أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - وحدة اليسار فلسطينيا ( رواية بلا نص )















المزيد.....

وحدة اليسار فلسطينيا ( رواية بلا نص )


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 2435 - 2008 / 10 / 15 - 09:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


تماما مثل أولئك الرجال والنساء الذين خرجوا من الحياة العملية إلى نظام التقاعد وراحوا يدمنون مقهى معين من مقاهي المدينة ويتقنون خلق مادة للحديث متغيرة بين الفينة والأخرى في محاولة لإثبات أن لهم دور فاعل في الحياة العملية وعادة ما تلتصق حكاياتهم بحال الدوائر التي تركوا العمل بها فهم لا يتقنون سواها, بنفس هذه الحالة نعيش في فلسطين حالة البحث عن مخارج لعل وعسى أن يتمكن بعضنا من الخلاص من حالة التقاعد الذي قاد نفسه إليها والمتقاعدين عادة ما يأنفون الحديث مع من احتلوا مواقعهم أو قد يفعلوا ذلك ذات يوم وهم لا يعترفون بدور الآخرين أكانوا موجودين أم متوقعين.
هذه المقدمة التشاؤمية ليست بهدف العبث بالكلمات بل هي وصف لحال مأساوي تعيشه بعض القوى الفلسطينية اليوم ومن هم على هامشها أيضا في محاولة عجيبة ومتواصلة للهروب إلى الأمام ومواصلة الحديث عن حلول إنعاشية مثل التجديد ومعاودة البناء أو وحدة اليسار أخيرا ولم يكلف احد نفسه عناء البحث عن احتمالات وإمكانيات انجاز ذلك وحتى دون أن يجرؤ احد ما على القول مثلا إن الفاشلين لا يفعلون سوى الفشل مهما حاولوا تغليفه بلغات جديدة وما يسمى قوى اليسار الفلسطيني تعيش اليوم ومعها من هم على هامشها أو من غادروها ولم يتمكنوا من حشر مقعد مماثل في أوساط مكوناتها بعد أن يأسوا ن الخروج من ثوبهم الحديدي الذي لبسوه على مدى عقود فملوه حقا لكن أفكارهم أدمنت نمطيته رغما عنهم فهم خرجوا شكلا وواصلوا مضمونا لعجزهم عن إطلاق العنان لفكرهم الذي تعود القيد, هؤلاء ومعهم الفصائل يدمنون اليوم حالة البحث عن حل لمرضهم بفكرة وحدة اليسار الفلسطيني والسؤال كيف يمكن ذلك وأي يسار هذا الذي يجري الحديث عن توحيده وعلى أية أسس وبأية أهداف.
السؤال الأول المهم هو لماذا لم يواصل وحدته أصلا بعد أن كان كذلك فحتى عام 1968 كانت نفس هذه القوى موحدة بالكامل باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقد كانت حينها تقف على قدم المساواة على الأرض مع حركة فتح أو أن لا احد سواهم كان متواجدا في ساحة المقاومة الفعلية حين بدأ الحراك بداخلها "الجبهة الشعبية" لتقرر الجبهة الشعبية القيادة العامة العودة إلى مقاعدها كفصيل مستقل وبعد ذلك لتنشق الجبهة الشعبية الديمقراطية ثم توالت الانشقاقات عن الجبهة الشعبية كتجربة الجبهة الثورية وحزب العمال وبعض المجموعات التي تبعت أشخاص دون إعلان رسمي عن الانشقاق وكان هناك قوى خفية تسعى إلى تدميرها مع أن تجارب الانشقاق الأخرى لم يكتب لها الحياة فيما عدا الجبهة الديمقراطية التي عادت لتعاني هي نفسها ن نفس المأساة بانشقاق آخر كرر التجربة وحمل نفس الاسم لفترة ثم اختار اسم جديد هو الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني ( فدا ) الذي لم يتوقف عن العيش في حالة الانتقال من حالة لحالة ومن خروج لهذا القائد إلى إلغاء لدور آخر حتى بات على ما هو عليه اليوم وكذا وجدت الجبهة الشعبية – القيادة العامة نفسها تعيش نفس ما عاشته الجبهة الشعبية من انشقاق وانشقاق على الانشقاق وهكذا والأمر ذاته ينسحب على الحزب الشيوعي أو حزب الشعب أو الحزب الشيوعي الثوري أو المبادرة الوطنية وانتهاء بحال جبهة النضال الشعبي وجبهة التحرير العربية وغيرهم.
