أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الصراع والبدائل ..المجلس والدعوة والتيار














المزيد.....

الصراع والبدائل ..المجلس والدعوة والتيار


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2434 - 2008 / 10 / 14 - 05:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعلن التيار الصدري حتى الآن عن موقف واضح ومحدد من عملية تشكيل مجالس الاسناد في محافظات الوسط والجنوب التي أثارت حفيظة المجلس الاعلى بشكل مباشر وسريع رغم إن خطوة حزب الدعوة هذه هي نتيجة مباشرة لسوء العلاقة والمواجهات المباشرة وغير المباشرة بين الدعوة والتيار الصدري فحزب الدعوة يدرك إنه لم يكن بإمكانه الوصول الى منصب رئيس الوزراء لمرتين لولا دعم الصدريين له داخل كتلة الائتلاف العراقي الموحد، ودعم الصدريين للدعوة هو نتيجة لخلافات الصدريين مع المجلس الاعلى بالدرجة الاساس ورغم الشراكة السياسية بين الدعوة والمجلس الاعلى إلا إن حزب الدعوة يدرك إن المجلس الاعلى هو منافس قوي ويسعى منذ سنوات الى رئاسة الوزراء التي حرم منها بسبب تحالف الصدريين والدعوة.
شعبية حزب الدعوة في الاوساط الشيعية لا تصل لمستوى الشعبية التي يحظى به التيار الصدري والمجلس الاعلى وكان مصير حزب الدعوة في الانتخابات القادمة موضع تساؤل المراقبين منذ القطيعة مع التيار الصدري والمواجهات بين الاجهزة الامنية والتنظيمات المحسوبة على التيار الصدري في أكثر من محافظة عراقية، ويبدو إن حزب الدعوة إكتشف هذا المأزق وهو في الحسابات السياسية إكتشاف متأخر.
حزب الدعوة حزب عريق في العمل السياسي لكن يبدو إن عمليات المطاردة والاستهداف والاستئصال التي تعرض لها الحزب على يد البعثيين أدت الى ظهور فجوة بين الدعوة والجماهير ولكن هناك عوامل أخرى تتعلق بالأطر الفكرية والمزاج الشعبي غير إن العامل الاساسي الذي يكمن وراء وضع حزب الدعوة في الشارع الشيعي هو عمليات الانشقاق التي شهدها الحزب خلال تاريخه الطويل، سواء تلك الانشقاقات التي قامت بها مجموعات من داخل الحزب وآخرها إنشقاق الجعفري وجناحه ليشكل تيار الاصلاح الذي عانى هو الآخر من إنقسامات خطيرة في يوم الاعلان الرسمي لولادته، وهناك أيضا الانشقاقات الفردية لإعضاء من حزب الدعوة الذين إندمجوا في تنظيمات أخرى أو حاولوا بناء تنظيمات جديدة بعضها أبقى على تراثه مع أفكار حزب الدعوة بينما إنتقل آخرون الى النقيض من الافكار والتنظيمات، وقد شهد حزب الدعوة موجتين من الانشقاقات الاولى قبل سقوط نظام صدام والثانية بعده، وفي الموجة الثانية أمتدت الانشقاقات الى الكوادر الوسطى فظهرت مجموعات سياسية عديدة تمسك الكثير منها بإسم الدعوة ربما تمحكا بهالة السلطة والتراث السياسي للحزب وهو ما دعا الحزب الى اللجوء للقضاء لإجبار هذه التنظيمات على تغيير أسمائها قبل إنتخابات مجالس المحافظات، وهو ما يعني رغبة الحزب في عدم حصول أي إرباك يؤدي لخسارته أي عدد من الاصوات مهما كان ضئيلا لكن الحزب لم يقدم على نفس الخطوة مع التنظيمات التي إنشقت عنه قبل 2003 أو تلك التي حملت إسم "الدعوة" قبل هذا التاريخ.
