِتنَ خمائصا ...
- المستقلون عناصر تُثري الحياة السياسيّة لا ينبغي قمعها!
- فجرٌ جديدٌ جداً ،حقّاً!
- الحلّ..! في فن العمل بين الجماهير.
- الشِّعريّةُ وقصيدةُ النثر !
- رداءُ الإفلاس
- الغش والخداع والتمويه
- نقد فكر ومنهج الإسناد والترجيع!


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سنان أحمد حقّي - ماهي مؤشرات ومعالم تلاشي شبح الحرب الأهليّة؟!