أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الهزاع - لوكليزيو: في هذا العالم لم أعد كائناً عقلياً















المزيد.....

لوكليزيو: في هذا العالم لم أعد كائناً عقلياً


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 01:06
المحور: الادب والفن
    


إلى جانب روايته «سمكة من ذهب»، أصدر الفرنسي لوكليزيو الفائز بجائزة نوبل للآداب رواية «المحضر الرسمي» 1963، التي حصلت على جائزة رنودو.. ليحصل العام 1964على دبلوم الدراسات العليا، بعد أن أنجز بحثاً حول «العزلة في أعمال هنري ميشو». ثم أصدر العام 1965 كتابه الثاني «الحمى» الذي كان عبارة عن تسع قصص عن الجنون ثم «الطوفان» 1966، «الأرض المحبوبة» 1967، وكان العام 1967 عاماً حاسماً في حياته الشخصية والأدبية، حيث أدى خدمته العسكرية في بانكوك، من خلال نظام مهام التعاون، غير أنه أرسل فيما بعد إلى المكسيك بعد أن تّم طرده من بانكوك بسبب إدلائه بأقوال لصحيفة الفيغارو عن دعارة الأطفال في تايلند. غير أن اكتشافه للمكسيك كان صدمة حقيقية، حيث يبدأ بالعمل على تراث الهنود الحمر.. فقد شارك لوكليزيو، ما بين 1970^+1974، الشعوب الهندية في مقاطعة دارين البنمية حياتها، حيث كتب عن هذه التجربة: «إنها صدمة حسية كبيرة، صعبة، كان الجو حاراً، وكان عليّ أن أمشي مسافات طويلة على الأقدام. كان عليّ أن أصبح خشناً، صلباً. منذ تلك اللحظة، اللحظة التي لامست فيها هذا العالم لم أعد كائناً عقلياً. أثرت هذه اللاعقلية فيما بعد في كلّ كتبي».

سؤال جدي

ثم تتابعت أعماله «الحرب» 1970، «العمالقة» 1973، «رحلات في الجانب الآخر» 1975، وقد كرّس لوكليزيو العديد من الكتب حول المكسيك والهنود الحمر، منها ترجمات عن النصوص القديمة «نبوءات شيلام بالام » 1976، «علاقة ميشوكان»، «الحلم المكسيكي» 1985، «أغاني العيد» 1997، «ديغو وفريدا» (1994). وفي العام 1980يمنح جائزة بول موران من قبل الأكاديمية الفرنسية، وينشر «ثلاث مدن مقدسة» و«الصحراء» التي ستحوز على جائزة غونكور.. يعود العام 1981إلى جذوره الموريسية، عبر رحلة إلى جزر موريس ورودريغس. وعن ذلك، يمكننا قراءة العبارة الآتية في «رحلة إلى رودريغس» التي صدرت بعد خمس سنوات: «حتى اللحظة الأخيرة أشعر بهذا الدوار، كما لو أن كائناً ما انسل إلى داخلي. ربما لست هنا إلا لهذا السؤال، السؤال الذي فُرض أن يطرحه جدّي على نفسه، هذا السؤال الذي هو أصل كلّ المغامرات وكل الرحلات: منّ أنا؟ أو بالأحرى: ماذا أكون أنا؟».. وقد أنتجت هذه العودة العديد من الأعمال لعل أهمها «الباحث عن الذهب» 1985 و«رحلة إلى رودريغس» 1986.

يقع العام 1988 في مواجهة مع الأوساط الصهيونية في فرنسا التي عدته مشبوهاً، على غرار جان جينيه، بعد أن نشر جزءاً من روايته نجمة تائهة التي كان يعمل على كتابتها في مجلة الدراسات الفلسطينية، متناولاً فيه مأساة اللاجئين الفلسطينيين والمراحل الأولى من تشكل المخيم الفلسطيني. وتتابعت إصدارات لوكليزيو، حيث أصدر «الربيع وفصول أخرى»، «أونيتشا ونجمة تائهة»، «العزلة»، «سمكة من ذهب»، «صدفة»، «قلب يحترق» و«ثورات».

تغير الصورة

يمثل لوكليزيو في أعماله الكاتب الذي يبحث عن صوت الآخر، سعياً إلى رفض أساطير العالم الغربي الزائفة المدمرة والهارب من معطياتها وشروطها: «من خلال علاقتي بالهنود غيّرت الصورة التي أحملها عن الزمن. قبل ذلك، كنت مذعوراً بكثير من الأشياء التي لم تعد ترعبني: الخوف من الموت، المرض، القلق من المستقبل.. ذلك لم يعد يرعبني الآن.. ترعبني فكرة أن أطفالي يمكنهم أن يعرفوا المرض أو الموت، كذلك الحروب العبثية أو الوحشية مثل التي عشناها، وكذلك احتمال وقوع الكوارث البيئية.. إن مسؤوليتنا أمام أجيال المستقبل مسؤولية كاملة.. إذا تعلمنا العيش مثلما يعيش الهنود الأميركيون أو مثل هؤلاء سكان الصحراء، بالتأكيد لن يكون لدينا هذا القدر من الكوارث.. بالتأكيد لن نكون بالدرجة ذاتها من الكمال التقني، ولكننا لن نهدر بهذه السهولة فرصتنا للحياة.. هناك ضرورة ملحة لسماع أصوات أخرى، للإنصات إلى أصوات لا ندعها تجيء إلينا، أصوات أناس لا نسمعهم لأنهم استهين بهم لوقتٍ طويل، أو لأن عددهم ضئيل، ولكن لديهم الكثير من الأشياء لنتعلمها».