مهما حاول حزب الدعوة أن يستخدم غطاء الدولة في عملية تشكيل مجالس المحافظات فإن الصفة الحزبية لهذه التشكيلات لن تكون خافية فبإستثناء رئيس الوزراء وهو زعيم حزب الدعوة لم تشارك مؤسسات الدولة في تبني أو رعاية هذه التشكيلات ويبدو إن رعاية رئيس الوزراء لهذه المجالس جاء بنتيجة عكسية حيث أثارت شبهات مالية وسياسية ودستورية وأمنية وقادت الى خلافات مع المجلس الاعلى الشريك الاساسي لحزب الدعوة في كتلة الائتلاف العراقي الموحد، وإذا كان من حق أي حزب بناء مؤسسات داعمة له تتحرك على شرائح المجتمع ومكوناته فإن من واجب أي حزب عدم الخلط بين الوظيفة الرسمية داخل مؤسسات الدولة العراقية والنشاط الحزبي وكذلك عدم إستغلال المال العام وإسم الدولة في السلوكيات الحزبية.
يبدو إن الصدريين ينتظرون متريثين لرؤية النتيجة التي يصل إليها الخلاف بين حزب الدعوة والمجلس الاعلى لتحديد موقفهم بشكل صريح من عملية تشكيل مجالس الاسناد، لكن المرجح أن يميل الصدريون الى التعاون مع المجلس الاعلى الذي بدأ يتخذ خطوات للتقرب من الصدريين ويبدو إن التنظيمين قد وصلا الى مرحلة الاعتراف المتبادل بعدما إقتنع كل منهما بعدم إمكانية تجاهل الآخر أو تجاوزه لذلك ستكون خطوات حزب الدعوة للتوسع الجماهيري مؤثرة عليهما معا لإنها ستقلص من حصصهم في داخل كتلة الائتلاف في الانتخابات القادمة هذا إذا حافظت الكتلة على تماسكها وفي كل الاحوال فإن الكتلة ستخرج منها بعض المكونات والشخصيات في الاتجاه نحو تركيز مكونات الائتلاف كما حدث في الانتخابات الماضية حيث خرجت بعض مكونات الائتلاف التي شاركت في إنتخابات الجمعية الوطنية كجزء من الائتلاف نتيجة لتوازنات القوى داخل الكتلة ويبدو إن إنخفاض حدة الاحتقان الطائفي ستؤثر على تماسك الكتل مستقبلا لينتقل التنافس الى داخل المكونات كلا على حدة.
السيناريوهات المحتملة لتكوين الائتلاف مستقبلا ستتركز في إحتمال إخراج المزيد من مكوناته لتتساوى حصص المجلس الاعلى والتيار الصدري وحزب الدعوة إذا ما إقتنع المجلس والتيار بالتوسع الجديد لحزب الدعوة وهو الاحتمال الاقرب بعد بعض المواجهات والتشنجات، أما الاحتمال الآخر فهو تشكيل تحالف بين الصدريين والمجلس الاعلى ليكون هناك تقاسم للسلطة بين التنظيمين سواء في المحافظات أو في الحكومة وسيكون التقاسم كميا لصالح الصدريين ونوعيا لصالح المجلس الاعلى الذي يتوق الى منصب رئيس الوزراء.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العوامل السياسية للتحسن الأمني
- مفارقة إنتخابات المحافظات
- الاجنحة العشائرية
- مخاوف الفراغ الامني
- مفهوم الانسحاب
- إستضافة أم إستجواب؟!
- منزلق الشعارات
- إدارة ملف الاتفاقية
- سلاح الاعلام
- خلافات عادية
- مؤشرات مفوضية الإنتخابات
- النفخ في الجمر
- معادلة الأمن وحسابات السياسة
- المطبخ السياسي العراقي
- تأويل التأجيل
- الحشد الخطر ...كركوك وسقراط وهتلر
- حروب الحنين
- ظروف الاستبداد
- تغيير مفاجئ
- مفاتيح كركوك


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الصراع والبدائل ..المجلس والدعوة والتيار