أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - داود تلحمي - بعد عشر سنوات على رحيل عالم التاريخ والتراث هادي العلوي...ما زال سيفه الفكريّ مُشرَعاً















المزيد.....

بعد عشر سنوات على رحيل عالم التاريخ والتراث هادي العلوي...ما زال سيفه الفكريّ مُشرَعاً


داود تلحمي

الحوار المتمدن-العدد: 2434 - 2008 / 10 / 14 - 08:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قبل عشر سنوات، في مطلع خريف العام 1998، رحل هادي العلوي (أبو حسن)، المثقف البارز والمناضل اليساري الصلب وعالم التاريخ والتراث، إبن العراق، أرض ما بين النهرين، الضاربة في الزمن والتاريخ والمساهمة القوية في تأسيس وإغناء الحضارة البشرية... وابن الحضارة العربية الإسلامية بوجهها المستنير والمشرق... وابن الإنتماء الإنساني الأممي المنفتح على ثقافات وكفاحات شعوب العالم، شرقه وغربه.
كان غيابه حدثاً مؤلماً لمن عرفه وعايشه وعمل معه، وتابع معه مجهوداته الكبيرة في سنواته الأخيرة، بالرغم من تردي صحته، لإنهاء عدد من المشاريع الكتابية الثقافية والمعرفية الهامة، التي كانت مهمة بالنسبة له ولقرائه ومريديه. كل من عرفه كان يدرك أنه أمام نموذج فريد للمثقف الإنساني المتجرد من كل أنانية وحب للذات وللشهرة، والزاهد تجاه كل متاع مادي، ما عدا كتبه ومراجعه التي كان يستعين بها لكتابة مؤلفاته ومقالاته، والتي لم يكن يضمن أن يجدها في المكتبات الكبيرة التي كان يرتادها في المدن التي عاش فيها، سواء في العراق، مسقط رأسه ووطنه، أو في المهاجر المختلفة التي عاش فيها منذ أواسط السبعينيات، من الصين في شرق الشرق، الى بريطانيا، الى لبنان وسورية وجزيرة قبرص، والصين ثانيةً وسورية مرةً أخرى، حيث انتهى به المطاف، وحيث ارتحل في هجرة أخرى وأخيرة، في الأيام الأولى لخريف العام 1998.
ولكن هذه الهجرة الأخيرة كرّست حضوره الدائم، عبر فكره وكتاباته وإضاءاته الهامة والمتميزة على التاريخ والفكر والتراث العربي-الإسلامي، بالمعنى الحضاري للكلمة، علاوةً على إسهامات وإضاءات هامة على حضارة أخرى ذات أهمية تاريخية ومتزايدة الحضور والراهنية، حضارة الصين، ذلك البلد- القارة الذي عاش فيه هادي عدداً من السنوات، على دفعتين، تمكَّن خلالها من تعلم هذه اللغة، التي لم يكن هناك عدد يُذكر من المثقفين في عالمنا العربي، في مرحلة السبعينيات والثمانينيات، يلمُّ بها.
***
في اليوم السابع والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضي، وهو اليوم الذي صادف ذكرى رحيل هادي قبل عشرة أعوام، اتصلت هاتفياً بزوجته، السيدة الفاضلة والصبورة والمثابرة أم حسن، التي كنتُ قد استفسرت من أحد الأصدقاء عن أوضاعها، وعلمتُ منه أنها بقيت في دمشق. قالت لي في هذه المحادثة الهاتفية إنها تواظب على زيارة ضريح زوجها الراحل في حي السيدة زينب في ضواحي العاصمة السورية، خاصةً في صباح ذلك اليوم، يوم ذكرى الرحيل. وسألتها عن صحتها وحالها، وصحة وأوضاع الأهل في العراق، فطمأنتني حول أوضاعها وأوضاع أشقائها وأهلها المباشرين في الوطن. كما نقلت لي، بفرح واضح، خبر صدور الأعمال الكاملة لهادي العلوي عن دار المدى بدمشق.
