أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - العراق والمقدسات الدينية المسيحية واليهودية مطلوب رؤية استراتيجية تضمن مصالح الناس وتؤمّنها















المزيد.....

العراق والمقدسات الدينية المسيحية واليهودية مطلوب رؤية استراتيجية تضمن مصالح الناس وتؤمّنها


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 08:20
المحور: حقوق الانسان
    


يعيش العراقيون اليوم تحت ضغوط أزمات داخلية ولكنهم ليسوا بعيدين عن الأزمات الدولية المحيطة بهم.ولأن العالم مال اليوم إلى مشكلات تـُحمَّل محملا أو تأويلا دينيا في كثير من الأحيان فإنَّ للعراق نصيبا مهما في إمكان أن يشرع بحلول مناسبة في هذه القضية.. ولأن العالم كذلك صار يبحث عن وسائل جذب الاستثمارات فيما الأموال تنتكس بين ساعة وأخرى كما هي حال انهيار الأسواق المالية العالمية والإقليمية الجارية، لأنّ ذلكم واقعُ حالِ الأمور، فإنّ التفكير في ثروات استراتيجية مضافة يبقى مطلوبا على الرغم من وجود البترول بآخر قطرة منه في باطن الأرض العراقية.. وعلى الرغم من وجود ثروات متنوعة غنية أخرى..
إنَّ العراق موئل تراث الإنسانية وفيه من الآثار التي تحتفظ البشرية لها بأهمية ومكانة مميزتين مثلما فيه المعابد والمراقد الدينية الأكثر أهمية عالميا.. ففيه أماكن ومزارات دينية لأنبياء وكنائس تبقى في صميم الذاكرة الإنسانية المسيحية منها تحديدا وسيكون أولا وكمبدأ يعمق احترام العراقيين لمكوناتهم من المجموعات الدينية أن يفسحوا المجال واسعا للمسيحيين كيما يتحدثوا عن تلك الأماكن المقدسة ويستقدِموا مسيحيي العالم متحدثين عن عزة هذه الأماكن المقدسة المتأتية من علو مكانة المواطن العراقي المسيحي واحترام المجتمع لديانته ومعتقده في ضوء مبادئ المساواة والعدل والإنصاف..
إن القضية ليست مجرد قضية أزمات اقتصادية وجذب استثمارات وسياحة دينية تجذب الأموال للعراق بعامة ولكنها قضية توكيد مبدأ لأنفسنا وإعلانه للعالم.. أقصد مبدأ تساوي العراقيين وتآخيهم وعيشهم في حال من احترام بعضهم بعضا من جهة وفي حال من مواصلة مشوار كتابة المعارف والقيم السامية التي سطروها في سجل تراث الإنسانية هنا في أرض سومر المقدسة.. حيث بيوت أنبياء ومراقد ومقامات وأضرحة ومعابد وكنائس وأديرة مهمة نبعت منها الرسالة المسيحية وينبغي أن يُحفظ لمعتنقيها قدسية علائقهم بها..
ولا مجال للحديث عن زيارات لمسيحيي العالم هنا إلى موئل الأنبياء والكنائس التاريخية بلا رعاة لهذه الكنائس والأديرة وبلا أهلها من العراقيين المسيحيين أنفسهم.. أما وقد نشهد عدم حسم أمور من نمط الجرائم التصفوية الجارية بحق المسيحيين فقد تستمر الجرائم حتى نصحو على كارثة قطع عضو من الجسد العراقي بما يمثل قتلا مؤجلا للعراقيين وللوجود العراقي..
وفي ضوء هذه الحقيقة يبدو لي أن أول من ينبغي أن يهتم بأبنائه وببيوتهم وبمعابدهم وكنائسهم هم أهل البلاد حتى لو كان من بين خطوات الاهتمام دعوة الجهات الدولية المختصة للمساعدة لا في قضايا الاستقرار حسب بل وفي قضايا التعمير وحماية المباني وترميمها وليس أدرى بالكنيسة أكثر من أهلها من العراقيين المسيحيين ومن مسيحيي العالم وعلى رأسهم بابا الفاتيكان والبطاركة والمعنيين من مختلف مسؤولي الكنيسة عالميا... وهؤلاء لن نجد منهم إلآ سرعة استجابة لأنهم أصحاب رسالة سلام ومحبة وحاملي مشاعل التعايش بنور الإخاء الإنساني...
وفي السياق حيث مبدأ احترام مشاعر الناس وطقوسهم وعباداتهم ومن ثم توكيد أن العراقيين كانوا وما زالوا رسل وحدة البشرية وتعمقها في علاقات إيجابية بناءة، ينبغي أن يشرع العراقيون أولا بتطمين علاقات شعوب الشرق الأوسط جميعا وفتح باب يؤكد مصداقيتهم في مبدأ الإخاء والتعايش السلمي ويطمن حاجة ملايين البشر ممن يعتنقون ديانات لها مقدسات هنا بين ظهراني العراقيين ومن ذلك كون العزير محج يهود العالم...
والعزير في غنى عن تعريفي به ولكن الأمر بقدر تعلقه بالعراقيين، ينبغي أن أشير إلى موئل وجوده في مدينة العمارة ناحية العزير وبالتأكيد سيكون مفيدا لو أننا ابتنينا مطارا أو أكثر قريبا من هذا المحج وفنادق ليزوره المعتقدين به بعد أن نكون أزحنا عوامل منعهم من زيارته وأداء طقوسهم الدينية المقدسة... وحيث لكل مجموعة دينية حج سنوي يؤدونه يلزم أن نعطي لملايين يهود العالم حقهم في زيارة محجهم سنويا ولو مشروطا بحدود المكان المزار...
ومرة أخرى سيؤكد هذا فلسفتنا المتفتحة ومنطقنا العقلي المتنور ومبدئنا وقيمنا التي نتمسك بها في العيش بسلام وإخاء مع الآخر وفي احترامنا لمقدسات الآخر وطقوسه وحقوقه في ممارستها بلا عرقلة نكون نحن السبب فيها..
فإذا نهضنا اليوم بالأمر فسيحسب ذلك لنا وسيكون مردوده لنا وإذا أغفلناه وأهملناه فلن يأتي من وراء ذلك إلا ندامة على تأخر لن يمنع في النهاية ملايين البشر من إيجاد وسيلة لهم لأداء ما يستجيب لمعتقداتهم.. فلماذا نؤجل أمرا منتظرا كهذه المسألة التي سيكون في التعاطي معها واحدة من خطوات أو جزئية من مفردات الحل لمشاكل تعصف بنا..
إذ بوجود الثقلين المسيحي العالمي واليهودي العالمي سنعمِّد مسيرتنا لتطمين الأوضاع والاستجابة لحلول ذات آفاق استراتيجية ثابتة ومكينة.. ولابد أن نستذكر هنا توجه دول مهمة في المنطقة لحمل رايات الحوار بين الديانات [بخاصة منها الإبراهيمية أي النابعة هنا من أرض أور وبابل] وخلق أرضية التعايش بين المجموعات البشرية بما يفضي لمزيد من تبادل الاحترام وتحقيق العيش بلا عداوات تفتعل أسباب الاختلاف والتقاطع والتطاحن.. وفي زمن تتصاعد فيه وتائر تستخدم الإيقاع بين البشرية على أسس دينية، ينبغي للعراق أن يعلن مشروعا استراتيجيا في حمل رسالة الحوار والتسامح من هنا من حيث المعابد والكنيس والكنائس اليهودية والمسيحية الموجودة في أرض الرافدين...

