أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مهند الحسيني - أين الواقعية في رفض المعاهدة العراقية – الاميركية ؟؟!!















المزيد.....

أين الواقعية في رفض المعاهدة العراقية – الاميركية ؟؟!!


مهند الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 04:21
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


من المفارقات الغريبة والعجيبة أن العراقيين لم يتفقوا لهذه اللحظة في تعريف مفهوم الوطنية ، كما لا توجد لحد ألان أي معايير تفصل بين من يتصف بالوطنية وبمن لا يتصف بها ، لدرجة أن البعض أحيانا يختزل المفهوم الوطني بشخصه وبمعتقداته الخاصة ، فكل من يتقاطع مع شخصه أو معتقده نراه لا يتورع عن سلب غريمه الوطنية وكل القيم الأخلاقية وحتى ثقافته ربما يسلبها منه لأنه وبزعمه لا يوجد أي مثقف يجوز أن يخرج عن الأيدلوجية إلي يعتنقها ومهما كانت هذه الأيدلوجية !! .

وفي هذا الوقت الذي كثر الحديث واللغط حول الاتفاقية المزمع عقدها بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية ، فبين مؤيد ومعارض لها كتبت المقالات وفتحت قريحة أقلام الكثير من المثقفين العراقيين حول هذا الموضوع تحديدا ، وحجة المؤيدين أن هذه الاتفاقية تعتبر صمام أمان للعراقيين لأنها سوف تقطع الطريق على كل من يفكر باعتلاء سدة الحكم في العراق عن طريق الدبابة + بيان رقم (1) ، وسيضمن العراقيين بأنهم لم يروا مجددا مشاهد السحل والقتل العشوائي والجثث المعلقة على وزارة الدفاع وغيرها من المناظر المقززة باعتبار أن العراق قد أصبح من الدول التي تقع تحت هيمنة المصالح والرساميل الأمريكية .

أما في الجانب المعارض للاتفاقية فنجد أن حلولهم لا تختلف شيئا عن حلول المقاومة الشريفة جدا جدا (( التحرير الناجز أو الموت الزئام لكل العراقيين وليست مشكلة كيفية الموت لانهم يمؤمنون بالمقولة التي تقول تعددت الأسباب والموت واحد !! )) ، وأسلوبهم الخطابي والشعاراتي بإخراج المحتل يشبه إلى حد ما أسلوب الخطاب العربي الأهوج الذي يخلو من الواقعية .
وشخصيا لا انكر على هذا الفريق رؤيتهم من حيث المبدا ، ولا أريد أن انتقص من وطنيتهم ولكن تعميم نظرتهم على إنها مثال الوطنية وما دون معتقدهم هو الخيانة والعمالة والارتماء بأحضان المحتل الأجنبي والارتزاق منه هو ما أنكره عليهم ، فكلامهم عن الكرامة والحرية هو أشبه بكلام المقبور الذي كان يعظنا به 25 ساعة يوميا ومن على جميع قنوات الإعلام العراقي (( المسموع والمرئي والمطبوع)) فأما أن تكون معي وتكون الوطني وأما أن تعارضني فستصبح العبد الذليل للأجنبي !!! .

فكما لا يخفى على هذا الطرف (( المعارض للاتفاقية)) أن الحرية والكرامة التي يتكلمون عنها لا تسلب فقط على يد الأجنبي بل أحيانا كثيرة تسلب هذه المسميات على يد أقرب الناس لنا من أبناء جلدتنا ولكم ماحصل للعراقيين على يد بلاشفة العصر الاسلاوميين المتطرفين شيعة وسنة من إشاعة الحجاب ألقسري وتكميم أفواه المعتدلين ومن تهجير وخطف وقتل وذبح وتفجير، وأيضا ما يحصل في الدول العربية (( المسلوبة الإرادة من قبل حاكمها والأجهزة القمعية الخاصة به)) خير مثال على أن الاحتلال واحد وان تعددت هويته فالأجدر بهم أن يغيروا من قاموسهم الذي يعرف المحتل عموما وبعيدا عن الهوس والعاطفة وليخبرونا من هو أهون الشرين على العراقيين هل هو المحتل الأجنبي ام المحتل القبلي - الايدلوجي - الراديكالي الفاشيستي ؟؟!! .

وهناك أمر أخر وهو أن أغلب المنظرين لهذه المعارضة هم أصلا يعيشون تحت ظلال حرية (( الأجنبي )) ويتنعمون بنعمته !!! ، واحدهم يطالب العراقيين وبكل وقاحة ((وكأنه جيفارا عصره)) بتقديم التضحيات لينال العراق حريته من المغتصب الاجنبي !! فهل من المعقول أن شخص يتكلم عن الكرامة والحرية وهو يطالب الفرد العراقي من على أريكته الوثيرة في بلاد الفرنجة وهو يدعوهم ((بطريقة زعيم القبيلة )) بان يريقوا أخر قطرة من دماءهم لنيلهم الاستقلال الناجز !!
وأخر يستشهد برفض المرجعيات الدينية لنص هذه الاتفاقية وكانما المرجعيات قد أصبحت الفيصل المطلق في البت بشؤون دنيانا ، ولا اعلم حقيقة هل يريد أن يجعل من العراق ولاية يحكمها فقهاء الخواتم والفتوى !!! .
أي منطق هذا ؟؟!!
وأي نكتة سمجة هذه التي تقصونها علينا ؟؟!!
وأي ثقافة تلك التي يدعيها أمثال هؤلاء الحالمون ؟؟!!
وحقيقة أجد نفسي كانسان براغماتي مجبرا على الوقوف بصف المؤيدين لهذه الاتفاقية (( رغم تحفظي على بعض البنود التي حوتها مسودة الاتفاقية)) لما فيها من رؤية واقعية وبعيدا عن الدون – كيشوتية والخطب الرنانة العنترية المزايدة والتي لم نل منها غير الكلام الإنشائي المنمق والذي من المحال أن يطبق منه حرف على أرض الواقع.

