أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد هادف - الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحلقة الخامسة) الأمازيغية ومنطقة القبايل: بين الأحزاب، العروش والسلطة















المزيد.....



الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحلقة الخامسة) الأمازيغية ومنطقة القبايل: بين الأحزاب، العروش والسلطة


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 2435 - 2008 / 10 / 15 - 07:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مع صيف 2012، يكون قد مر على الجزائر المستقلة نصف قرن. أربعة أعوام تفصلنا عن ذلك اليوم. فما الذي سيحدث خلال هذه السنوات التي تفصلنا عن 2012؟ وكيف سيكون العالم وقتئذ؟ وهل ستكون الجزائر على ما هي عليه اليوم؟ أم أسوأ؟ أم تكون قد أسست زمنها الجديد، زمن الديموقراطية والسلم والعدالة؟ وهذا ما نتمناه، ومانعمل في سبيله. لقراءة الحلقات السابقة اضغط على الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=139145
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=139541
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=146973
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=148506
يوجد بالجزائر عشر فئات بربرية، تسع منها تؤمن بالعروبة وبالعربية كلغة وحيدة لها ومن بينها أكبر تجمع بربري وهم الشاوية الذين أنتمي إليهم. وما أن احتل الفرنسيون الجزائر سنة 1830 حتى ركزوا على فئة القبايل لقربها من العاصمة حيث يتركز التجمع الكولونيالي الكبير، فنشروا بينهم الفرنسية، بحيث كانت المدارس الفرنسية في بداية القرن العشرين ، أي بعد سبعين سنة من الاستعمار، بولايتي بجاية وتيزي وزو تمثل ثلث المدارس المنتشرة في الجزائر كلها (..) أفهموهم أنهم هم أصحاب البلاد وأن العرب مستعمرون في هذا الإطار اندلعت مؤامرة النزعة البربرية (البربريزم) المعادية للعروبة وللإسلام والعربية(...) وخير من وضح هذه المؤامرة الانفصالية أحد زعمائها الذين عاشوها وهو بن يوسف بنخدة رئيس الحكومة المؤقتة للثورة في كتابه« مصادر أول نوفمبر 1954 » الصادر بالجزائر سنة 1989 (...)وكنا نحن الطلبة بالقاهرة المنتسبين لحزب الشعب على علاقة بالرباعي الذي مثل الحزب في مكتب المغرب العربي بالقاهرة: الشاذلي مكي ومحمد خيضر وأحمد بن بلا وحسين آيت أحمد. وكنا نشعر بأن هذا الأخير لايتفاعل مع العروبة وانتماء الجزائر العربي، ولا مع الإسلام، وأنه أقرب إلى العلمانية وأن شعوره ببربريته أكثر وضوحا من شعوره بإسلامه وعروبته، عكس زملائه الثلاثة الآخرين.(عثمان سعدي/ القدس العربي/ 22-01-2003)

إن هذا النفي للهوية وهذه الذاكرة المقطوعة عن جذورها يشكلان خاصية مميزة لتاريخنا تمت تسميتنا بأسماء شتى: رومان، بيزنطيين، عربا، أتراكا، غاليين، وحتى اليوم في أفريقيا الشمالية هذه التي انعتقت من كل وصاية استعمارية لسنا بعد-أمازيغا. أنا أخ الكردي وأخ الأفريقي تجمع بيننا ذاكرة تضحياتنا وخالدة مسعودي وتسليمة نسرين وكل النساء المكافحات في العالم، أدعوكم اليوم إلى أن تنسجوا فيما بينكم خيوط التضامن (الكلمة التي ألقاها معطوب الوناس حينما تسلم بباريس، جائزة الذاكرة يوم 06 دسمبر 1994).
(....) من العقوبات إلى الإهانات ومن الإهانات إلى العقوبات. هذا الوضع ولد بداخلي حقدا عظيما على المؤسسة العسكرية والنظام السياسي السائد.لم أكن أتوفر على وعي واضح بالأشياء والوقائع ولم أكن قادرا على ممارسة التحليل لكن لم أكن أشك دقيقة واحدة في أن القبايليين عرضة لأشكال من الميز جائرة جورا بالغا تقوم على الضغينة.لم يسبق لي أن أحسست هذا الإحساس لأنه لم يسبق لي أن غادرت منطقتي.(المتمرد / معطوب الوناس)

إن لنا، نحن، أبناء شمال أفريقيا هوية خاصة بنا. لا مراء أن البعد الإسلامي العربي أحد مكوناتها، نعتز به ونفخر ونصونه مثلما صانه أجدادنا ... إنما الحديث عن هذا المكون المهدد بالضياع (الأمازيغية)، إن نحن لم نتعهده ونصنه ويتكالب البعض على وأده. (حسن أوريد/ الأمازيغية: الواقع والمستقبل/ الحياة اللندنية/17-09-1998).
تريدون أن يتغير الحال
تريدون أن يظهر الزعيم
تريدون أن تكملوا
نتمنى أن تصلوا
أخاف أن تنسوا
حين يعتقلكم الخبز
و تنسون كل شيء (المطرب أيت منقلات)

تم نشر هذه المقالة في صيغتها الأولى تحت عنوان (الربــيع الأمــازيغي: أسئلة الجزائر المفترضة) بجريدة الزمان اللندنية/18 ماي 2002.

صورة العربي في المخيال القبائلي
أفرزت الجزائر الكولونيالية نخبة من المثقفين الجزائريين الذين تعاطوا الكتابة باللغة الفرنسية، وقد احتدم الجدال حول ظاهرة التيار الفرنكفوني غير أن الحديث عن هذا التيار كان يقتضي الحديث عن تيارين آخرين: الفرنكوفوبي والفرنكوفيلي لكن ولعوامل عديدة أهملت الحقول المعرفية مقاربة هذه الظاهرة، وهذا الإهمال ساهم في تفكيك عرى التواصل بين النخب الثقافية التي تركت مسألة الهوية نهبا للاستغلال السياسوي والمافيوي.
أبرز المثقفين الذين تعاطوا الكتابة باللغة الفرنسية ينحدرون من منطقة القبائل، ومن بين الذين ذاع صيتهم تمثيلا لا حصرا، الروائي والمسرحي كاتب ياسين والمطرب معطوب الوناس، ولأن القبائلي يعتبر نفسه (في الجزائر) الوريث الشرعي لتراث تامزغا فقد ظل يعمل دون هوادة على ربط حاضره ومستقبله بالصباح الأمازيغي وقد اكتست هذه النزعة طابعا متطرفا إزاء نزعة لا تقل عنها تطرفا والمتمثلة في النزعة العروبية. لم يتردد كاتب ياسين و معطوب الوناس في إعلاء نزعتهما المعادية للعروبة و الإسلام. بل يمكن القول أن كتاب "المتمرد" لمعطوب الوناس كان تجليا لهذه النزعة.
