أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كاظم حبيب - يا حكومة العراق .. المسيحيون مواطنون وليسوا جالية أجنبية في العراق!














المزيد.....

يا حكومة العراق .. المسيحيون مواطنون وليسوا جالية أجنبية في العراق!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 08:23
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لم يمض على تصريح السيد وزير الدفاع العراقي بإرسال قوات مسلحة عراقية إلى منطقة التهجير القسري في الموصل لحماية من تبقى من العائلات المسيحية التي تعرضت لاعتداءات وحشية غاشمة راح ضحيتها 12 شهيداً وتفجير ثلاثة منازل وهجرة ما يقرب من 1000 عائلة مسيحية من بيوتها ومناطق سكناها ورحيلها القسري إلى سهل نينوى والموصل واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإعادة هذه العائلات المهجرة ووضع حد للتهجير العدواني , لم يمض سوى 24 ساعة حتى ارتفع عدد العائلات المهجرة قسراً إلى 2000 عائلة , أي تضاعف العدد خلال يوم واحد لا غير. ولا زال عدد العائلات المهجرة والهاربة من جحيم الأوباش القتلة في تصاعد ساعة بعد أخرى , بسبب تخلف اتخاذ أي إجراء فعلي من جانب السلطة الاتحادية والسلطة المحلية لحماية تلك العائلات المسيبحية العراقية. وهذا يعني أن عدد المسيحيات والمسيحيين المهجرين قسراً قد ارتفع ليتراوح الآن بين 12-13 ألف نسمة.
وتشير المعلومات الواردة من الموصل إلى أن الكثير من المواطنات والمواطنين المهجرين من مناطق سكناهم هم من موظفي الدولة والعاملين في المجالات الهندسية والإدارية وأساتذة جامعة ومعاهد ومدرسين ومعلمين وأطباء ومتخصصين من الجنسين. وهي جريمة بشعة بحق المواطنات والمواطنين والوطن في آن.
ومن المحزن حقاً والغريب في آن واحد هو أن الحكومة العراقية بقضها وقضيضها لم تحرك ساكناً غير التصريح اليتيم لوزير دفاعها الذي لم يغن ولم يسمن بل دفع بالمجرمين إلى تعجيل عملية تهجير السكان الآمنين بالقوة الغاشمة. ولم يطرأ في بال السيد رئيس الوزراء أن يتحدث ولو بعدة كلمات يشجب فيها هذه الجريمة ويستنكرها ويدعو المسؤولين إلى اتخاذ كافة الإجراءات لوضع حد لهذه الجريمة وإعادة المهجرين إلى مناطق سكناهم وحمايتهم من كل سوء. لقد تجنب مكتب رئيس الوزراء في مرات سابقة أي حديث عما كان يلحق بالمسيحيين من أذى في العراق بذريعة أن ذكر ذلك يسيء إلى سمعة العراق في الخارج! إن هذه الذهنية التي تحدث بها مكتب رئيس الوزراء في حالات سابقة تعبر عن ضيق أفق ومحدودية في التفكير , وهي بالتالي ومن حيث الجوهر لا تختلف عن ذهنية وممارسات حكام العراق السابقين الذين كانوا لا يتحدثون عما كان يقع وما كانوا يمارسونه في العراق , بل يكذبون كل خبر من هذا النوع.
يشير التقرير الصادر عن منظمة أمل العراقية , بعد زيارة وفد من المنظمة برئاسة المناضلة الوطنية هناء أدور , إلى أن الوحوش السائبة كانت , إضافة إلى ممارسة القتل وتفجير المنازل , تقوم بـ "توزيع المنشورات والأقراص المدمجة ورسائل التهديد عبر الهاتف النقال , والتأشير على المنازل , وتعليق اللافتات وإطلاق النداءات عبر المايكروفونات في عدد من الأحياء تنذر المسيحيين بالخروج والانتقام منهم". ولم يكن أمام غالبية العائلات إلا ترك منازلهم والهروب بجلدهم تاركين للمجرمين بيوتهم وما فيها التي تعرضت للسلب والنهب.
لقد جرت كل هذه الأفعال أمام أنظار السلطات الاتحادية والسلطات المحلية التي لم تحرك ساكناً , عدا التصريح اليتيم لوزير الدفاع العراقي الذي أثمر عكس ما دعا إليه.
لم يأت هذا العدوان مفاجئاً للكثير من الناس الذين كانوا يتابعون ما يجري في الموصل. فقبل ذاك تعرض الأيزيديون واستشهد من أتباع هذه الديانة المسالمة عدد كبير من الناس الأوفياء للوطن والشعب من العمال والفلاحين الكادحين , ثم تعرض الكثير من الشبكيين إلى اعتداءات مماثلة , ثم جاءت الضربة العدوانية الجديدة ضد المسيحيين , وهم من أعرق سكان هذه البلاد , وسبقتها قتل لعدد من القساوسة التي كتبنا عنها في حينها وشجبنا ذلك بقوة. كل هذه الأمور جرت في الموصل ومحافظ الموصل وأجهزته الإدارية والأمنية لم تفكر باتخاذ ما يكفي من إجراءات لملاحقة المجرمين العراقيين والعرب الذين يمارسون هذه الأفعال الإجرامية. وقد ساعد هذا على مواصلة هذه الأفعال المريعة ضد أهل الموصل.