يا أخوتي ويا سادتي قبل أن تشحذوا أقلامكم وقبل أن تنتفخ أوداجكم أود أن أخبركم بان صاحب هذه السطور هو عراقي مثله مثلكم ولم ولن ينسلخ عن واقعه مطلقا، وليس بإمكان أي شخص أن يزايد على وطنيتي ولسبب بسيط جدا أن هناك عراقيين كثر يشاطروني هذه الرؤية ، ولا اعتقد أن أي شخص عاقل يدعي الثقافة يجرؤ على تسقيط وطنية كل من يختلف مع أرائه واطروحاته ... لأنها وبشديد البساطة ليست مقدسة فالشئ المقدس الوحيد في هذه الحياة هو الإنسان ولا غيره يستحق أن نضع على أساس مصلحته معاييرنا الأخلاقية .
فاعتقد أن المواطن العراقي قد تعب وعانى من هذه الازدواجية (( كثرة الاقوال تقابلها قلة الافعال)) وقد خسر كثيرا بسبب هذه المعايير الوطنية التي تضعونها أمامه على إنها هي مقياس الأخلاق والوطنية المطلق وبدونها يصبح الإنسان لا قيمة له !! ، فلنحاول أن نضع مصلحة هذا المواطن الكادح هو معيارنا الذي نتفق عليه جميعنا .
فلقد سبق للجماهير المسيرة بفعل هذه العاطفة أن هبت وثارت ووثبت ضد بورت سمورث وغيرها من المعاهدات التي أعطت للعراق ثقل إقليمي حسدته عليه جميع الدول المجاورة ولكن ماذا كانت النتيجة ؟؟!! .
وتم اخراج المحتل (( أبو ناجي )) ، وأيضا تم للعراق تأميم موارده وثرواته من أيادي المستثمر الأجنبي .. ترى مالذي استفدنا منه كعراقيين من كل هذا الضجيج والصراخ ؟؟!! .

فيكفي إعادة لأخطاء التاريخ .. ويكفي تقديس لمسميات لا تستحق أن تقدس ولنعيش الواقع بعيدا عن كاذب الخيال ، ولننظر من يميننا ومن شمالنا من الدول التي كانت لحد الأمس القريب بوادي مقفرة وكيف تحولت خلال سنوات معدودة إلى قبلة للعمران وللاستثمارات الأجنبية بفضل معاهداتهم الدائمة مع حكومة الولايات المتحدة والتي لا تختلف كثيرا عن المعاهدة التي تقفون بوجهها اليوم، فهل كتب على العراقيين أن يرزحوا تحت خط الفقر وتحت ظل الانعدام الخدماتي وهم يرون من هو دونهم بنظرة تملؤها الحسرة ؟؟!!
وأتمنى من كل قلبي أن يتركوا العراقيين عنهم هذه الشعارات وهذا الكلام الذي اثبت الواقع بعدم جدواه وبأنه ليس أكثر من شعارات قديمة ومستهلكة لا نفع لها ولا دفع ، فيفترض بالعراقيين وفي هذه المرحلة بالذات أن يدركوا الطريق النافع في البحث عن مصالحهم والتي تجعل من بلدهم أنموذجا رائعا ولو على الأمد البعيد .... فزرع بذرة اليوم خير من التحسر على عدم زرعها يوم غد .



#مهند_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدق من قال ... والشعراء يتبعهم الغاوون ؟؟!!
- الشعر والعصبية القبلية ... وجهان لعملة واحدة أسمها التخلف ؟؟ ...
- أتقوا الله في ميكي ماوس يا مشايخ السلف ... فانه مخلوق مثله م ...
- شجاعة مثال الآلوسي ... وصلف المزايدين
- خفافيش الافكار يلمعون في ظلام الهزيمة....محمد عمارة انموذجا ...
- خفافيش الافكار يلمعون في ظلام الهزيمة....محمد عمارة انموذجا ...
- من وراء تخلفنا ... شياطين الجن ام شياطين الانس ؟!!
- في ذكرى رحيل عملاق الفكر العراقي الفيلسوف علي الوردي..بين ال ...
- إذا انت اكرمت الكريم ملكته .... وإذا اكرمت اللئيم تمردا
- حلا ل لنا .... وحرام عليكم !!!
- بين عيد المرأة وعيد الام .... وهموم المراة في مجتمعاتنا
- الفضائيات العراقية .... بين اللطم والردح الطائفي
- الليبراليين.... والمتلونين الجدد
- هل الحكم الاسلامي هو بعيد عن صفة الثيوقراطية ؟؟!! ...... 1-2
- الفتوى بين الكسل ....... والجهل
- أصحاب الجهل المركب ... وادعاء الحق المطلق !!!
- ثقافة القطيع .... وعقدة الغريب
- سبب نكسة الليبراليين في العراق (1)
- قتلوك يازعيم ....كما يقتلون العراق اليوم
- هل الديمقراطية شعار أم ممارسة؟؟!!


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مهند الحسيني - أين الواقعية في رفض المعاهدة العراقية – الاميركية ؟؟!!