لقد انكسرت صورة العروبة في مشاعر القبائلي وفي وعيه ومخياله، وهنا تكمن الخطورة، لكن السؤال الذي يجب طرحه، من المسؤول عن هذا التمثل المأساوي للهوية ؟ ما هي الأسباب التي عمقت في مشاعر القبائلي روح العداء لكل ما هو عربي ؟
إن المسؤولية مشتركة، فالأنا المتضخمة حتما يكون مآلها الانفجار. لقد ظل الخطاب الوطني ينفخ في الأنا الجزائرية، مثلما نفخ الخطاب القومي في الأنا العروبية و الشأن نفسه في الخطاب الأصولي مع الأنا الإسلامية وهذا ما قاد بطبيعة الحال دعاة المزوغة إلى نفخ الأنا الأمازيغية. إن التعثرات والانحرافات والانزلاقات التي نجمت عن النزعات السياسوية و الثقافوية ترجمت (لا تارخية ) التمثل للذات الجزائرية لدى دعاة العروبة ودعاة المزوغة ودعاة الإسلام السياسي على حد سواء (1).
إن الوطن كل لايتجزأ، المزوغة والعروبة والإسلام إرث كل الجزائريين، ولا يحق لشخص أو لجهة أو حزب أن يحتكر خصوصية من هذه الخصوصيات، أو يتاجر بها، أو يناصبها العداء، لا أحد.. إن هذه المكونات يجب أن نجعل منها عوامل قوة وتأهيل واستقرار.
في البدء كان التلفيق
في 20/04/1980 تظاهرت مدينة تيزي وزو، وقتئذ سارع الإعلام الرسمي إلى التضليل، و عبر قناة التلفزيون تم ترويج أن القبائل (أحرقوا القرآن والعلم) و رصد وزير التعليم العالي أدلة تثبت تواطأهم مع المخابرات الأجنبية.
لكن حزب التجمع للثقافة الديمقراطية و بعض الأحزاب ذات التوجه الديمقراطي أخرجت 1990 ملف هذه الأحداث إلى النور و تحدثت عنه بطريقة مختلفة –فحسب حزب التجمع أن أحداث 1980 أسفرت عما يلي :
أولا : تعليم اللغة الأمازيغية وزيادة البرامج الإذاعية .
ثانيا : نشوء نويات لقيادات شبابية أمازيغية في مرحلة الثمانينات.
ثالثا : إزاحة القناع عن دولة الاستبداد بقيادة حزب جبهة التحرير الوطني
رابعا : جاءت انتفاضة أكتوبر 1988 لزعزعة نظام ستاليني هرم. مكملة للربيع الأمازيغي، حيث فتح باب التعددية السياسية.
خامسا : ابتداء من مؤتمر (أعكوران) وحتى انتفاضة أكتوبر 1988 أخذت قضية اللغة الأمازيغية، بعدا وطنيا. وكان من أبرز أهداف الحركة الأمازيغية، الاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية و إنشاء أكاديمية لتطوير اللغة و تدريس اللغة كمرحلة أولى في الجامعة و إعادة الاعتبار لتاريخ الجزائر قبل الفتح الإسلامي.
سادسا : وكتب صحافي (ع مقراني) في صحيفة التجمع العدد الثاني – أبريل 1990 بأنه من أجل تطوير الأمازيغية، يقترح ما يلي :
1- إسناد رابطة وطنية للجمعيات الثقافية.
2- إسناد رئاسة هذه الرابطة إلى شخصية لا تنتمي لأي حزب سياسي.
3- انتخاب مكتب وطني يضم رؤساء الجمعيات الولائية.
4- تكوين لجان متخصصة في مختلف فروع الأدب و المعرفة و العلوم لتطوير برامج التعليم.
أما الأحزاب الأخرى فقالت ما يلي في ذكرى الربيع الأمازيغي عام 1980 (أبريل 0199).
أولا : حزب التجديد الجزائري : لم يكن يوم 20/04/1980 يعني شيئا لنا سابقا، و لكن منذ ظهور الحركة الأمازيغية برز هذا التاريخ كنقطة انطلاق شعبية للمطالبة بالاعتراف بالثقافة الأمازيغية و نحن مع تعليمها بصفة حرة و ليس بصفة إجبارية.
ثانيا : اتحاد القوى الديمقراطية : أحداث 1980تدخل ضمن إطار الاحتجاجات و المظاهرات ضد النظام، توجت لاحقا بانتفاضة أكتوبر 1988. فاللغة الأمازيغية و ثقافتها جزء من الثقافة الوطنية وهي لغة جهوية يمكن أن تعلم في الإطار الجهوي.
ثالثا : حزب الطليعة الاشتراكية : يرى أن يوم 20 أبريل 1980، يمثل قمة حركة الجماهير المتظاهرة في تيزي وزو. وهو نقطة تحول بالغة الأهمية لحركة الجماهير في نضالاتها الديمقراطية فقد كانت مظاهرات تيزي وزو الشعبية الكبيرة، تؤكد على ثراء الشخصية الوطنية بمكوناتها الثلاثة (الإسلامية والعربية والأمازيغية).
رابعا : الحزب الاجتماعي الليبرالي : دلالة يوم 20 أبريل 1980، كتعبير عن ثقافة عربية أمازيغية، فنحن نؤيدها، أما أن تكون تعبيرا عن ميول و سياسة جهـوية خاصة بمنطقة معينة فنحن ضد هذا. إن تعليم اللغة الأمازيغية لا يمكن أن تتحقق لآن الأمازيغية لهجة من البربرية ونحن نوافق على إنشاء أكاديمية بشرط عدم تدخل قوى أجنبية.
خامسا : الحزب الاجتماعي الديمقراطي : أحداث 1980 عبرت عن رغبة منطقة من الوطن في هوية وثقافة معينتين. ويرى أن السياسة الثقافية يفترض أن تعبر عن تنوع الثقافات الجهوية.
و قال حزب التجديد الجزائري أيضا بأنه يأسف كل الأسف على أن يصبح الدفاع عن الثقافة الأمازيغية ذريعة للدفاع عن أفكار مناهضة للتطلعات الإسلامية للشعب الجزائري، فمن بين أنصار هذه القضية، هناك أشخاص يسعون إلى القضاء على الطابع الإسلامي العربي لهذه الأمة و محاولة تبديله بطابع أوربي لآتيني ( المسالة الأمازيغية في الجزائر و المغرب/ عز الدين المناصرة).
في ليلة 25 فبراير 1989، بإحدى الطرق المؤدية إلى عين دفلة، حيث كان عائدا من المغرب لقي مولود المعمري حتفه على إثر حادثة سير مفجعة ، إنه أحد أبرز المثقفين المنافحين عن الأمازيغية و الأب الروحي لملحمة الربيع الأمازيغي.
من أبرز الأحداث، إضراب المدارس سنة 1994/95 ، كان تعلم اللغة الأمازيغية هو المطلب الرئيسي. و مع دستور1996 بدأ النظام يقدم بعض التنازلات واعترف بالأمازيغية كمكون من مكونات الهوية الوطنية مثل العربية والاسلام• ويأتي اغتيال معطوب لوناس في 25 يونيو 1998، صاحب كتاب "المتمرد" و المطرب القبائلي الأكثر شهرة، مدخلا لمواجهة السلطات على أوسع نطاق قبائلي خلف ستين ضحية بين السكان.