تذكرت خلال الحديث تلك السنوات الطويلة التي عاش فيها هادي في دمشق، حين كنت هناك أتولى متابعة مجلة "الحرية" الفلسطينية التي كان هادي ينشر فيها بشكل منتظم، كما ينشر في منابر عراقية وعربية تقدمية، ولكن، كما كانت عادته دائماً، بدون أي مقابل مادي، عملاً بمبدئه القائل بأن "الفكر لا يباع". وكنا، الزميل سعيد عبد الهادي وأنا، في ذلك الحين، نعمل على الإلتفاف على زهده هذا عبر إقناع زوجته بقبول تغطية لتكاليف العلاج في المستشفى أو لإيجار منزل، بين حين وآخر، وإن تكن كل هذه التغطيات المادية أقل بكثير مما تستحقه إسهامات أبي حسن البارزة في إغناء المنابر التي كان يكتب فيها، حيث كانت هذه الإسهامات تستقطب اهتماماً واسعاً من قبل قرائها، من أقصى المغرب العربي الى اليمن، وما بينهما، كما في المغتربات العربية.
كان هادي حريصاً على إيصال فكره الى أوسع جمهور ممكن، ولكن ليس على حساب موقفه السياسي والتزامه التقدمي، والثوري، حيث كان يصرّ، مثلاً، على عدم التعامل مع ما كان يسميه "المنابر النفطية"، التي كان يعتبرها مصدر إفساد. فإلى جانب المنابر العراقية والعربية التقدمية، كان هادي يتعاطى مع المنابر الفلسطينية كمنابر وطنية تخدم قضية كان يعتبرها قضيته، قضية شعب فلسطين وحقوقه، كما كانت قضية العراق بالنسبة له، وكذلك قضايا شعوب الأمة العربية وشعوب "العالم الثالث" وكل تيارات وقوى التقدم والتحرر والإنسانية في العالم، بدون تمييز بين الألوان والأعراق والحضارات.
ولعل اهتمامه بالثقافة الصينية والعلاقة التاريخية بين الحضارتين العربية-الإسلامية والصينية في الماضي مؤشر على التزامه الأممي والفكري التقدمي الإنساني، واهتمامه الواسع بالثقافة البشرية التي لا تعرف الحدود ولا تخشى التنوع في الثقافات والحضارات، اللهم إلا من زاوية الموقف تجاه قضايا الإنسانية والإنسان، بين الذين يدعون الى حريته وانعتاقه وتطوره، وبين الذين يسعون الى استعباد الناس وإذلالهم والتمييز بينهم على أساس العرق واللون والإنتماء الحضاري، ويعملون على استغلال ونهب الشعوب والشرائح الإجتماعية الأفقر والأضعف في كافة المجتمعات البشرية لصالح قلة من الأثرياء وأرباب العالم الرأسمالي.
فهو كان، بقوة وحزم، ضد الغرب الرأسمالي الإستعماري المتوحش، ولكنه كان مع الطلائع التقدمية التحررية والفكر الإنعتاقي الذي كان بعض أفراد هذا الغرب يساهمون في بلورته. وفي إحدى رسائله لأحد أصدقائه، قبل سنوات قليلة من وفاته، انتقد ما أسماه "أُحادية المصدر الثقافي لمثقفينا، وهو الغرب وثقافته السائدة، واستسلام مثقفينا (وساستنا) لهذا السائد مع عدم تعمقهم في التراث الإسلامي والصيني، وهما مقومان كبيران للشخصية الحضارية". ويضيف في الرسالة ذاتها: "كان يجب أن يكون لدينا موقف نقدي من الغرب حتى نميّز بين جون ميجر (رئيس حكومة بريطانيا آنذاك) وبرنارد شو، بين غوته وكول (مستشار ألمانيا آنذاك)، بين روسّو وميتيران (الرئيس الفرنسي في حينه)". ويضيف في الرسالة ذاتها: "إن غوته وروسّو وماركس يشتركون في جذر حضاري واحد مع تشوانغ تسه والمعرّي". وتشوانغ تسه هو الفيلسوف الصيني الذي ترجم له هادي "كتاب التاو" في أواسط التسعينيات. وقبل ذلك كان هادي قد نشر كتاباً بعنوان "المستطرف الصيني"، لتعريف قارئه العربي ببعض تراث هذه الحضارة العملاقة، وتقاطعاتها مع الحضارة المشرقية، العربية- الإسلامية.
