أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - هل هو غزو ثقافي أم جائحة فكرية حضارية ... ...؟














المزيد.....

هل هو غزو ثقافي أم جائحة فكرية حضارية ... ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 08:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الغزو في أي مجال كان كما في الإقتصاد يندرج تحت مقولة البضاعة الجيدة تطرد البضاعة السيئة والعكس أيضاً قد يكون الغازي مسيطراً على السوق فبضاعته السيئة ستطرد الجيدة وبرغم جودتها .. إذا كان المتلقي لجحافل الغزو يتمتع بحصن من ثقافة متينة مترسخة في أعماقه وأفعاله وبالأخص فيما يتعلق بمكانة الإنسان في مجمل ثقافته لجهة حريته الفكرية وإبداء أرائه باستقلال ذاتي غير متأثر أو موجه من سلطة سياسية أو دينية .. فهذا المتلقي لن يجد في تلك الغزوة الفكرية الخارجية ما يضيفها إلى ثقافته العالية المستوى ...لأنها لن تجد لها مكاناً شاغراً ؟ و لكن محنة المفكرين العرب في علاج الغزو الثقافي كعنوان لمقال الأستاذ شاكر النابلسي قد حرّك لدي مشاعر متداخلة مابين التراث والحاضر والمستقبل .. وأتجول قليلاً مع المفكرين في محنتهم .. وكيف والقضية بالتأكيد لن تكون خارج المحنة .. وتراثنا الثقافي بيت القصيد يتأرجح في مهب الرياح كمركب بلا شراع ولا ربان ... والسؤال هل نملك أو ملكنا تراثاً ثقافياً متميزاً وبدافع الإبداع .. وهل يمكن أن تُبنى الثقافة ويولد الإبداع تحت نير الحكام المستبدين وتكفير الدينيين .. هل نشأت ثقافة ما وبرز مبدعون أحرار في العهد الأموي والعباسي والعثماني .. هل كان المفكر حراً في إبداء آرائه في تشكيل السلطة وسطوتها الاستبداية واسستعباد الشعوب ونقد الدين لتعصبه وعدم الاعتراف بالآخرين وتكفيرهم دون أن يتعرض إلى كبح السلطة له وزجه في السجون وإحلال دمه من قبل رجال الدين ..وهل كان الشعب يعرف أن له حقوق في نقد السلطة وليس عبداً لأولياء الأمور وكتب عليه طاعتهم حتى لو ظلموه .. هل حدثت أية ثورة شعبية مطالبة بالانقلاب على السلطة في عهود الـ1400 عاماً سوى معارك البداية بين جيش علي ومعاوية ووقعة الجمل وقتال من سموا بالمرتدين لأنهم لن يدفعوا الزكاة للدولة بل لمن يحتاجها مباشرة ..وحتى القرآن المنزل من الإله عجز عن حل المشكل كونه ( حمّال أوجه) ... ثم ذبح العباسيون الأمويون .. وقتل العباسيون حتى الذين ساعدوهم على الانقلاب اغتيال ( أبو مسلم الخراساني) ومذبحة البرامكة على يد هارون الرشيد في عصره الذهبي .. والحجاج ينادي ياأهل العراق ياأهل الكفر والنفاق أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها .. وذلك الوالي الذي يضحي بالجعد بن درهم في عيد الأضحى وتحت محراب المسجد وعلى مرأى من المصلين والخليفة أبو العباس السفاح يفخر بلقبه السفاح ، ولكن فعل السفاح يكون لأبي جعفر المنصور الخليفة العادل ..؟! وأي تراث ثقافي يمكن أن ينشأ وينمو ويزدهر في ظل الاستبداد وكبت الحريات والجلد وقطع الرؤوس .. وحتى تاريخ هذا اليوم أين هو هذا المواطن العربي الحر في بلده .. في كل البلدان العربية .. عن أي تراث ثقافي نبحث ونحاول الحفاظ .. ماهو هذا التراث الذي نخاف عليه ان كان هناك تراث عربي خالص النقاوة ... ونخشى الغزو الثقافي .. هل الأفكار الجيدة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان هو غزو .. هل تكريس الإنسانية وتوفير الكرامة للإنسان في كل مكان وزمان هو غزو .. هل نشر الحريات من إعلام وصحافة وفضائيات هو غزو .. هل تداول السلطة واستقلال القضاء وتعدد الأحزاب هو غزو .. و الدين لله والوطن للجميع والمواطن أولاً هل هو غزو ثقافي..
لعل في كلمات الكاتب السوري التي أوردها الأستاذ شاكر النابلسي في مقاله المذكور بعض الإجابات على تساؤلاتنا ..
- وكل ما سبق يجب أن يكون متزامناً مع حركة لأحيـاء التراث إحياءً مستنيراً متفتحاً، واستحضار ما فيه، وما يلزم لمواجهـة تحديات الحضارة. ويُجمع معظم المفكرين العرب المعاصرين، أن مواجهة تحديات الحضارة، لا تتم إلا بالاتجاه إلى الماضي، وليس بالاتجاه إلى المستقبل. ومن هنا، يجد العربي نفسه في معضلة يصعب حلها. فهو لا يملك من وسائل لتأكيد الهوية غير العودة إلى منابع التراث. فهو يشعر بالاطمئنان على هويته كلما اقترب من التراث، ولكنه في الوقت نفسه يشعر بأنه يبتعد عن روح العصر، ومشكلاته، ومتطلباته، كما يقول الكاتب السوري حسام الدين الخطيب (الثقافة العربية الراهنة وآفاق تطورها في مواجهة أشكال الغزو الثقافي، مجلة "الآداب" عدد 11/12، 1981، ص65).(انتهى)
والسؤال الأخير هل نستمر بالتقهقر إلى منابع التراث الضحلة لنشعر بالاطمئنان وفي الوقت نفسه نعلن النزوح القبلي والابتعاد عن روح العصر ومعطياته الحضارية ...؟! وهل رأى الحب سكارى مثلنا....وثقافة الحض على تهديد المسيحيين وقتلهم وتهجيرهم من الموصل مروراً إلى القارة الإفريقية وعلى الأخص في مصر .. وثقافة الاقتتال وإباحة الدماء بين السنة والشيعة في إسلام واحد وكلا القاتلين إلى الجنة .. وثقافة سوق الفتاوى من إباحة زواج ابنة التاسعة إلى تحريم أكل الزلابية إلى تفخيذ الرضيعة إلى العلاج والمعالجة ببول البعير .. وإباحة قتل المذيعين والمذيعات .. وأخيراً وليس أخراً إهدار دم المسكين ميكي ماوس ليحرم بهجة ملايين الأطفال .. وتقديس الأولياء والحج إلى مزاراتهم .. والتوكل القدري الذي قاد الأمة إلى الخمول وترك كل شيء للإله حتى في دخوله وخروجه لقضاء حاجة .. والتعتيم على المرأة واعتبارها عورة بالكامل حتى صوتها ومنهم من قال حتى ظلها ... ولنشعر بالاطمئنان كلما اقتربنا من التراث ؟ !