في الذكرى الواحدة و العشرين للربيع الأمازيغي
بعد اتساع نطاق الاحتجاج الذي تولد بعد مظاهرات الذكرى الواحدة والعشرين للربيع الأمازيغي وتداعياتها المأساوية التي نجمت عن مقتل الشاب ماسينيسا في مخفر الدرك، أجمع متتبعون للوضع الجزائري وقتئذ، من ملاحظين إعلاميين ومحللين سياسيين، على أن النظام الجزائري لم يعد يتوفر على أية استراتيجية لاحتواء الغليان الشعبي الذي انفجر شهر أبريل سنة 2001. فالاحتجاجات التي اندلعت من منطقة القبايل اتسعت رقعتها لتشمل عدة مناطق بالشرق الجزائري بشكل لم يحدث أن عرفته الجزائر من قبل.
إن الشرق الجزائري مهد أغلب رجال السياسة والدبلوماسيين ورحم كبار العسكر، ربما أدرك أن مصلحته لا تنفصل عن مصلحة الجهات الأخرى من الجزائر..إن هذا الوعي المتنامي هو الشرط الغائب للوحدة المنشودة التي تفتقدها الجزائر العميقة، أو بعبارة أدق هو الشرط المؤسس للاتحاد الحقيقي إزاء وحدة الاستبداد والتسلط بين البؤر السرية لمؤسسات الدولة وهي مؤسسات لم تعد تمثل سوى نفسها بعد أن ضاعت الثقة بينها و بين المجتمع.
لا أحد بوسعه الآن أن ينكر تردي الوضع بالجزائر، وبالمقابل لا أحد ينكر تنامي الوعي بفداحة هذا التردي الذي سهر على صنعته (لوبيات) لا همّ لها سوى اقتسام الثروة دون أدنى شعور منها بالخطر الذي أحدق بالدولة.غير أن المشكلة الأساسية ظلت تكمن في غياب مشروع يسمح بتجميع القوى السياسية والثقافية الممثلة لهذا الوعي .
على مستوى السلطة ، قد أصبح واضحا للعيان أن مصير الشعب ارتهنته شبكة واسعة من الزبونية تتشكل سدتها من بضع جنرالات هم أصحاب النهي والأمر، محاطة بدرع أخرى من جنرالات تجمعهم بالنواة علاقة المصلحة و الولاء. لقد تحدث عن هذه السلطة السرية منذ سنوات زعيم الأففاس الحسين آيت أحمد، ورئيس الوزراء الأسبق، صاحب كتاب (في أصل الأزمة الجزائرية) عبد الحميد ابراهيمي. كما كشفت حركة الضباط الأحرار في بعض تقاريرها عن تفاصيل اللعبة العسكرية، وهي التفاصيل ذاتها التي فضحها هشام عبود أحد الضباط السامين بالأمن العسكري أثناء حديثه عن الديوان الأسود و أشار أليها أستاذ العلوم السياسية برينو ايتيان. يقوم منهجهم في العمل على التحالفات السرية والمعلنة وهم يعرفون منذ سنوات بالمافيا التي أحكمت قبضتها على السياسة والمال، ففضلا عن اقتسامهم مجالات النفوذ السياسي والعسكري، احتكروا أيضا مجالات النفوذ المالي والتجاري.فمنهم جنرال الأدوية وجنرال الأسلحة وجنرال العقار وجنرال السكر وجنرال النبيذ.....
جزائر اليوم، هل انبثقت من عدم ؟
هل جزائر الإرهاب والعنف والتمرد، انبثقت من العدم ؟ انبثقت هكذا دون سابق علة؟
لم يفتأ الخطاب الرسمي يردد أن ( العنف) سلوك دخيل وغريب عن أصالة الجزائريين، كما لو أنه يريد أن يقول للذين لم تمسسهم عدوى الاحتجاج، أنتم هم الجزائريون فعلا لأنكم طيبون ووديعون. أما الذين يثيرون الشغب ويشاركون في المظاهرات ومسيرات الاحتجاج ليسوا جزائريين بما فيه الكفاية ، بل ليسوا جزائريين على الإطلاق. الجزائري في عرفهم يجب أن يبقى وديعا ومنصاعا عن طيب خاطر لكل مظاهر الإذلال والتفقير .
ما تعيشه الجزائر ليس جديدا ولا دخيلا ولا غريبا ، إنه من صميمها ، أقلية تنعم بالسلطة والثراء وكل الامتيازات مقابل أغلبية زائدة، أقلية ظلت تمارس النهب وتضفي عليه صفة الشرعية وأغلبية ظلت مطوقة بالجهل والصمت والقمع . أقلية أصرت منذ البدء على احتكار كل شئ ولم تتدرب على الإصغاء و التفهم، رغم كل التنبيهات والانتقادات والاحتجاجات . إن مجتمعا تحكمه أقلية رعناء كيف يكون مصيره؟ بالطبع سينتهي إلى مواجهة عنيفة و مفتوحة على جميع الاحتمالات. فالمتصفح لتاريخ الجزائر وبغض النظر عن تاريخها القديم سيقف على مكمن الخلل مع لحظات الحرب التحريرية ومع العقلية السياسية التي دشنت الاستقلال. رجال قليلون نبهوا إلى المنزلق الذي صاحب الاستقلال.
منذ الوهلة الأولى من الاستقلال انسحب بعض رجال الثورة إلى المعارضة ونبهوا إلى خطورة المسلك الذي اعتمده الجيش في إدارة الحكم، في نفس السياق وعلى جبهات متعددة أعلن بعض المثقفين موقفهم المعارض. غير أن السلطة أغلقت الباب في وجه كل تنبيه أو احتجاج.
جرثومة الأزمة ،إذن، كانت موجودة في رحم اللحظات الأولى من الاستقلال، بل مع التحضير للحرب المسلحة. وما حدث اليوم هو اتساع رقعتها وبالمقابل اتساع رقعة الاحتجاج والرفض. في العشرية الأخيرة من القرن العشرين، صدرت عشرات الكتب التي عملت على تشريح الأزمة وفضح المسكوت عنه. عشرات الكتب كان وراءها مفكرون وضباط ورجال سياسة، آلاف المقالات ومئات المظاهرات والمسيرات.
قليلون فقط قالوا كلمتهم بكل صدق لحظة الإقلاع وحتى في غمار الحر ب التحريرية. وآخرون التفوا حول الغنيمة، شمروا على سواعدهم لجمع الخيرات ونهب كل ما يمكن نهبه. تلك القلة التي وقفت موقف الرفض لحظة الاستقلال هاهي اليوم تزداد اتساعا وقوة يوما بعد يوم.
المؤامرة الخارجية
خلفت الأحداث لحظة اندلاعها ردود أفعال كثيرة ومتضاربة، وكعادته سارع النظام إلى إدراج هذه الأحداث في خانة (المؤامرة الخارجية). إن أطروحة المؤامرة الخارجية التي ظلت مهربا سهلا وجاهزا وغير مكلف للتنصل من المسؤولية، ليست أمرا مستجدا على النظام ، فقد سبق لرموزه منذ بداية الاستقلال اعتمادها دون تحفظ، كما سبق لعبد العزيز بوتفليقة أن اتهم حسين آيت أحمد بالخيانة والاستعانة بالخارج.