وأهمية إسهامات هادي الثقافية والفكرية والتأريخية تستند، بالتالي، الى معرفته الواسعة والعميقة والمباشرة بالتاريخ والفكر والثقافة العربية – الإسلامية (هو كان يفضّل إستعمال تعبير الثقافة الإسلامية، خلافاً لرفيق دربه الفكري، كما قال، المفكر اللبناني الشهيد حسين مروة، صاحب كتاب "النزعات المادية في الفلسفة العربية – الإسلامية"، باعتبار أن هذه الثقافة، أو الحضارة، كانت أوسع من عربية). فهو ابن مجتمعه وشعبه وتاريخه، وهو رأى أن إسهامه هذا في قراءة هذا التراث والتاريخ بأدواته المعرفية التقدمية يساعد على تدعيم أسس مفهوم آخر للمواطن والمثقف والمتعلم العربي، غير ذلك الذي يغترب عن وطنه وتاريخه وجذوره، من جهة، أو الذي يتعامل مع التاريخ والماضي كمبرر للجمود والعودة (المستحيلة طبعاً) الى الماضي، من جهة أخرى، تحت وهم أن هذا الماضي يمكن أن يكون ملاذاً مريحاً يعفي من التعاطي مع الواقع الراهن وتعقيداته وتحدياته وعدوانية المستعمرين وقوى الطغيان والسطو العالمية فيه، بحيث يشكّل هذا الموقف هروباً من هذا الواقع ومن ضرورة مواجهته والعمل على تغييره وتطويعه لمصلحة الشعوب والبشر ولتطور حياتهم نحو الأفضل والأرقى باستمرار، دون نكران الجذور والتاريخ والخلفية الحضارية.
ومن هنا كان نقده الشديد لأولئك الذين يغتربون عن مجتمعاتهم وتاريخهم وجذورهم هذه، وبالمقابل لأولئك الذين لا يرون في هذا التاريخ إلا مبررات لتمسكهم بظلامية معرفية تحجب الواقع الراهن وتسعى للإكتفاء بإلغائه ذهنياً ولغوياً بوهم إمكانية تجاهله أو إمكانية القضاء عليه بأدوات وأسلحة ماضوية.
كان هادي، بالتالي، إبناً أصيلاً للحضارة العربية- الإسلامية (أو الإسلامية)، بمعناها الإنساني الأشمل، بصفحاتها المضيئة وتاريخها المتواصل في أذهان وسلوكيات كل من ورثوها، كما هو الحال مع كل الحضارات والثقافات البشرية. وكان هادي، في الوقت ذاته، إبناً للتراث المضيء للمسيرة البشرية بمجملها وما تقدمه في عصرنا من ثقافة ومفاتيح لتحقيق العالم الأفضل وخدمة مصالح البشر وتطورهم الدائم، وفي المقدمة البشر الذين نعيش بينهم، أبناء شعوب أمتنا العربية، أبناء العراق وفلسطين وسائر بلدان المنطقة العربية، كما وبلدان العالم المضطهَد والمستعبَد عامةً في أنحاء الكرة الأرضية.
***
وكنتُ، قبل كتابة هذه الكلمات، قد عدت الى بعض مؤلفات هادي التي تمكنت من إحضارها معي الى الوطن، وبعضها يتضمن جمعاً لمقالات ودراسات سبق ونشر الراحل عدداً منها في مجلة "الحرية"، مثل كتابه "قاموس التراث"، وكتاب "شخصيات غير قلقة في الإسلام"، وبعضها الآخر هو نتاج جهده الدؤوب في التعمق في قراءة صفحات هامة في التاريخ والفكر والثقافة العربية-الإسلامية، علاوة على عناوين ومواضيع أخرى، كتلك التي كرسها لبعض جوانب حضارة وتراث الصين، كتلك التي أشرنا إليها أعلاه. كما عدت لبعض ما كُتب عنه ممن عرفوه شخصياً أو واكبوا كتاباته وإنتاجه الفكري والثقافي، ولبعض المقابلات التي أُجريت معه قبل وفاته وتناولتْ فكره ومواقفه، حيث كانت زوجته السيدة أم حسن قد قامت بالإشراف على إصدار ما كُتب عنه بعد وفاته في كتاب أنيق يحمل صورته على الغلاف، وهي صورة لم تكن تُنشَر خلال حياته، لأسباب متعلقه بأمنه الشخصي والخشية من تجاوزات محتملة من قبل أعداء حرية الفكر والإجتهاد والمعرفة.
