أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل الخياط - حزب الفيل الأميركي الإشتراكي !















المزيد.....

حزب الفيل الأميركي الإشتراكي !


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2437 - 2008 / 10 / 17 - 00:20
المحور: كتابات ساخرة
    


على وزن أو شاكلة " حزب البعث العربي الإشتراكي " , بصرف النظر عن أن تلك الشاكلة تتخذ مسارا عكسيا في التكوين العقيدي لكلا الحزبين , فالبعث الإشتراكي كان إشتراكيا من الـ منذ نشأته , أما إشتراكية الفيل الأميركي فقد توَلدت نتيجة ظرف أو ظروف بعينها , بالرغم من زعمه المختلف , فهو يدعي أنه أصلا إشتراكي النزعة , لكن إشتراكيته قادمة من مجرات أخرى , إشتراكية لا يقضم كنهها إلا اللاحسون , إلا الذي يلحس الخلايا الورقية الإسفلتية التي تُجَير أدمغة : رئيس البنك المركزي الأميركي " بن فرنانك " , ووزير الخزانة " هنري بولسون ", ورؤساء ومُديري البنوك والمؤسسات المالية وشركات النفط الإلهية وفي مقدمتهم أو على " يافوخهم " - جورج بوش - آخر الإشتراكيين الدوليين !!
هل تمزح ؟ قسماً بقُدسية أعمدة الهيكل الأبيض لا أمزح . فهذا ما تردد ويتردد في الأروقة , ومن تلك : " هي أروقة محطة الـ CNN " , تلك
الأروقة التي تضج على مدار الساعة بفرقعة الجدالات عن الإنتخابات والأزمة المالية التي تعصف بالولايات المتحدة عليها السلام ,
وفي واحدة من تلك الفرقعات , وفي برنامج ( Larry King العتيق ) ردت عضو أو عضوة في الحزب الجمهوري ومجلس النواب تُدعى "
ميشيل باكمان " على " باول بيجالا " وهو مستشار ديمقراطي , عندما نسبَ الأزمة المالية الراهنة إلى " جورج بوش " وسياسات حزب الفيل المُنفلتة , ردت عليه :
بأن "جورج بوش " إشتراكي , ما أثار موجة من الضحك والعجب لديه !!لعل تلك المرأة هي التي كانت تمزح , لأنها في الواقع شديدة الولاء لهذا
الحزب , وربما لـ جورج بوش , ويبدو أن زعمها ذاك قد تأتى كصدىً لهذا الولاء , وكان الأجدر بها أن تتخذ من المُنظرة الرأسمالية " كودي "
مشعلا لها في الإعتناق الشبقي الشراهاتي , وعلى الأخص إشارات " كودي " الدفاعية المستميتة عن الرأسمالية , تلك الإشارات التي تزامنت
مع إنتفاضة " ساركوزي " عن : سقوط العولمة الرأسمالية بعد العصف الإقتصادي الأخير " .. وسوف تظل المُنظرة "
كودي " في خندق المواجهة الأمامي لتبرر وتنسب وبآلية روبوتية هذا العصف إلى النحس والفأل والحظ والقوى الغيبية الشريرة والخرز وعظم
الهُدهُد وطاسات العرافين والعرافات وقارئي الكفوف والمسامات وكل صنوف الشعوذات , كل تنويعات الدروشات على أفواه الدراويش والدرويشات ,سوف تنسبها
وتصبها على هامة المسكين المُستكين والمُفترى عليه شهر " سبتمبر " !! ففي هذا الشهر المشؤوم إنهارت الأبراج وتهدمت القلاع وأضحت عيون
ذئاب الإحتكارات أشد براءة من " طفل روز ماري " , هذا الشهر المحقون بالأرواح الشريرة هو علة مأساة أميركا , منذ كساد 1929 مرورا بحرائق
برجي السماء وحصن البنتاكون وصولا إلى الإفلاس النقدي هذه الأيام .. إذن لابد من تصويب مدافع المُبيدات نحو عظم الهُدهُد المنحوس هذا , ولأجل ذلك فسوف تبرق
عينا " الإحتكارية السمراء " ليخترق أصداء زئيرها حيطان " الكابيتول "
داعيا مطالبا المصادقة على قرار : رش المبيدات على فايروسات النحس المتلبسة " سبتمبر الخراب " , لابد من خلعه من مدار الفُلك الأميركي !!