لا بأس أن نعود إلى (المؤامرة الخارجية).بلا ريب فإن هذه المؤامرة موجودة، فعندما تغيب علاقات الود بين الدول فإن التآمر يصبح سلوكا مشروعا وللجزائر بطبيعة الحال علاقات كثيرة لا يحكمها الود. وإذا جاز لنا أن نتساءل عمن يسهر على هذه المؤامرة الخارجية، ومن يسعى إلى زعزعة الاستقرار بالجزائر؟ إذا كان ثمة من يتآمر مع الخارج ضد الشعب فهو النظام ذاته المحكوم بالبؤر السرية، فكلما عبر الشارع عن رفضه سارع النظام إلى الخارج طلبا للعون والمشورة. المبالغ الباهظة التي تم إنفاقها على التسلح، لأي غرض؟ لماذا ظل النظام يطرح الأزمة في المحافل الدولية ؟ لماذا استنفر كل إمكاناته، بما في ذلك مظاهرات مصطنعة، ضد لقاء سانت جيديو؟ كيف يستعين النظام بالخارج ولا يرى حرجا في فعلته، بينما يصاب بمغص إذا ما فعلت المعارضة ذلك؟
إن ما حدث في ربيع 2001 بمنطقة القبايل واتسع ليشمل منطقة الشاوية كان يؤشر على إمكانية اتساع بؤرة الرفض الشعبي من جهة، ومن جهة ثانية انكماش هامش المناورة لدى النظام (أسياد القرار في الجيش والمخابرات واكسسواراتهم الحزبية). حول أحداث العنف والصدامات، انتقل الجدل بين السلطة والمعارضة خارج الحدود ووصل إلى سويسرا حيث قدم زعيم جبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان بجنيف أسماء مفقودين بعد مظاهرة 14 يونيو 2001 بالجزائر العاصمة. كما جدد طلبه بإرسال لجنة دولية للتحقيق في الأحداث. لم يتورع أحد البرلمانيين، من المطالبة تحت قبة البرلمان بنزع الجنسية عن آيت أحمد. قبل ذلك كان رئيس الوفد البرلماني الجزائري عبد الحميد سي عفيف، في زيارته لسويسرا اعتبر مساعي آيت أحمد مناورات من الخارج داعيا سويسرا إلى البقاء (محايدة).
ما الذي يمكن استنتاجه من هذه الجسارة (جسارة النظام)..؟ فليست هذه المرة الأولى التي يسارع فيها إلى الرد بجسارة على دولة أروبية، فهناك أمثلة عديدة على غرار المثال السويسري . إن ما يمكن استنتاجه من هذه الجسارة ، حسب بعض المحللين، هو العلاقات السرية التي تحكم النظام ببعض جهات الضغط في العالم . فهذه الجسارة مجرد ستار يخفي المساومات وما تسفر عنه من صفقات سرية مقابل التغاضي عما يحدث في الجزائر. فمقولة (الجزائر وطن للبيع) التي أطلقها باسكال مسؤول الحزب الاشتراكي السويسري بجنيف، ليست مقولة جوفاء ، فالنظام مستعد لهذه الصفقة وهو يسهر على تطبيق بنودها مقابل بقائه، أو ليست سويسرا مستودع الأموال التي تم اغتصابها من الشعب ..؟
إن نداءات آيت أحمد ستذهب أدراج الرياح وستبقى سويسرا (محايدة) تماما كما يرغب النظام الذي سيكون سخيا ومعطاء مع سويسرا وغيرها ممن يغضون الطرف حينا و يذرون الرماد في العيون حينا آخر. . لقد دعا الاتحاد الأوربي في ختام قمته المنعقدة بسويسرا منتصف يونيو 2001 ، دعا النظام الجزائري إلى تهدئة الوضع و الشروع في إصلاحات جذرية، و جاء رد وزارة الخارجية الجزائرية "إذا كانت للاتحاد الأوربي نوايا حسنة فعلا، فعليه أن يقوم في أقرب الآجال بتجسيدها من خلال إقامة شراكة تضمن النفع المتبادل للجانبين. "
إن النظام عندما يدعو المعارضة إلى التحرر من (الخارج)، ليس لأنه حريص على بكارة الوطن، فذلك أمر دونه خرط القتاد، بل لأن وضعيته مع الخارج مبنية على (ادفع نسكت) وارتباط المعارضة بالخارج يضطره إلى الدفع المضاعف ويضعه تحت إكراهات تستنزفه باستمرار. لقد صرح السفير السويسري بالجزائر اندري فون بعد اندلاع لأحداث أن زيارة الوفد البرلماني الجزائري إلى سويسرا(مناسبة لتعزيز الديموقراطية على المستوى السياسي ولعرض فرص اقتصادية ) وأضاف( على الرغم من تحسن الأوضاع الأمنية منذ عامين فان الجزائر لازالت تعاني من سمعة سيئة في هذا المجال وما زاد الطين بلة اندلاع المواجهات الدامية بمنطقة القبايل). إن مثل هذه التصريحات لا تخدم النظام، ولمحْو آثارها لابد من (دفع الحساب). أليس الكذب على الشعب (مؤامرة!). ليست سويسرا سوى غيض من فيض، فجهات الابتزاز عديدة.
الجزائر في خطر...
(إن الأمة في خطر وان عشرات القتلى ومئات الجرحى ، بغض النظر عن المفقودين، حصيلة مأساوية لنظام وضع وراء ظهره اهتمامات الشعب ولم يفهم ما طرأ على المجتمع من تحولات)، هذا ما جاء في تصريح وقعته ست شخصيات.وحري بنا في هذا المقام أن نعيد طرح السؤال التالي، وفي وضعيات مختلفة: هل فعلا الأمة في خطر؟ أليست الأمة منذ زمن في قلب الخطر؟ هل ما عاشته بعض المدن وقتئذ يحمل خطرا على الأمة أم خطرا على النظام ؟ هل آلاف المواطنين الذين تظاهروا هم الخطر أم هم جزء من الأمة؟
إن أصحاب التصريح (رضا مالك ، أحمد غزالي، سعيد سعدي ، بو بنيدر، الرائد عز الدين وعبد الحق برارحي) ، هؤلاء لا يتوفرون على أية مصداقية وليس بإمكانهم إقناع الرأي العام المحلي أنهم حملة راية إنقاذ الجزائر. لقد كانوا هم أنفسهم واجهة النظام وأدواته.