بعد أربعين عام من تأسيس الجبهة الديمقراطية على قاعدة الاختلاف مع الجبهة الشعبية تنطلق اليوم فكرة وحدة اليسار فمن هم الذين سيتوحدوا ولماذا وما الذي تغير ومن الذي تغير ولتكن الأسئلة واضحة حد الإزعاج لنجد إجابات حقيقية هل تغير الأشخاص أم تغيرت المواقف أم تغيرت المبادئ والأسئلة كبيرة وكثرة ومنها
- هل كان الحكيم جورج حبش والشهيد أبو علي مصطفى هم العقبة أمام الوحدة حتى ترتفع وتيرة الحديث عنها فور غيابهم أم أن احد ما يعتقد أن بإمكانه أن يرثهم وه كانوا قد جربوا بالتحالف الديمقراطي والقيادة المشتركة ولم يصلوا إلى النجاح معا
- هل شاخ نايف حواتمه جسدا وفكرا وبات لدى البعض اعتقاد انه اقترب من الغياب وبالتالي لنؤسس للتركة قبل أن يسبقنا إليها أحد
- هل تراجعت قيادة الديمقراطية عن شعارات مؤتمر آب 1968 وبرنامجها السياسي والأيديولوجي أم أن قيادة الجبهة الشعبية اقتنعت بما نادى به نايف حواتمة عام 1968 وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يعلن ذلك للملأ وإذا لم يتغير شيء فكيف تتم الوحدة وبين أية أطراف أم أن كلاهما توصلا بطريق الصدفة لنفس النتيجة ويخجلون من إعلانها.
- هل كان انشقاق 1969 خطأ والاعتراف بالذنب فضيلة وهو اقصر الطرق للاتفاق كأن يعلن نايف حواتمة مثلا انه يعترف بخطأه التاريخي عام 1969 ويريد إعادة الأمور إلى نصابها واعتقد أن نايف حواتمه قائد من النوع الذي يملك الجرأة على فعل ذلك إذا كان الأمر على هذا النحو.
- هل هناك حراك حقيقي في الأوساط القاعدية وقيادات الصف الثاني والثالث أو الجيل الجديد ممن يسعون إلى إضافة بصماتهم إلى التاريخ السياسي لأحزابهم
- هل هناك من يعتقد أن الوحدة ستفتح الأبواب على مصراعيها نحو التغيير وبالتالي فهي البديل عن حالة الموات هذه
- هل ذلك اعتراف بالضعف لدى سائر الأطراف وهي محاولة للاستقواء أمام عملاقين لم يتركوا لهم شيئا على الأرض بل باتوا يشكلون محورين لا ثالث لهما
- هل هو سباق مع الزمن خشية أن تلد الأحداث بديلا حقيقيا لا أسماء بلا مضامين
على أية حال فان كل التساؤلات السابقة مشروعة وحتى الجارح منها وإلا فان عدم الإجابة عليها سيترك الأمور تتواصل والمرض لا زال مغلفا بالرماد وقد نجد أنفسنا غدا في مواجهة علنية معه حين لن تنفع غرف الإنعاش أبدا فنعاود مهزلة التاريخ من جديد وبالتالي فان المطلوب الآن مصارحة علنية ونقد ذاتي معلن وحقيقي لكل التجربة السابقة ووضع النقاط على الحروف فيما يخص الأسباب التي آلت بحال هذه القوى إلى ما آلت إليه.
الحوارات تدور بين ثلاث قوى فقط وهي الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب والسؤال لماذا لا يشارك حزب فدا وهو من نفس هذه الأجسام وسبق للديمقراطية وحزب الشعب أن اشتركوا معهم في قائمة انتخابية واحدة بمعنى أن هناك توافق من المفترض انه أكثر مما هو مع الجبهة الشعبية وأين تغيب قوى مثل القيادة العامة والنضال الشعبي وغيرهم وغيرهم أم هناك من قرر بنفسه كيف تصنف القوى ليساري وغير يساري.