ولماذا كل هذا الإفتراء على " سبتمبر " البائس , هل لأنه لا يمتلك مدفعا للدفاع عن نفسه ؟ , فالمعروف أن كساد 1929 قد حدث في أكتوبر ,
وفي نهاية أكتوبر وليس في بدايته ؟ لكن الخراطيم ستجره بكل فظاظة لتقحمه رغم أنفه بين ثنايا سبتمبر الفقير إلى الله !!.. ثم تسترسل تلك

الخراطيم الهيمان في ممالك الطناطل والعفاريت ليتمخض تمرغها عن أن النحس أو الحظ الأعور أو القدر الأعرج قد تملكَ الحزب الجمهوري نفسه بخراطيمه
وخرطومياته وليس سبتمبر فقط !! فجميع تلك الكوارث قد وقعت في حُقبه المشؤومة ! .. في تلك الفقرة يبدو أن الخرطوميين قد فقدوا الزمام , فـ وُفقَ
هذا التوصيف سوف يكونوا هم ذاتهم في واجهة الـ " مُبيدات " المُقترحة من جانبهم والخلع من الدوران في المحور الأميركي .. وهنا لا بد أن يأتي
السياق على النحو التالي: فبخصوص الخلع , فتلك بديهة, أنهم سيُخلعون في الإنتخابات القادمة , لكن هذه المرة - وحسب المُعطيات الأخيرة - سيكون المسخ
فعلا بالمُبيدات , إلى أجل غير مُسمى .

العقلية الكهنوتية للجمهوريين ليست موضع جدل بأي حال , فهي رُكن جوهري أو فرفوري من أركان حزب العرافين المحافظين هذا , تتغنى
طلاسيمها الخراطيم من أثخن خرطوم إلى أرهف واحد أو واحدة أو خرطومة , من هي تلك الخرطومة ؟ : من الممكن أن تكون أية واحدة ,
لكن الأكثر إحتمالا ان الأنظار ستتجه نحو نائبة " ماكين أو مكاين أو الأصح حنفيات " النائبة " سارة بالين الجوفاء صاحبة "المشعوذ الكيني "
, قائد الحرب المقدسة ضد الأرواح الشريرة المُتحصنة في رأس سارة بالين , الرأس المُحنى بحناء الطارد النيوتروني لفايروسات الشرور ..
لا أدري كيف فاتت وتفوت تلك الملحوظة الكاتبة والممثلة الساخرة والرائعة حقا Tina Fey , رغم أنها قد أنزلت " سارة بالين " إلى
الحضيض قبل إسبوعين في برنامج Saturday Night Live عن المناظرة بين " بايدن وبالين "
ونرجع إلى القول : ان العقلية الكهنوتية ليست موضع جدل , لكن طرحها في السياق هو عن مدى صلتها بإستهلال هذي الموضوعة فإذا كانت اللامنطقية عن صُلب الشبه - الإشتراكية - تفرض بداهتها , فثمة أبعاد الشبه الأخرى , ومنها أولا ما يقترن بتلك الكهنوتية , مثل : الإعتقاد الراسخ بالقدرة الغيبية القادرة على قلب كل ما هو طبيعي , كذلك التمثيل أو النيابة عن
الإله والتوصيات الإلهية بشن الحروب وتغيير القوانين و.. الطافحة على ألسنة قيادات البعث والفيل الأميركي .. البُعد التماثلي الآخر هو العقيدي
القبلي العصبي والمتمثل على جانب الفيل ما يُسمى بـ Bush Ductrine, والمنظور الفوقي العنصري للبعث على الجانب الآخر ..
وهذا البُعد , يتولد من رحمه حب التشبث بالسلطة أو العقلية الدكتاتورية , وهنا , بالنسبة للبعث فتلك حقيقة واقعة , أما الطرف الآخر فلكونه محكوم ومُقوَض بدستور وإرث ديمقراطي يُحرم واقعاكهذا فسوف يظل هذا الأمر مُجرد حُلما فنتازيا لعناصر حزب الفيل .. ولعل من المفيد هنا ذِكر دردشة لـ " إبن لادن " يتذكر ويذكر فيها أيام تعاملاته البزنسية مع عائلة جورج بوش وكيف أنهم يحسدون بقاء الحُكام العرب في السلطة إلى أن يلفهم القبر , ويتمنون لو كان
الأمر في الولايات المتحدة على هذا النحو !!