منذ سنوات كتب مختصون أن الثروة متداولة بين أيدي خمسة بالمئة فقط، واليوم حسب إحصائيات رسمية فان ما يفوق خمسين بالمئة من الجزائريين يعيشون تحت عتبة الفقر،ألوف القتلى والجرحى والمشردين هي حصيلة أعمال العنف والعنف المضاد،انحسار الحريات وانتشار الخوف والبؤس. ضد هذا الوضع ينتفض الشارع، فما المطلوب إذن ؟البحث عن حلول جذرية لبناء دولة آمنة؟ أم البحث عن المتسببين في أحداث (الشغب) ؟ تشميع الشارع أم إقامة حوار يفضي إلى دستور فعلي؟
لقد أدركت منطقة القبايل مبكرا أن النظام الحاكم تأسس منذ البدء على أديولوجيا التضليل وآليات النهب وقد كانت دوما في الطليعة وذلك ما جعل تنسيقية العروش تبرز الى الوجود، حيث كانت وراء مسيرة الرابع عشر يونيو كما اعتزمت تنظيم مسيرة سلمية في الخامس يوليوز المصادف لذكرى الاستقلال(الرابع عشر يونيو والخامس يوليوز لهما حمولتهما الرمزية في تاريخ الجزائر، فالأول يصادف الغزو الفرنسي للجزائر سنة 1830.والثاني صادف يوم الاستقلال سنة1962)، لقد تم تنظيم أيضا مسيرة في ذكرى اغتيال المطرب معطوب الوناس ودعت في تلك الأثناء إلى مقاطعة الدرك الوطني بعدما تحدثت الصحافة عن فرار عدة أسر من قرية تيزي راشد كانت منازلهم وممتلكاتهم قد تعرضت إلى النهب على أيدي قوات الأمن والدرك، كما تحدثت الصحف على لسان لجان اليقظة المشكلة على مستوى معظم بلديات الشرق الجزائري أن هناك تحركات وصفتها بالمريبة لبعض الشخصيات محليا ووطنيا، تدعو الى الفتنة والتخريب. لعل السؤال الذي يجب طرحه ليس فقط من يقف وراء هذه المظاهرات والمسيرات ؟ بل من أوصل الجزائر إلى هذا الوضع الكارثي ؟ والجواب: أما آن أن نذهب إلى صلب الموضوع والتقاء جميع الأطراف على طاولة واحدة. في انتظار ذلك سيبقى النظام هوالمسؤول بامتياز عن كل ما يحدث في الجزائر.
لقد وصف رئيس الإصلاحات مولود حمروش قرار الحكومة بتعليق المسيرات الاحتجاجية بأنه (خطأ فادح ودعوة إلى العنف) كما تحدث عن إفلاس السلطة. وفي حوار أجرته معه القدس العربي (العدد3741) يقر رئيس الوزراء الأسبق سيد أحمد غزالي أن منطقة القبايل (كانت دوما متقدمة على سائر أنحاء الوطن. فقد كانت عقب الغزو الاستعماري من أواخر المناطق المستسلمة في التراب الوطني ثم كانت طرفا فاعلا في كافة الثورات تقريبا على النظام الاستعماري. كما كانت بعد الاستقلال من أوائل المناطق التي خاضت الكفاح للمطالبة بالحرية والدموقراطية ومقاومة القمع والاضطهاد ، حتى في الآونة التي كان فيها البلد خائرا منهك القوى. وهذا كله راجع إلى عوامل اجتماعية وتاريخية وعوامل أخرى خاصة بهذه المنطقة، غير أنه يجب أن نلاحظ أن جميع الثورات السابقة للاستقلال أو اللاحقة ، والتي كانت منطقة القبايل مسرحا لها، كانت متبوعة بثورة شاملة للبلد كله. وأخشى أن تكون هذه التي نعيشها اليوم متبوعة غدا بتحركات تشمل البلد كله، فهي منذرة بتعبير أشمل وأعم عن الاحتجاج الشعبي. لاسيما وأن المشاكل وأنواع الظلم والحيف التي ندد بها المتظاهرون قائمة في أنحاء أخرى من الوطن)، إن هذه التصريحات غاية في الأهمية، لقد ظلت، فعلا، ولا تزال منطقة القبايل المنطقة الأكثر حضورا ووعيا على الصعيد السياسي والمدني، فأغلب الأحزاب تنحدر من القبايل الكبرى والصغرى، فضلا عن الأطر السياسية والتقنية التي تتدرج يوما بعد يوم في تبوأ مراكز القرار، في حين نجد بقية المناطق تعيش بياتها الشتوي المفتوح على جميع المواسم.
إن بروز تنسيقية العروش الى الوجود يترجم تنكر الشارع إلى المؤسسات الإدارية والسياسية وفي هذا الصدد يقول المؤرخ الجزائري ومدير مجلة (نقد) دحو جربال في حوار أجرته معه الأسبوعية المغربية ( العمل الدموقراطي) أنه (أمام غياب النجاعة الفعلية أو المفترضة لمؤسسات الأحزاب السياسية اتجاه المطالب المعبر عنها من لدن الحركة الجماهيرية تقرر إحياء الأشكال التمثيلية القديمة من سباتها ، الجديد فيما حصل هو أن الشباب المنتفض استولى على هذه البنيات ووضع جانبا الأعيان وشيوخ الجماعات، بالضبط كما وقع في الثمانينات عند استيلاء الشباب على المساجد.وفي مقال بجريدة (لوموند ديبلوماتيك) وتحت عنوان " الجزائر، هل هو صراع عشائر أم صراع طبقات ؟ " تحدثت الصحفية الجزائرية غانية موفق عن الخلفيات الاجتماعية والسياسية لبروز (العروش) كتنظيم وآلية لمواجهة الأزمة وتدبير الشأن المحلي كما قاربت تقاطع الصراع في الجزائر بين الطبقي والعشائري.
القصر الرئاسي والقبة العسكرية : لعبة القط والفأر
منذ أن اعتلى سدة الحكم لم يخلد عبد العزيز بوتفليقة إلى السكون وانخرط في حركة دؤوبة مصحوبة بتغطية إعلامية واسعة. وكما لو أنه في سباق مع الزمن، عمل منذ البدء على تهيئة المجال الضروري للحضور المكثف والدائم ، بشكل ملفت وحيوي. ولأن هذا الحضور الحيوي يقتضي شرطه الفرجوي الخاص، عمد عبد العزيز بوتفليقة إلى خلق مسلسل من المناسبات واستثمرها على الصعيدين المحلي والدولي. و يمكن القول أن البرنامج الأساسي لدى بوتفليقة كان يتمثل في استثمار الحدث. لقد كان هناك ابتكار ذكي للمناسبات الداخلية كما أن الرئيس لم يتخلف عن أي تظاهرة عربية أفريقية أو دولية . لقد ظل يجهز على الفراغ حتى لو تطلب الأمر اختلاق مناسبات عديمة القيمة. لقد بنى استراتيجيته على الحضور الفرجوي الصاخب وما يولده من ردود أفعال. إنها ميزته الفارقة عن الرؤساء السابقين في إدارتهم للدولة زمن الأزمة. لقد استثمر كل مهاراته لمباغتة الخصم والزج به في حركة لولبية، إنها وضعية تشبه دوامة أو متاهة. فبوتفليقة ليس غريبا عن البيت، يعرف جيدا من أين تؤكل كتف المتربصين به، خصوصا وأن الخصم الذي ظل ردحا من الزمان يقبع في الخفاء قد افتضح أمره على مستوى الرأي العام المحلي والدولي.هذا الخصم الذي جاء ببوتفليقة هو نفسه الذي يحاول أن يتخلص منه اليوم .