وليس بعد معالجة مثل هذه القضية سوى استفتاء العراقيين أنفسهم في قبول هذا المشروع الوطني والإنساني والديني القائم على مبادئ التسامح والتعايش السلمي وقبول الآخر واستثمار ذلك في خير أبناء المنطقة وتطمين مطالبهم ومطالب ملايين ممن يعتنقون الديانة أو العقيدة ذاتها في بقاع الأرض كما أن لمسيحيي العراق حقهم في استقدام زائريهم وضيافتهم في موئل أنبيائهم ورسلهم وحق الكنيسة في حمل رسالتها لوحدة مسيحيي الشرق وتوجههم لمسيحيي الغرب يرسائل تفاهم وتعايش بعد أن صار يعيش في المهاجر الغربية عشرات ملايين من مسيحيي الشرق..
والقضية التي تخص مسيحيي الشرق ليست جريمة بحدود مطاردات في مدينة عراقية أو أخرى بل هي قضية تخص وجودهم في بلدان الشرق وانتشارهم في مهاجر قسرية قصية مذ أول مذابح طاولت الأجداد حتى آخر هولوكست ما زال يجري بحقهم.. أما القضية اليهودية فسيبقى جزء منها بيد التشدد والتطرف وسيفرز الأمر مشكلات وحروبا كما هو جارِ ِ ولكن توفير الحلول المناسبة وتطمين ممارسة الطقوس والعدل الذي سيعود على المؤمن بما يريد من زيارة وحج لن يكلف سوى استثمار يبني ويفيد ويغدق على أهله وعلى البشرية لا بماديات حسب بل وبمعاني لعالم جديد...