ورقة المبادئ
في منتصف أيلول 2008 أعلنت الفصائل الثلاث المشاركة في جبهة اليسار ورقة بعنوان جبهة اليسار من اجل التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومن العنوان نجد التعميم على أشده والعنوان التعريفي الثاني يحمل كلمات ( ورقة المبادئ العامة والمهام لجبهة اليسار الفلسطيني) فلنناقش مضمون العنوان الرئيسي والفرعي.
التحرر: تعتبر كلمة التحرر لدى حركة مقاومة في حال القضية الفلسطينية ليست هي العنوان الدقيق فنحن أمام التحرير أولا ولم ننتهي منه لنصل إلى شعار التحرر والتحرر يقال في حالات مختلفة ثل التحرر من الاستعمار أو السيطرة الطبقية أو الديكتاتورية وليس من احتلال استيطاني إحلالي كما هو حالنا وحتى في التفصيل وفي البند الاول تصر ورقة المباديء على كلمة التحرر وتغيب كليا كلمة التحرير.
الديمقراطية: والكلمة هنا لا تتدلل أبدا عن أية ديمقراطية يجري الحديث هل هي ديمقراطية شعبية تليق بقوى تسمي نفسها باليسار أم ديمقراطية رأسمالية ستصبح متناقضة مع الكلمة التي تليها.
العدالة الاجتماعية: وهي على ما يبدو البديل النهائي للاشتراكية التي لم ترد الورقة على ذكرها أبدا وكلمة العدالة الاجتماعية فضفاضة استخدمتها الأنظمة العربية الرسمية بما فيها الأنظمة الملكية فهل عدنا إلى قواعدنا سالمين وانتهينا من كل الحرب التي خضناها في سبيل الاشتراكية ومبادئها بالمطلق ويبدو أن معدي الورقة حرصوا جيدا على تغييب كلمة الاشتراكية التي لم ترد أبدا إلا في معرض وصف لقوى التحالف العالمية التي وصفتها الورقة بالقوى المناضلة من اجل قيم الاشتراكية – لاحظوا قيم الاشتراكية – وليست الاشتراكية.
اا فيما يخص المضمون فلا بد ن الملاحظات التالية:
- البند الثاني يشير إلى أهداف لا تتعارض ولا تختلف أبدا عن أية مهام ومبادئ يمكن أن ترد في برنامج أي من المنظمات غير الحكومية أو هيئات حقوق الإنسان ولا تتناسب مع قوى من المفترض أنها أدوات التغيير الجذري والتحرير ومن جانب آخر فان الحديث عن نظام برلماني ديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة يجعل لدى المراقب اعتقاد أننا أمام دولة كاملة السيادة والاستقلال وارض منجزة التحرير.
- لم تتطرق ورقة المبادئ العامة الى المقاومة إلا من خلال كونها حق مشروع باسم الشرعية الدولية ولم تعط ما تستحق في حالتنا الفلسطينية
- مرة أخرى تعود ورقة المبادئ إلى اسطوانة منظمة التحرير وبرنامجها ووثيقة الوفاق الوطني دون الإشارة حتى إلى ما حل ببرنامج منظمة التحرير وميثاقها ولا بوثيقة الوفاق الوني والحال الذي نعيشه اليوم على الأرض.
- أما في المهام المباشرة فلا ذكر على الإطلاق لكلمة مقاومة ولا لكلمة تحرير وتم استبدالها على ما يبدو بكلمة النضال والتصدي وحتى بشان الجدار والاستيطان فلم ترد أية كلمة بشأن إنهائه وكنسه أو هدم الجدار بل الاكتفاء بالتصدي له.
- سيل من النشاطات التي من المفترض أن تكون أنشطة المنظمات الشعبية لا الجسم الحزبي كحقوق الإنسان والمرأة والشباب والفلاحين والفساد والحريات العامة وما شابه.