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الشجرة المحرّمة .. أية لعبة هذه ...؟!
- تسونامي الانهيار المالي يعبر أمريكا إلى العوالم ..من الفاعل. ...
- ميكي ماوس يقيم دعوى على الشيخ منجد بجرم التحريض على القتل .. ...
- كل الأديان تلتقي في بحيرة الأخلاق...
- انهم يخترعون ويبتكرون ويبدعون ونحن عباقرة الإفتاء
- العلمانية تصون الأديان والقوميات خارج السياسة ...؟
- دراما باب الحارة وأخواتها تتراجع أمام الدراما التركية نور وا ...
- عبودية الإنسان من صنع السلطان وليس الإله ...؟
- أردوغان يفوز بذهبية الأولمبياد في السياسة وبجدارة ...؟
- الحجاب كان مفروضاً على الرجل والمرأة قبل الإسلام ...!؟
- جملة مباركات اقتصادية في صحيفة النور السورية ..؟
- ان تعددت المصاحف فالإيمان واحد ...؟
- الدراما التركية نور وسنوات الضياع تنصف المرأة مع اقبال جماهي ...
- هل فَشَلُنا وتخلُفُنا في ميادين الأولمبياد فقط ...؟
- الزمن يتحدى وفتاة من السعودية تقبل التحدي ...؟
- مهند ونور يردان على المشايخ ...؟
- هل الرجل بحاجة إلى أكثر من زوجة ليكون رجلاً ...؟
- دولة كركوك العلمانية المستقلة ...؟
- عنجهية الأنا العربية ... إلى أين ...؟
- عصّب مهند وزعلت نور وعصب البشير وزعل القذافي ..؟


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - هل هو غزو ثقافي أم جائحة فكرية حضارية ... ...؟