أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن كم الماز - كيف ظهر الإمام أبو حنيفة في مسلسل أبي جعفر المنصور














المزيد.....

كيف ظهر الإمام أبو حنيفة في مسلسل أبي جعفر المنصور


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 09:26
المحور: الادب والفن
    



أولا أريد أن أؤكد أنني أرفض إدعاء نسبة العصمة لأي كان أو لأي فكر , و بالتالي فهنا القضية ليست دفاعا عن أبي حنيفة كإنسان يعبر عن مقدس لا يخطئ , بل في الموقف التاريخي الفعلي خاصة في إطار رسم العلاقة التاريخية بين المثقف و السلطان لصالح السلطة كما فعل المسلسل..قد يبدو هنا الإمام أبو حنيفة هدفا سهلا و مغريا , فهو أصلا متهم من قبل أصحاب التعليم الديني النصي , أصحاب الكلمة العليا في المؤسسة الدينية منذ العهد العباسي المتأخر و في التيارات الإسلامية المعاصرة , لأنه اعتمد على العقل و القياس حتى قبل الحديث في كثير من الأحيان , و بالتالي فلن يثير استخدامه كممثل للمثقف و حتى رجل الدين في مواجهة السلطة تلك الردة العنيفة التي ربما نشاهدها ما لو استخدم أحد رجال الدين المتأخرين أو حتى المعاصرين الذين استمدوا "قدسيتهم" من تكفير الآخر و الإصرار على قدسية النص في مواجهة الفقهاء و المثقفين الذين قدموا العقل على النص من نوعية أبي حنيفة..و من الضروري هنا التفريق بين معارضة أبي حنيفة للسلطة العباسية و بين معارضة الإمام ابن حنبل مثلا للمأمون و خلفائه المعتصم و الواثق , فمن المؤكد أن أبا حنيفة قد رفض تولي القضاء لوالي العراق الأموي ابن هبيرة و حبس و ضرب في ذلك , و رفض من جديد تولي القضاء لأبي جعفر المنصور و حبس في ذلك و مات في الحبس و تذكر كتب التاريخ أنه قال للمنصور عندما أصر عليه تولي القضاء " لو هددتني أن تغرقني في الفرات أو أن ألي الحكم لاخترت أن أغرق فلك حاشية يحتاجون إلى من يكرمهم لك , فلا أصلح لذلك " , ( الخطيب البغدادي , 13 - 328 – 329 )..و من المؤكد أن أبا حنيفة كان يفضل تولي محمد ذو النفس الزكية الذي ثار على المنصور و قتل و كان قد دعم من قبل ثورة زيد بن علي و من المؤكد أن أبا حنيفة كان يجاهر بنقده لحكم المنصور حتى أن أحد تلاميذه زفر بن الهذيل قال " و الله ما أنت بمنته حتى توضع الحبال في أعناقنا " حتى قال الإمام الأوزاعي " احتملنا أبا حنيفة على كل شيء حتى جاءنا بالسيف – يعني قتال الظلمة – فلم نحتمل " , لقد عارض أبو حنيفة السلطة لأنه اعتبرها غير شرعية و هذا ينسجم مع مذهبه في أن السلطة لا تورث , كان هذا في وقت ما تزال فيه المؤسسة الدينية لا ترفض بعد جملة , استنادا إلى النص كما تقول , الخروج على السلطان الجائر " و لا نرى الخروج على أئمتنا و ولاة أمورنا و إن جاروا و لا ندعو عليهم و لا ننزع يدا من طاعتهم و نرى طاعتهم من طاعة الله عز و جل فريضة" , يجب هنا الاستدراك أن أبا حنيفة كان يعارض السلطة لكنه لم يكفرها مثلا كما فعل الخوارج رغم أنه قرر الخروج على السلطان الجائر بل و شجع و دعم مثل هذا الخروج , أما ابن حنبل فقد واجه السلطة لأنها ألزمت رجال الدين على الإقرار بفكرة خلق القرآن التي اعتبرها بدعة لم ترد صراحة في أي من النصوص "الثابتة" و هو لم ير أبدا الخروج على الحاكم الجائر بالسيف , و فيم تحرج أبو حنيفة عن تكفير أي كان و اتهم لذلك بالإرجاء