- تبدو الورقة في مضمونها العام وكأنها قابلة بالحال الذي نحن عليه فهي تتحدث عن المفاوضات وتصويب أوضاعها معتمدة على شرعية دولية تدرك جيدا مدى السيطرة الامبريالية عليها وهي أيضا تتحدث عن إصلاح إدارات الحكم المحلي.
- استخدام تعبير غريب وعجيب وهو ( المساهمة الفاعلة في حركة اللاجئين في الشتات والوطن ) وكيف تكون المساهمة إلا إذا أتت من جسم خارج الحركة فهل قررت جبهة اليسار العظيمة مسبقا أنها ستكون ضيف مشارك في حركة اللاجئين والى جانب المكانة المتأخرة في الورقة لقضية اللاجئين إلا أن طريقة عرضها جاءت اخطر من ذلك بكثير.
- تعرف الورقة الجبهة على أنها ائتلاف وطني ديمقراطي يساري تقدمي دون أن تقدم أي تعريف أو تفسير لمفهوم اليسار والديمقراطية والتقدم فقد باتت هذه الكلمات اليوم لا تشبه أبدا كلمات الأمس وتركها بهذا التعميم يعني أننا أمام جبهة لا تعرف حتى مضامين اسمها.
- تشير الورقة إلى قيم العدالة الاجتماعية والمساواة ووضع حد للاستغلال الطبقي والقومي والسؤال ما المقصود بالاستغلال القومي هل يعني ذلك مثلا أننا سنناضل مطلبيا لكي تتوقف إدارة الاحتلال العسكري عن استغلال شعبنا قوميا وإذا كان الأمر كذلك فهل نحن مثلا أمام إعادة صياغة خجولة للبرنامج السياسي لهذه القوى تقبل بالدولة ثنائية القومية أم أنها مجرد كلمات لا اكثر.
- في المبادئ العامة إشارتين غريبتين الأولى أن الجبهة مقدمة لبناء حزب موحد لليسار الفلسطيني والثانية أن الانخراط في الجبهة للتنظيمات والأفراد لا يشترط التطابق في المواقف السياسية أو التخلي عن استقلالها الفكري والتنظيمي فنحن إذن أمام تجمع لبرامج سياسية مختلفة وكذا لبرامج ومعتقدات فكرية وأنماط عمل تنظيمية مختلفة فكيف سنصل إلى حزب موحد لليسار ومتى وما هي الآليات لذلك.
- يبدو أن اليسار الفلسطيني الموحد ليس له موقف تجاه الامبريالية والصهيونية فالورقة لم ترد أبدا على ذكرهما حتى بكلمة واحدة
- الورقة أسقطت كليا وبالمطلق كلمة الاحتلال أو إنهاء الاحتلال أو مقاومة الاحتلال وفيما عدا الحديث العام عن الحق الشرعي بالمقاومة وبتعميم واضح والإشارة الحيية إلى مواجهة القمع الاحتلال فلا يبدو أبدا أن الورقة مقدمة من قبل قوى يفترض من اسمها أنها أسست أصلا لتحرير فلسطين التي لم ينجز تحرير ملم واحد منها بعد.
- رغم أن الورقة تشير بوضوح إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية وان حركة التحرر الفلسطينية هي جزء من حركة التحرر العربية إلا أنها لم تقدم أية رؤية لمستقبل الوطن العربي ودورها في ذلك, وذلك كان سيكون مفهوما لو أنها تحدثت عن مكانتها في الكفاح الاممي وقضايا التحرر الأممية, إلا أنها أغفلت الجانبين وحشرت نفسها كليا في القضية الوطنية وعبر تفاصيلها بعيدا عن المهمة الوطنية الكبرى المتمثلة بالتحرير والعودة وتقرير المصير, والتي كانت ستعفي معدي الورقة من كثرة التفاصيل, فالقضية الوطنية ليست جزئيات مثل الاستيطان والقدس والحدود واللاجئين والأسرى, بل هي قضية وطنية تحررية عامة مضمونها وأساسها كنس الاحتلال وتحقيق هزيمته بما يكفل إلغاء سائر القضايا التفصيلية الأخرى, والخطير في الأمر أن ظاهرة التجزئة هذه أرست قواعدها المنظمات الغير حكومية وتلقفتها قوى يفترض أنها الروافع الثورية الأكثر جذرية ولا يجوز لقوى منوط بها المهمة الوطنية الكبرى أن تغفل المهمة الأولى لصالح التفاصيل فذلك يمكن أن يكون مفهوما في قضية طبقية أو وطنية أو نقابية تسعى لمراكمة انجازات بهدف تحقيق مطالب محددة يمكن الوصول إليها بالتدريج وفي مواجهة داخل المجتمع نفسه وليس مع أعداء وطنيين وقوميين فالمسألة مع احتلال استيطاني كولونيالي متفوق مختلفة جذريا ولا يجوز لقوى يسارية جذرية أن تتعاطى مع قضايا شعبها كقضايا مطلبيه تتناسب ونشاط لاتحادات ونقابات ومنظمات شعبية لا أكثر.