وكان هادي العلوي يعتبر أبا العلاء المعري، الشاعر والفيلسوف والزاهد العربي الكبير، وصاحب الفكر الحر المنطلق، في زمن كانت فيه الحضارة العربية- الإسلامية لا تخشى النقاش والنقد والأفكار المثيرة للجدل والمتناقضة أحياناً مع الفكر السائد، كان يعتبره معلماً وشقيقاً روحياً له، وكان يسعى الى التماثل مع سلوكه الشخصي، خاصة في التقشف والزهد، بما في ذلك في مجال الإمتناع عن أكل لحوم الحيوانات. وهكذا، كان المفكر الراحل يذيّل العديد من مقالاته بالإشارة الى مكان تواجدٍ روحيٍ، هو بلدة معرّة النعمان، بلدة أبي العلاء، الواقعة بين دمشق وحلب. لكنه، مع احترامه العميق لهذا المفكر البارز في التاريخ العربي-الإسلامي، كان يختلف في جانب واحد معه، وذلك في نظرة إبن معرة النعمان التشاؤمية تجاه مصير العالم والإنسان، حيث حرص العلوي على أن يتمسك بتفاؤلٍ ثوريٍ لم تنل منه كل عواصف العقدين الأخيرين من القرن المنصرم. وفي إحدى رسائله الأخيرة قبل رحيله، تمنّى هادي العلوي أن يعيش حتى يرى سقوط عددٍ من رموز الإستبداد والنزعات الرجعية واليمينية في العالم وفي المنطقة. وهو كان، بالتأكيد، سيُسعد لو كان حياً في أيامنا هذه لو سمع بنهضة اليسار القوية في القارة الأميركية اللاتينية، وعن تراجع الإمبراطورية الأميركية وأزمتها المتفاقمة على كل صعيد، والوهن الذي أصابها، خاصة بعد احتلالها لأفغانستان والعراق، وعلى أرضية سياسات اليمين المتطرف العدواني الأميركي الذي أمسك بالقرار كاملاً في ظل إدارة جورج بوش الإبن الرجعية.
***
بقي أن نسجّل لصالح هادي العلوي أنه طرح في كتاباته عدداً من القضايا المهمة التي تحتفظ براهنية عالية، الى جانب أهمية إسهاماته في تقديم التاريخ والتراث العربي والإسلامي، بلغة سلسة ومفهومة من قبل المواطنين العاديين، وأحياناً حتى بلغتهم البسيطة شبه العامية، ومن موقع العالم والمثقف المتمكّن والمستنير. وسأكتفي هنا بالإشارة الى عنوانين بارزين في أعماله وإسهاماته الفكرية والنضالية:
** أسجّل، أولاً، قضية تركيزه على ضرورة إنغراس القوى اليسارية والتقدمية العربية في واقع وتاريخ وحضارة مجتمعها، باعتبار هذه الحضارة جزءً لا يتجزأ من المكوّن الفكري الإجتماعي المسلكي لهذا المجتمع ولأفراده. وتلك مسألة أساسية في مراجعةٍ لتاريخ وتجارب بعض اليسار العربي في العقود الماضية، حيث لم يُعِر هذا البعض إهتماماً كافياً، وأحياناً أي اهتمام، لهذا البعد، وترك، بالتالي، التاريخ والتراث حكراً على تيارات ذات خلفية يمينية وماضوية غير قادرة على استخلاص ما ينبغي من هذا التاريخ للنهوض بالواقع العربي من جديد، وفي خدمة قضايا الناس والشعوب الملموسة الراهنة. ومن هذه الزاوية، كان هادي يُفضّل ألاّ يتم وصفه بصفات مستحدثة معينة، إذا كان ذلك يعني القطع مع التراث والتاريخ والإنتماء الى الحضارة العربية- الإسلامية (أو الإسلامية)، دون أن يعني ذلك إطلاقاً التقاءه مع دعاة توظيف فهم ضيّق للعقيدة الموروثة في الفعل السياسي الراهن، برؤية بعيدة عن فهم واقع وتحديات العالم والعصر الذي نعيش فيه.
** ثانياً، طرح هادي العلوي في السنوات الأخيرة من حياته مشروع ما أسماه "الحركة المشاعية في العراق"، التي وصفها في رسالة أخرى الى صديق له بأنها "حركة اجتماعية غير مسيّسة"، أي انها لا تنافس الحركات والقوى السياسية القائمة، وخاصة اليسارية منها، بل تسعى لأن تكون رديفاً لها، لا بديلاً أو منافساً، على حد تعبيره. وهذه الحركة التي أنشأها هادي اهتمت بشكل خاص بمساندة وإغاثة المحتاجين والفقراء والمظلومين من المواطنين العراقيين، وهي قامت فعلاً بإنجاز ملموس في هذا المجال، في نطاق إمكانياتها.
