أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ضياء حميو - رسالة اعتذار لسيدتين مسيحيتين














المزيد.....

رسالة اعتذار لسيدتين مسيحيتين


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2437 - 2008 / 10 / 17 - 09:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أعتذر لسيدة مسيحية أولى، كانت أما لي في ليلة عرسي، حين بعدت الأم، فرحتْ كما تفرح الأم لابنها ! آوتني مع عروسي في زمن نحس آخر كهذا الزمن قبل أكثر من ستة عشر عاما..!
واعتذر لسيدة مسيحية أخرى آوتني بعد ثلاث سنين في زمن نحس آخر وهذه المرة بعائلتي الصغيرة وطفلة في الثانية من العمر ، واعتذر لكل أصدقائي ورفاقي المسيحيين العراقيين عما يصيبهم الآن من قتل وتشريد في زمن ردئ سيمضي وهم الباقون!
ماكانت تعرف السيدتان والى الآن أسمائنا الحقيقية ، ولا من أين أتيت مع زوجتي ، ماكان يعني لهما شيئا إن عائلتي عربية شيعية ، أو إن عائلة زوجتي كردية سنية ، كان يكفيهما إننا عراقيان طيبان ، وبحاجة لمساعدة !
تقاسموا معنا المأكل ، وأثاث البيت البسيط ، ورأفة ومحبة ، تخجل من صدقها اللامتناهي ، بل ورعاية بنتنا الصغيرة ، التي صارت تغني أغاني الأطفال باللغة السريانية ، وجدتْ طفلتنا في حبهم ما عوضها عن الجدة والجد والعائلة الكبيرة .
سيدتيَ..!
إن من يقتلكما الآن ويهجركما ، ماشرب من دجلة والفرات وان كان ..! ، ليس بكائن حي من يستهدف الطيبة والمحبة، الوفاء والإخلاص، الانتماء النقي بلا دول أو مذاهب، الأصالة والتسامح..!
مسيحيو العراق هم هذا وأكثر.
هل يختلف اثنان على طيبتهم وتسامحهم ؟! على رقيهم وتحضرهم وشجاعتهم ؟! هل نذكر " فهد " وشجاعته وإقدامه وحبة للعراق وفكره ألأممي ، لقد رأيت سيدتيّ حزنكما على " ملازم كارزان " الشهيد ابن الشهيد " بيا صليوا" التي أرعبت شجاعته الأعداء حتى قاموا باغتياله في العام 1991حقدا على شجاعة عراقي أصيل ؟؟!
هل اذكر القائمة من الشهداء التي تطول وتطول في شتى مجالات التضحية والوفاء للعراق وأرضه وناسه؟!
نبعَ حبهم لهذه الأرض ، وهم سكانها الأصليون وكلنا ضيوفهم ، ليس من دينهم ، وحسب .. هم أتباع ابن مريم ومحبته وتسامحه مع الجميع ،بل فراتهم ودجلتهم التي ماخانوها ولا فرطوا بها على حساب انتماءهم القومي أو الديني ، شعارهم " كل من شرب من النهرين فهو منا ونحن منه.

ألا خسئت يامن امتدت يدك إلى وجودهم الطاهر ، ماكنت كائن حيا أبدا ، بل أكاد اجزم إن سلم النشوء والارتقاء قد أخطأك ، وانك مازلت تنتمي إلى سلاحف تهيم على أربع يوازنها ذيل كبير مااكتمل نموه بعد !!
هم الأصل والوفاء ، حضارة الشمس والمياه والاخضرار ، والآخر التصحر والجفاف والبهيمية
هم " حمو رابي " والعدالة ، والآخر لقيط وبربري، هم الباقون والآخر إلى المزبلة ، هم تدفق النهرين الذي سينظفان يوما من زبالة الأيام .
سيدتيَ اعتذر لكما لأني لم استطع أن أخبركما بإسمي الصريح في تلك الأيام ، عرفتماني بإسم " حسن بابيونة " ، والآن فقط استطيع أن أخبركما إنني " ضياء حميو " ابنكما الذي شرب من ماء النهرين وطيبتكم ،وظل وفيا لكما ، ولكل من شرب من ماء النهرين ، وعروسي التي أحببتموها ماكان اسمها " ميديا " بل اسمها " بيان " أحبتكم دوما كما انتم !
انتمائكم ظل وسيظل وفيا ، للإنسان والحيوان ، والنبات ، والجماد في عراقكم انتم ، لاغيركم
ابنكم
ضياء حميو



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنية للرفيق جيفارا
- العام التاسع
- الديوانية وول ستريت
- حكمة حمار
- تمرات العبد
- صديقي الأمريكي
- ماتركته
- بغداد
- سرّك انتَ -حزب فهد-
- شموع - خضر الياس -
- مشهد حب
- الرايه الحمرة
- اغنيتان
- الرفيق - فهد- وابنتي -لانه-
- أدب سز
- ( جبَوري-الفالت)
- حلم -نص ردن- - انتصار ساحق للقائمة الديمقراطية اليسارية العل ...
- اسكافي -عفك- كزار حنتوش
- نخلةَُ وطيرُ سعدْ
- مركب سكران ثانيةً


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ضياء حميو - رسالة اعتذار لسيدتين مسيحيتين