أن من حق كل مواطنة ومواطن عراقي أن يطالب الحكومة الاتحادية والحكومة المحلية في الموصل بتشكيل لجان تحقيق مستقلة ونزيهة لتحقق بما جرى للعائلات المسيحية ومن يقف وراء ذلك وتقديم المسؤولين عن كل ذلك إلى المحاكمة لنيل الجزاء العادل , كما من حقنا أن نطالب الحكومة العراقية والحكومة المحلية باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بوضع حد للعدوان على المسيحيين وغيرهم من أتباع القوميات والديانات غير العربية وغير المسلمة في الموصل أو في أي مكان من العراق , وأعادة المهجرين إلى مناطق سكناهم وتعويضهم وتأمين الحماية المستدامة لهم.
إن علينا أن نحرك الرأي العام العربي والعالمي والإقليمي ضد ما يجري في العراق ضد أتباع الديانات والمذاهب والقوميات الأخرى لكي نواصل الضغط المشروع على الحكومة الاتحادية في بغداد والحكومة المحلية في الموصل لكي تؤدي واجبها إزاء ما جرى ويجري في الموصل.
إن هناك أهدافاً شريرة وراء هذه العملية الأخيرة التي استهدفت المسيحيين , إنها محاولة من قوى إسلامية سياسية متطرفة وقوى قومية شوفينية متطرفة لدفع بنات وأبناء جميع الأديان الأخرى من غير المسلمين إلى مغادرة العراق وجعل العراق احتكاراً للمسلمين , حيث يبدأ بعدها الصراع بين الطوائف الإسلامية المختلفة لتصفيات جديدة في ما بين ميليشياتها المسلحة والتي تشمل الناس الأبرياء بشكل خاص. وفي هذه المؤامرة القذرة تشترك قوى محلية وإقليمية ودولية يفترض الانتباه لها والتصدي لإجراءاتها والشعارات الخبيثة والمبطنة التي تطرحها وتروج لها , بما فيهم دعم الهجرة من العراق , التي تسمح بتفاقم الحقد والكراهية والرغبة بين أتباع القوميات والديانات والمذاهب في العراق وإلى التناحر والاقتتال وإلى تهجير قسري لأتباع الديانات الأخرى من العراق.
إن من واجب الحكومة العراقية والشعب العراقي كله إسقاط هذا المخطط الجهنمي وملاحقة من يقف وراء مثل هذه الأساليب والأهداف , وعلينا جميعاً أبداء أفضل وأرقى صيغ التضامن والتكاتف مع بنات وأبناء شعبنا من المسيحيين ومن اتباع بقية الأديان والمذاهب في العراق.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنخيب آمال جمهرة الصيادين في الماء العكر وأعداء الشعب العراق ...
- كامل شياع ومعركة الحياة الثقافية الديمقراطية والإنسانية في ا ...
- هل انتهت مهمات ودور ميليشيات جيش المهدي في العراق ؟
- قراءة في مقالة -صورة الإسلام في ألمانيا-
- الآلوسي مثال طيب!
- سلاماً أيها المناضل المقدام , وداعاً أيها الإنسان الفذ !
- الأزمة الأمريكية , اسبابها وعواقبها!
- هل المالكي بمستوى التحديات القادمة؟ الخطوة الأولى وماذا بعد؟
- كامل شياع ضحية التناقض والصراع بين التوحش والتمدن في العراق!
- نادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين وإمكانياته الثقافية و ...
- رسالة تأبينية
- من هي القوى التي اغتالت الإنسان والمثقف كامل شياع ؟
- الخزي والعار للقتلة الأوباش .. للوحوش السائبة في بغداد .. ال ...
- أليس مفيداً للعراق أن يتابع دروس الجزائر مع الإرهاب الإسلامي ...
- منظمة حقوق الإنسان في الدول العربية ألمانيا (أمراس)
- هل المأساة والمهزلة اجتمعتا في شخص واحد في العراق ؟
- هل الموقف الخاطئ من القضية الكردية له عواقبه الوخيمة في العر ...
- الخطوط العامة للمحاضرة:هل من ظواهر جديدة في اتجاهات تطور الو ...
- تحالف -مدنيون- المدني ولد متأخراً , ولكنه قادر وقابل للحياة ...
- الجلاد والضحية في بلاد الرافدين !


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كاظم حبيب - يا حكومة العراق .. المسيحيون مواطنون وليسوا جالية أجنبية في العراق!