إنني أضع بين يدي أخوتي من العراقيين أن يبدأ مشروع استراتيجي يبدأ من بيت إبراهيم والعزير في الناصرية والعمارة أو أور والعزير ومن الكفل ومار متي وغير هذه الأماكن لبناء مطارات وفنادق لاستقبال الحجيج وحسب فقط لا غير فما الضير؟؟؟؟؟؟؟؟

هذه دعوة فوق الحواجز المؤدلجة والمسيَّسة ولننظر لما قامت به دول جوار؛ فإيران ويهودها والسعودية ومبادرة مليكها في حوار الديانات وهي مواقف وسياسات تمثل الأكثر صوابا في توجه اليوم وقيم الغد ولنبدأ:

شخصيا أدعو كل مواطن عراقي مسيحي أو يهودي بل وقبلهما المسلمين وكل العراقيين من مختلف الديانات ليقولوا كلمتهم: ألا تريد يا ابن ناحية العزير أن تقول موقفك الإنساني المتفتح في التعايش مع أخوتك من بقية الديانات؟ وفي غير هذا ألا تريد أن تأتي إليك استثمارات لها أول وليس لها لا آخر ولا نهاية فتحيي بها مدينتك المهملة وتعيش رغدا بعيدا عن آلام الفقر المدقع والحاجة والفاقة والمرض وأصناف المشكلات؟ كلها تنتهي بالتفكير بمشروع كهذا ينظر بمصداقية لهذه الثروة المطمورة تعبيرا عن استغلال لك وللآخر.. وليبدأ التصويت من لحظة قراءتك هذا المقترح أرسلوا التأييد وسنبدأ سويا..
أوجه دعوة التصويت هذه للمواطن البسيط وللكنيسة والكنيس وللحكومة المحلية في محيط كل أثر ديني مهم وللحكومة الوطنية ولممثلي الديانتين الميسيحية واليهودية في العالم.......وعساني أصبتُ كبد الحقيقة ليكون ذلك مفتاح أمان وسلام للجميع.







#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق مجتمع تعددي متنوع مطلوب تأمين أوضاع المجموعات المهمَّ ...
- الفساد ظاهرة الانتحار الإنساني المؤجل؟!
- التعليم عن بُعد نظام تعليمي رصين ومطلوب
- التأسيس لمرحلة نهضوية جديدة تفرض ألا نهمل تاريخنا الثقافي وا ...
- اللغة والقيم الاجتماعية نموذج حوار الطرشان وحوار العرسان وحك ...
- سومريات: المسرحية العراقية: شؤون وشجون[6]
- الموسوعية والتخصص بين نور المعرفة وظلام الجهل في حالتي التخل ...
- المؤسسة العسكرية العراقية بين الأمس واليوم والغد
- بشأن ضرورة التأسيس لوزارة المجوعات القومية والدينية والمجلس ...
- من أجل حملة دفاع دولية لحماية المجموعات القومية والدينية الق ...
- المسرحية الكوردية في المهجر: -الخراب- لكاميران رؤوف نموذجا
- المثقف العراقي بين مطرقة (الخارج) وسندان (الداخل)؟ حول انعقا ...
- المشكل ليس في قانون انتخابات مجالس المحافظات؟
- الجمعية العربية لأساتذة الأدب الحديث
- الجمعية الهولندية لأساتذة اللغة العربية
- في يوم الشهيد الآشوري: سِفْر الإبادة ومنطق الرد المنصف؟
- دعوة للتهدئة والتعامل بفعل الحكمة لا رد فعل التوتر والاحتقان
- مدرسة اليسار العراقي الصحفية: التراث المجيد ورحلة التطور وال ...
- أية سياسة نريد في واقعنا الراهن؟
- التهاني الموجهة للمجموعات القومية والدينية العراقية بين طبيع ...


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - العراق والمقدسات الدينية المسيحية واليهودية مطلوب رؤية استراتيجية تضمن مصالح الناس وتؤمّنها