لقد تعهد عبد العزيز بوتفليقة أثناء حملته الانتخابية بإعادة الأمن والاستقرار، وافتتح عهدته بعنوان براق أضفى عليه شرعية شعبية وقانونية، ومع ذلك فان اجتهاداته لتحقيق هذا الوعد لم تسفر عن نتيجة ملموسة، فعمليات التخريب والاغتيال لا تزال، ومظاهر الاحتجاج والرفض بلغت ذروتها مع ذكرى الربيع الأمازيغي .
إن المظاهرات العنيفة التي شهدتها منطقة القبايل سنة 2001، ثم اتسعت لتشمل العاصمة وعدة مدن أخرى، تعد حلقة جديدة في مسلسل الأزمة. وقد نجازف إذا قلنا أن بوتفليقة لم يكن يضع هذه التطورات في الحسبان. وقد يكون من الاستنتاجات الافتراضية أن استراتيجية الرئيس تندرج ضمن سيناريوهات منها توسيع رقعة الاحتجاج كوسيلة ضغط على القبة العسكرية، وربما هذا ما جعل الجنرالات يبقون الجيش في منأى عن الأحداث العنيفة التي عرفها الشارع الجزائري في العاصمة. في تلك الأثناء التي اندلعت فيها الأحداث بأقصى الشمال، قفز بوتفليقة إلي أقصى الجنوب. بلا ريب أن هذه القفزة الأكروباتية لم تكن اعتباطية. إنها لعبة للإجهاز على الفراغ وآلية تشويش لكل الحسابات المحتملة، ومن مدينة تمنغاست يعلن أنه لن يغادر الحكم و لن يستقيل في هذا الظرف. إن إصرار بوتفليقة على البقاء في الحكم. حسب بعض المحللين، أمر يقلق بعض الجنرالات. فرباطة الجأش التي اتسم بها الرئيس تفسد على الجنرالات منهجيتهم التي ظلت تعتمد تنويع المشاهد (المتكررة) على الركح السياسي، إنهم يطبقون حرفيا الحكمة التي تقول (يجب إدخال بعض التغييرات حتى يبقى الوضع مثلما هو عليه) فالتغيير في منهجهم هو وسيلة لتكريس ما هو سائد. فالشاذلي بن جديد تمت إقالته و محمد بوضياف اغتيل أما ليامين زروال فقد سارع إلى الاستقالة، ومثلما فرح باستلام السلطة وانفرجت شفتاه عن ابتسامة صادقة لحظة الفوز على خصومه، فان الفرحة كانت أكبر وهو يضع أوزار السلطة بين يدي خليفته. والسؤال الذي تم طرحه وقتئذ: هل بإمكان بوتفليقة اختراق قلعة أصحاب القرار؟ أم أنه فقط كأسلافه مجرد أداة سترمى فور انتهاء مدة صلاحيتها ؟ (3).
القنبلة النوويةّ
بلا شك فان الغرب الإمبريالي الذي ظل ينظر إلى أزمة الجزائر بعينين (شبه مغمضتين) ولكن يقظتين، ينتظر الفرصة السانحة ليطبق قبضته على (السلطة الفعلية) بعد أن تستنفذ كل ما لديها من أوراق اللعب المكشوفة والسرية وتنتهي مدة صلاحيتها. عندها سيكون الملف جاهزا وبين دفتيه عنوانان كبيران (حقوق الإنسان والخطر النووي)(2).
منذ التسعينات إلى اليوم راح الغرب يطرح مسألة حقوق الإنسان في الجزائر جنبا إلى جنب مع القنبلة النووية غير أن منظمات غير حكومية وبعض مثقفي الغرب ما فتئوا ينددون بانتهاكات حقوق الإنسان في الجزائر بينما الجهات الرسمية في الغرب، فإن فورة السخط لديها سرعان ما كانت تنطفيء في ظرف قياسي، بالموازاة وبين الفينة والأخرى كانت تصدر تقارير تحاول موقعة الجزائر في خانة الدول التي تسعى إلى إنتاج القنبلة النووية بمساعدة من العراق والصين . وفي هذا السياق وبغرض إثارة هذا الملف فقد ورد في مقال بهذا الشأن، بإحدى الجرائد الإسرائيلية، أن هذا " ليس سوى جزء من الأدلة التي تثير التخوف من أن الجزائر تنوي إعداد البنية التحتية لإنتاج السلاح النووي"(هآرتس ـ21 ـ 6 ـ 2001 ). غير أن القنبلة النووية التي قد تنسف زيف الشعارت السياسية، هي قنبلة الاحتجاج الممنهج بمنطقة القبايل و إمكانية تحوله إلى عصيان مدني واتساع نطاقه (لقد عرفت بعض مدن الجنوب اضطرابات في فترات متفرقة).

صممت السلطة على منع كل أشكال التظاهر و الاحتجاج، فمنعت مسيرة الخامس يوليوز والثامن أغسطس، لقد أفلحت في احتواء مؤقت لكن هذا لم يكن يعني أبدا أنها أفلحت في إقناع تنسيقية العروش بالعدول عن مسارها الاحتجاجي. لقد كتب وزير الثقافة و الإعلام السيد محي الدين عميمور عن فشل مسيرة الخامس يوليوز، و بطريقة تخلو من روح المسؤولية واصفا المنظمين بالمشبوهين، و الخطير في الأمر أنه دعا سكان العاصمة إلى مواجهتهم (الشرق الأوسط العدد 8559) كيف يصدر كلام كهذا عن شخص كان على رأس وزارة حساسة، لم يدر في خلد السيد عميمور أن هذا الاستخفاف بما يتفاعل في خلايا الواقع هو الذي يتدرج بالجزائر يوما بعد يوم إلى حافة الانهيار، وموقف كهذا ليس غريبا عنه، فالسيد عميمور هو أحد المثقفين البارزين الذين احترفوا تبجيل النظام دون قيد أو شرط. إن(إجهاض) المسيرات و كل مظاهر الاحتجاج ليس انتصارا للحق ولا لأي اختيار ثقافي متبصر. فلا أدري لماذا يفرح السيد اعميمور للإجهاض - حسب تعبيره- الذي تعرضت له المسيرة. فما قام به النظام و يصر عليه هو إخماد صرخة الاحتجاج التي تواصل دويها في مناطق ومواعيد أخرى، فما يحدث اليوم في منطقة القبائل وقد يحدث في جهات أخرى هو أن المجتمع الجزائري وجد نفسه مرغما على الرد بإقامة توازنه وأحداث القبائل لا تنفصل عن سياق الأزمة التي تفاقمت مع توقيف المسار الانتخابي.