فقد شن ابن حنبل حملة شعواء على المعتزلة و الجهمية انتهت بحظر الجدال الكلامي في وقت متأخر , رغم أنه هو نفسه و تلاميذه في حكم الكفار من قبل أغلب الخوارج الذين كفروا من قعد عن إظهار الحق و هادن السلطان و ربما استحلوا في ذلك دماءهم و نساءهم و أولادهم , أما قضية الحيل الفقهية التي استخدمت في المسلسل لتظهر أبا حنيفة و هو يحكم لصالح المنصور – السلطان – فقد استخدمها أبو حنيفة في العديد من الحالات الأخرى المثبتة لأشخاص مغمورين خارج السلطة و كانت جزءا من نشاطه الفقهي الذي لقي الاستهجان من المؤسسة الدينية في وقت متأخر , فقد كان أهل العراق يتفننون في الأيمان و الطلاق و كانوا يستفتون الأئمة في أيمانهم هذه , كأن يحلف أحدهم ليقربن امرأته نهارا في رمضان فأفتاه أبو حنيفة أن يسافر بها فيقربها نهارا في رمضان و ما إلى ذلك , أي أن القضية ليست في خدمة خاصة بالخليفة على حساب النص أو الحكم الشرعي الذي يفترض بأبي حنيفة أن يقرره..إنني لا أرى القضية هنا في تبرير أو إطراء التكفير حتى في مواجهة السلطة , فهذا موقف ديني يستثني الإنسان أو ضحايا هذه السلطة و يضع مصيره من جديد بيد قوى تدعي العصمة و الحق في توجيه الإنسان و قيادته كالأعمى تماما أي بالسيف و السوط و العصا إلى جانب حقيقتها المطلقة , و لا في تفضيل أولاد علي على العباسيين أو الأمويين مثلا , هذه قضية تاريخية غرضها الأساسي إثبات تبعية الحاضر للماضي , تبعيتنا المطلقة لرجال في الماضي , و ضرب عرض الحائط بأول مفهوم للحرية الإنسانية : المساواة بين كل البشر و استمرارها الوحيد يتمثل في شكل طائفي منغلق يقوم على تكفير الآخر استنادا إلى موقف يسلم بتبعية الحاضر المطلقة للماضي و أولوية أحداثه غير ذات العلاقة أبعد من تكريس سطوة هذا الفرع أو ذاك من المؤسسة الدينية في مواجهة الآخر و مواجهة الإنسان أخيرا...إن القضية هنا أولا في رصد المؤسسة الدينية قبل أن تتحول إلى تكريس موقف جامد من النص و قبل أن تتحول إلى السكوت عن وضعية السلطة كملك مطلق عضوض بغض النظر عن قبيلة السلطان عن اسمه أو اسم أبيه , و ثانيا الدفاع عن إنسان واجه السلطان و استخدم عقله ضمن الظروف التاريخية التي عاشها فاستحق منا نحن الطامحون إلى الحرية أن ننصفه في مواجهة السلطان الذي أعاد إحياءه إعلام سلاطيننا المعاصر.....
مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيروقراطية و الفن
- أحياء دمشق الفقيرة كمنتج للثورة
- الاقتصاد السوري و أزمة النظام الرأسمالي و رأي الحكومة
- قتل فيل
- 1958 : الثورة الهنغارية
- ما هو جبد لوول ستريت جيد لوول ستريت فقط
- تضامنا مع إبراهيم عيسى
- تأثير اللبرلة الجارية على أنظمة رأسمالية الدولة
- شيزوفرينيا رمضان
- الوصايا الثابتة للأناركية بقلم ألبرت ملتز
- لا لحرب جديدة في القوقاز !
- المحاصصة كشكل للخروج من أزمة الأنظمة الشمولية
- نحو الحرية لا إحياء الحرب الباردة
- تعليق على أستاذنا عبد الرزاق عيد
- الأناركية و الجنس
- التابو , السلطة , النخبة و نير الاستبداد
- المعارضة العمالية 1919 - 1922
- هكذا يموت الفقراء !
- هذا الكلام الفاشي
- سادة من دون عبيد ( من وثائق الأممية الموقفية )


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن كم الماز - كيف ظهر الإمام أبو حنيفة في مسلسل أبي جعفر المنصور