أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابتسام يوسف الطاهر - استغلال المسئولون لصبر المواطنين














المزيد.....

استغلال المسئولون لصبر المواطنين


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2434 - 2008 / 10 / 14 - 08:24
المحور: حقوق الانسان
    


حين تخلت الدولة عن المواطن العراقي في عز ازماته التي تسببت بها تلك الدولة ذاتها، خاصة في التسعينات من القرن المنصرم وخلال الحصار الذي فرض على الشعب العراقي، لم يكن امام المواطن سوى ابتداع الوسائل للاعتماد على نفسه بوضع حلول (مؤقتة) لتسهيل اموره الحياتية لحين نهوض الدولة وقيامها بواجبها بتوفير المستلزمات البديهية لذلك المواطن .
وبما ان( الحاجة أم الاختراع ) ابتدع العراقي وسيلة كان يتأمل ان تكون مؤقتة لبضع سنوات فقط ! فأستخدم محركات صغيرة لتوليد الطاقة الكهربائية وهكذا اقتنى كل بيت مولدة صغيرة يستخدمها بساعات انقطاع الكهرباء( الوطنية) برغم مما تسببه تلك المحركات من كارثة على البيئة بالدخان الذي ينفثه والحرارة التي تسببها، هذا اذا تجاهلنا الضوضاء التي تخترق السمع والاعصاب .. وحين طالت (الحسبة ) وتعدت العقود استغل البعض تلك الحالة وجعل منها سببا للاسترزاق فاقتنوا مولدات ضخمة ونصبوها في كل شارع لبيع بضع(كيلوات كهرباء) على كل بيت لبضع ساعات في النهار ومثلها في الليل متجاهلين كوارثها على الصحة والبيئة ، وبعدها اضطر بعض المواطنين على إقتناء اكثر من محرك صغير لتشغيلها بالتناوب وهكذا تضاعفت الحرارة وتضاعفت كمية الدخان الذي تنفثه معها وتضاعفت الضوضاء والأصوات المؤذية التي تنطلق من تلك المحركات . يئس المواطن او تناسى أن هناك دولة وسلّم امره لله لعل الفرج يأتي يوما وينعم بالكهرباء كباقي البشر الـ (غير المغضوب عليهم ولا الظالين). لذا تأمل خيرا بالتغيير وتنفس الصعداء بعد الخلاص من تلك العصابة التي حولت البلد لسجن كبير وشوارعها لجحيم لو عرفه دانتي لما لجأ للخيال. لكنه فوجئ بالسنوات تقضم عمره واحلامه وأمله باحترام حقوقه.. فقد تضائلت الساعات (الوطنية) بل تكاد تتلاشى ، ووزير الكهرباء يصرح بلا حرج بان لا أمل بجعل الكهرباء معقولة او على الأقل بمستوى ما هي عليه في الدول الأقل غنى من العراق كما هو الاردن مثلا! واذا تمنن علينا يؤكد أنها ممكن تكون أحسن بعد ست او سبع سنوات!!!؟ هذا بالرغم من المليارات التي خصصت وتخصص لتلك الوزارة ! اين ذهبت او تذهب تلك المليارات؟
حتى الماء تلاشى هو الاخر فالمضخات الصغيرة التي كانت تسحب لهم بضع قطرات تبلل شفاههم ، لاجدوى منها بلا كهرباء ، واحيانا تستسلم لقدراتها المحدودة وتعجز عن سحب تلك القطرات حتى بوجود السيدة كهرباء، فتجف بشرة الاطفال ونراهم شاحبين وشفاههم بيضاء عطشا وتعبا، وليزداد الامر كابوسية اقرأ في الشريط الاخباري على احدى القنوات ان المسئولون عن الماء في العراق يبشرونا "ان مشكلة الماء ممكن أن تحل في عام 2030! يعني لتموت أجيال أخرى او ينقرض شعب العراق لحين حل تلك المشكلة! (الله واكبر)..السؤال لماذا لا يتعلموا من الدول التي حولت مياه البحر صالحا للشرب؟ او حولت صحرائها لبساتين؟
والسماء هي الأخرى نسيت أن المطر هو زخات ماء فصارت تمطر غبارا يضفي شحوبا على كل الكائنات الحية وغير الحية في بلدنا الحبيب.
كل ذلك والمسؤولين في وزارة الزراعة والبيئة والتخطيط .. الخ ، ناموا رغد او (حطو على هذه طين وعلى الاخرى عجين ) كما يقولون غير مبالين بتلك السلسلة من الخيبات التي تضغط على جسد المواطن المتعب، فلا هم استقالوا لخيبتهم وفشلهم بأبسط الاختبارات ، ولا هم استعانوا بمن لهم خبرة على الأقل بالأخوة من دولة الإمارات التي تحولت خلال بضع سنوات من صحراء الى حدائق غناء!
فلا نندهش لو انهار المواطن يوما وحينها ستنهار كل الوزارات ! فعلى ماذا سيستوزرون ؟على أسراب الجراد أو الصراصير أم على الفئران التي صارت تسرح وتمرح في منازلنا ؟!! ابعد كل ذلك ينتظرون أن ننتخب تلك الكتل والتيارات والجبهات التي لم تخدم غير أرصدتها؟!.
في شمالنا الحبيب في كردستان العراق توصل المسئولون هناك لبعض الحلول فجعلوا المولدات الضخمة تخضع لشروط صحية ويشترط وضعها في أماكن لا تؤثر على المواطن ، حتى الساعات التي تمنح بها الطاقة الكهربائية تحدد من قبل المسؤولين هناك لماذا لا يفعل المسئولون الشئ ذاته في بغداد العاصمة؟ لا اعتقد ان الموضوع في غاية التعقيد لو طبقوه لحين توفير الطاقة الكهربائية وبشكل انساني كما في باقي بلدان العالم. فيا ايها المسئولون ، ان للصبر حدود لو تدرون، فسارعوا واعملو بضمير لخدمة المواطنين من اجل استمرار وزاراتكم الى يوم تبعثون.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية خضر قد والعصر الزيتوني، وجائزة نوبل
- لماذا الكامل شياع؟
- ثقافتنا الاجتماعية
- من ستنتخب أيها العراقي؟
- ناقوس الخطر يدق! فهل حياة لمن ننادي؟
- هل السيد مقتدى ضحية لتياره؟
- ماذا تريد التيارات (الهوائية)?
- البرلمان العراقي وحصان(ة) طروادة
- عام كهرباء وضياء
- تراثنا من اساطير الحضارات العراقية
- لن تأتي حياة
- حلم جبار
- هل يصلح موزارت ما أفسده الارهاب
- مستقبل العراق مرهون بوحدة شعبه
- ما الخطورة التي تشكلها جبهة التوافق !؟
- في يوم مشمس
- هدية اسود الرافدين لشعبهم، شئ من الفرح
- التهديد الامريكي بفوضى بلا حدود
- ابنتي والعراق والشاعر سعدي يوسف
- الحرية التي ضحى الشعب العراقي من اجلها


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابتسام يوسف الطاهر - استغلال المسئولون لصبر المواطنين