لكن تقرير لجنة التحقيق جاء على الطرف النقيض من فرحة عميمور. فبعد ثلاثة أشهر من أحداث أبريل وفي تقرير نشرته رئاسة الدولة حملت لجنة التحقيق مسؤولية اندلاع الأحداث إلى رجال الدرك و أن رد الفعل العنيف للمواطنين كان نتيجة عنف الدرك، كما أبعد التقرير فرضية التدخل الأجنبي(5). لكن هل هذا كفيل بنزع الفتيل؟ سؤال يطرح نفسه على السيد عميمور ومن هم على شاكلته.
لقد عرفت سنة 2008 أحداث شغب وتخريب بعدد من المدن، كان أبرزها ما وقع بمدينة بريان في شهر ماي (عنف لفظي وجسدي إلى درجة القتل، وبيانات تحريضية، وشلل في النظام العام وإشادة بإسرائيل، وعداء عرقي معلن بين المزابيين/الأمازيغ والهلاليين/العرب، وعداء مذهبي بين الإباضيين والمالكيين). وعشية إحياء الذكرى الثامنة والعشرين للربيع الأمازيغي شهد مقر ولاية تيزي وزو، أحداث عنف وتخريب. كماعرفت ولاية البويرة تنظيم مسيرة سلمية، جدد من خلالها مواطنو الولاية مطالبهم في ترسيم الأمازيغية وكذا فتح المجال الإعلامي والثقافي.
وقد قام حوالي عشرين شابا بمحاصرة مقر الولاية، حيث تم رشق مقر الولاية بالحجارة والقارورات الحارقة، كما قاموا بإضرام النار في العجلات المطاطية، غير أنه وعند منتصف الليل عادت المواجهات بشكل أعنف.
وفي السياق ذاته، ردد المتظاهرون عبارات تشير إلى عدم استفادتهم من مشاريع التنمية المحلية. من جهة أخرى شهد إحياء المناسبة بولاية البويرة، تنظيم مسيرة سلمية قادها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وحركة العروش، حيث انطلقت المسيرة من قبالة الملعب القديم "سعيد بوروبة"، وصولا إلى مقر الولاية، شارك فيها مئات المواطنين، مرددين عبارات "نعم للجزائر الديمقراطية، لا للجزائر الدكتاتورية".
أما ولاية بجاية، فقد مرت المناسبة بصمت، باستثناء مسيرات "محتشمة" وبعض الأنشطة الثقافية التي نظمتها بعض التنظيمات الجمعوية والثقافية.
كما هاجم المغني القبائلي "أولحلو" في ألبومه الجديد مطلع شهر يونيو 2008، المسلمين والعرب عامة والملتحين خاصة.
ثمة تفاعلات عنيفة يعيشها المجتمع عبر سلسلة من الانعطافات و الالتواءات و الاندماجات بين مختلف المستويات البنيوية و كأن المجتمع بذلك يقوم بتصحيح لاتطابقاته الخاصة به. والمطلوب من المثقف الحر هو الدفع بالنظام الحاكم في اتجاه اعتماد الحلول العقلانيه والتأكيد على ضرورة ابتكار سياسة تتطابق والوضع الجزائري. كما بات اليوم أيضا من اللازم على المؤرخين العمل على إعادة إدماج الحركات المظلومة في مسار التاريخ الجزائري وإعادة الاعتبار لرموزها(4).
سنونوة واحدة لا تصنع الربيع
ما العمل ؟ حتى لا يبقى الربيع الأمازيغي حبيس الأسوار القبائلية، وحتى يصبح ربيعا جزائريا. إن سنونوة واحدة لا تصنع الربيع يقول المثل و الأحادية لا تصنع وطنا، لذلك بات من الضروري أن تلتقي كل الإرادات (حكما ومعارضة) على طاولة واحدة للإجماع على دستور يتطابق والمعطى الجزائري. إنها مسألة صعبة بالتأكيد لكنها ليست مستحيلة.
وإذ أكرر وأعيد بمناسبة أو بغيرها التأكيد على التفاف المعارضة من أجل ابتكار دستور جزائري، فلأن هذ ه المسألة هي الأساس ولأن الديمقراطية ليست مجرد انتخابات تجرى أو تلغى أو تؤجل حسب المزاجات والأهواء والمصالح. إنها في المنطلق وبالأساس الحسم في تدبير الاختلاف و الإجماع الفعلي على دستور ترتضيه كل الأطراف وتعمل على تصريفه وفي إطاره وتلجأ إليه لحظة الخلاف كما تعمل على إثرائه كلما اقتضت الظروف.
لقد تحدث في تلك الأثناء عبر التلفزة السيد أحمد أو يحي عن ضرورة تغيير الذهنيات (كان يشغل منصب وزير العدل)، و لا أحد يختلف مع أويحي في هذه الأمنية، والتغيير في هذا المضمار يبدأ أولا بالاستشفاء من العناد وتدريب العقل على مبادئه و هذا ما تصبو إليه الديمقراطية في بعدها الإكلينيكي كممارسة استشفائية للتطهر من الأهواء ونزعات الإقصاء والاستبداد و التسلط و الشطط في استعمال السلطة. وما دام سيادة الوزير الأول على وعي بهذه الضرورة كشرط وكنتيجة في الممارسة الديمقراطية فما عليه إلا أن يكون منسجما مع أقواله، خصوصا بعد أن عاد إلى رئاسة الحكومة، والعود أحمد كما يقول المثل يا أحمد أويحيى.
ماذا لو أعد طرف من الأطراف وثيقة تكون أرضية للنقاش وتساهم فيها كل التيارات السياسية والثقافية و المؤسسة العسكرية! إن أمرا كهذا هو عتبة الفعل الديمقراطي وما على الساسة والمتنفذين وذوي الحظوة والجاه ، الذين ما فتئوا يتحدثون عن عظمة الشعب الجزائري،عليهم أن يبرهنوا عن شيء من هذه العظمة و إما فليحذفوا هذه الصفة من قاموسهم السياسي، فالشعب يحتاج إلى رجال في مستوى مسؤولياتهم لا إلى الذين يتحدثون عن عظمته، أو يزايدون بها أو يتاجرون بها بأثمان بخسة(6).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الربيع الأمازيغي أو (تافسوت إيمازيغن) كما يسمونه بالأمازيغية حدث يحمل في طياته الكثير من معاني التضحية فهو يؤرخ لانتفاضة جماهيرية شاركت في صنعها مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية بمنطقة القبايل الجزائرية في 20 أبريل 1980 إنتفاضة جاءت كرد فعل على منع ندوة الكاتب مولود المعمري حول الأدب الأمازيغي القديم بجامعة تيزي وزو.

(1) لا أدري لماذا لم يركز المثقفون والأحزاب في نضالاتهم على ضرورة النظام الفدرالي، ففي إطار الجهوية واللامركزية اعتمدت عدة دول الفدرالية كنظام في إدارة شؤون الحكم، فالتجربة الألمانية اتسمت بالقوة من خلال اعتمادها التعاون. وبريطانيا اعتمدت على وحدة الأمة مع الاعتراف بالحكم الذاتي أو الحكم المحلي، بينما إيطاليا قامت على المواجهة بين جميع الأطراف. اسبانيا عملت على ترسيخ وحدة الدولة في إطار الاعتراف باستقلالية المؤسسات كما أن سويسرا اختارت نظام التوافق.وهذا النوع من النظام أول دولة اعتمدته هي المستعمرات البريطانية بأمريكا ففي الوقت الذي كانت تخوض حربها التحررية ضد بريطانيا كان النقاش محتدما حول الدستور الذي تمت صياغته على مدى سنوات عدة وعلى أساسه تم بناء فدرالية الدول الأمريكية المتحدة التي تعتبر اليوم أقوى دولة في العالم. ويعمل النظام الفيدرالي على إبراز خصوصية الجهة عبر استقلاليتها القانونية والسياسية والاقتصادية والإدارية اعترافا بالشأن الجهوي كشأن ذاتي مستقل.