- الغريب أيضا أن الورقة لم ترد مطلقا على ذكر اتفاقيات أوسلو لا من قريب ولا من بعيد واكتفت فقط بالإشارة إلى العمل على التحرر من قيود اتفاق باريس الاقتصادي.
لا احد على الإطلاق يمكنه أن يمنع أيا كان من إطلاق الاسم الذي يرغب على وليده, لكن الحقيقة أن الأسماء مهما تجملت وتلونت فهي لا تغير من الواقع شيء ولن تصبح هذه القوى يسارية لمجرد إطلاق الاسم عليها بهذا الشكل أو ذاك فالمطلوب أولا وقبل كل شيء
1- رجعة نقدية للبرامج والأدوات لسائر القوى المشاركة والتي من المفترض أنها تسعى إلى تجذير دورها وتطويره على قاعدة أن المعارك الكبرى تتطلب ممن يخوضها أن يفحص سلاحه ومعداته قبل الذهاب إلى المعركة والسلاح هنا هي البرامج والأدوات
2- ضرورة تحديد المنهج الفكري لهذا اليسار وعدم ترك الأمر على علاته يعطي لكل الحق بتصور الأمر كما يرغب فهناك خلط غريب بين اليسار والديمقراطية والتقدم دون أن نشير بشكل أو بآخر عن أي يسار يتم الحديث هنا ولا يجوز الهروب أبدا من استحقاق أن اليسار هو ممثل أصيل لقوى المجتمع الحية من العمال والفلاحين والفقراء ولا وجود ليسار لا يملك القدرة على التعبير عن هؤلاء وتمثيلهم وقيادة أطرهم ومؤسساتهم الاجتماعية والنقابية.
3- ورد ذكر العمال في الورقة ببند واحد وحد بين ( العمال والموظفين وسائر العاملين ) وتحدث عن الدفاع عن مصالح هؤلاء ولم يشر أبدا إلى نضالهم بل هو عبر النص فصل بين العمال وحركتهم بالحديث عن الدفاع عن مصالحهم أي أن اليسار المنتظر سيقوم هو بالدفاع عن مصالحهم وأنهم أي العمال والموظفين وسائر العاملين هنا متلقين وشاكرين لهذا الدفاع لا أكثر ويبدو الأمر وكان معدي الورقة معتقدين مسبقا أنهم ليسوا من هذه الفئات بما في ذلك فئة سائر العاملين التي من المفترض أن تطال حتى المتفرغين على العمل الحزبي ممن لم يعرفوا الأبواب التي تغيب العمال نهارات ونهارات من الشقاء والمعاناة بما فيها معاناة الجوع لجيش العاطلين عن العمل والذين لا ينتمي لهم عديد المتفرغين وممتهني العمل الحزبي الحرفي, كما أن الخلط بين العمال والموظفين وسائر العاملين يشير إلى نمط التفكير الجديد الذي تأخذنا إليه هذه القوى للتأسيس أيضا لفهم جديد لليسار وفكره وأهدافه.