وهذه الفكرة، فكرة الحركات الإجتماعية الرديفة للتنظيمات اليسارية أو المواكبة لها، تستحضر الآن أهمية دور مثل هذه الحركات في التحولات الكبيرة التي شهدتها أميركا اللاتينية نحو اليسار، حيث ارتكز العديد من قادة وقوى اليسار الى مثل هذه الحركات في الوصول الى السلطة والعمل على إحداث التغييرات الإجتماعية، الواسعة أحياناً، لصالح القطاعات الشعبية الأوسع في تلك القارة.
***
في مقابلة، ربما كانت أخيرة له، مع صحيفة عربية، ونُشرت بعد رحيله، أجاب هادي العلوي على سؤال حول المهمات المطروحة على العرب على أبواب القرن الحادي والعشرين، قائلاً:
"قضايانا هي نفسها في القرنين الماضيين، وفي القرن المقبل، قضايا التحرر الوطني من الإستعمار والتسلط الغربي والتحرر الإجتماعي من الفقر والتخلف والرأسمالية المتوحشة. ونضالنا في القرن المقبل... مستمر حتى ننجز الأهداف المرسومة أمامنا."
وما زال جدول الأعمال هذا قائماً على رأس أولويات شعوب منطقتنا وقواها وتياراتها التقدمية والمستنيرة.
ومهما كانت مواقفنا من هذا الرأي أو ذاك في كتابات هادي العلوي، لكننا لا نستطيع إلا أن نقرّ بأهمية إسهاماته في الثقافة العربية التنويرية الحديثة، في زمن ما زالت نهاية النفق في منطقتنا غير مرئية، بالرغم من بعض الإضاءات المحدودة هنا وهناك، وإن كانت التطورات العالمية خلال العقد الأخير منذ وفاة هادي العلوي تفتح المجال واسعاً لأمل قوي بإمكانية شق الطريق نحو نهاية النفق هذه، والإقتراب، بالتالي، من النهضة الجديدة المنشودة لشعوب أمتنا ومنطقتنا، وتحقيق التطور والنمو والعدالة والحرية التي يتطلع مواطنونا اليها.
*
ملاحظة- مباشرة بعد رحيل هادي العلوي، كتبت مقالة، نُشرت في عدد من المنابر العربية في حينه، كما وفي الكتاب الذي أصدرته السيدة أم حسن تحت عنوان "رحيل هادي العلوي"، وكان عنوان المقالة: "هادي العلوي...المثقف الثائر والزاهد الذي غادرنا وأبقى سلاحه مُشهراً"، ولذلك اخترت أن أضع عنواناً للمقالة الجديدة مشتقّاً من عنوان هذا المقال السابق.



#داود_تلحمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية نهاية التاريخ..!
- حول الموقف السوفييتي من مسألة فلسطين في العامين 1947-1948
- حول بعض الملاحظاتٍ على كتاب -اليسار والخيار الإشتراكي-
- في أربعين -الحكيم- جورج حبش... نكبات فلسطين المتعاقبة وتحديا ...
- -اليسار والخيار الإشتراكي... قراءة في تجارب الماضي وفي احتما ...
- 90 عاماً على الثورة البلشفية في روسيا.... هل كان بالإمكان تف ...
- حروب النفط والصراعات على منابعه وممراته مرشّحة للإتساع
- القرن 21 سيكون قرناً آسيوياً؟
- صعود الصين وتنامي استقلالية روسيا...يؤشران لتوازنات عالمية ج ...
- ملاحظات على هامش إنتخابات الرئاسة في فرنسا
- اليسار يرسم خارطة جديدة لأميركا اللاتينية، ومشروع عالم بديل
- تحديات تواجهها المساحة العربية في عصر العولمة الرأسمالية
- اليسار الجذري والديمقراطية التعددية هل يلتقيان؟ فنزويلا قالت ...
- الأيديولوجيا والسياسة... إستقلال نسبي، وضوابط ضرورية
- إنتصارات اليسار في أميركا اللاتينية -الخلفيات والآفاق
- داود تلحمي في حوار مع العربية ضمن برنامج السلطة الرابعة
- المؤرخ والعالم الاجتماعي مكسيم رودنسون... نموذج مختلف للإستش ...
- بعد خمسين عاماً من الانتصار التاريخي في - ديان بيان فو
- نحن والإنتخابات الأميركية: -إزاحة- اليمين المتطرف... وبلورة ...
- بعد صدور القرار 1515 لمجلس الأمن حول -خارطة الطريق


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - داود تلحمي - بعد عشر سنوات على رحيل عالم التاريخ والتراث هادي العلوي...ما زال سيفه الفكريّ مُشرَعاً