(2) وقعت الجزائر على اتفاقية عدم الانتشار النووي سنة 1994 كما التزمت سنة 2004 بإمضاء البروتوكول الإضافي للاتفاقية، والذي يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء عمليات تفتيش مفاجئة.
- تمتلك الجزائر حاليا مفاعلين نوويين تجريبيين الأول بمدينة الدرارية(غرب العاصمة) سعته 3 ميغاوات، أنجز بالتعاون مع الأرجنتين، ويوجد الثاني بدائرة عين وسارة في ولاية الجلفة، بطاقة 15 ميغاوات، تم إنجازه بالتعاون مع الصين، وهما يخضعان لمراقبة اللجنة الدولية للطاقة الذرية .
- قررت الجزائر بناء عشرة مفاعلات نووية جديدة موجهة لإنتاج الطاقة الكهربائية، بالتعاون مع دول معروفة بإتقانها لهذا النوع من التكنولوجيا، وفي مقدمتها أمريكا، التي وقعت معها الجزائر اتفاقا يقضي بالتعاون في مجال الطاقة النووية ذات الأغراض السلمية.
شكل موضوع انشغال الجزائر بملفها النووي السلمي، محور الزيارة التي قادت وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل إلى دولة جنوب إفريقيا، برفقة عدد من خبراء المحافظة لسامية للطاقة النووية ، وهي الزيارة التي ستمرت يومين. وبمناسبة زيارة العمل إلى جنوب أفريقيا (17- 09- 2007) قال وزير الطاقة والمناجم "إن الجزائر مجبرة مستقبلا على البحث على مفاعلات نووية لما لها من أهمية اقتصادية". ونتساءل بدورنا ، من المجبر يالضبط ياسيادة الوزير؟ ولماذا؟ ومن يصر على جعل الجزائر محل انشغال دول معينة، وفي مقدمتها أمريكا وفرنسا؟

(3) في الثالث ماي من سنة 2000 وبدعوة من جبهة القوى الاشتراكية أقوى أحزاب المعارضة تظاهر نحو 15ألف شخص و لتقليص دائرة الضوء حول حزب آيت أحمد شجعت السلطة – حسب مراقبين سياسيين مسيرة العاشر ماي باعتبار أن الداعي الرئيسي إليها هو حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أحد حلفاء الجيش و بوتفليقة.
وقبل أن تخفت أصداء المسيرتين تظاهر يوم 21 ماي في تيزي وزو الآلاف تخليدا لأرواح ضحايا المواجهات، وقد تم تقدير المشاركين الذين لبوا نداء تنسيقية العروش بحوالي 150ألف رفعوا اللافتات السوداء. كما وضعوا على رؤوسهم و أذرعهم شارات سوداء كرمز للحداد. ورفعوا الشعارات التالية (النظام قاتل) (الحكومة إرهابية)(الجنرالات ارحلوا)(صححوا التاريخ) (الجزائر ليست عربية).
في تلك الأثناء و خلال مأدبة العشاء التي نظمها على شرف فيدال كاسترو أكد عبد العزيز بوتفليقة على فداحة الوضع و اعترف أن الوضع ليس سهلا وهذا ما جعله بعد شهور وفي خطابه للأمة يعلن دسترة الأمازيغية كلغة وطنية ظنا منه أنه بهذه المبادرة سيتدارك الوضع وسيحتوي ما قد يترتب عن ذلك من انزلاقات ومضاعفات، و قد وصف الراحل محفوظ نحناح المبادرة بالتحايل على الدستور، وربما ما صرح به نحناح يعزز- بشكل من الأشكال- موقع بوتفليقة في تحايله على الأمة.
(4) إن الماضي معطى لا يمكن تجاهله كما لا يمكن محوه بالدم والنار لأن ذلك سيفضي بالحاضر إلى الصمت، الصمت الذي يسبق الإعصار. ولكن مالم يستوعبه بعد الأصوليون (دعاة الإسلام ودعاة العروبة ودعاة المزوغة) هو أن الماضي معطى مشاع من حق أي شخص أن يزوره ويتبضع منه ماشاء أن يتبضع وإن شاء سكن فيه، ومن حقه أن يقوم بحملة دعائية أو إشهارية من أجل تنظيم رحلات جماعية إلى الماضي سياحية أو روحية .. ومن واجبه أن يجعل ذلك (الماضي) في خدمة الشعب، لا أن يجر الشعب إلى خدمة الأسلاف، ومن ثمة خدمة مصالحه الشخصية، أو مصالح جماعته أو حزبه. إن استراتيجية التعالي المسكونة بنيويا بعقدة الشعور بالنقص، هي التي كانت وراء مآسي الجزائر، فالفرنكفونيون ودعاة المزوغة المعادون للعروبة، ودعاة العروبة الذين ظلوا يتنطعون بعدائهم لفرنسا، والأصوليون الإسلاميون المعادون لكل ماهو علماني وديموقراطي، والعسكر الذين لم يكن لهم حظ في معرفة الحياة بثرائها الإنساني والجمالي، هؤلاء كانوا جبهات الشر التي يتم تحريكها بسهولة ضد بعضها البعض، في معارك لم يجن منها الشعب سوى الخسارات.

(5) حول أطروحة المؤامرة الخارجية المدعومة بتواطؤ داخلي، عرفت مداخلات النواب جدالا واتهامات، حيث اتهم نائب الأفلان عبد الرحمان منصور النواب المدافعين عن أحداث منطقة القبائل بالخيانة، ونقلت الخبر أن وزير الخارجية، عبد العزيز بلخادم عرض أدلته على اللجنة البرلمانية للتحقيق حول بعض الأطراف الأجنبية.(الزمان عدد957).
(6) "إن المافيا التي وقفت وراء أحداث الربيع الأسود تحولت إلى مليارديرات وحولت بدورها المنطقة إلى علب ليلية للخمور والمتاجرة بالنساء، .. كانوا معنا عندما كنا ننزل إلى الشوارع لنعبر عن رفضنا.. وعندما طالبنا بحقن الدماء باعوا القضية وتحولوا إلى مليارديرات.. عيسى أعراب، الناطق الرسمي باسم العروش للشروق اليومي (2008.05.05).



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- نصف قرن على مؤتمر طنجة: الشرط الغائب في مسألة الاتحاد المغار ...


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد هادف - الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحلقة الخامسة) الأمازيغية ومنطقة القبايل: بين الأحزاب، العروش والسلطة