4- ولم يحظ الفلاحين ولا الأراضي الزراعية بأكثر ن حظ رفاقهم العمال بل على العكس ورد ذكرهم بفقرة صغيرة تحدثت بالعموم في إغفال غريب لحقيقة أن الأرض والصراع عليها هو جوهر الصراع بيننا وبين العدو المحتل لأرضنا وان حماية الأرض وتجذير دور الفلاحين وتعزيز صمودهم وتطوير القطاع الزراعي وحماية الاقتصاد الفلاحي هو من أساسيات وبديهيات الصمود في وجه الأهداف الكولونيالية لعدونا كما انه سلاحنا في مواجهة البالة المتفاقمة وظاهرة الهجرة في أوساط الأجيال الشابة التي تتزايد بشكل ملحوظ مما يهدد وجودنا على أرضنا أصلا.
5- لم ترد الورقة أبدا على ذكر أنشطة التطبيع مع العدو وهي حتى حين تحدثت عن قضايا الشباب أغفلت ذلك كليا وهي بذلك لا تلقي بالا لما تقوم به عديد المنظمات غير الحكومية من أنشطة للتطبيع والتي تطال قطاع الشباب والأطفال قبل غيرهم
6- الانطلاق أولا من برنامج سياسي موحد, فوضع العربة أمام الحصان إيذان مسبق بعدم الرغبة بالانتقال إلى الأمام والأحزاب والقوى السياسية عنوانها الأصيل هو برنامجها السياسي لا أدواتها التنظيمية التي من المفترض, أي الأطر التنظيمية, أن يتم تشكيلها على قاعدة قدرتها على تنفيذ البرنامج الموكل إليها وليس العكس كما تقدم الورقة على ما يبدو والتي تتحدث عن إعلان الجبهة الموحدة فيما بعد ن إعلانها السياسي لا برنامجها السياسي.
لا ينكر احد أبدا أن توحيد القوى الفلسطينية هو هدف عزيز على قلب كل فلسطيني وان توحيد قوى اليسار – إن جاز التعبير – بالتحديد يحتل أهمية خاصة بسبب الحاجة الملحة لقوة ثالثة قادرة على القيام بدور مؤثر في حالة الانقسام والتشرذم والتجاذب التي تصيبنا والتي تهدد كامل قضيتنا الوطنية إلا أن الرغبة هذه تتلازم مع إصرار على أن يكون المولود قادر على الحياة والتأثير وان يشكل رافعة حية لقضية النضال الوطني في سبيل الأهداف العليا لشعبنا وفي مقدمتها التحرير على قاعدة انه الأساس لكل ما سيأتي بعد فلا عودة ولا تقرير مصير ولا غيره دون القدرة على انجاز التحرير وإنهاء الاحتلال ويبقى القول أن الأمنيات بنجاح الساعين إلى هذا الانجاز العظيم هي فوق كل اعتراض وقبل كل نقد فهو حلم لطالما راود كافة قطاعات شعبنا ومناضليه في المقدمة إلى جانب أن مثل هذا الانجاز, إن تم – ونتمنى ذلك - سيوفر على العديدين عناء البحث عن حلول وبدائل فكرية وسياسية وتنظيمية مع ضرورة أن يفتح الباب على مصراعيه للجميع للانخراط في هذا النشاط وإنجاحه دون أن يعتقد احد دون غيره أن اتجاه اليسار وفكره وأدواته التنظيمية وبرامجه ملك له وحده دون سواه.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو اداة تنظيمية جديدة
- بصدد ما ينبغي تعلمه - دراسة لتجربة الطبقة العاملة الفلسطينية
- ليس لنا ما نسوقه
- نحن أسياد المؤقت
- غياب الرئيس عباس ضرورة اسرائيلية
- من يكره غزة يكره نفسه
- مديح الاغتيال...هجوم التوريط
- أعيدوا لنا أبناءنا
- أم قيس...قرية حدودها السناء
- عصرنة التأصيل في مواجهة تحديات التحديث
- البشرية مقابل حفنة لصوص
- المقاومة والجبهة المفككة
- عالم بلا حب
- أو شرعنة الاحتلال
- اتهام علني
- مأزق ومليار حل غائب
- اقرب السماء...اعمق الارض
- وعي الفعل
- فلسطين تحت الاحتلال
- حجارة الموقد الفلسطيني


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - وحدة اليسار فلسطينيا ( رواية بلا نص )