سيرة فتاة

كان لوكليزيو أحد الكتاب الغربيين الذين اقتحموا العالم الهامشي للمجتمع المعاصر، ليكشف عن التعايش ما بين قسوة الحياة ورقة المشاعر والعواطف، ناقلاً هذا الهامش إلى قلب الحياة، ولربما روايته «سمكة من ذهب» التي أصدرها العام 1997وعربّها خلف عبدالعزيز وصدرت عن دار الهدى في القاهرة، وكذلك ترجمها إلى العربية عماد موعد، وصدرت عن وزارة الثقافة بدمشق العام 2007، وهي تمثل أنموذجاً على ذلك.

في تلك الرواية يتابع لوكليزيو سيرة فتاة مغربية، ليلى، في مقتبل العمر، تنتمي إلى بني هلال اختطفت وهي لا تتجاوز السادسة من عمرها. جالت في رحلتها الطويلة عوالم مختلفة من الملاحة في المغرب، إلى الولايات المتحدة، مروراً بفرنسا، لتعود في النهاية إلى قبيلة بني هلال، في الصحراء جنوب المغرب، حيث تصل إلى المكان الذي تتذكر ملامحه قبل اختطافها، بغية أن تجد حلاً لمأساة لبست حياتها.

15 صفحة ولكن

تجدر الإشارة هنا إلى أن لوكليزيو أصدر مع زوجته ذات الأصل الصحراوي المغربي، في العام ذاته، كتاب «أناس الغمام» ليرويا فيه حكاية رحلتهما في الصحراء الغربية. يقول لوكليزيو فيه: «كنت أذهب نحو المجهول، فيما كانت جيما تعود نحو ماضيها»، كتبت فصول سمكة من ذهب بقدرة عالية على السرد كما لو أنها كانت شلالاً يتدفق بلا توقف.. ويكمل: «كانت سمكة من ذهب حكاية لا ينبغي لها أن تستغرق أكثر من خمس عشرة صفحة، غير أنها أصبحت رواية بالرغم عني. لم أستطع فعل شيء، لدرجة أن فصولاً لم أحسب لها حساباً كتبت فيها. لا أتكلم تماماً على الشخصيات التي أفلتت، ولكن عن الحكاية نفسها، عن النص الذي تضّخم فجأة. يدفعني ذلك لأن أسأل إن لم يكن ذلك يشبه نوعاً من الغزو الجرثومي. إن للخيال جانباً يشبه الغرغرينا.. جانباً غازياً».. في سمكة من ذهب يظل لوكليزيو وفياً لكتابته ولروحه: روح تفلت من هذا العالم كي تجد ملجأها الوحيد في الفطرة الأولى..! ولكن، هل كان لوكلويزو يحدس بأنه سيصطاد نوبل للآداب لعام 2008 حينما اصطاد سمكته الذهبية؟!

ولد جان ماري غوستاف لوكليزيو في نيس العام 1940 من أب بريطاني ذي أصل بريتوني وموريسي ومن أم فرنسية. قبل التحاقه بوالده العام 1948 في نيجيريا، ربته أمه وجدته، حيث كان لتلك المرحلة أكبر تأثير على اتجاهه نحو الكتابة، فقد اكتشف فيها الكتب التي كانت تملأ المنزل العائلي، إضافة إلى أن الجدة كانت تمتلك مخزوناً كبيراً من الحكايات.. عند رحيله إلى نيجيريا للقاء والده الذي كان طبيباً استعمارياً في الجيش البريطاني^+حيث يمضي عاما^+ كتب خلال الرحلة البحرية التي أخذته إلى هناك محاولتين روائيتين «سفر طويل» و«أورادي الأسود»، استعادهما فيما بعد في عدد من أعماله.



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبش الذاكرة وتلويحات أخرى
- ميكي ماوس..بين الخطاب الديني والمجتمع المدني
- النظرية النقدية الفلسفية وتحولات الإنسان
- الرقابة والكتب الممنوعة
- طائر الدودو
- لماذا غابت ثقافة السلوك؟
- ثمار الجوز.. هل ستنكسر بسهولة؟
- ريثما يتحرك أبو الهول
- الحرية.. وشرط المعرفة
- إشكالية الحرية وتقرير المصير
- 451 فهرنهايت
- إذا سكت المثقف ، فمن الذي سيدافع عن المجتمع ؟
- إصبع يشير إليك ويرميك في خانة التصنيف
- العولمة المتوحشة!
- بؤس العالم
- طبخة تموز وكأن شيئاً لم يحدث
- جدلية الماء والنار
- الصحافة الكويتية واللعب بالمشاعر
- مرضى ال ms في الكويت.. من الذي سيقتص لهم؟
- قضية البدون في الكويت


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم الهزاع - لوكليزيو: في هذا العالم لم أعد كائناً عقلياً