وأيضا , النظرة الدونية للمرأة من ضمن لفيف تلك التشابهات , ولا يشفع المنظور العام لكلا التشكيلين كونهما علمانيين في نظرتهما للمرأة ,
فالمفاهيم القبلية الدينية التي يتشبعان بها هي التي تُكون تلك النظرة الدونية , نعم, من الممكن أن تجد نساءً يشغلن مراكز متقدمة في مؤسسات الدولة , لكن
تلك العملية تظل نسبية مقارنة بالمفهوم الجوهري لتلك النظرة , أو من زاوية أخرى إنها ما دامت مخلوقة دونية فمن الطبيعي ستكون طاعتها عمياء
لأصحاب القرار , وقيل ان السبب الرئيسي بإتخاد إمرأة قليلة الخبرة مثل " سارة بالين " لمنصب نائب الرئيس هو لأجل أن تكون مطيعة في كل ما
يتبناه البيت الأبيض من قرارات , ولعل مكوثها في مزرعة " ماكين " إسبوعا كاملا تتلقن التعليمات يندرج ضمن هذا الإطار , وإن كان " ماكين
" نفسه بحاجة إلى التلقين , فلقد أضحى مسخرة في كل إيماءة تصدر عنه وعلى إمتداد التراب الأميركي ! .. لكن الملحوظة الأكثر فضولا في هذا
السياق هي أن تكون تلك المرأة - المرأة الجمهورية المذهب - مؤمنة بهذا التلطع السايكولوجي الفلسفي , بمعنى : الإيمان المطلق بدونيتها ,
أو الخضوع الغير طبيعي , أو بمعيار سادي : التلذذ بسطوة الرجل , أو السطوة الذكرية عليها !! ولكي تكتشف هذا البُعد إطلع على هذيانات نساء حزب الفيل ومنهن العملاقة القزمة المُثيرة للضحك حقا Bay Buchanan.. جمهوري آخر يرد على إمرأة في أحد اللقاءات بالقول : hy lady listen , ومعناه إستمعي يا إمراة لا تظلين تـ ( تنعثلين علينا ) !! الرد الذي أثار حفيظة مُقدم البرنامج وبقية طاقم المحطة !!
ولا غرابة , فتلك هي ظلال الفكر المحافظ , فرواد أو مُعتنقي هذا الفكر هم إمتداد لخزعبلات قادمة من عصور سحيقة رغم إنصهارهم في مدنية
تجاوزت المُتخلفات منذ أمد بعيد , أقتنص عينة على سبيل التمثال : الحزب المحافظ في كندا , فمن ضمن الأولويات المبدئية لهذا الحزب هي
أن المرأة يتوجب أن تظل مزروعة في البيت لتقضي حاجاته : الأطفال والطبخ والتنظيف وما إلى ذلك .. !!


تشابهات كثيرة بين التكوينين : الكذب , الخداع , الميكافيلية .. وعلى المستوى الشخصي من الممكن أن تجد تشابها سايكولوجيا شخصيا على مستوى التظاهر الفارغ بين شخصية " جورج بوش " وشخصية " صدام حسين " ووفق كل ذلك فإن مكانية الطياح الخُلقي ستكون هي المحور في ذلك التلازم !

لكن أهم تماثلية غبية قبيحة في هذا الإطار , والتي هي ربما ليست ضمن سياق تلك الموضوعة , لكن سوقها سوف يكون ضروريا كما أظن , وتلك
هي : تشابه وتطابق وتماثل حزب " إبن لادن السلفي " في حقده على المفهوم الإشتراكي بإعتباره مفهوما كافرا , و تصريحات عناصر حزب
الفيل في الأزمة المالية الأخيرة في رؤيتهم للمفهوم الإشتراكي !!



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراك تيليفوني بين ( بوش و براون ) عن أولمبياد - بكين - وأشيا ...
- كامل شياع و - رسائل من ماروسيا -
- ( جورج بوش ) و ( جوردن براون ) القوقازيان
- - محيسن الحكيم - وصدور روزخنته الموسومة الأخيرة
- أنا أقول إن جماعة - أبو النسوان - ستنتصر على جماعة - أبو الخ ...
- بهاتة - أحمدي نجاد -
- الجنجويد بعثيون وإن لم ينتموا
- جيش الرب الأوغندي يُقدم عريضة إحتجاج للأمم المتحدة ضد حزب ال ...
- حكاية - عِجل العباس - وتطابقها مع قصة فيلم - المُصور البشوش ...
- سفيان الخزرجي وقصة الرابط :
- الشيوعي المُتوسط يُصافح الإسلامي المُتزمت بثورية ماركسية !
- - بغداد - مدينة الرُعب الأولى في العالم اليوم , والعراق لن ي ...
- العربان سبب خسارة منتخب المانشافت
- أحمدي نجاد والرياضة
- العربات الفارغة أكثر ضجيجا .. أحمدي نجاد نموذجا
- هنيئاً للعراقيين فوز الإئتلاف الشيعي الروزخوني الطائفي
- تيسير علوني من الميدان إلى غياهب السجون
- من هم الأكثر شرعية في القتل : عصابات الحكيم والصدر أم التحال ...
- ـــــ كريم جثير ـــــ السريالي الساخر الذي ختم سُخريته بفجيع ...
- ـــــ كريم جثير ـــــ السريالي الساخر الذي ختم سُخريته بفجيع ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل الخياط - حزب الفيل الأميركي الإشتراكي !